قالت السيدة جوزيفا ساكو، مفوضة الاتحاد الأفريقي لشؤون إدارة الزراعة والتنمية الريفية والاقتصاد الأزرق والتنمية المستدامة: "لمساعدة البلدان الأفريقية على القضاء على الجوع والحد من الفقر وزيادة النمو الاقتصادي من خلال التنمية التي تقودها الزراعة، من الضروري تعزيز قدرة القارة في مجال الصحة النباتية وإنتاجيتها في القطاع الزراعي.

جاء ذلك خلال ورشة عمل تعقدها منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة "الفاو" بالتعاون مع الاتحاد الأفريقي، وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي في مصر، وسفارة الولايات المتحدة الأمريكية في مصر، والأمانة العامة للاتفاقية الدولية لوقاية النباتات لتدريب المدربين لنحو 90 متخصصًا في صحة النبات ومسؤولًا زراعيًا من البلدان الأعضاء في الاتحاد الأفريقي.

وأضافت ساكو: ستقود مفوضية الاتحاد الأفريقي، بمكتبها الفني المتخصص وهو المجلس الأفريقي للصحة النباتية، التنسيق الاستراتيجي الشامل بين المنظمات القطرية لوقاية النباتات والمجموعات الاقتصادية الإقليمية، وتواصل تعزيز استراتيجية الصحة النباتية في القارة.

وتابعت مفوضة الاتحاد الأفريقي لشؤون إدارة الزراعة والتنمية الريفية والاقتصاد الأزرق والتنمية المستدامة: "يهدف برنامج الصحة النباتية في إفريقيا إلى تعزيز التعاون الإقليمي الأفريقي بشأن قضايا الصحة النباتية الناشئة، وخاصة تلك المتعلقة بالأمن الغذائي وتغير المناخ والنمو الاقتصادية".

وأردفت ساكو: "لذلك أحث المشاركين على اغتنام هذه الفرصة لمعرفة المزيد لمعالجة مشاكل صحة النباتات في القارة من خلال حماية الزراعة والموارد الطبيعية من دخول وانتشار الآفات والأمراض النباتية".

ويشارك أحد عشر بلدًا أفريقيًا في ورشة العمل لتدريب المدربين على علوم الصحة النباتية المتقدمة وأحدث الأدوات الرقمية التي من شأنها إعداد الموظفين الميدانيين والإداريين بشكل أفضل لاتخاذ القرارات في الوقت المناسب لمنع تفشي الآفات النباتية.

وسيقدم في ورشة العمل، التي تعقد في الفترة من 25 إلى 29 سبتمبر في القاهرة، المرحلة الأولى من برنامج الصحة النباتية في إفريقيا، وهي مبادرة إقليمية جديدة تهدف إلى تعزيز القدرات الفنية للعاملين في مجال الصحة النباتية بشكل كبير في جميع البلدان الإفريقية الـ 54.

ويهدف البرنامج، الذي تقوده أمانة الاتفاقية الدولية لوقاية النباتات، بالتعاون مع مفوضية الاتحاد الأفريقي المعنية بالزراعة، إلى تزويد المنظمات الوطنية لوقاية النباتات بالمناهج القائمة على العلم والتكنولوجيا المتقدمة والأدوات اللازمة للرصد والوقاية واكتشاف وإدارة الآفات والأمراض النباتية الخطيرة التي تهدد الأمن الغذائي والبيئة والنمو الاقتصادي.

ووفقا للفاو يتم فقدان نحو 40 في المائة من إنتاجية المحاصيل الزراعية سنويًا بسبب الآفات النباتية، مما يعني خسائر اقتصادية بقيمة 220 مليار دولار أمريكي، مما يساهم في انعدام الأمن الغذائي العالمي.

وفي إفريقيا، تسبب الآفات النباتية خسائر زراعية واقتصادية وبيئية كبيرة. على سبيل المثال، تشير التقديرات إلى أن دودة الحشد الخريفية وحدها تتسبب في خسارة محاصيل سنوية بقيمة 9.4 مليار دولار أمريكي في إفريقيا.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: الولايات المتحدة مرحلة معالج مساعدة النمو الاقتصادي الأمم المتحدة التنمية المستدامة وزارة الزراعة الاتحاد الإفريقي التنمية الريفية الاتحاد الأفریقی لوقایة النباتات الصحة النباتیة فی إفریقیا

إقرأ أيضاً:

