استمتعت بكلمات كوكبة من السادة العلماء الأفاضل، وطربت بالإنشاد الدينى فى حب سيد الخلق وحبيب الحق سيدنا محمد - صلى الله عليه وسلم - فى الصالون الثقافي الذى أقامته رابطة الجامعات الإسلامية بالتعاون مع جريدتي الجمهورية وعقيدتي، وذلك في السابعة من مساء يوم السبت الماضى بمقر جريدة الجمهوية.
هذه الليلة المباركة جاءت تحت عنوان: "كان خلقه القرآن" وقطعا لن أستطيع سرد تفاصيل هذا اللقاء المبارك، لكثرة المتحدثين حيث احتشد جمع غفير من السادة العلماء الأفاضل هم: الأستاذ الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، والدكتور سامي الشريف أمين عام رابطة الجامعات الإسلامية، وسماحة السيد محمود الشريف نقيب السادة الأشراف، والدكتور محمد محمود أبو هاشم وكيل اللحنة الدينية بمجلس النواب، وعدد من كبار العلماء وأساتذة الجامعات من بينهم: الاستاذ الدكتور محمد عبد الدايم عميد كلية الدعوة الاسلامية بالقاهرة، والدكتور عبد الشافي الشيخ استاذ الدراسات العليا بجامعة الأزهر الشريف، والدكتور محمد المنسي وكيل كلية دار العلوم.
وكان على رأس المتحدثين الأستاذ الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، الذى قال كلاما مس شغاف القلوب وهز المشاعر، وترقرقت عيناه بالدموع وهو يلقى كلمته، وكان يحبس أنفاسه بين الحين والآخر خشية أن يغلبه البكاء، متأثرا بمواقف الحبيب المصطفى - صلى الله عليه وسلم - التى سردها ليدلل على رقى مشاعره وعظمة أخلاقه، ومعجزاته مع صحابته التى وردت فى الكتب الصحاح.
وكدت أجهش بالبكاء وأنا أجلس بجواره ولا يفصلنى عنه سوى سماحة السيد الشريف نقيب السادة الأشراف، الذى تأثر هو الآخر بكلمات معالى الوزير، الذى أكد أن مثل هذه الصالونات الثقافية من أهم جوانب التثقيف والحوار الفكري، مشيرا إلى البشرية لم تعرف عبر تاريخها الطويل ولن تعرف إلى أن تقوم الساعة شخصا أكرم ولا أنبل ولا أشرف ولا أعز على الله - عز وجل - ولا أرحم بخلق الله من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقد كان نعم القائد ونعم المربي وخير الناس للناس، وإن الحديث عنه - صلى الله عليه وسلم - حديث محبب إلى كل مؤمن، وعندما تحدث العلماء عن قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: "لَا يُؤْمِنُ أحَدُكُمْ، حتَّى أكُونَ أحَبَّ إلَيْهِ مِن والِدِهِ ووَلَدِهِ والنَّاسِ أجْمَعِينَ"، طرحوا سؤالًا: هل حب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - شرط صحة أم شرط كمال؟ والذي أدين لله به أن الحب شرط صحة في الإيمان، فلا يكون الإيمان صحيحًا إلا إذا كان المؤمن محبا حقا للرسول - صلى الله عليه وسلم - ففي الحديث أن عُمَر بن الخطاب رضي الله عنه قال: "يا رَسولَ اللَّهِ، لَأَنْتَ أحَبُّ إلَيَّ مِن كُلِّ شَيْءٍ إلَّا مِن نَفْسِي، فَقالَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: لَا، والَّذي نَفْسِي بيَدِهِ، حتَّى أكُونَ أحَبَّ إلَيْكَ مِن نَفْسِكَ، فَقالَ له عُمَرُ: فإنَّه الآنَ، واللَّهِ، لَأَنْتَ أحَبُّ إلَيَّ مِن نَفْسِي، فَقالَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: الآنَ يا عُمَرُ"، وفي يوم الحديبة قال أحدهم والله ما رأيت أحدًا يحب أحدًا كما يحب أصحاب محمد محمدًا - صلى الله عليه وسلم -، إنه النبي الإنسان وهو النبي الرحمة المهداة من الله للكون وللناس أجمعين.
وتخلل كلمات السادة العلماء فقرات من التواشيح والمدائح النبوية الشريفة، شارك فيها المبتهلان حسام صقر، وشريف خليف، وفضيلة القارئ الشيخ أحمد تميم المراغى، الذى أمتعنا بآيات بينات من الذكر الحكيم افتتح بها الليلة المباركة، كما شارك بفاصل من الابتهال فى حب صاحب الذكرى عليه أفضل صلاة وأزكى سلام.
[email protected]المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: صلى الله علیه وسلم
إقرأ أيضاً:
هل المصافحة بعد انتهاء الصلاة بين المصلين بدعة؟.. الإفتاء توضح
كشفت دار الإفتاء المصرية، عن حكم المصافحة بين المصلين بعد الصلاة وهل هي بدعة أم لا؟ مشيرة إلى أن المصافحة مشروعة بأصلها في الشرع الشريف.
