عبّر رئيس مجلس البنك الآسيوى للاستثمار فى البنية التحتية، جين لى تشون، عن تقديره لمصر وشعبها على كرم الضيافة والدعم أثناء الاجتماعات السنوية للبنك المنعقدة فى مدينة شرم الشيخ، مؤكداً أن مصر نقطة وصل بين قارتى آسيا وأفريقيا، وتحتل العمارة والإنشاءات المصرية منذ فترة طويلة مكانة خاصة فى مخيلة العالم، من أعجوبة أهرامات الجيزة الخالدة، إلى قناة السويس التى تمر من خلالها نحو 12% من التجارة العالمية.

وأضاف «تشون»، خلال كلمته أمام الاجتماعات السنوية فى مدينة شرم الشيخ، أن مصر تعد موطناً رائداً لكل الرؤى الكبرى والأحلام، وأن المشروعات التى يجرى العمل عليها تحظى بدعم كبير من الرئيس السيسى، مشيراً إلى أن خير دليل على نجاح استثمارات البنية التحتية فى مصر هى العاصمة الإدارية الجديدة، وأنَّ العالم يواجه العديد من التحديات بعد جائحة كورونا، وهناك سلسلة من التحديات الاقتصادية أبرزها وصول التضخم وأسعار الفائدة لمستويات كبيرة منذ عقود.

وأوضح أنَّه فى أعقاب جائحة «كوفيد -19» أصبحت الميزانيات أكثر إجهاداً من أى وقت مضى، ولكن العالم مستمر فى النمو وما زالت البنية التحتية مستمرة بسد الفجوات، وهذا يتسع بشكل متزايد، ولذلك هناك حاجة متزايدة لدعم الأعضاء بمواجهة الكوارث الطبيعية المتكررة أكثر من أى وقت مضى.

وأضاف رئيس مجلس البنك الآسيوى أنَّ هناك العديد من المآسى شهدتها المنطقة فى الآونة الماضية، مثلما حدث فى ليبيا والمغرب من كوارث بيئية، مشدداً على أن خطر تغيُّر المناخ يهدد الجميع، وهو ما يؤكد توقعات بنك التنمية أكثر من أى وقت مضى، وعلينا تحقيق مزيد من التعاون العالمى، والاجتماع السنوى مرحلة وخطوة فى سلسلة لا متناهية من التعاون لمواجهة التحديات والانتقال نحو غد أفضل.

وتابع: «الرئيس الراحل محمد أنور السادات كتب بمذكراته اليومية أنَّه لا يمكن أن يكون هناك أمل، إلا إذا كان هناك مجتمع يعمل كأسرة واحدة كبيرة وليس كعديد من الأسر المنفصلة، وهذا هو جوهر الروح متعددة الأطراف بالعمل»، منوهاً بأنَّ البنك الآسيوى للاستثمار فى البنية التحتية وبعد سنوات من تشغيله تمّ الاعتراف به كعنصر أساسى فى البنية المالية العالمية، ويظل البنك الآسيوى للاستثمار بالبنية التحتية ضمن الجينات الوراثية لبنوك التنمية متعددة الأطراف، ويتمتع بالعديد من السمات الخاصة التى يتمتع بها بنك التنمية متعدد الأطراف والذى يتناسب مع تحديات القرن الحادى والعشرين.

وقال: «هذا من شأنه أن يقوى بشكل وثيق مع كل المؤسسات الشقيقة الروابط العائلية، حتى تعمل جميعها وتسهم بنشاط فى إصلاح بنوك التنمية المتعددة بما فى ذلك مراجعة كافية لمجموعة العشرين، وتأسيس روابط جديدة مع شركاء موقرين بوتيرة فائقة السرعة».

ولفت إلى أن الإعلان المشترك الذى أصدره البنك مؤخراً مع البنك الدولى، عن الضمانات التى بلغت قيمتها مليار دولار أمريكى، هو أحد الأمثلة على الجهود السريعة والتعاونية القوية لدعم قوة أنظمة البنوك، مضيفاً: «فخورون بالسجلات التموينية كأكبر شريك تمويل مشترك لكل من البنك الدولى وبنك التنمية الآسيوى، بالإضافة لشراكاتنا الوثيقة مع البنك الأوروبى للبناء والتعمير ومع بنك الاستثمار الأوروبى، وهذا التعاون يجسد الالتزامات من جانب البنك الآسيوى للاستثمار للتحديات التنموية».

