استبعاد وقمع.. مفاجآت القائمة الطويلة لجوائز الأوسكار 2024

دعت أكاديمية فنون وعلوم الصور المتحركة صناع السينما في مختلف البلدان لتقديم ترشيحها لأفضل فيلم لجائزة الأوسكار في فئة أفضل فيلم دولي، حيث تشرف لجنة جائزة الأفلام الروائية الدولية على العملية وتقوم بمراجعة جميع الأفلام المقدمة قبل إعلان القائمة المختصرة في 21 ديسمبر المقبل، ومن ثم إعلان القائمة النهاية في 23 يناير المقبل.

وتشترط الأكاديمية مجموعة من المعايير الواجب توافرها في الفيلم المرشح حتى يتم تأهيله للدخول في القائمة الطويلة، والتي من بينها أن يكون فيلما سينمائيا طويلا «أكثر من 40 دقيقة»، يتم إنتاجه خارج الولايات المتحدة الأمريكية، مع مسار حوار غير إنجليزي في الغالب يكون أكثر من 50%، حيث يُسمح بأفلام الرسوم المتحركة والوثائقية الطويلة، ومن المعايير المهمة الأخرى الواجب توافرها أن يتم عرض الفيلم بدور السينما المحلية لمدة لا تقل عن أسبوع في الفترة من 1 ديسمبر 2022 وحتى 31 أكتوبر 2023، على أن يكون الموعد النهائي لتقديم الطلبات إلى الأكاديمية في 2 أكتوبر 2023.

وتجاوز عدد الأفلام المرسلة – حتى الآن – حاجز 60 فيلمًا، ومن المتوقع أن يزيد هذا الرقم قبيل إغلاق استقبال الطلبات بداية أكتوبر المقبل. وتشارك دولة طاجيكستان لأول مرة في القائمة الطويلة للأوسكار منذ عام 2005، بفيلم "Melody" والذي تدور أحداثه حول مدرس موسيقى يريد تأليف مقطوعة موسيقية للأطفال الذين يحاربون السرطان، باستخدام صوت 30 طائرًا.

وللعام الثاني على التوالي، تعلق روسيا مشاركتها بسبب غزوها لأوكرانيا؛ وذكرت وسائل الإعلام الرسمية الروسية أن اللجنة الوطنية لاختيار جوائز الأوسكار علقت عملياتها ولن تقدم فيلما.

 وقال عضو سابق في اللجنة، إن تقديم فيلم سيبدو غير مناسب على الإطلاق في ظل العقوبات الغربية المفروضة على روسيا بسبب الغزو الروسي لأوكرانيا، وهى نفس الأسباب التي منعتها من المشاركة العام الماضي.

وقدمت مؤسسة الفارابي للسينما التي تسيطر عليها الحكومة الإيرانية فيلم «The Night Guardian» للمخرج رضا ميركريمي، وتم انتقاد الاختيار من قبل جمعية المخرجين الإيرانيين المستقلين، التي طلب من الأكاديمية النظر في فيلم بديل.

 وأصدرت الجمعية بيانا صحفيا جاء فيه: «على مدى العام الماضي، تعرض صانعو الأفلام الإيرانيون للسجن والاستجواب والترهيب، وكانت مؤسسة الفارابي لاعبا رئيسيا في تنفيذ هذا القمع الشديد».

وأكدت الجمعية، أن «The Night Guardian» لم يعكس عمل صانعي الأفلام الإيرانيين لهذا العام، الذين كانوا يعملون إلى حد كبير بشكل مستقل عن الحكومة الإيرانية أو في المنفى. 

ويروي «The Night Guardian» قصة عامل ريفي اسمه رسول ليس لديه خيار سوى الوقوف في الشارع والعثور على عمل يومي في شوارع المدينة.

وكانت كبرى مفاجآت القائمة، تجاهل بولندا ترشيح فيلم الدراما “The Green Border” للمرشحة السابقة للأوسكار أجنشكيا هولاند؛ وذلك في أعقاب الأزمة التي أثارها فيلمها مؤخرًا مع الحكومة البولندية.

ويأتي القرار، الذي أعلنته اللجنة في وارسو اليوم الاثنين، بتصعيد فيلم الرسوم المتحركة “The Peasants” للقائمة الطويلة للأوسكار، بعد هجوم منسق على فيلم “The Green Border” من قبل حكومة اليمين المتطرف في بولندا، حيث أدان وزير العدل ورئيس البلاد، الفيلم، ووصفوه بـ"الدعاية النازية" لتصويره أزمة اللاجئين على حدود بولندا مع بيلاروسيا.

تستند أحداث الفيلم إلى وقائع حقيقية على الحدود البولندية البيلاروسية حيث لا يزال اللاجئون، ومعظمهم من شمال أفريقيا والشرق الأوسط، عالقين في الغابات المستنقعية الغادرة بين البلدين. يتم إغراء المهاجرين من خلال الدعاية البيلاروسية التي وعدتهم بالمرور السهل إلى الاتحاد الأوروبي، ليتم القبض عليهم عندما قامت الحكومة البولندية بإجراءات صارمة.

ودعا الرئيس البولندي أندريه دودا، في ظهور تلفزيوني، إلى مقاطعة الفيلم. وقبل وقت قصير من عرض الفيلم في دور العرض في بولندا يوم الجمعة الماضي، أعلن وزير الداخلية البولندي بلاج بوبوسي أن مقطع فيديو من إنتاج الحكومة يتعارض مع تصوير هولاند للأحداث سيتم عرضه قبل كل عرض للفيلم في السينمات.

