التقى الرئيس الأمريكي جو بايدن، بزعماء جزر المحيط الهادئ، الإثنين، في ثاني قمة بالبيت الأبيض خلال ما يزيد قليلاً عن عام، في إطار هجوم ساحر يهدف إلى كبح المزيد من التوغلات الصينية في منطقة استراتيجية تعتبرها واشنطن منذ فترة طويلة فناءً خلفيًا لها.

وقبل الترحيب بزعماء الجزر المجتمعين تحت مظلة منتدى جزر المحيط الهادئ الذي يضم 18 دولة، أعلن بايدن اعتراف الولايات المتحدة الدبلوماسي بدولتين أخريين من جزر المحيط الهادئ، هما جزر كوك ونيوي.

وقال بايدن في حفل الترحيب: 'الولايات المتحدة ملتزمة بضمان أن تكون منطقة المحيطين الهندي والهادئ حرة ومنفتحة ومزدهرة وآمنة. ونحن ملتزمون بالعمل مع جميع الدول حول هذه الطاولة لتحقيق هذا الهدف'.

وقالت الولايات المتحدة في وثيقة صدرت بعد غداء عمل، إن بايدن تعهد بالعمل مع الكونجرس لتوفير 200 مليون دولار إضافية لتمويل المنطقة لمشاريع تهدف إلى التخفيف من آثار تغير المناخ وتحفيز النمو الاقتصادي ومكافحة الصيد غير القانوني وتحسين الصحة العامة. مع المجموعة.

وجاء في الوثيقة أن 'هذه البرامج والأنشطة الجديدة تواصل إظهار التزام الولايات المتحدة بالعمل مع جزر المحيط الهادئ لتوسيع وتعميق تعاوننا في السنوات المقبلة'.

وذكر بيان مشترك أن الجانبين اتفقا على عقد قمة أخرى في عام 2025 وارتباطات سياسية كل عامين بعد ذلك.

ووصف رئيس وزراء جزر كوك مارك براون، رئيس منتدى الجزيرة، القمة بأنها 'فرصة... لتطوير شراكاتنا من أجل الرخاء'. 

وحث واشنطن على 'المشاركة بنشاط على أعلى مستوى' في الاجتماع الثاني والخمسين لقادة صندوق الاستثمارات العامة الذي سيستضيفه في غضون أسابيع قليلة لإقرار استراتيجية 2050.

واستضاف بايدن قمة افتتاحية لـ14 دولة جزرية في المحيط الهادئ قبل عام وكان من المقرر أن يلتقي بها مرة أخرى في بابوا غينيا الجديدة في مايو/أيار. وتم إلغاء هذا الاجتماع عندما أجبرت أزمة سقف الديون الأمريكية بايدن على قطع رحلته الآسيوية.

وفي العام الماضي، تعهدت إدارته بمساعدة سكان الجزر على درء 'الإكراه الاقتصادي' الذي تمارسه الصين، وأصدرت إعلانًا مشتركًا يهدف إلى تعزيز شراكتهم، قائلين إنهم يتقاسمون رؤية لمنطقة 'يمكن للديمقراطية أن تزدهر فيها'.

وقال بايدن إن الاعتراف بجزر كوك ونيوي كدولتين مستقلتين وذات سيادة 'سيمكننا من توسيع نطاق هذه الشراكة الدائمة بينما نسعى لمواجهة التحديات الأكثر أهمية لحياة شعبينا'.

وسلط الضوء على ارتباطه الشخصي بالمنطقة، إذ قُتل عمه في الحرب العالمية الثانية بعد هبوطه اضطراريًا قبالة ساحل بابوا غينيا الجديدة. وقال إن القمة، كما كانت في السابق، كانت تهدف إلى 'بناء عالم أفضل'.

وفي بالتيمور يوم الأحد، قام زعماء جزر المحيط الهادئ بزيارة سفينة تابعة لخفر السواحل في الميناء واطلعوا قائد خفر السواحل على مكافحة الصيد غير القانوني.