مستقبل السودان في الاتحاد الأفريقي: بين التجميد والانفراج

شهدت علاقات السودان مع الاتحاد الأفريقي توترات متزايدة منذ اندلاع الحرب في أبريل 2023، مما أدى إلى تعليق عضوية السودان في الاتحاد. وقد أكد مفوض السلم والأمن بالاتحاد الأفريقي، بانكولي أديوي، أن الاتحاد لن يرفع تجميد عضوية السودان في الوقت الحالي، مشيرًا إلى استمرار الأزمة السياسية والأمنية كعقبة رئيسية أمام عودة السودان إلى المنظمة القارية.
في هذا السياق، لعبت مصر دورًا مهمًا في محاولة إعادة السودان إلى الاتحاد الأفريقي، لا سيما خلال فترة ترؤسها للاتحاد، إلا أن الجهود المصرية لم تكلل بالنجاح في ظل استمرار النزاع العسكري والانقسام السياسي الداخلي. ومع ذلك، يبقى الدور المصري مؤثرًا نظرًا لعلاقاتها التاريخية مع السودان ورغبتها في استعادة الاستقرار في جوارها الجنوبي.
مؤخرًا، تم انتخاب وزير الخارجية الجيبوتي، محمود علي يوسف، رئيسًا لمفوضية الاتحاد الأفريقي، وهو دبلوماسي معروف بعلاقاته الجيدة مع السودان. يوسف، الذي شغل منصب وزير الخارجية الجيبوتي منذ عام 2005، كان له دور في تقريب وجهات النظر بين السودان والهيئات الإقليمية مثل الهيئة الحكومية للتنمية (إيغاد). وقد زار السودان في أكتوبر 2024، حيث التقى برئيس مجلس السيادة السوداني، عبد الفتاح البرهان، لمناقشة عودة السودان إلى إيغاد، مؤكداً على ضرورة الحلول الأفريقية للأزمات الداخلية.
تولي يوسف لهذا المنصب يفتح نافذة جديدة أمام السودان لاستعادة عضويته في الاتحاد الأفريقي. فمن المحتمل أن يسعى يوسف إلى تهيئة الظروف لحوار بناء بين الاتحاد الأفريقي والسلطات السودانية، خاصة إذا ما قدم السودان خطوات ملموسة نحو الاستقرار السياسي ووقف النزاع العسكري. وقد أعربت وزارة الخارجية السودانية عن تفاؤلها بهذا التغيير، معتبرة أنه قد يمثل نقطة تحول في مسار علاقات السودان مع الاتحاد.
لكن عودة السودان إلى الاتحاد الأفريقي ليست مضمونة بعد. فالتحديات لا تزال كبيرة، بما في ذلك استمرار النزاع المسلح، وعدم تحقيق تقدم في المسار السياسي، وغياب توافق داخلي حول مستقبل البلاد. وعليه، فإن السودان بحاجة إلى اتخاذ خطوات واضحة، مثل التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار، وإطلاق عملية سياسية شاملة تضم جميع الأطراف، وتعزيز المؤسسات المدنية.
في المستقبل القريب، قد يعتمد موقف الاتحاد الأفريقي على مدى استجابة السودان لهذه المتطلبات. فإذا ما أظهرت الحكومة السودانية التزامًا جديًا بالإصلاحات، فقد يدعم الاتحاد مبادرات إعادة السودان إلى عضويته، وربما يساهم في جهود الوساطة بين الأطراف المتنازعة. أما إذا استمر الجمود الحالي، فقد يظل السودان معزولًا عن المحيط الأفريقي، مما سيؤثر سلبًا على فرصه في الحصول على الدعم الإقليمي والدولي.
بالتالي، فإن العلاقات المستقبلية بين السودان والاتحاد الأفريقي ستعتمد بشكل كبير على مدى قدرة السودان على تحقيق استقرار سياسي وأمني داخلي. ورغم أن انتخاب محمود علي يوسف قد يوفر فرصة لإعادة بناء الثقة، إلا أن الكرة لا تزال في ملعب السودان لاتخاذ الخطوات اللازمة للعودة إلى الأسرة الأفريقية.

zuhair.osman@aol.com  

مقالات مشابهة

  • تحقيق الأمن الغذائي المستدام وإعادة تأهيل البنية التحتية الزراعية في ‏ورشة عمل لوزارة الزراعة والفاو ‏
  • "أثر التجارة الخارجية الزراعية على التنمية" ورشة عمل ببحوث الاقتصاد الزراعي
  • وقاية النباتات يستقبل وفدا لتعزيز التعاون العلمي بين مصر ودول القارة الإفريقية
  • الزراعة: وقاية النباتات يستقبل وفدا لتعزيز التعاون العلمي بين مصر ودول القارة الإفريقية
  • البحوث الزراعية ينظم ورشة عمل حول الاستشعار عن بعد وخدمة الزراعة الذكية
  • ورشة تعريفية بالحديدة حول توسيع زراعة المحاصيل الزراعية الأساسية
  • مستقبل السودان في الاتحاد الأفريقي: بين التجميد والانفراج
  • الاتحاد الأفريقي يعتمد استضافة ليبيا للقمة الأفريقية – التركية 2026
  • حزب الوعي يشكر الاتحاد الأفريقي لموقفه الداعم لفلسطين
  • السيسي ورئيس غينيا الاستوائية يبحثان تعزيز علاقات البلدين ودعم العمل الأفريقي