ندوة لـ «تريندز» تستشرف مستقبل الاقتصاد الرقمي بين الفرص والتحديات
تاريخ النشر: 25th, September 2023 GMT
أبوظبي – الوطن:
أكد خبراء ومتخصصون أن هيكل سوق العمل وأنظمته ومتطلباته وأسسه الاجتماعية تتطور إلى بيئة أكثر ملاءمة للعمل في ظل الاقتصاد الرقمي الجديد، مما سيخلق ملايين الوظائف التي تتطلب تدريباً ومهارات نوعية، إلى جانب نمو اقتصاد الوظائف المؤقتة والعمل الحر، مضيفين أن العملات المشفرة أصبحت لاعباً رئيسياً في تشكيل واقع ومستقبل الاقتصاد الرقمي، كما أن الاعتماد على أنظمة الذكاء الاصطناعي والخدمات المصرفية المفتوحة أدى إلى إعادة تشكيل مشهد القطاع المالي العالمي.
وأشاروا إلى أن ثورة البلوكتشين ستفعل في مجال المعاملات ما فعلته الإنترنت في مجال المعلومات، وينبغي على الشركات استجلاء الدور المحتمل للبلوكتشين في مؤسساتها، وأن تكون مستعدة لتبني التكنولوجيا عندما تنضج، موضحين أن حجم سوق تكنولوجيا البلوكتشين العالمية المتوقع سيفوق 29 مليار دولار بحلول عام 2025.
جاء ذلك في ندوة عن بُعد حملت عنوان: «ما مستقبل الاقتصاد الرقمي؟ الفرص والتحديات في عصر الاتصال اللاسلكي»، ونظمها مركز تريندز للبحوث والاستشارات – قطاع «تريندز – دبي»، في إطار سلسلة الندوات العلمية والمعرفية الدورية الهادفة إلى تحليل القضايا والأزمات العالمية واستشراف مستقبلها.
دمج التكنولوجيا بالصناعة
وأدار النقاش في الندوة، سلطان الربيعي، نائب رئيس قطاع البحوث والاستشارات في مركز تريندز للبحوث والاستشارات، قائلاً إن الثورة الصناعية الرابعة اليوم مدفوعة بالتقدم التكنولوجي الكبير الذي يأخذ في الاعتبار التفاعلات الوثيقة المتزايدة بين البشر والآلة، وعلى عكس الثورات الصناعية السابقة، فإن الثورة الصناعية الرابعة تتمحور حول الإنسان.
وبين أن المجتمعات أصبحت محاطة بالتكنولوجيا والهواتف الذكية وأجهزة الكمبيوتر والعديد من المنتجات التكنولوجية الأخرى المرتبطة جميعها بإنترنت الأشياء، موضحاً أن الاتصالات والتكنولوجيا هي المحركات الرئيسية وراء هذه الثورة.
اقتصاد العمل الحر
بدوره، قال الدكتور خالد الوزني، الأستاذ المشارك في السياسات العامة بكلية محمد بن راشد للإدارة الحكومية، إن صعود اقتصاد الأعمال الحرة والعمل الحر في العصر الرقمي يحتاج إلى المزيد من المهارات والتدريب للقوى العاملة في المستقبل، مضيفاً أنه قيل في جميع أنحاء العالم أن «العالم بعد كوفيد-19 لم يعد كما كنا نعرفه»، وهذا الأمر أصبح واقعاً في العديد من المجالات، والاقتصاد العالمي ليس استثناءً من ذلك.
وبين أنه بالنظر إلى الركائز الأربع لعوامل الإنتاج المعروفة «الأرض، والعمل، ورأس المال، والتنظيم»، فمن الواضح أن العامل الأكثر تأثراً هو سوق العمل، ويمكن القول إن هيكل سوق العمل وأنظمته ومتطلباته وأسسه الاجتماعية تتطور إلى بيئة أكثر ملاءمة للعمل في ظل الاقتصاد الرقمي الجديد، خاصة بالنسبة للشباب.
اقتصاد الوظائف المؤقتة
وذكر الوزني أن الاقتصاد الحر، الذي يعد مظهراً جديداً في سوق العمل، أصبح أحد الأسباب الرئيسية التي تجعل الشباب، خاصة النساء، يساهمون بشكل أكبر في سد الفجوات في سوق العمل والإنتاج الوطني والدولي في جميع أنحاء العالم، ومع ذلك، فقد حددت تقارير الوظائف المستقبلية الدولية بوضوح المجالات التي ستختفي فيها الوظائف، وبعض أسواق العمل، ولكن في الوقت نفسه ستظهر الملايين من الوظائف الجديدة التي تتطلب تدريباً ومهارات نوعية، مؤكداً أن المستقبل سيشهد المزيد من اقتصاد الوظائف المؤقتة والعمل الحر في العصر الرقمي.