وأوضحت دار الإفتاء، عبر موقعها الإلكتروني، أن المصافحة بين المصلين بعد الصلاة تدخل في عموم هذه المشروعية؛ فهي مباحة أو مندوب إليها على قول بعض العلماء، مع ملاحظة أنها ليست من تمام الصلاة.
وأكدت الإفتاء، أنه على مَن قلَّد القول بالكراهة أن يُراعيَ أدب الخلاف في هذه المسألة، ويتجنب إثارة الفتنة وبَثَّ الفُرقة والشحناء بين المسلمين بامتناعه مِن مصافحة مَن مَدَّ إليه يده مِن المصلين عقب الصلاة.
حكم من يترك الصلاة بسبب عدم قدرته على الحركة.. الإفتاء تكشف حالتين
فضل الدعاء بعد صلاة الظهر.. ردد هذه الأدعية المستجابة
هل يجوز صلاة الضحى ركعتان فقط؟ وحكم أدائها 4 ركعات بتشهد أوسط
لماذا حذر النبي من الصلاة عند شروق الشمس؟.. بسبب قرني الشيطان
وأضافت دار الإفتاء، أنه من المقرر شرعًا أنَّ المصافحة بعد الصلاة ليست مخصصة والأصل في المصافحة أنها عامة ومن الأفعال المسنونة التي تُغفر بها الذنوب، وتُحَط بها الأوزار؛ فعن البراء بن عازبٍ رضي الله عنه أنَّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «مَا مِنْ مُسْلِمَيْنِ يَلْتَقِيَانِ فَيَتَصَافَحَانِ إِلَّا غُفِرَ لَهُمَا قَبْلَ أَنْ يَفْتَرِقَا» أخرجه أحمد في "المسند"، وأبو داود والترمذي وابن ماجه في "السنن"، وابن أبي شيبة في "المصنف".
وعن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه أنَّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «إِنَّ الْمُؤْمِنَ إِذَا لَقِيَ الْمُؤْمِنَ فَسَلَّمَ عَلَيْهِ وَأَخَذَ بِيَدِهِ فَصَافَحَهُ، تَنَاثَرَتْ خَطَايَاهُمَا كَمَا يَتَنَاثَرُ وَرَقُ الشَّجَرِ» أخرجه الطبراني في "المعجم الأوسط"، وابن شاهين في "الترغيب"، والمنذري في "الترغيب والترهيب"، وقال بعده: "رواه الطبراني في الأوسط، ورواته لا أعلم فيهم مجروحًا".
واستشهدت دار الإفتاء بما أخرجه الإمام مالك في "الموطأ" من قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «تَصَافَحُوا يَذْهَبِ الْغِلُّ، وَتَهَادَوْا تَحَابُّوا، وَتَذْهَبِ الشَّحْنَاءُ»، وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنَّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «إِذَا الْتَقَى الْمُسْلِمَانِ فَسَلَّمَ كُلٌّ مِنْهُمَا عَلَى صَاحِبِهِ وَتَصَافَحَا كَانَ أَحِبَّهُمَا إِلَى اللهِ تَعَالَى أَحْسَنُهُمَا بِشْرًا لِصَاحِبِهِ» أخرجه الإمام البيهقي في "شعب الإيمان".
ونوهت الإفتاء، بأن الأدلة بمجموعها تدل على مشروعية المصافحة والحث عليها، وعلى ذلك جمهور العلماء سلفًا وخلفًا ومنها:
قال الإمام ابن عبد البر في "الاستذكار" (8/ 292، ط. دار الكتب العلمية): [على جواز المصافحة جماعة العلماء من السلف والخلف، ما أعلم بينهم في ذلك خلافًا] اهـ.
وهذه الأدلة وغيرها من النصوص جاءت مطلقة، ومن المقرر في علم الأصول أنَّ الأمر المطلق يقتضي العموم البدلي في الأشخاص والأحوال والأزمنة والأمكنة، وإذا شرع الله تعالى أمرًا على جهة العموم أو الإطلاق فإنه يؤخذ على عمومه وسعته، ولا يصح تخصيصه ولا تقييده بوجه دون وجه إلا بدليل، وإلا كان ذلك بابًا من أبواب الابتداع في الدين بتضييق ما وسَّعَه الله ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم.
كما أن فِعْلَ النبي صلى الله عليه وآله وسلم لبعض أفراد العموم الشمولي أو البدلي ليس مخصصًا للعموم ولا مقيدًا للإطلاق ما دام أنه صلى الله عليه وآله وسلم لم يَنْهَ عما عداه، وهذا هو الذي يعبر عنه الأصوليون بقولهم: الترك ليس بحجة؛ أي أن ترك النبي صلى الله عليه وآله وسلم لأمرٍ ما لا يستلزم منه عدم جواز فعله.