وأشار إلى أن الرئيس السيسى تحدث منذ عام مضى عن مهمة واقعية بقمة تغيُّر المناخ، وقال: «كلمة الرئيس كانت ثاقبة وأثبتت صحتها اليوم، وهى أن الأجيال المقبلة يجب ألا تتحمل عواقب أخطاء لم يرتكبوها، والآن هو وقت العمل والتنفيذ، والثقة تكمن فى قدرتنا على العمل ككيان واحد».

«معيط»: 1.3 مليار دولار قيمة محفظته الاستثمارية فى مصر

من جانبه، قال الدكتور محمد معيط، وزير المالية، إن اجتماعات البنك الآسيوى فى شرم الشيخ بمثابة تأكيد لدور مصر الريادى على المستويين الدولى والإقليمى، مشيراً إلى أن العديد من الأحداث على الساحة العالمية أبرزت الدور المحورى الذى تلعبه مصر لتعميق التعاون الدولى بين دول المنطقة وعبر القارات.

وأضاف «معيط» أن مصر داعمة لمختلف محاور التنمية الشاملة والمستدامة التى تعود بالخير والرخاء على كل شعوب العالم، منوهاً بأن استضافة مصر، ذات الانتماء العربى والأفريقى الأصيل، لاجتماعات البنك الآسيوى للاستثمار فى البنية التحتية، يجعلها تضع قدماً فى القارة الآسيوية عبر شبه جزيرة سيناء، ويتفق مع النهج الذى اختارته القيادة السياسية.

وأشار وزير المالية إلى أن النسخة الثامنة من اجتماعات مجلس المحافظين للبنك الآسيوى تعقد لأول مرة فى مصر والقارة الأفريقية، وسط تحديات كبيرة ومختلفة يمر بها العالم، بسبب استمرار جائحة كورونا التى كان منها انقطاع الحضور الفعلى لمثل هذه الاجتماعات منذ عام 2019.

وشرح وزير المالية أنّ البنك الآسيوى للاستثمار فى البنية التحتية يعقد اجتماعاته هذا العام بشرم الشيخ، فى وقت يحتاج فيه العالم إلى التعاون والتواصل الدولى العابر للحدود، وهو أحد محاور عمل البنك الآسيوى، كونه كياناً متعدد الأطراف يهدف إلى تعميق التعاون الدولى والإقليمى لتحقيق التنمية المستدامة ومواجهة الصعوبات عن طريق تركيز وزيادة الاستثمارات فى البنية التحتية وبناء آليات التحوط للدول الأعضاء ضد المخاطر المستقبلية.

واستدرك حديثه بأنّ رؤية البنك تتماشى مع رؤية وأهداف مصر ورؤية مصر 2030، وهو ما جعل مصر من أوائل الدول المؤسسة للبنك الآسيوى منذ إنشائه، وما زالت مصر تلعب دوراً محورياً فى صياغة ودعم أهداف واستراتيجيات وآليات عمله.

وتابع أنّه منذ بدء نشاط البنك فى عام 2016 تفاعل البنك الآسيوى وأعضاؤه الـ106 فى 4 محاور أساسية، وهى البنية التحتية الخضراء، والتحوط ضد مخاطر التغيُّر المناخى، والربط والتعاون الإقليمى، والبنية التحتية المدعومة بالتكنولوجيا، وحشد ودعم رأس مال للقطاع الخاص، وزيادة دوره فى التنمية الاقتصادية، وهو الأمر الذى يعد من أولويات الحكومة المصرية ومسيرة إصلاحها الاقتصادى، بوضع أسس وقواعد صالحة لدعم بيئة الأعمال ومناخ الاستثمار.

وتابع: «يشهد على ذلك الحدث التمهيدى الذى عقدته وزارة المالية بمقرها الجديد بالعاصمة الإدارية مع ممثلى القطاع الخاص المصرى والبنك الآسيوى، لاستشكاف تدعيم مجالات التعاون بين القطاع والبنك الآسيوى، والتى قد تزيد وتقوى بوجود مثل هذا الكيان الدولى الذى استطاع أن يصل إلى القارات كلها، ليصبح ثانى أكبر بنك متعدد الأطراف على الصعيد العالمى من حيث عدد الأعضاء فى أقل من 8 سنوات».

