وسائل إعلام: واشنطن وجهت إلى أوكرانيا قائمة الإصلاحات التي تشترطها لمواصلة الدعم العسكري
تاريخ النشر: 26th, September 2023 GMT
أفادت وسائل إعلام أوكرانية بأن مايكل بايل، نائب مستشار الأمن القومي الأمريكي وجه إلى القيادة الأوكرانية قائمة الإصلاحات التي يجب تحقيقها من أجل الحصول على المزيد من المساعدات.
وحسبما نشرته صحيفة "أوكراينسكا برافدا"، فإن الوثيقة تحت عنوان "قائمة الإصلاحات ذات الأولوية. الإصلاحات المتعلقة بشروط تقديم المساعدات الأمريكية"، تطالب السلطات الأوكرانية بتحرير أسعار الغاز والطاقة الكهربائية لضمان "الاستقرار المالي للشركات والمشغلين".
وتضمنت القائمة كذلك توسيع مجلسي المراقبين لشركتي "أوكر إينيرغو" و"نفطوغاز" ليضم كل واحد منهما شخصا إضافيا، دون الإشارة إلى جنسية هذا الشخص.
وتطالب الوثيقة أيضا بتعزيز المكتب الوطني لمحاربة الفساد، الذي يجب أن يحصل على حق التنصت وصلاحيات استثنائية للتحقيق في قضايا الفساد المدوية. وفي الوقت ذاته يجب إصلاح جهاز الأمن الأوكراني، الذي سيواصل تبنى مهام محاربة التجسس والإرهاب والجريمة السيبرانية، حسب الوثيقة.
إقرأ المزيدوتدعو الوثيقة القيادة الأوكرانية إلى تبني تشريع سيعيد إلزام كافة المسؤولين في الدولة والقضاة بالكشف عن أصولهم، وكذلك تشكيل مجلس مراقبين لدى مؤسسة الصناعة الدفاعية الأوكرانية وجعل مشتريات الأسلحة منسجمة مع معايير الناتو، مع ضمان "الشفافية والمساءلة والمنافسة في مجال المشتريات الدفاعية".
ومن بين المطالب الأمريكية الواردة في الرسالة كذلك إصلاح هيئة الجمارك وحرس الحدود الأوكرانيين، إضافة إلى إصلاحات الشرطة ووزارة الدفاع ومكتب الأمن الاقتصادي والمحكمة العليا لمحاربة الفساد وغيرها.
وتطالب الوثيقة السلطات الأوكرانية بتحقيق الإصلاحات في غضون 18 شهرا.
يذكر أن الولايات المتحدة تعتبر أكبر داعمي أوكرانيا، حيث بلغت قيمة المساعدات العسكرية لوحدها، التي تم تقديمها منذ بدء العملية العسكرية الروسية، أكثر من 44 مليار دولار.
المصدر: تاس
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: كورونا الأزمة الأوكرانية البيت الأبيض العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا
إقرأ أيضاً:
خبراء لـ«الاتحاد»: أوكرانيا مطالبة بالحياد العسكري لسلام دائم مع روسيا
عبدالله أبوضيف (القاهرة)
أخبار ذات صلةيحتدم الجدل حول مستقبل السلام في أوكرانيا بين رؤى متباينة بشأن التنازلات المطلوبة لإنهاء الحرب، فبينما ترى روسيا أن تحقيق الاستقرار يتطلب التزام كييف بالحياد وتقليص قدراتها العسكرية والاعتراف بالوقائع الميدانية الجديدة، يرفض الجانب الأوكراني هذه الشروط، معتبراً أنها تمس سيادته وأمنه القومي.
ووسط هذه المواقف المتباينة، تبقى التساؤلات قائمة حول مدى إمكانية التوصل إلى اتفاق يضمن سلاماً دائماً من دون أن يكون مجرد هدنة مؤقتة.
ويرى الباحث السياسي الروسي أندري أوتنكوف أن تحقيق سلام دائم في أوكرانيا يتطلب تنازلات واضحة من الجانب الأوكراني، بحيث لا تتكرر الحرب مرة أخرى بعد 5 أو 20 سنة، ولا يضطر الأجيال القادمة إلى القتال مجدداً.
وأشار في تصريح لـ«الاتحاد» إلى أن من بين هذه التنازلات ضرورة أن تظل أوكرانيا دولة محايدة من دون الانضمام إلى حلف «الناتو»، مع تقليص عدد جنودها وأسلحتها بشكل كبير حتى لا تشكل تهديداً مستقبلياً لروسيا.
