التمكين السياسي.. استراتيجية نفذتها الدولة لمعالجة تهميش الشباب
تاريخ النشر: 25th, September 2023 GMT
انتهجت القيادة السياسية منذ عام 2014، مجموعة من التطبيقات السياسية التى استهدفت معالجة الخلل الذى واجه تمكين الشباب على مدار عقود وسنوات طويلة، حيث عانى الشباب جملة من الأزمات، تلخصت فى ظاهرة التهميش على المستوى السياسى، إذ لم يتمكن الشباب من الانخراط فى الحياة السياسية والتعبير عن آرائهم والوصول إلى المناصب التنفيذية؛ أو على المستوى الاقتصادى، مما دفع الدولة لاتخاذ سياسات، لتعزيز مفهوم تنمية وتمكين الشباب بعد عام 2014.
جهود كبيرة بذلتها الدولة المصرية فى ملف التمكين السياسى على مدار 9 سنوات، إذ شهد الشباب خلالها اهتماماً بالغاً من القيادة السياسية، أولى خلالها الرئيس السيسى اهتماماً كبيراً بملف التمكين السياسى للشباب فى المناصب القيادية والوظائف.
البرنامج الرئاسى استهدف إنشاء قاعدة غنية بالكفاءات الشبابيةوجاءت بداية الاهتمام بملف التمكين السياسى للشباب فى تلك اللحظة الحاسمة فى التاسع من يناير 2016، باحتفالية الدولة المصرية بيوم الشباب المصرى فى دار الأوبرا، عندما أعلن الرئيس عبدالفتاح السيسى عن إطلاق عام 2016 عاماً للشباب المصرى، كما أعلن آنذاك عن بدء البرنامج الرئاسى لتأهيل الشباب للقيادة، فكانت البداية لحلم يتحقّق بأيدى الشباب.
وكذلك تم الإعلان عن إطلاق سلسلة من اللقاءات الدورية تحت عنوان: «المؤتمر الوطنى للشباب.. أبدع انطلق»، لتصبح مؤتمرات الشباب طريقاً لهم للتعبير عن آرائهم وأفكارهم وتطلعاتهم وآمالهم، وتم إطلاق المؤتمر الوطنى الأول للشباب فى ديسمبر 2016، على مدار 3 أيام، بمشاركة 1000 شاب وفتاة، ثم جاء المؤتمر الوطنى الثانى للشباب بمدينة أسوان فى يناير 2017، بمشاركة 1300 شاب وفتاة، واستمرت فى الانعقاد، لتتحول الفكرة إلى منصة عالمية تخاطب شباب العالم أجمع، حقّقت نجاحاً باهراً من خلال نُسخ متتالية من منتدى شباب العالم.
وفى دراسة صدرت مؤخراً عن المركز المصرى للفكر والدراسات، أكد خلالها أهمية السياسات التى اتبعتها الدولة فى تمكين الشباب، وفى مقدّمتها إطلاق الرئيس عبدالفتاح السيسى البرنامج الرئاسى لتأهيل الشباب للقيادة فى شهر سبتمبر عام 2015، بهدف إنشاء قاعدة قوية وغنية من الكفاءات الشبابية كى تكون مؤهلة للعمل السياسى، والإدارى والمجتمعى بالدولة، وذلك من خلال إطلاعها على أحدث نظريات الإدارة والتخطيط العلمى والعملى، وزيادة قدرتها على تطبيق الأساليب الحديثة لمواجهة المشكلات التى تحيط بالدولة المصرية.
وأوضحت الدراسة أن المشروع القومى لتأهيل الشباب للمحليات والمشاركة السياسية، هذه المبادرة التى تم تدشينها بمشاركة وزارتى الشباب والرياضة، والتنمية المحلية، استهدف العمل على دعم الكوادر الشبابية المصرية من أجل الانضمام إلى المجالس المحلية المصرية، إضافة إلى رفع الوعى الفكرى، سواء الثقافى أو السياسى لديهم.
