نقيب المهندسين لـ "الفجر": الأوضاع مستقرة حاليا.. و"30 مايو" يوما مأساويا (صور)
تاريخ النشر: 26th, September 2023 GMT
أجرى المهندس طارق النبراوي، نقيب المهندسين، حوارًا مع "الفجر" للحديث عن آخر المستجدات داخل نقابة المهندسين وتفاصيل الأحداث الأخيرة أثناء الجمعية العمومية.
إليكم نص الحوار:
- أخبرنا عما حدث في الجمعية العمومية الأخيرة للنقابة؟كان يومًا مأساويًا وساعةًا مأساويةًا في تاريخ نقابة المهندسين. انتهينا من التصويت على سحب الثقة مني، وقامت اللجنة المشرفة على الانتخابات بفرز الأصوات.
شهدنا تباطؤًا وتكاسلًا في إعلان النتيجة، ثم فوجئنا بهجوم بعض المعارضين علينا بعد طلبهم إلغاء النتيجة، وقاموا بالبحث عني للهجوم عليّ، واعتدوا أيضًا على العديد من الأشخاص.
طارق النبراوي - نقيب المهندسينانسحبت اللجنة المشرفة من المنصة التي كانت ستعلن على نتيجة التصويت قبل لحظات من إعلانها، بسبب هجوم بعض معارضي المهندس طارق النبراوي على المنصة.
سادت حالة من الجدل أثيرها بعض معارضي نقيب المهندسين طارق النبراوي، بعدما سادت حالة من الفرح والاحتفال بالجانب المؤيد لنقيب المهندسين، حيث أظهرت النتائج الأولية رفض سحب الثقة منه.
- وما هي الإجراءات التي تم اتخاذها بعد هذه الأحداث؟قمنا بتقديم بلاغ واضح إلى قسم الشرطة وأحيل الأمر إلى النائب العام والنيابة، وأدليت بأقوالي خلال ثلاث جلسات طويلة في النيابة.
وقدمنا كافة البيانات المتوفرة لدينا للنيابة، بما في ذلك الصور والفيديوهات للأحداث، ومعلومات وافية عن المعتدين، وعناوينهم وأماكن عملهم. نحن في انتظار قرار النيابة العامة في هذا الشأن، حتى لا يتكرر الأمر.
- كيف تسير الأمور في النقابة حاليا؟الأوضاع مستقرة، والعمل يسير وفقًا للقانون، والجميع يعمل من أجل صالح المهندسين الأعضاء في الجمعية العمومية. ولا يوجد لدينا سوى ملفات مهنية نعمل على حلها لمساعدة المهنة.
نوجه الشكر والتقدير لجهود الدولة في مساعدة النقابة على تصحيح الأوضاع والوصول إلى بر الأمان، ممثلة في الدكتور هاني سويلم، وزير الري، والفريق المهندس كامل الوزير، وزير النقل.
طارق النبراوي - نقيب المهندسين- هل هناك تقصير في القبض على البلطجية؟أنا أثق تمامًا في عدالة المحكمة وراضٍ عن كل ما سيحدث.
- هل هناك تعاون بين النقابة والدولة؟النقابة، وفقًا للقانون، هي الاستشاري الأول للدولة في مجال تخصصها، وكل ما نسعى إليه هو تطوير المهنة وتحقيق صالح المهندسين والقضاء على طوابير البطالة بين المهندسين، والتأكيد على التزام جميع المعاهد الهندسية بالقانون والحصول على شهادة ضمان جودة التعليم.
طارق النبراوي - نقيب المهندسين- هل تم زيادة المعاشات بعد دراسة استشارية؟لا، لم يتم عمل دراسة استشارية لأن موارد النقابة تفوق زيادة المعاشات للمهندسين.
- ما هو الجديد في مشروع مستشفى بدر؟أُخبرنا بأن أرض مدينة بدر كانت مخصصة لبناء مستشفى منذ عام 2015، وقد تم اتخاذ قرار مسبق في مجلس النقابة بإعادة تخصيص هذه الأرض لنشاط مختلط متكامل. وبالفعل، تم اتخاذ قرار بإعادة التخصيص وإرسال خطاب إلى هيئة المجتمعات العمرانية بهذا الخصوص. كان هناك أيضًا مقابلة مباشرة مع رئيس جهاز مدينة بدر لتقييم الموقف والأعباء الجديدة على النقابة وتحديد الفرص المتاحة بناءً على المقومات الجديدة في المدينة، ومن المتوقع أن يحقق هذا النشاط الاستثماري مكاسب كبيرة للنقابة.