وكشف وزير المالية عن تطلع مصر إلى زيادة وتعميق التعاون مع البنك الآسيوى، فى ضوء رئاستها للمجموعة السادسة فى مجلس إدارة البنك، مؤكداً أن أهم أوجه التعاون يتمثل فى زيادة مشاركة القطاع الخاص فى المشروعات الخاصة المدعومة من البنك، عن طريق توسيع دائرة مشروعات الشراكة بين القطاعين العام والخاص، وزيادة تركيز التمويل على مشروعات الاقتصاد الأخضر، والتحوط ضد التغيُّر المناخى، والاستثمار فى البنية التحتية للتكنولوجيات.

وأضاف أنّ قيادة البنك نجحت فى المضى قدماً وبخطى ثابتة لتنفيذ أجندة تمويل تنموى ومستدام يستفيد منه الأعضاء، حيث وصل عدد المشروعات التى يمولها البنك إلى 232 مشروعاً تغطى الكثير من القطاعات، أهمها البنية التحتية الخضراء والمدعومة بالتكنولوجيا بقيمة 44 مليار دولار فى 35 دولة.

واختتم وزير المالية حديثه بأنّه رغم كل هذه النجاحات، ما زال هناك الكثير الذى يمكن تقديمه لتحقيق التنمية الاقتصادية المستدامة والشاملة فى الدول الأعضاء فى البنك الآسيوى للاستثمار، خاصة دول القارة الأفريقية، مشيراً إلى أنّ البنك شريك تنموى وفعال، حيث بلغت محفظته الاستثمارية فى مصر 1.3 مليار دولار، مع وجود فرصة كبيرة لتمويلات أخرى لأكثر من مليار دولار فى مختلف القطاعات، معتمدين على القطاع الخاص فى تنفيذ المشروعات لزيادة تحسين كفاءة البنية التحتية، متابعاً أنّ البنك الآسيوى قدّم فرصة حقيقية للقطاع الخاص المصرى فى تحقيق الاستدامة الاقتصادية.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: الاستدامة الاقتصادية البنك الأسيوى البنية التحتية وزیر المالیة ملیار دولار إلى أن فى مصر

إقرأ أيضاً:

وزير الكهرباء يتابع توفير تغذية التيار اللازمة لمشروعات التنمية الزراعية

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

اجتمع الدكتور محمود عصمت  وزير الكهرباء والطاقة المتجددة، اليوم بقيادات العمل ومسئولي القطاعات، بحضور المهندسة صباح مشالى نائب الوزير، والمهندس جابر دسوقى رئيس الشركة القابضة لكهرباء مصر، ومحمد دعبيس مساعد الوزير، والمهندسة منى رزق رئيس الشركة المصرية لنقل الكهرباء، والدكتور محمد موسى رئيس جهاز تنظيم الكهرباء وحماية المستهلك، والدكتور إيهاب إسماعيل رئيس هيئة الطاقة الجديدة والمتجددة، وعد من القائمين على تنفيذ المشروعات.

وذلك لمتابعة سير العمل في جميع القطاعات التابعة ومختلف المشاريع والبرامج المتعلقة ببناء مزيج الطاقة وتطوير وتقوية الشبكة الموحدة لاستيعاب الطاقات الجديدة والمخطط الزمني لكل مشروع والتوقيتات المحددة للربط على الشبكة الموحدة فى ضوء استراتيجية الطاقة والخطة الديناميكية لمواجهة ارتفاع الاحمال وزيادة الطلب على الكهرباء خلال فصل الصيف.

وراجع الدكتور محمود عصمت الموقف التنفيذي للمشروعات الجاري تنفيذها، لاسيما مشروعات توفير التغذية الكهربائية اللازمة لمشروعات التنمية الزراعية واستصلاح الأراضي واقامة المجتمعات العمرانية الجديدة فى إطارها، وكذلك إضافة القدرات الجديدة إلى الشبكة والجداول الزمنية المحددة لذلك خلال الأسابيع المقبلة، ومستجدات العمل لتحسين كفاءة الطاقة والتوسع فى استخدام الخلايا الشمسية والتعاون مع شركاء العمل من القطاع الخاص فى تركيب عدادات داخل أكشاك الكهرباء ولوحات التوزيع لخفض الفقد والتصدي لظاهرة التعدى على التيار الكهربائي ،واستخدام التكنولوجيا الحديثة فى اطار الخطة الخاصة بترشيد استهلاك الكهرباء، والتوسع فى استخدام تقنية بطاريات تخزين الطاقة لتعظيم الاستفادة من الطاقات المتجددة وتحقيق الاستقرار للشبكة الكهربائية، والاسراع فى الدراسات الفنية والضوابط الخاصة بمشروعات الخطة المستقبلية بما فى ذلك تعظيم الاعتماد على الصناعة المحلية للمهمات ودعم خطة الدولة لتوطين التكنولوجيا الحديثة، ومشروعات دعم الشبكة وتطويرها لمواكبة اضافة القدرات التوليدية الجديدة ومراعاة التوزيع الجغرافي لنقاط الربط عليها فى اطار العمل على استقرار واستمرارية التغذية الكهربائية وتلبية متطلبات مشروعات التنمية الزراعية والصناعية الممتدة بطول البلاد وعرضها فى اطار خطة الدولة للتنمية المستدامة.