على جانب آخر، تضم قائمة الأوسكار الطويلة مجموعة من أهم عناوين العام الجاري؛ يأتي في مقدمتها الفيلم البريطاني «The Zone of Interest» للمخرج جوناثان جلايرز، الحائز على الجائزة الكبرى بمهرجان كان السينمائي هذا العام.

تم اقتباس القصة عن رواية مارتن أميس «منطقة الاهتمام» الصادرة عام 2014، وتدور الأحداث عن الحياة اليومية أو كما أسماها الناقد بيتر برادشو «النعيم الريفي الخالص» لعائلة ألمانية «رودولف هوس، وزوجته هيدويغ» تعيش بجوار معسكر أوشفيتز الألماني أثناء الحرب وتطلعهما إلى بناء حلم لعائلتهما في منزل وحديقة بجوار المخيم. هوس، ليس مجرد الرجل الذي لا يدير أوشفيتز فحسب، بل كان له دور فعال في تصميم وتنفيذ آلية الموت الجماعي هناك، والتي تم تصديرها بعد ذلك إلى معسكرات الاعتقال النازية الأخرى.

وكانت كبرى مفاجآت القائمة، خروج الفيلم الفرنسي الحائز على السعفة الذهبية «Anatomy of a Fall» للمخرجة جوستين تريت، واختار المركز الوطني للسينما فيلم الدراما «The Taste of Things» للمخرج تران آنه هونج، ويروي قصة الطاهي الشهير دودين بوفان، ومساعدته أوجيني التي كانت تعمل لديه على مدار عشرين عامًا، وشارك الفيلم في المسابقة الرسمية لمهرجان كان السينمائي هذا العام وحصد جائزة أفضل مخرج.

ومن جواهر مهرجان كان أيضًا، يأتي فيلم «Perfect Days» للمخرج فيم فيندرز، ليكون الإدخال الرسمي لليابان في قائمة أفضل فيلم دولي. يمثل هذا الاختيار المرة الأولى التي تقدم فيها اليابان فيلمًا إلى حفل توزيع جوائز الأوسكار لمخرج غير ياباني. تدور الأحداث حول هيراياما الذي يعمل كمنظف للمراحيض في طوكيو ويبدو راضيًا عن حياته البسيطة. يتبع هيراياما حياة يومية منظمة ويخصص وقت فراغه لشغفه بالموسيقى والكتب وتصوير الأشجار. يتم الكشف عن المزيد من ماضيه تدريجيًا من خلال سلسلة من اللقاءات غير المتوقعة. فاز بطل الفيلم كوجي ياكوشو بجائزة أفضل ممثل بمهرجان كان السينمائي.

وقدمت تركيا فيلم «About Dry Grasses» للمخرج نوري بيلجي جيلان، ليكون إدخالها الرسمي في القائمة. في الفيلم الذي كتبه جيلان برفقة زوجته إبرو جيلان وأكين أكسو، يأمل مدرس شاب أن يتم تعيينه في إسطنبول بعد الخدمة الإلزامية في قرية صغيرة بشرق الأناضول، وبعد انتظار طويل يفقد كل أمل في الهروب من هذه الحياة الكئيبة. ومع ذلك، فإن زميلته نوراي تساعده على استعادة حياته. قصة لا تحاول فقط إلقاء نظرة على التأثيرات الداخلية لمشاعر الاغتراب، والابتعاد عن المركز والوجود على الهامش، ولكن أيضًا للتغلب على صراعات سكان المنطقة وتفسيرها، الحياة الصعبة وديناميات النسيج الجغرافي أو العرقي أو الاجتماعي حولها. شارك الفيلم في المسابقة الرسمية لمهرجان كان وحصد جائزة أفضل ممثلة.

وخلصت لجنة الأوسكار التابعة لنقابة المهن السينمائية المصرية إلى اختيار فيلم «فوي فوي فوي» للمخرج عمر هلال، ليكون إدخال مصر الرسمي في القائمة. «فوي فوي فوي» يروي قصة «حسن»، حارس الأمن الذي يعيش حياة فقيرة مع والدته، ويسعى للسفر خارج مصر عن طريق الانضمام لفريق كرة القدم للمكفوفين في إحدى بطولات كأس العالم في أوروبا، ويقرر التظاهر بأنه لاعب ضعيف البصر، وفي هذه الرحلة، يلتقي العديد من الشخصيات، منها صحفية شابة وجذابة تهتم بالكتابة عن ذلك الفريق وتهتم على وجه الخصوص بـ«حسن»، ومدرب في منتصف العمر يبحث عن فرصة، إلى جانب صديقيه اللذين يشاركانه في الذهاب إلى أبعد الحدود ليكونوا مع الفريق على أمل أن يوفر هذا تذكرتهم للحياة والمزيد من الفرص.

وتمثل 5 دول عربية أخرى في القائمة؛ حيث تشارك العراق بفيلم «جنائن معلقة» للمخرج أحمد ياسين الدراجي، وفلسطين بفيلم «باي باي طبريا» للمخرجة لينا سويلم، وتنافس المغرب بفيلم «كذب أبيض» للمخرجة أسماء المدير، وتتواجد تونس في القائمة بفيلم «بنات ألفة» لكوثر بن هنية، التي سبقت وأن ترشحت للقائمة النهائية قبل عامين بفيلم «الرجل الذي باع ظهره»، وضمت القائمة الفيلم اليمني «المرهقون» للمخرج عمر جمال، الذي سبق وشارك في القائمة الطويلة قبل 5 أعوام بفيلم «10 أيام قبل الزفاف».

المصدر: البوابة نيوز