طارق النبراوي - نقيب المهندسين- ما هي تفاصيل التعليم الهندسي؟تم وصف قرارات التعليم الهندسي بأنها قوية وقانونية، وهي أولى خطوات لإصلاح مسار التعليم الهندسي وتطوير مهنة الهندسة وإنقاذها من الوضع الحالي. تم التأكيد على دعم رئيس هيئة ضمان الجودة لهذه القرارات بشكل واضح وصريح. وتم التأكيد أيضًا على أن هذه القرارات قانونية وتتوافق مع القوانين المصرية والدستور المصري. وتم الإشارة إلى أن هذه القرارات هي بداية لمسار إصلاح أطول وأوسع، وأن الخطة للمستقبل واضحة.
- ما هو موقف النقابة من خريجي المعاهد الهندسية؟لن يتم قبول خريجي المعاهد الهندسية ما لم يحصلوا على شهادة جودة التعليم والاعتماد من الجهة المختصة بحد أقصى حتى 31/12/2024.
- ما هي شروط قبول خريجي المعاهد الهندسية؟تشترط النقابة لقبول خريجي المعاهد والكليات الهندسية الذين حصلوا على شهادات الدبلومات الفنية "ثلاث سنوات" أن تكون شهادة الدبلوم الفني معادلة لشهادة الثانوية العامة من قبل الجهات المختصة، اعتبارًا من 31/12/2023.
- ماذا عن محور التدريب والتأهيل لخريجي المهندسين؟تم تأكيد أن محور التدريب يعمل بأقصى كفاءة، وتم دعوة الأعضاء لزيارة معامل التدريب في النقابة العامة والنقابات الفرعية المختلفة. يتضمن هذا البرنامج التدريبي تحسين مهارات المهندسين وتطويرها، وسيبدأ في تنفيذ المرحلة الأولى من المشروع بعد اكتمال التصميم.
- كيف تدير النقابة أصولها ومواردها؟هيئة المكتب قامت بجهود كبيرة لزيادة موارد النقابة وبحثت في استثمار أصولها. تم التواصل مع صندوق استثمار البنك الأهلي لإدارة محفظة النقابة بشكل أفضل، وتم تقديم دراسات لاستثمار بعض الأصول الخاملة. يعمل الهدف على تعظيم استثمارات أصول النقابة لزيادة العوائد المالية لصالح الأعضاء.
- ماذا حدث في تعديلات أنظمة مزاولة المهنة؟تم تقديم الشكر لكل المهندسين الذين ساهموا في إعداد لائحة مزاولة المهنة على مدى سنوات طويلة تمتد من عام 2014 حتى الآن. تم تأكيد أهمية هذه اللائحة بوصفها تنظم العمل بين المهندسين والجهات الم
ختلفة والنقابة بشكل شامل للمرة الأولى. تم التأكيد على أن الهدف هو إصدار لائحة تليق بالمهندسين المصريين وتنظم مهنتهم بشكل جيد لضمان الجودة والتوافق بين المهندسين ونقابتهم والأجهزة المعنية.
- هل تقدم النقابة منحًا لأعضائها؟مؤخرًا، ضاعف مجلس النقابة منحة المجندين المقيدين بالنقابة.
كما قام بزيادة منحة الزواج لابنة المهندس المتوفي لتصبح 5000 جنيهًا.
- حدثنا عن أرض الأقصر؟موضوع أرض الأقصر يتلخص في أن نقابة الأقصر أُنشِئَت في عام 2015، ولا يوجد لها مقر ثابت، إذ إن مقرها الحالي مستأجر. ومنذ تأسيسها، تقدمت النقابة بطلب للحصول على مقر دائم، ولهذا الغرض، شكلنا لجنة بالتعاون مع نقابة الأقصر. تمت معاينة عدة قطع أراضي، وتم الاستقرار أخيرًا على إحداها لتكون مقرًا لنقابة الأقصر الفرعية. بعد سلسلة من الزيارات والمتابعات والتفاوض بشأن الأسعار، تم التوصل إلى اتفاق مع المسؤولين عن هذا الأمر. تم التأكيد على أهمية التعامل مع جهات حكومية في أقصى حد ممكن لضمان الثقة وحقوق النقابة. الخطوة التي اتخذتها النقابة هي شراء قطعة أرض تتبع البنك العقاري المصري، وهو بنك حكومي، مما يعني أننا نتعامل مع جهة آمنة تمامًا سواء في السعر أو الموقع أو الوثائق وما إلى ذلك. لاحظنا بعض الخلافات التي نشأت بسبب بعض الإجراءات التي اتخذت قبل الموافقة النهائية من قبل المجلس. يجب أن تكون هذه الموافقة غالبًا ما تتبع الإجراءات بموجب القانون. حاليًا، أكملنا كل الإجراءات من تقييم وغيرها، وكل هذه الأمور واضحة، وهناك بعض الطلبات التي طلبها المجلس لاستكمال الإجراءات القانونية بشكل كامل، منها استكمال التقييم ومحاولة التفاوض مع البنك لتقديم تخفيض في الفوائد.