وأكد أن على أوكرانيا الاعتراف بالواقع الذي تشكل على الأرض، بما في ذلك سيطرة روسيا على المناطق الأربع التي ضمتها بعد استفتاءات محلية، بالإضافة إلى الاعتراف بانضمام القرم إلى الأراضي الروسية منذ عام 2014.
كما يشدد على ضرورة إلغاء القوانين الأوكرانية التي تمنع استخدام اللغة الروسية، مؤكدًا أن اللغة الروسية كانت تُستخدم على نطاق واسع في أوكرانيا قبل صدور هذه القوانين.
ويضيف أن أي اتفاق سلام يجب أن يضمن تنفيذ هذه الشروط لضمان الاستقرار ومنع عودة الحرب مستقبلاً، مشيراً إلى أن تحقيق ذلك يعتمد على مدى استعداد أوكرانيا لتقديم هذه التنازلات في المفاوضات المقبلة.
وفي سياق متصل، يعتقد الباحث الأوكراني، بوليكوف الكسندر، أن أي اتفاق سلام يجب أن يضمن بقاء أوكرانيا كدولة ذات سيادة دون فرض وضع محايد عليها قسراً.
واعتبر في تصريح لـ«الاتحاد» أن الانضمام إلى تحالفات دفاعية مثل «الناتو» هو حق سيادي لكييف، خاصة بعد ما تعرضت له من حرب، ويعتبر أن التخلي عن هذا الخيار قد يترك البلاد عرضة لتهديدات مستقبلية من دون أي ضمانات أمنية حقيقية.
وأكد أن فرض قيود على القوات الأوكرانية سيكون بمثابة تهديد للأمن القومي، مشيراً إلى أن قدرة الجيش الأوكراني يجب أن تظل قوية بما يكفي لردع أي عدوان مستقبلي.
واعتبر أن تقليص حجم القوات وتسليحها لا يخدم سوى المصالح الروسية، بينما تحتاج أوكرانيا إلى دعم عسكري مستمر للحفاظ على استقرارها.
أما فيما يتعلق بالتنازلات الإقليمية، فيرفض الباحث الأوكراني فكرة التخلي عن أي جزء من أراضي أوكرانيا، معتبراً أن الاعتراف بضم روسيا للمناطق المحتلة سيشجعها على التوسع أكثر في المستقبل.
واعتبر أن أي اتفاق يجب أن يستند إلى استعادة الأراضي الأوكرانية بالكامل، مشددًا على أن القبول بالوضع الحالي لن يجلب سلاماً حقيقياً، بل سيؤدي إلى صراع طويل الأمد.
من جهته، يرى الباحث الروسي أندريه كورتنوف أن أوكرانيا بحاجة إلى تبني وضع محايد كجزء أساسي من أي اتفاق سلام مستقبلي.
ويرى أن التخلي عن فكرة الانضمام إلى حلف «الناتو» يمكن أن يكون ضمانة لعدم تكرار النزاع في المستقبل، مشيرًا إلى أن الحياد الدائم سيخفف من المخاوف الأمنية لروسيا ويمهد الطريق نحو استقرار طويل الأمد في المنطقة.
كما أكد لـ«الاتحاد» أن أي اتفاق يجب أن يتضمن قيودًا واضحة على حجم وقدرات القوات المسلحة الأوكرانية.
واعتبر أن تقليص عدد الجنود ونوعية الأسلحة سيقلل من احتمالية تصاعد التوترات العسكرية مجدداً، ويطمئن روسيا إلى أن أوكرانيا لن تشكل تهديداً مستقبلياً لها، وهو شرط قد يكون ضرورياً لنجاح أي تسوية سياسية دائمة.
ويرى كورتنوف أن على أوكرانيا تقديم تنازلات إقليمية كجزء من الحل، موضحاً أن الاعتراف بالوضع الحالي للمناطق التي ضمتها روسيا، بما فيها القرم والمناطق الأربع الأخرى، سيكون عاملاً حاسماً في إنهاء النزاع.
ويشير إلى أن أي رفض لهذه المسألة سيجعل تحقيق السلام أكثر تعقيداً، مما يطيل أمد الصراع ويدفع الأطراف إلى مزيد من المواجهات.