قاسم برهان في تصريحات خاصة لـ العرب: أعتزل اللعب لمنح المجال للشباب
تاريخ النشر: 26th, September 2023 GMT
يعتبر قاسم برهان من حراس المرمى الذين مثلوا الكرة القطرية بشكل جيد وحقق العديد من الألقاب « 14 بطولة «، بعد 23 عاما قضاها في الملاعب مع اندية الخور والريان والغرافة والدحيل وتمثيله للمنتخب الوطني الأول و «تحت 23 عاما»، وبعد طول هذه الفترة قرر وبشكل رسمي اعتزاله الملاعب ووضع حد لمسيرته. أكد قاسم برهان في تصريحات خاصة «للعرب» انه اعتزل اللعب بشكل نهائي بعد ان قضى حوالي 23 عاما في الملاعب وذلك من أجل منح المجال للشباب، لاسيما ان في الوقت الحالي هناك حراس مرمى لديهم إمكانيات وقدرات هائلة، وبالتالي شعرت أنه حان الوقت لكي أعلن فيه اعتزالي بشكل نهائي.
وأضاف: أشعر بالفخر والاعتزاز أنني كنت أحد المساهمين في تحقيق العديد من الألقاب مع الأندية التي لعبت لها، حيث كانت البداية مع الخور الذي توجت معه بكأس سمو ولي العهد موسم 2005 وهو اول لقب يحققه النادي، وبعدها انتقلت للريان ولعبت له لمدة ثلاثة مواسم توجت معه أيضا بكأس سمو الأمير مرتين عامي 2004 و2006، ومن ثم انتقلت للغرافة « من 2008 لغاية 2015، وتوجت معه أيضا بتسع بطولات « لقب الدوري 3 مرات وكأس سمو ولي العهد مرتين 2010 و 2011 وكأس سمو الأمير مرتين 2009 و 2012، وكاس قطر مرتين 2018 و 2019 وفي موسم 2017 « اعارة « توجت مع الدحيل بلقب الدوري.
وأشار قاسم برهان الى التألق الكبير الذي شهده مع المنتخب الوطني تحت 23 عاما تحت قيادة المدرب الجزائري جمال بلماضي وقال: لقد شاركت مع العنابي في بطولة كأس الخليج عام 2014 بالمملكة العربية السعودية وأكرمنا الله بالتتويج بكأس البطولة في نهائي مثير امام منتخب صاحب الأرض والجمهور وهي المرة التي الأولى التي نال فيها العنابي كأس الخليج خارج الديار كما نلت في البطولة جائزة افضل حارس مرمى في البطولة وهذا يعود لجهد جميع زملائي اللاعبين. لعبنا وقتها بقلب رجل واحد وبروح قتالية عالية حيث لم نشعر لحظة اننا نلعب خارج الدوحة،كما ان المدرب جمال بلماضي زرع فينا روح القتالية وثقافة الفوز.
وأضاف: اعتقد انني قصرت من غير قصد في بعض المباريات وهذا يحدث مع أي لاعب وأتقبل النقد كما أتقبل الإشادة واطلب السماح والعذر من أي ناد أو لاعب، كرة القدم رياضة مثيرة يحدث فيها كل شيئ ولكن الحمد لله لم اسئ لأي احد وتربطني علاقة وطيدة مع جميع اللاعبين سواء من جيلي أو الجيل الحالي.
وختم برهان تصريحه بالقول: حاليا تفرغت لوظيفة جديدة كمدرب لحراس المرمى تحت 21 سنة بنادي الغرافة وبهذه المناسبة اشكر رئيس النادي وكافة أعضاء مجلس الإدارة على منحي هذه الفرصة وأتمنى ان أكون عند حسن ظن الجميع وأقوم بمهمتي على أكمل وجه.