تم تفويض هيئة المكتب لدراسة موقف قطعة الأرض المخصصة لإنشاء مقر للنقابة الفرعية بالأقصر، واتخاذ الإجراءات اللازمة للمضي قدمًا في تسجيل الأرض.
ووافق المجلس على البدء في إجراءات عقد اجتماع جمعية تأسيسية لمهندسي البحر الأحمر تمهيدًا لإنشاء نقابة فرعية خاصة بهم.
كما تم تشكيل لجنة لبحث آليات استلام حصة النقابة بقرية "ريماس" والاستفادة القصوى من استغلالها.
طارق النبراوي - نقيب المهندسين- ما هي علاقة النقابة العامة بالنقابات الفرعية؟تسعى النقابة العامة للمهندسين دائمًا إلى دعم دور النقابات الفرعية وتعزيزه، وتبذل جهودًا مستمرة لتقديم الدعم المادي والمساعدة في التغلب على أية عقبات تواجهها. النقابة تؤمن بأهمية تعاون جميع النقابات من أجل تحقيق مصلحة المهنة وأعضائها.
- في الختام.. هل لديك كلمة للمهندسين؟أنا دائمًا جاهز للاستماع إلى الآراء المختلفة والموجهة سواء كانت مؤيدة أو معارضة، لأننا نعمل كفريق واحد من أجل صالح المهنة والنقابة.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: نقابة المهندسين أرض الأقصر أرض المهندسين المعاهد الهندسیة نقیب المهندسین طارق النبراوی خریجی المعاهد التأکید على
إقرأ أيضاً:
مهانة المهنة ... الشاعر في سوق العمل
قيل لي إن الشعر لا يُطعم خبزا. نعم إن موهبتكَ جيدة؛ وفي وسعكَ أن تصبح شاعرا أسوأ بقليل من كبار الشعراء، ولكن لا تنسَ أن «أذكى» التلاميذ الذين سيتخرجون من هذه المدرسة عليهم أن يكونوا إما أطباء أو مهندسين.
كنتُ عائدا للتو من قراءة أولى قصائدي على منصة الإذاعة المدرسية في طابور الصباح، ولم يتسنَّ لي بعد أن أتنفس كامل نشوتي بذلك الانتصار الصغير حين داهمتني «النصيحة» من معلم الرياضيات على باب الحصة الأولى. وحتى وأنا أقف الآن على بعد سنوات ومسافات من البيت والمدرسة، لا أكاد أنسى المواقف الكثيرة التي سمعت فيها المقولة المشهورة عن الشعر والخبز، تلك التي يعاد تدويرها على مسمعي بأشكالٍ مختلفة على سبيل النصيحة، سواء من المعلمين أو من قِبل الأوصياء في العائلة. وللسخرية أنها لاحقتني إلى قاعة المحاضرات بالجامعة من بعض الأساتذة.
بطبيعة الحال لم يكن مساري الجامعي أو احتمالات الوظيفة المستقبلية أكبر همومي حينها. من نظرة إلى نهاية الشارع المرصوف، في انتظار حافلة الصباح، بدا المستقبل مسألة مؤجلة تتسع لأعظم الأحلام. مع ذلك لم أكن لأفكر سوى بكتابة قصيدة أفضل حتى أصبح بالفعل «أسوأ بقليل من كبار الشعراء». ولم يكن أمامي خيار آخر سوى المكابرة بزعم أن الشعراء لا يحتاجون لأكل الخبز أصلا. كان ذلك قبل سنوات قليلة من اكتشافي التاريخي المهول لحقيقة أن الشعراء كائنات حية، لنقل إنهم مبدئيا لا يختلفون كثيرا عن أسماك البحر، حتى وإن كانت أسماكُ حوض الزينة أليقَ تشبيها لبعضهم.
على أية حال فإن هواجسي عن الوظيفة والمكسب ومناخ سوق العمل المأزوم لم تستفق إلا متأخرة نسبيا، ربما بعد سنة أو سنتين من التحاقي بكلية الهندسة في جامعة السلطان قابوس. كنت أعي بأن دراستي للهندسة كانت نوعا من التفاوض مع واقعية المقولة المقيتة التي لا يتورَّع الكثير من المثقفين للأسف عن تكريسها أكثر فأكثر كحقيقة لا مفر منها، بل وتعميمها على مجمل العمل الثقافي، مجددا لأن الثقافة لا تطعم خبزا كما يقولون.