3 مهارات وظيفية
وأشار الدكتور خالد الوزني إلى أن استشراف مستقبل الوظائف يؤكد أن المهارات ستصبح أهم عامل في القوة العاملة، وهناك ثلاث مهارات سيبحث عنها أصحاب العمل في الوظائف المحتملة، وهي مهارات التواصل وإدارة الوقت والكفاءة المهنية، والإلمام الرقمي، وإتقان لغة عالمية، كما سيعتمد المصدر الرئيسي للوظائف الجديدة من عام 2023 إلى عام 2027 على أربعة من قطاعات اقتصاد العمل الحر، وهي «هندسة البيانات الضخمة، والتكنولوجيا الزراعية والاستدامة، والذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية، والمنصات والتكنولوجيات الرقمية».
العملات المشفرة
من جانبها، أشارت البروفيسورة أسماء سلمان، عميدة كلية إدارة الأعمال في الجامعة الأمريكية بالإمارات، إلى أن العملات المشفرة تلعب دوراً كبيراً في تشكيل واقع ومستقبل الاقتصاد الرقمي، حيث تسهل العملات المشفرة المعاملات المالية غير المحدودة والتجارة العالمية بين الدول، وتعتبر مخزناً بديلاً للقيمة، ووسيلة مبتكرة لنمو التبادل التجاري.
وذكرت أن ثورة البلوكتشين تعد الثورة الثانية بعد الإنترنت، وستفعل في مجال المعاملات ما فعلته الإنترنت في مجال المعلومات، مبينة أنه ينبغي على الشركات استجلاء الدور المحتمل للبلوكتشين في مؤسساتها، وأن تكون مستعدة لتبني التكنولوجيا عندما تنضج، وسيتحول الأمر إلى التبني الجماعي في وقت قريب.
تكنولوجيا البلوكتشين
وأضافت البروفيسورة أسماء سلمان أن التكنولوجيا المالية تقع في لب الأعمال وتُستخدم الآن لمساعدة الشركات وأصحاب الأعمال على حد سواء، وقد أحدثت التكنولوجيا المالية ثورة في طريقة عمل العالم اليوم، موضحة أن التوقعات تشير إلى أن إيرادات تكنولوجيا البلوكتشين العالمية ستشهد نمواً هائلاً في السنوات القادمة، حيث يُتوقع أن يفوق حجم السوق 29 مليار دولار بحلول عام 2025.
مستقبل التمويل
أما البروفيسور لويس مالدونادو، الأستاذ في جامعة (آي إي) الإسبانية، والخبير الدولي في مجال التكنولوجيا المالية، فتحدث عن «مستقبل التمويل»، حيث يرى أن الصناعة المالية تشهد لحظة فارقة من الاضطراب، بعد أن أصبحت الحدود بين الصناعات غير واضحة بفضل استخدام التكنولوجيا والاعتماد أكثر على الرقمنة، وقد سمح هذا للوافدين الجدد، سواء كانوا من الشركات الناشئة أو كبار اللاعبين في مجال التكنولوجيا، بالدخول في أنشطة كانت مخصصة للبنوك فقط.
وأضاف أن الاعتماد على أنظمة الذكاء الاصطناعي والخدمات المصرفية المفتوحة أدى إلى إعادة تشكيل مشهد القطاع المالي العالمي، مبيناً أن هناك عوامل ساهمت في التطور السريع لتكنولوجيا التمويل، منها الأزمة المالية لعام 2008 التي أججت الابتكار خارج الصناعة المصرفية، ومساهمة منصات، مثل جوجل وآبل وفيسبوك وأمازون، في رفع مستوى تجربة المستخدم، والنضج المتزامن للتكنولوجيا.
تكنولوجيا التمويل
وأوضح أن تكنولوجيا التمويل حققت إنجازات في السنوات الـ 15 الأخيرة، ومنها تعيين وتيرة الابتكار واتجاهه في القطاع المالي، كما تمكنت الصناعة من حشد رأس المال، وتحدت الصناعة الوضع القائم الذي يدعمه اللاعبون التقليديون، بينما ولَّدت صناعة التمويل قيمة بالفعل من خلال الشركات الناشئة التي تتعدى قيمتها المليار دولار، فضلاً عن أن تكنولوجيا التمويل أدت إلى نمو الشمول المالي.