فضلاً عن تأهيلهم لفهم الشارع المصرى والعمل على حل التحديات التى تواجه المواطن المصرى، وكذلك العمل على التقائهم مع أصحاب الفكر والرؤى والرموز السياسية البارزة، من أجل التعلم واكتساب الخبرات، وذلك من خلال الحوار البنّاء والمناقشات الثرية، حيث يشمل البرنامج لقاءات حوارية مفتوحة مع شخصيات سياسية بارزة.
«الأكاديمية الوطنية» جاءت لدعم وبناء الإنسانوتم إنشاء «الأكاديمية الوطنية للتدريب»، لتكون الشكل المؤسسى لبرامج تدريب وتأهيل الشباب، وهى ثانى آليات تمكين الشباب، التى تهدف إلى تحقيق متطلبات التنمية البشرية للكوادر الشبابية بجميع قطاعات الدولة، والارتقاء بقدراتهم ومهاراتهم، حيث انطلقت الأكاديمية، كإحدى توصيات المؤتمر الوطنى الأول للشباب بشرم الشيخ، والتى تعتبر طفرة فى مجال التدريب والتأهيل والتطوير فى مصر.
وجاءت ضمن اهتمامات الرئيس عبدالفتاح السيسى بتأهيل وتطوير وبناء الإنسان المصرى، فصدر قرار جمهورى عام 2017 بإنشاء الأكاديمية الوطنية، التى يطمح الرئيس السيسى لتصبح المصدر الرئيسى لاختيار القيادات وكبار المسئولين فى الدولة، وتزويد الجهاز الإدارى باحتياجاته من الموارد البشرية المدرّبة وفق أفضل المناهج العلمية، من أجل بلوغ هذا الهدف الاستراتيجى.
ومن أجل بلوغ هذا الهدف، حدّدت الأكاديمية 13 هدفاً فرعياً تعمل على تحقيقها، بحيث يتم تجميع طاقات الشباب فى عمل وطنى يفيد الدولة ويبنى نهضتها، ونشر الوعى الثقافى والاجتماعى والدينى والسياسى بين قطاعات الشباب، وكذلك الإسهام فى إعداد الأنظمة والسياسات الحكومية، لتصبح أكثر ملاءمة مع احتياجات الشباب.
وإعداد كوادر سياسية وإدارية قادرة على معاونة الدولة فى مهامها، وتنمية قدرات ومهارات الشباب لتكون شريكاً أساسياً وفعّالاً فى الحكم المحلى، وبناء شراكات مجتمعية تنموية فاعلة مع كل القطاعات (العام - الخاص - الأهلى)، وتوعية الشباب بالأخطار والتحديات التى تواجه الدولة، إضافة إلى تنمية مهارات الشباب وتأهيلهم لتلبية احتياجات سوق العمل، والتوعية بالدور المجتمعى فى مواجهة جميع أنواع الأخطار التى تواجه الدولة.
وتشجيع الفن والإبداع والارتقاء بالفكر والذوق العام، والعمل على الحد من التسرّب من التعليم والمشاركة فى تعليم المتسرّبين، وكذلك مواجهة ظاهرة أطفال الشوارع وتعليمهم وتأهيلهم لعمل جاد يفيد المجتمع، والاهتمام بذوى الاحتياجات الخاصة وتنمية مهاراتهم فى جميع المجالات لدمجهم بالمجتمع.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: المتفوقين المؤتمر الوطنى من أجل
إقرأ أيضاً:
روساتوم تدعم المنتدى الدولي للشباب حول التقنيات النووية المستدامة بالإسكندرية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
تستضيف مدينة الاسكندرية في الفترة من 25 إلى 27 فبراير 2025، "المنتدى الدولي للشباب حول التقنيات النووية المستدامة"، والذي سيجمع أكثر من 300 من المهنيين الشباب والطلاب والقادة العالميين والمتخصصين من مختلف أنحاء العالم لاستكشاف مستقبل التقنيات النووية الخضراء. يهدف هذا الحدث، الذي تنظمه هيئة المحطات النووية لتوليد الكهرباء في مصر بالشراكة مع شركة روساتوم، الشركة العالمية الرائدة في مجال التكنولوجيا النووية، إلى تعزيز دور التقنيات النووية في التنمية المستدامة، مع تسليط الضوء على تأثير محطة الضبعة للطاقة النووية على التنمية الاقتصادية ومستقبل منخفض الكربون.
