علي يوسف السعد يكتب: ودارهم ما دمت في دارهم
تاريخ النشر: 26th, September 2023 GMT
السفر إلى بلد جديد هو رحلة استكشاف وتواصل، ولكن في بعض الأحيان، قد نجد أنفسنا نواجه مواقف أقل من الترحيب من السكان وأهل البلد الذي نزوره، قد يصيبنا هذا الأمر بالإحباط، ولكن تذكر أننا نستطيع دائماً التحكم بردات فعلنا، وتشكيلها بالطريقة التي ترضينا.
عندما تواجه سلوكاً غير مرحب به لا تستعجل، خذ نَفَساً عميقاً، ابدأ بالتفكير في العواقب قبل أي ردة فعل، هناك اختلاف في الثقافات وحواجز لغوية ومعايير قد تساهم في أن تكون ردة فعلك، غير مقبولة، صدقوني ولا أدعي المثالية هنا، أحياناً يكون عدم الرد أقوى وأبلغ من أي ردة فعل أخرى، دائماً ما يؤدي اللطف إلى إحداث تأثير إيجابي مضاعف.
يجب أن نتعايش ونتأقلم مع من نزورهم، ونعيش على طريقتهم، ونظهر الاحترام لعاداتهم وتقاليدهم، ونبذل جهداً لتعلم بعض العبارات الخاصة بلغتهم، فهذه الأمور الصغيرة يمكن أن تساهم في كسر الحواجز، وإظهار أنك مهتم حقاً بثقافتهم.
حافظ على موقف إيجابي، لا تدع بعض الأفعال السلبية تحكم على تجربتك بالكامل، ركز على أهم اللحظات، والإيجابيات، وكن متحمساً منفتحاً، وأحياناً العيش بعقلية أهل البلد يجعلك تتقبل الكثير من ردات الفعل.
في السفر، تصرف بالطريقة نفسها، فكما أنك تريد أن تعكس أخلاقك وصبرك وتقبلك في بلادك، فقم بردة الفعل نفسها في الخارج، وهذا سيجعلك أكثر تسامحاً مع أفعال الآخرين، مرة أخرى لا أدعي المثالية، ولكن فكر قليلاً، وسترى أنني محق.
إذا استمرت المضايقات أو تكررت وأصبح الوضع غير مريح، فلا تبقَ، ارجع إلى بلدك، وممكن أن تتواصل مع السلطات المحلية أو السفارة لمعالجة أي مشكلة، ولكن لا تبالغ وتفقد أعصابك، و«دارهم ما دمت في دارهم».
تذكر أن تجربة السفر الخاصة بك هي فصل في رحلة حياتك، يمكن أن تكون المواجهات الصعبة بمثابة دروس قيمة تعزز من مرونتك وشخصيتك، وتذكر أنك تعكس صورة إيجابية عند أهل البلد الذي تزوره، تعكس تربيتك وأخلاقك.
في نهاية المطاف، تجربة السفر الخاصة بك هي ما تصنعه منها، ويمكن لردة فعل تشكيل السرد بطريقة يتردد صداها بطريقة إيجابية أو سلبية. أخبار ذات صلة علي يوسف السعد يكتب: سياحة فضائية علي يوسف السعد يكتب: هل سمعت عن «السياحة الذرية»؟
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: علي يوسف السعد
إقرأ أيضاً:
أزهري: "الهم في قصة سيدنا يوسف لا يؤاخذ به لأنه حديث نفس"
قال الدكتور يسري جبر، من علماء الأزهر الشريف، إن تفسير قوله تعالى "ولقد همت به وهم بها" في حق سيدنا يوسف عليه السلام يتطلب فهماً دقيقاً للفرق بين الهم والعزم والفعل، متابعًا: "الهم نوع من حديث النفس، ولا يؤاخذ الله سبحانه وتعالى الإنسان عليه، لذلك لا يؤاخذ سيدنا يوسف عليه السلام على همّه".
الهم في هذه القصة
وشدد جبر، خلال حلقة برنامج "اعرف نبيك"، المذاع على قناة الناس، اليوم السبت، على أن الهم في هذه القصة يمكن أن يُفهم على أنه شعور طبيعي لا يتعدى حدود التفكير الشخصي، حيث أن الأنبياء معصومون عن التورط في المعاصي أو السوء.
وتابع: "الهم هنا يليق بنبوة سيدنا يوسف، بينما همّ امرأة العزيز يليق بالبشرية المعتادة، لأنها كانت تهدف إلى إغوائه"، مشيرًا إلى أن الكثير من العلماء يقفون عند قوله "ولقد همت به وهم بها"، لأن الآية توضح الفارق بين هم سيدنا يوسف وهم امرأة العزيز، "فإنه كان هم يوسف عليه السلام أن يصدها عن نفسه، بينما كان همها هو أن تنال منه، وربنا سبحانه وتعالى أظهر برهان براءته عندما جعل قميص يوسف ممزقاً من الخلف، مما يعزز براءته ويظهر فاعلية تصرفه".
واختتم جبر بأن تفسير هذه الآية يجب أن يتم بعيداً عن الروايات الإسرائيلية التي لا تتناسب مع عصمة الأنبياء، مشدداً على ضرورة الالتزام بالأدب عند تناول مثل هذه القصص القرآنية.