كما حضروا مباراة الدوري الوطني لكرة القدم يوم الأحد بين بالتيمور رافينز وإنديانابوليس كولتس. العشرات من لاعبي اتحاد كرة القدم الأميركي هم من تراث جزر المحيط الهادئ.

وحضر ممثلون عن جميع أعضاء منتدى الاستثمار الفلسطيني الثمانية عشر القمة، ولكن ليس جميعهم على مستوى القادة.

ولم يحضر رئيس وزراء جزر سليمان ماناسيه سوجافاري، الذي عمل على تعميق العلاقات مع الصين، وقال مسؤول كبير في إدارة بايدن إن الولايات المتحدة 'تشعر بخيبة أمل' بسبب ذلك.

ويبدو أن واشنطن لم تحرز أي تقدم فيما يتعلق بعروض التمويل الكبير للبنية التحتية وتوسيع المساعدات لجزر سولومون. وزار سوجافاري الصين في يوليو، وأعلن عن اتفاق شرطي مع بكين يعتمد على اتفاقية أمنية تم توقيعها العام الماضي.

وقال البيت الأبيض في عام 2022 إن الولايات المتحدة ستستثمر أكثر من 810 ملايين دولار في برامج موسعة لمساعدة جزر المحيط الهادئ.

ومن جانبها، قالت ميج كين، مديرة برامج جزر المحيط الهادئ في معهد لوي الأسترالي، إنه على الرغم من أن الولايات المتحدة فتحت سفارات جديدة ومكتبًا للوكالة الأمريكية للتنمية الدولية في المنطقة منذ قمة العام الماضي، إلا أن الكونجرس لم يوافق بعد على معظم تعهدات التمويل التي تم التعهد بها العام الماضي.

وأضافت أن دول جزر المحيط الهادئ 'ترحب بإعادة مشاركة الولايات المتحدة في المنطقة، لكنها لا تريد أن تؤدي الصراعات الجيوسياسية إلى تصعيد العسكرة'. كما لم يحضر رئيس وزراء فانواتو ساتو كيلمان القمة. وانتخبه المشرعون قبل أسبوعين ليحل محل إسماعيل كالساكاو الذي خسر تصويتا بحجب الثقة بسبب إجراءات من بينها توقيع اتفاق أمني مع أستراليا حليفة الولايات المتحدة.

ولا تزال الولايات المتحدة تتفاوض لفتح سفارة لها في فانواتو، لكنها لم تزيد بشكل كبير من مشاركتها مع تلك الدولة، التي تعتبر الصين أكبر دائن خارجي لها. ووقعت الصين اتفاقية شرطية مع فانواتو الشهر الماضي.

وقال مسؤول كبير في إدارة بايدن إن الولايات المتحدة تسير على الطريق الصحيح لفتح سفارة فانواتو بحلول أوائل العام المقبل.

ورحبت فيجي بالوجود الإقليمي الأمريكي الأقوى باعتباره يجعل المحيط الهادئ 'أكثر أمنا'، لكن كيريباتي، وهي إحدى الدول الجزرية النائية في المحيط الهادئ، والتي تقع على بعد 2500 ميل (4000 كيلومتر) جنوب غرب هاواي، قالت هذا العام إنها تخطط لتحديث نظام سابق للحرب العالمية. مهبطين للطائرات بمساعدة صينية.

وجددت واشنطن اتفاقيات هذا العام مع بالاو وميكرونيزيا تمنحها إمكانية الوصول العسكري الحصري إلى الأجزاء الاستراتيجية من المحيط الهادئ، لكنها لم تفعل ذلك بعد مع جزر مارشال، التي تريد المزيد من الأموال للتعامل مع إرث التجارب النووية الأمريكية الضخمة في الأربعينيات. والخمسينيات.