المصدر: العرب القطرية
كلمات دلالية: قطر الكرة القطرية
إقرأ أيضاً:
سامح قاسم يكتب | زين العابدين فؤاد.. أبجدية الغضب والحنان
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
في زاوية من التاريخ، تتقاطع فيها القصيدة مع السجن، والأغنية مع الحلم، والوطن مع الوجع، وُلد زين العابدين فؤاد. لم يكن شاعرًا فحسب، بل كان لسانًا للناس، صوتًا للهامش، وضميرًا شعريًا ظلّ يقاوم النسيان والخذلان والظلم، بالكلمات وحدها، كأنها شفرات ضوء تخترق عتمة طويلة اسمها الوطن.
ولد زين العابدين فؤاد في أبريل 1942، وما زال – بعد أكثر من ثمانين عامًا – يكتب كما لو أنه يتنفس، أو كما لو أن الشعر هو ما يبقيه حيًا. إننا لا نتحدث هنا عن شاعر "عامية" فقط، بل عن شاعر صنع من البساطة قنابل مضادة للذل، ومن الجملة اليومية نشيدًا عابرًا للسجون. في زمن الخوف، كتب "اتجمعوا العشاق في سجن القلعة"، وفي زمن الصمت، غنّى للعمال، وللفلاحين، وللأطفال، وللشهداء الذين لم تحفل بهم نشرات الأخبار.
ما يُميّز تجربة زين العابدين فؤاد أنه لم يسعَ إلى الشعر كفنٍ للنخبة، بل سلك طريقًا معاكسًا. كان يؤمن أن الشعر يجب أن يُقال في الشارع، في المصنع، في المدرسة، لا في صالونات الأدب المعقّدة. لذا جاءت لغته مجبولة بالتراب، بالرغيف، بالحارة. لم يكتب من برجٍ عاجي، بل من بين الناس، ومن أجلهم.
في قصيدته، يتقاطع الغضب مع الحنان. يثور على الجلاد، لكنه في الوقت ذاته يمسح بيده على رأس الطفل الجائع، يكتب عن الخيانة، ثم يستدير ليكتب عن أمٍ تفتح نافذة الصباح بحثًا عن ابنها المفقود. هذا التوتر الإنساني، هذا التداخل بين الثورة والعاطفة، هو ما يجعل شعره نابضًا حتى اللحظة.
لم يكن زين العابدين فؤاد شاعرًا منفردًا، بل كان جزءًا من جوقة الغضب التي ضمت الشيخ إمام وأحمد فؤاد نجم وغيرهم. لكن ما يميزه هو صوته الخاص، صوته الهامس أحيانًا، العاصف حينًا آخر. بينما كان الشيخ إمام يغني "الفلاحين" على لحنٍ لا يُنسى، كانت كلماته تحفر في الذاكرة حفرًا يصعب طمسه.
في عيد ميلاده الثالث والثمانين، لا يبدو زين العابدين فؤاد شيخًا. هو ابنٌ دائمٌ للشعر، شابٌ في لغةٍ لا تشيخ، فتية في نبرتها، عنيدة في موضوعها. يحتفل به محبوه لا بوصفه شاعرًا مخضرمًا وحسب، بل بوصفه ذاكرة حيّة، وضميرًا صادقًا، وحكايةً لا تنتهي.
لم يحصل زين العابدين على جوائز رسمية ضخمة، ولم يكن نجمًا في قاعات الأضواء، لكنه ظل نجمًا حقيقيًا في قلوب من يعرفون معنى الكلمة، ومعنى الصمود، ومعنى أن تكون شاعرًا لا مهنة لك سوى أن تقول "لا" حينما يقول الجميع "نعم".
في هذا الزمن الذي يُعاد فيه تدوير الأكاذيب، ويُحتفى فيه بالسطحيين، يظل زين العابدين فؤاد شاعرًا لا يشبه أحدًا. شاعرًا كتب للناس، عن الناس، وبالناس. وكأن الشعر عنده ليس طقسًا جماليًا فقط، بل موقفًا أخلاقيًا، والتزامًا لا يشيخ.
تحية لك يا عم زين… لأنك جعلتنا نؤمن أن القصيدة يمكن أن تكون خريطة وطن، أو راية مقاومة، أو حضنًا مفتوحًا لكل مَن ضيّعته البلاد. زين العابدين فؤاد