دبي:«الخليج»

نظّمت مُؤسسة دُبيّ لرعاية النّساء والأطفال ورشة عن الإسعافات النفسيّة الأوليّة، لتزويد العاملين في قطاعات التدخل والدعم النفسي بالمهارات اللازمة للاستجابة لاحتياجات الأشخاص خلال المواقف الصعبة والأحداث الطارئة، وتمكين القدرات والمهارات المتعلقة بالتدخل المبكر أثناء الأزمات والطوارئ، بما يُسهم في تعزيز الاستقرار والانتقال إلى مرحلة تلقي الخدمات النفسية والاجتماعية والطبيّة.

كما تهدف الورشة إلى تعريف المشاركين وإطلاعهم على مبادئ وأهمية الإسعافات النفسية الأولية، وتحديد ردود الفعل العاطفية الشائعة وعلامات الضيق في حالات الأزمات، وتحديد دور الاستماع النشط والتواصل التعاطفي لتقديم الدعم المناسب، وإظهار القدرة على تقديم المساعدة العملية وربط الأفراد بالموارد، والتعريف بأهمية الرعاية الذاتية وتطبيق إستراتيجيات التأقلُم لإدارة الإجهاد أثناء تقديم المساعدة.

وأكدت شيخة المنصوري، المديرة العامة للمؤسسة بالإنابة، أنَّ الإسعافات النفسيّة الأولية من أبرز الضروريات في أعقاب الأزمات أو الكوارث أو أيّ حدث مؤلم عاطفياً، حيث يمكن للدعم الفوري والمناسب أنّ يقلل بشكلٍ كبير من تأثير الصدمة على المدى الطويل، ويُحسن آليات التكيف، ويُعزز المرونة، بتدريب الأفراد على الإسعافات النفسيّة الأولية، بما يُسهم في إنشاء مجتمعٍ داعم يستجيب بشكلٍ فعّال للمُحتاجين، وفي الرفاهيّة العامّة للأفراد والمجتمع.

وأضافت أنَّ الورشة تأتي في إطار حرص المؤسسة والتزامها بتعزيز المشاركة المجتمعية والرسمية في مسيرة العمل الهادف إلى صياغة مستقبل الأفراد بتزويدهم بالمهارات والقدرات التي تُسهم في تحقيق مُخرجات مجتمعيّة إيجابية، تنعكس على جودة الصحة النفسية للأفراد، فضلاً عن رفد المجتمع بكفاءات قادرة على الاستجابة عند الأزمات والأحداث الطارئة.

واستهدفت الورشة التي استغرقت يوماً واحداً الأفراد الذين قدّ يجدون أنفسهم في مواقف يحتاجون فيها إلى تقديم الدعم النفسي الفوري والمساعدة لأولئك الذين يعانون ضائقة عاطفية أو صدمة، بما يشمل ذلك كل من أفراد الطوارئ الطبية والشرطة ورجال الإطفاء، ومتخصصو الرعاية الصحية (مثل الممرضات والأطباء والطاقم الطبي)، ومتطوعو المجتمع والأخصائيون الاجتماعيون، والمعلمون والمربون، ومتخصصو الموارد البشريّة، والأفراد المهتمين بالتعلم عن الإسعافات النفسية الأولية.

واشتملت الدورة على 4 مواضيع أساسية: مبادئ الإسعافات النفسية الأولية، وردود الفعل العاطفية الشائعة وعلامات الضيق في حالات الأزمات، ودور الاستماع النشِط والتواصل التعاطفي لتقديم الدعم المناسب، وتقديم المساعدة العملية وربط الأفراد بالموارد.

المصدر: صحيفة الخليج

كلمات دلالية: فيديوهات دبي لرعاية النساء والأطفال ة الأولیة

إقرأ أيضاً:

ما هي أدوات إسرائيل في ممارسة الحرب النفسية؟

فجّرت إسرائيل عن بُعد مئات الأجهزة المحمولة التي يستخدمها أعضاء حزب الله في لبنان، مما أدى إلى مقتل ما لا يقل عن 12 شخصًا. وكان من بين ضحايا الهجوم الإرهابي طفلان، كما أصيب آلاف الأشخاص بجروح جراء الانفجار، مما أغرق المستشفيات اللبنانية في حالة من الفوضى.