وقال بيان القمة إن الولايات المتحدة 'تخطط للعمل بسرعة لتلبية احتياجات جمهورية جزر مارشال من خلال مفاوضات الاتفاق الجارية' وأنها ملتزمة بمعالجة 'المخاوف المستمرة المتعلقة بالبيئة والصحة العامة وغيرها من المخاوف المتعلقة بالرفاهية'.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الرئيس الأمريكي المحيط الهادئ بايدن بالبيت الأبيض إن الولایات المتحدة جزر المحیط الهادئ العام الماضی

إقرأ أيضاً:

باحث أميركي: هل تدخل أميركا في حرب مع الصين بسبب الفلبين؟

حذر باحث أميركي من أن أي حادث صغير في جزر "سبراتلي" ببحر جنوب الصين قد يشعل فتيل حرب بين الفلبين والصين اللتين تتنازعان ملكية المنطقة، وتساءل: كيف يمكن للولايات المتحدة دعم الفلبين دون الدخول في قتال مع الصين؟

وحاول رايان هاس -الذي يعمل مديرا لمركز "جون إل. ثورنتون لدراسات الصين" التابع لمعهد بروكينغز في واشنطن- تقديم إجابات عن هذا السؤال في مقاله بمجلة "فورين أفيرز" الأميركية.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2هآرتس: برنامج الجمهوريين بأميركا يهدد بترحيل الطلاب المؤيدين لحماسlist 2 of 2ماذا تخفي حالة بايدن الصحية؟.. طبيبا أعصاب يجيبان "لوفيغارو"end of list

ولفت إلى أن المسؤولين الأميركيين ظلوا طوال هذا العام يوعزون إلى نظرائهم الصينيين بأن الولايات المتحدة تتمسك بالتزامها الراسخ بتحالفها مع الفلبين، وهي رسالة تنطوي على تحذير من عدم اختبار حدود الصبر الأميركي إزاء محاولات بكين عرقلة الوصول إلى منطقة "سكند توماس شول"، وهي عبارة عن شعاب مرجانية مغمورة في "جزر سبراتلي" ببحر جنوب الصين حيث تربض السفينة الفلبينية "سييرا مادري" التي تستخدمها مانيلا قاعدة متقدمة.

إذا مات فلبيني واحد

وكان الرئيس الفلبيني فرديناند ماركوس الابن قد ألقى خطابا رئيسيا أمام قمة الأمن والدفاع في آسيا أو ما يعرف بـ"منتدى حوار شانغريلا" في سنغافورة في مايو/أيار الماضي حذر فيه الصين قائلا "إذا مات فلبيني واحد في الصراع فإن ذلك يعادل إعلان الصين الحرب على الفلبين، ونحن نعرّفه بأنه عمل من أعمال الحرب".

وفي تعليقه على هذه التصريحات، قال هاس إن تطور الأوضاع في المنطقة قد يجبر الفلبين على تفعيل معاهدة الدفاع المشترك لعام 1951 مع الولايات المتحدة.

ومع ذلك، فإن هذا الخطاب لم يمنع بكين من ردع مانيلا عن الاستمرار في تموين السفينة سييرا مادري، كما يقول الباحث الأميركي.

لكن في 17 يونيو/حزيران الماضي اصطدم جنود من خفر السواحل الصيني "عمدا" بقارب إعادة إمداد فلبيني، مستخدمين فؤوسا ومناجل ورماحا بدائية في عراكهم، مما أدى إلى بتر أصبع بحار فلبيني، ورغم ذلك لا تزال السفن الصينية والفلبينية تواصل العمل بالقرب من بعضها بعضا.

معاهدة الدفاع المشترك

وحذر هاس من أنه لا يزال هناك خطر كبير أن يؤدي مقتل أي جندي فلبيني إلى تفعيل معاهدة الدفاع المشترك بين الولايات المتحدة والفلبين ووضع القوات الأميركية والصينية على شفا الصراع.

ولتجاوز هذا المأزق يشير المقال إلى ضرورة أن تشتغل واشنطن بـ"وضوح" على أهدافها، ويتوقف نجاحها في ذلك على قدرتها على الحفاظ على صدق التزامها تجاه تحالفها مع مانيلا، وتفادي الصراع مع الصين ومنعها من احتلال منطقة "سكند توماس شول".