المصدر: جريدة الوطن
إقرأ أيضاً:
ختام الدورة الرابعة لبرنامج التدريب الإفريقي على تكنولوجيا الفضاء الأساسية
اختتمت وكالة الفضاء المصرية، اليوم الخميس فعاليات الدورة الرابعة من برنامج التدريب الإفريقي على تكنولوجيا الفضاء الأساسية، والذي أقيم بمقر أكاديمية الفضاء التابعة لوكالة الفضاء المصرية، بمشاركة 21 مهندسًا ومتخصصًا من 20 دولة إفريقية.
وكالة الفضاء تستقبل المستشار الاقتصادي للسفارة اليابانية بالقاهرة وزير التربية والتعليم: نظام البكالوريا يخدم مصلحة الطلابشهد حفل الختام حضور الدكتور شريف صدقي، الرئيس التنفيذي لوكالة الفضاء المصرية، والسفير أسامة الهادي، نائب الأمين العام للوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية، والدكتور تيديان واتارا، رئيس مجلس الفضاء الأفريقي ، والدكتور دومينيك دي مارتير، الملحق العلمي بسفارة إيطاليا بالقاهرة، والدكتور أيمن محمود، رئيس الإدارة المركزية للبرامج الفضائية ، إلى جانب مديري الإدارات المركزية بالوكالة والفريق الفني المشرف على التدريب، بالإضافة إلى المتدربين المشاركين.
التزام وكالة الفضاء بدعم القطاع الفضائي الإفريقيوأكد رئيس وكالة الفضاء المصرية التزام الوكالة بدعم وتطوير القطاع الفضائي في إفريقيا، مشيرًا إلى أن هذا البرنامج يُجسد رؤية مصر في تعزيز التعاون الإقليمي ومشاركة الخبرات والإمكانات المتقدمة مع الدول الإفريقية الشقيقة.
وأثنى رئيس وكالة الفضاء المصرية على المستوى المتميز للتفاعل بين المتدربين والخبراء المصريين، والذي عكس روح التكامل بين دول القارة الإفريقية.
وألقى السفير أسامة الهادي كلمة عبّر فيها عن تقديره للدور الريادي الذي تقوم به وكالة الفضاء المصرية في تعزيز التعاون العلمي والتقني على مستوى القارة الإفريقية. وأضاف أن الجهود المبذولة من خلال هذا البرنامج تسهم في تحقيق التكامل الإفريقي في مجال تكنولوجيا الفضاء.
وأعرب الدكتور تيديان واتارا، رئيس مجلس الفضاء الإفريقي ، عن تقديره لاستضافة وكالة الفضاء المصرية لهذا البرنامج، مشيدًا بالمستوى المتقدم للمرافق والتجهيزات التي حظي المتدربون بفرصة الاطلاع عليها، لا سيما مقر وكالة الفضاء الإفريقية الجاري إنشاؤه في مصر. كما عبّر الدكتور/ دومينيك دي مارتير عن فخره بالتعاون الوثيق بين الجانبين المصري والإفريقي في مجال الفضاء، مشيدًا بالجهود المشتركة التي تعزز التكامل العلمي على مستوى القارة.
تخللت الفعاليات كلمات شكر من المتدربين، الذين أعربوا عن امتنانهم العميق للتجربة التعليمية المتميزة التي حصلوا عليها، مشيرين إلى دور التدريب في صقل مهاراتهم وتعزيز قدراتهم العملية في مجال تكنولوجيا الفضاء.
واختتمت الفعاليات بتوزيع شهادات التقدير على المتدربين في حفل احتفالي أقيم بهذه المناسبة، تبعته جولة في مرافق وكالة الفضاء المصرية، تأكيدًا على استمرار التعاون المثمر بين مصر والدول الإفريقية.
جدير بالذكر أن هذا البرنامج المتميز، الذي تنظمه وكالة الفضاء المصرية بالتعاون مع الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية منذ عام 2021، قد استفاد منه حتى الآن اكثر من ٧٠ متدرب ومتخصص من 34 دولة إفريقية. ويأتي هذا البرنامج في إطار رؤية مصر لدعم التكامل العلمي والتكنولوجي وتعزيز قدرات الدول الإفريقية الشقيقة في مجال تكنولوجيا الفضاء.