في اليوم التالي، انفجرت أجهزة الاتصال اللاسلكي في جميع أنحاء البلاد، مما أودى بحياة 20 شخصًا. وبعد يومين من ذلك، أي يوم الجمعة، استهدفت غارة جوية حيًا مكتظًا بالسكان في العاصمة اللبنانية بيروت، مما أسفر عن مقتل عشرات الأشخاص. وفي يوم الاثنين، بدأت القوات العسكرية الإسرائيلية حملة قصف هستيرية على عدة مناطق في لبنان، مما أدى إلى مقتل أكثر من 550 شخصًا، من بينهم 50 طفلًا.

وبالإضافة إلى القصف الجسدي، تتعرض الهواتف اللبنانية أيضًا لوابل من التحذيرات بالإخلاء من جانب إسرائيل، وهي شكل آخر من أشكال الإرهاب بالنظر إلى تاريخ إسرائيل في توجيه الناس للإخلاء، ثم قصفهم أثناء تنفيذهم الأوامر.

خلال حرب إسرائيل على لبنان التي استمرّت 34 يومًا في عام 2006، على سبيل المثال، تم ذبح 23 من سكان قرية مرواحين جنوب لبنان من مسافة قريبة بواسطة مروحية عسكرية إسرائيلية، بينما كانوا يتبعون التعليمات الإسرائيلية بمغادرة منازلهم. وكان معظم الضحايا من الأطفال.

ومن المؤكد أن وجود دولة إسرائيل قد تأسس منذ البداية على القتل الجماعي، وهو وضع أدى، من بين أمور أخرى، إلى استمرار الإبادة الجماعية في قطاع غزة، حيث تم قتل أكثر من 41,000 فلسطيني في أقل من عام، في حين أن العدد الحقيقي للقتلى، بلا شك، أعلى بكثير.

ورغم ذلك، فإن الهجوم المفاجئ المتمثل في تفجير الأجهزة الإلكترونية اللبنانية، وتكثيف الحرب النفسية يأخذ جهود إسرائيل التدميرية إلى منحى أكثر توحشًا وغرابة من المعتاد.

يعرف قاموس أكسفورد الإنجليزي كلمة "أورويلي" بأنها: "خاص أو ذو دلالة على كتابات" الكاتب البريطاني جورج أورويل، خاصة عن "الدولة الشمولية التي يصورها في روايته البائسة عن المستقبل، عام 1984". نُشرت الرواية في عام 1949، بالمصادفة بعد عام واحد من اختراع إسرائيل الدموي لنفسها على الأراضي الفلسطينية، عندما كان العام 1984 لا يزال بعيدًا بـ 35 عامًا.

وبحلول الوقت الذي جاء فيه عام 1984 فعليًا، كانت إسرائيل قد وسعت تجربتها في فرض الديستوبيا الإقليمية لتشمل لبنان أيضًا، حيث قتل الغزو الإسرائيلي للبلاد في عام 1982 عشرات الآلاف من اللبنانيين والفلسطينيين. وما أنجزته هذه الغزوة الأبوكاليبتية هو نشوء حزب الله، مما وفر عدوًا "إرهابيًا" آخر تستغله إسرائيل لتبرير عدوانها في المستقبل.

يُعد كتاب أورويل "1984" أيضًا مصدر عبارة "الأخ الأكبر يراقبك"، وهي تعليق على أنظمة المراقبة التي تنطبق منذ فترة طويلة على إسرائيل، لا سيما بالنظر إلى دورها الطليعي في صناعة برامج التجسس العالمية.

كما هو الحال مع المكونات الأخرى في ترسانة إسرائيل القمعية، يتم تعزيز قابلية تسويق تكنولوجيا الاختراق الإسرائيلية بحقيقة أن كل هذه الخبرة، يتم اختبارها ميدانيًا على الفلسطينيين.

في مقال نُشر في "مجلة القدس" بعنوان: "إستراتيجيات المراقبة: النظرة الإسرائيلية"، أشار عالم الاجتماع الفلسطيني الراحل إيليا زريق إلى أن مراقبة إسرائيل العقابية للفلسطينيين بدأت حتى قبل تأسيس الدولة الإسرائيلية، عندما تم تجميع بيانات حول القرى الفلسطينية لتسهيل الغزو والطرد.