سيتيح المنتدى الدولي للشباب منصة تعاونية للطلاب والقادة الشباب لعرض أبحاث مبتكرة، ومناقشة فرص العمل المتاحة في هذا المجال، والمشاركة في ورش عمل تركز على التحول نحو طاقة نظيفة وعادلة.
وعن تنظيم المنتدى، يقول الدكتور محمد دويدار، رئيس مجلس إدارة هيئة المحطات النووية لتوليد الكهرباء: "نؤمن بأن التقنيات النووية تفتح آفاقاً واسعة أمام الشباب المصري للنمو وإطلاق إمكاناتهم واتخاذ خيارات مهنية واعدة. تُعد محطة الضبعة النووية مشروعاً رائداً في مصر وجزء من مساهمتنا في بناء مستقبل نظيف ومستدام للأجيال القادمة. لهذا السبب نستضيف المنتدى الدولي للشباب حول التقنيات النووية المستدامة في الإسكندرية، على بعد ساعتين فقط من موقع المحطة المستقبلية، لنناقش مع المهنيين الشباب والطلاب كيف ستتطور التقنيات النووية وما هو تأثيرها على المستقبل".
ومن جانبه أضاف الدكتور أندريه بيتروف، رئيس شركة أتوم ستروي اكسبورت، احدى شركات مجموعة روساتوم العالمية والمقاول العام لمشروع المحطة النووية بالضبعة: "في الماضي، أعادت روسيا صياغة مهمة التقنيات النووية لتخدم البشرية، وفي عام 2025 نحتفل بمرور 80 عاماً على المعرفة والابتكارات النووية المتقدمة. وتفخر روساتوم بمشاركة مصر هذا الإرث من خلال بناء محطة الضبعة النووية والمساهمة في تعريف الاجيال القادمة من المهنيين المؤهلين بهذا المجال المثير. نؤمن بأن المنتدى الدولي للشباب في الإسكندرية سيجمع شباباً من مصر ودول أخرى لمناقشة المهمة المستدامة للتقنيات النووية وشراكتنا المميزة حول العالم".
“جدول أعمال المنتدى”
سيقدم المنتدى جدول أعمال شاملاً يهدف إلى خلق حوار بناء حول مواضيع رئيسية، مثل دور الطاقة النووية في التنمية المستدامة، بناء القدرات لصناعة الطاقة النووية، وبرامج تمكين الشباب. سيبدأ الحدث بجلسة عامة رفيعة المستوى تحت عنوان "التقنيات النووية لخدمة البشرية"، حيث سيشارك مسؤولون حكوميون وتنفيذيون في الصناعة النووية وخبراء في الاستدامة رؤاهم حول التقدم العالمي والتحديات في هذا المجال. وسيتمكن الحضور لاحقاً من المشاركة في مناقشات حول مجالات وتطبيقات الطاقة النووية الغير متعلقة بتوليد الكهرباء، مع التركيز على كيفية تأثير هذه التقنيات على تطوير قطاعات حيوية مختلفة مثل الصحة والصناعة والمساهمة بدورها في تحسين جودة الحياة.
كما ستتاح مناقشات وجلسات عامة حول موضوع "التعليم والتوعية بالتقنيات النووية" لإلقاء الضوء على المبادرات التعليمية التي تدعم التحول نحو الطاقة المستدامة وتوصل رسالة الطاقة النووية إلى الشباب. ذلك بالاضافة الى معرض للصور التي تحكي تاريخ الصناعة النووي في مصر والعالم.
سيختتم المنتدى بجلسة ختامية رسمية، حيث ستتاح للمشاركين فرصة للتواصل والاحتفاء بإنجازات الصناعة النووية.