ما كان يشعرني حقا بالتهديد هو رؤيتي للمصائرِ المحزنة التي آلت إليها مواهب عدد من الأصدقاء الأكبر مني؛ فكتاباتُهم التي وعدت بالكثير خلال سنوات الجامعة سرعان ما تلاشت بعد صورة «السلفي» الجميلة بلباس حفل التخرج؛ إذ لم يكد أحدهم يخلع تلك التمصيرة المرتبة بعد الحفل حتى وجد نفسه صباح اليوم التالي واحدا من بين آلاف الخريجين، السابقين واللاحقين، المنتظرين لأدوارهم في الطابور الطويل للباحثين عن العمل.
كنت في مطعم عادة ما يقصده موظفو القطاع الخاص للغداء المتأخر قبل المغرب. صادفت على المدخل أحد أولئك الذين عرفتهم أيام الجامعة. كان موهبة ولادة للاستعارات ومخيلة منفتحة على الصور الشعرية الغريبة، وتذكرت هوسه برائحة الكتب الجديدة التي يهرع بها فورا من معرض الكتاب إلى غرفته الصغيرة بالخوض ليتفحَّص فيها رائحة الورق. سألته إن كان قد استقال من الكتابة للأبد؟ بل تقاعدتُ، هكذا رد على السؤال المباغت بسرعةِ بديهةٍ لم تفارق منطقَه يوما. أصبح موظفا في إحدى الشركات الثقيلة بالسوق، تقاعد من الكتابة - على حد تعبيره - ليمتهِن المهنة البعيدة عن تخصصه الدراسي، أي نعم، لكنها الآن محور حياته ومصدر عيشه، وأن يكون مديرا للمشاريع فيها فتلك أمنية تستحق التضحية برائحة الكتب والركض خلف سراب الاستعارات.
لست هنا لأحكي حكاية شخصية، فمن المؤكد أن النصيحة التي سمعتها، على واقعيتها البغيضة، قد صادفت آذان غيري في بواكير تفتُّح الموهبة وسنوات التجريب والتخريب الأولى من مغامرة الكتابة، منذ هولدرين إلى رامبو الشقي الذي توسَّل أمه من أجل بعض الفرنكات ليذهب بديوانه الأول للناشر: «سيُباع عدد جيد من كتابي، وسيعود علي بخمسمائة فرنك. لو أعطيتني المصاريف الأولية فسأكون في وضع أستطيع فيه أن أدفع أجور الطباعة بنفسي». لم تكن الأم تدرك جدوى ما يفعل الصبي من كتابته «قصصا ليس لها معنى أو داعٍ» بدلا من استثمار الفرنكات في قطعة أرض. في كتابه «رامبو الشاعر والإنسان» يخبرنا بيير بتفيز بالحكاية نقلا عن إيزابيل، شقيقة رامبو: «طلب رامبو من أمه أن تلقي نظرة على مخطوطة الكتاب، لكنها لم تفلح في العثور على رأس أو ذنب منها».
الأم: «ماذا تريد أن تقول»؟
رامبو: «أردت أن أقول ما تقوله المخطوطة، حرفيا ومن جميع النواحي».
ما الذي يمكن قوله إذن عن علاقة الشاعر العربي، أو المثقف عموما، بقلق المهنة وهاجس المال؟ عن دوامة الإهانات والتنازلات، من المهد إلى اللحد، سعيا للعيش الكريم ووفاء للكتابة في حياة واحدة؟ من المرعب والمحزن أن أتذكر كيف شرَّدت مهانة المهنة حياة واحد من أهم تجارب الشعر العربي في العصر الحديث، بدر شاكر السيَّاب. ففوق هشاشة الجسد المريض والحرمان من الحب ونكال الحياة الحزبية ومؤامراتها ذاق السيَّاب مرارات تأمين القوت وقسوة أرباب العمل. استحضرتُ مأساة السيَّاب مجتمعة حين صادفت على الإنترنت وثيقة مصورة تعود لتاريخ 12 أغسطس 1964، إخطار من المدير العام لمصلحة الموانئ العراقية يقول: «إلى السيد بدر شاكر السيَّاب: بناء على انتهاء إجازتك المَرضية وتغيبك عن العمل منذ يوم 1964/7/9 فإننا نخطرك بوجوب التحاقك بالوظيفة خلال مدة ثلاثين يوما من تاريخ نشر هذا الإخطار وبعكسه فسوف تُعتبر مستقيلا من الخدمة استنادا إلى أحكام الفقرة (2) من المادة 37 من قانون الخدمة المدنية». في ذلك التاريخ المذيَّل بالإخطار كان مُجدد القصيدة العربية يحتضر منفيا ووحيدا ومطرودا من الوظيفة في المستشفى الأميري بالكويت حتى وفاته في 24 من ديسمبر 1994 عن 37 عاما فقط.
“الهوية والجنسية”: مهلة تصحيح أوضاع المخالفين تشمل المتواجدين داخل الدولة فقط