في الوقت الحاضر، تشكل الحواجز الإسرائيلية الصارمة في الضفة الغربية أحد وجوه "الأخ الأكبر"، بينما في غزة، يضيف تطبيق إسرائيل برنامج التعرف على الوجه مزيدًا من الإهانة إلى جريمة الإبادة الجماعية.

أما في لبنان، فنحن نشهد ما يحدث عندما يكون "الأخ الأكبر" قادرًا أيضًا على تفجير أجهزتك الإلكترونية الشخصية، وهي جريمة تستحق الإدانة القاطعة بوصفها إرهابًا، لكن مع ذلك تم الإشادة بها كـ"هجوم متطور" في بعض وسائل الإعلام الغربية المبهورة.

وفقًا للقانون الإنساني الدولي، "يحظر في جميع الظروف استخدام أي لغم أو فخ أو جهاز آخر مصمم للتسبب في إصابة زائدة أو معاناة غير ضرورية". وحسب القانون، يشير مصطلح "أجهزة أخرى" إلى "الذخائر والأجهزة التي تُزرع يدويًا، بما في ذلك العبوات الناسفة التي صُممت للقتل أو الإصابة أو التدمير، وتُفعّل يدويًا أو بالتحكم عن بُعد أو تلقائيًا بعد فترة من الوقت".

ومع ذلك، يحظر القانون الدولي أيضًا الاستهداف المتعمد للمدنيين، وهو الأمر الذي لم يمنع إسرائيل أبدًا من القيام بذلك.

في حرب عام 2006 على لبنان، قتلت القوات الإسرائيلية ما يقارب 1,200 شخص، غالبيتهم العظمى من المدنيين، وفي الأيام الأخيرة من الصراع، أطلقت ملايين الذخائر العنقودية على لبنان، وفشل العديد منها في الانفجار عند الارتطام، مما تسبب في إصابة وقتل المدنيين لسنوات بعد ذلك. وما هذا إلا انتهاك آخر لحظر الألغام والفخاخ.

كما هو الحال مع الأجهزة المحمولة المتفجرة، فإن القنابل العنقودية غير المنفجرة ليست مجرد أسلحة بحد ذاتها؛ بل هي أيضًا أدوات للحرب النفسية، مصممة لإبقاء السكان المدنيين في حالة من الرعب الدائم.

ومع شروع إسرائيل في تطبيع المراقبة القاتلة والاضطراب النفسي غير المقيد في كل من غزة ولبنان، سيكون من الحكمة أن يتذكر معجبو هجوم الثلاثاء "المتطور" أن الديستوبيا طريق زلق.

الدور الأساسي الذي تلعبه إسرائيل في تشكيل البنية التحتية للمراقبة والتحصينات على الحدود بين الولايات المتحدة والمكسيك دليل كافٍ على أن "الأخ الأكبر" لا يعرف حدودًا. وبينما تنفجر أجهزة الاتصال اللاسلكي في خلفية إبادة جماعية بدعم أميركي، كيف سيستطيع أحدهم رسْم حدود لهذه الكارثة؟

الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.

aj-logo

aj-logo

aj-logo إعلان من نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+

تابع الجزيرة نت على:

facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outlineجميع الحقوق محفوظة © 2024 شبكة الجزيرة الاعلامية

مقالات مشابهة

  • التفكير النقدي
  • مسؤول أمريكي: رد واشنطن الأولي على اغتيال حسن نصر الله إيجابي
  • محافظ الدقهلية يسلم الدفعه الأولي من الوحدات السكنيه بأبراج الجلاء ضمن مشروع تطوير عواصم المحافظات
  • حزب المصريين الأحرار: علاج 256 مواطنا من غير القادرين في مطروح
  • هشام جمال ينصح المشاركين في «كاستنج»: حاول مرة أخرى إذا فشلت
  • ضربة إسرائيلية على الشوف.. وهذه المعلومات الأولية
  • اليكم الحصيلة الأولية للعدوان على الضاحية الجنوبية لبيروت
  • ما هي أدوات إسرائيل في ممارسة الحرب النفسية؟
  • محافظ أسوان يلتقط صور تذكارية مع المشاركين في الدراجات وموكب لـ 30 عربة حنطور
  • «الإمارات لرعاية وبر الوالدين» تحتفي بكبار السن