ووفق هاس -الذي يشغل أيضا منصب رئيس كرسي "تشين فو وسيسيليا ين كو لدراسات تايوان" التابع لمعهد بروكينغز- فإن تحقيق تلك الأهداف يتطلب من واشنطن أن تزن كل قرار سياسي بما قد يترتب عليه من نشوب أزمة أو منع حدوثها.

واعتبر أن منطقة "سكند توماس شول" تمثل تحديا إستراتيجيا ذا بعد عسكري، لكنها لا تعد مشكلة عسكرية تتطلب حلا عسكريا، وحث واشنطن على مقاومة محاولات تشكيل هذه القضية على أنها اختبار للإرادات بين الولايات المتحدة والصين، مع العمل على الاستفادة مما يصفها المقال بـ"بلطجة بكين" لتعزيز علاقاتها مع دول المنطقة.

رمز هائل للدول الثلاث

ويقول هاس إن لمنطقة توماس شول ثقلا رمزيا هائلا بالنسبة لأميركا والصين والفلبين، وليس هناك أمل كبير في التوصل إلى تسوية بشأن النزاع بشأنها، لكن واشنطن تنظر إلى الصراع على أنه يمس مصداقية التزاماتها الأمنية التي تعزز مكانتها في آسيا ومختلف أرجاء العالم.

وأشار إلى أن فشل واشنطن في الوقوف بحزم دفاعا عن الفلبين من شأنه أن يثير شكوك حلفائها وشركائها الأمنيين الآخرين إزاء الوثوق بها، مما يدفعهم إلى التحوط للدفاع عن أنفسهم.

وبالنسبة لمانيلا، فإن "سكند توماس شول" أصبحت رمزا وطنيا لتصميم البلاد على الوقوف في وجه البلطجة الصينية ودعم القانون الدولي.

وبحسب هاس، فإن مانيلا عازمة على منع الصينيين من بناء جزيرة صناعية في تلك المنطقة.

أما بكين فتعتقد أنها مارست ضبط النفس بالامتناع عن إزاحة السفينة سييرا مادري من المنطقة، وعن استخدام قوتها البحرية لعرقلة إيصال المؤن إليها.

ليس قدرا محتوما

وشدد هاس على ضرورة أن يقاوم صناع القرار في الولايات المتحدة رغبة "الصقور الأمنيين" الأميركيين في تحويل المنطقة المتنازع عليها إلى صراع إرادات مع الصين، وحض الأخيرة على أن تفعل الشيء نفسه تجنبا لاحتمال وقوع مواجهة مباشرة بين قوى عظمى نووية بشأن قارب "صدئ".

ويختم الباحث في مقاله بأن أفضل خيار أمام واشنطن للحد من تلك المخاطر هو رسم طريق وسط بين الخضوع لاختبار إرادات عسكري الطابع وممارسة الضغوط على الفلبين لحملها على الاستسلام للضغوط الصينية، مضيفا أن حدوث صراع أمر محتمل، لكنه أبعد ما يكون قدرا محتوما.

مقالات مشابهة

  • زلة لسان جديدة.. بايدن يقدم زيلينسكي باسم "الرئيس بوتين"
  • فيديو "الكارثة".. بايدن يقدم زيلينسكي على أنه "الرئيس بوتين"
  • هفوة جديدة.. بايدن يقدم زيلينسكي على أنه بوتين قبل أن يصحح زلته
  • هفوة جديدة .. بايدن يقدم زيلينسكي على أنه الرئيس بوتين
  • هفوات جديدة للرئيس الأمريكي| بايدن يقدم زيلينسكي على أنه الرئيس الروسي بوتين
  • أميركا تقر مساعدة عسكرية جديدة لأوكرانيا
  • قمة «الناتو».. تعهدات بأنظمة دفاع جوي جديدة لأوكرانيا
  • باحث أميركي: هل تدخل أميركا في حرب مع الصين بسبب الفلبين؟
  • زلزال بقوة 4.9 درجات يضرب جزر تونغا جنوب المحيط الهادئ
  • بايدن يتعهد بأرسال دفاعات جوية جديدة لأوكرانيا في خطاب خلال قمة لحلف شمال الأطلسي