واستعرض الدكتور محمود عصمت مجريات تنفيذ خطة تغيير نمط التشغيل وتأثير ذلك على الشبكة وتحسين وتطوير اداء الشركات والالتزام بالتشغيل الاقتصادي وتطبيق معايير الجودة والكفاءة فى استخدام الوقود الأحفوري وبرامج الصيانة ومعدلات خروج وحدات التوليد من الخدمة وتحسين بيئة العمل وتنفيذ برامج السلامة والصحة المهنية وبرامج قياس الوقت والاستجابة لإصلاح الأعطال فى كافة القطاعات، وما تحقق من وفر فى الوقود والطاقة المنتجة والمستهلكة خلال الشهور الماضية.

وناقش الاجتماع نتائج الاعمال على صعيد التصدى لظاهرة سرقة التيار الكهربائي فى جميع الشركات ومتابعة العمل لتحسين جودة التغذية الكهربائية والارتقاء بجودة الخدمة المقدمة من حيث الكم والكيف ، وتمت مناقشة المؤشرات الخاصة بتحسين معدلات الاداء فى الشركات التابعة.

وأكد الدكتور محمود عصمت ان هناك متابعة مستمرة من قبل القيادة السياسية لمستجدات تنفيذ جميع المشروعات المتعلقة بقطاع الكهرباء ، ومجريات تأمين الطاقة الكهربائية اللازمة لكافة المشروعات كركيزة أساسية لخطة إعادة البناء والتنمية وكذلك الارتقاء بمستوى الخدمات المقدمة للمواطنين.

وأوضح أن هناك تنسيق وتعاون مع جميع الجهات المعنية في اطار خطة إضافة قدرات جديدة وتطوير الشبكة القومية للكهرباء وتعزيز قدرتها على استيعاب زيادة الأحمال الكهربائية المتوقعة خلال الفترة المقبلة، وكذلك تحديث البنية التحتية للشبكة لتحقيق أعلى مستويات الكفاءة وضمان الاستدامة والاستمرارية.

وأشار إلى أهمية مثل هذه الاجتماعات لتذليل العقبات والاسراع فى التنفيذ والوقوف على مستوى الأداء ومراجعة تقدم الاعمال ، مضيفا ان القطاع الخاص شريك نجاح وهناك نماذج يحتذى بها فى جميع المجالات المتعلقة بالكهرباء ، والفترة المقبلة ستشهد تعاونا فى مجالات خفض الفقد ومواجهة السرقات وكفاءة الطاقة والتوسع فى الاعتماد على الخلايا الشمسية والتكنولوجيا الحديثة وتقديم الخدمات.

مقالات مشابهة

  • إغلاق شارع وسط طرابلس لتحسين البنية التحتية
  • إعلان نتيجة شهادة المرحلة المتوسطة بولاية البحر الأحمر بنسبة نجاح تجاوزت 77%
  • وزير الكهرباء يتابع توفير تغذية التيار اللازمة لمشروعات التنمية الزراعية
  • مصر وأمريكا توقعان عقودًا بقيمة 235 مليون دولار لتحديث البنية التحتية للسكك الحديدية
  • محافظ الأقصر يتفقد مشروعات تطوير البنية التحتية والخدمية بمدينة الطود
  • أخبار محافظة البحر الأحمر.. استمرار تطوير البنية التحتية بالغردقة واعتماد خطط سلامة المياه
  • التنمية الإدارية ومحافظة دمشق تبحثان سبل تطوير عمل المؤسسات العامة
  • وفد الشركات الأمريكية يؤكد على تطوير البنية التحتية والخدمات الحيوية في العراق
  • أمانة الرياض تنجز أعمال البنية التحتية لـ 24 مخططًا خلال عام 2024
  • نائب أمير الشرقية: الاستثمار في البنية التحتية الذكية والابتكار يؤتي ثماره في تحسين جودة الحياة