دق ناقوس الخطر.. مأساة في أمريكا بسبب نقص أدوية علاج سرطان الأطفال
تاريخ النشر: 25th, September 2023 GMT
أفادت شبكة “إن بي سي” الأمريكية، بأن أطباء سرطان الأطفال يدقون ناقوس الخطر بشأن النقص المتزايد في أدوية العلاج الكيميائي للأطفال.
وتضيف الإمدادات المتضائلة طبقة أخرى إلى أزمة نقص أدوية السرطان التي أجبرت المرضى على اتخاذ خيارات صعبة بشأن العلاج منذ أوائل فبراير.
واتخذت إدارة بايدن خطوات لمعالجة الأزمة، نجحت في بعض الحالات، حيث يقول الأطباء إن النقص في دواءين للسرطان، كاربوبلاتين وسيسبلاتين، تراجع بشكل كبير في الأسابيع الأخيرة.
ومع ذلك، تشير التقارير الواردة من مستشفيات الأطفال في جميع أنحاء البلاد إلى وجود مشاكل في إمداد عقارين آخرين للعلاج الكيميائي يستخدمان عادة لعلاج سرطانات الأطفال: فينبلاستين وداكاربازين. هناك دواء آخر للعلاج الكيميائي يستخدم في كثير من الأحيان للأطفال، وهو الميثوتريكسيت، وهو نادر منذ شهر مارس، ولا يزال من الصعب الحصول عليه.
تُستخدم الأدوية الثلاثة لعلاج مجموعة من أنواع السرطان، ولكن في الأطفال، يُستخدم الفينبلاستين والداكاربازين بشكل شائع لعلاج ليمفوما هودجكين.
والميثوتريكسات هو الدواء المفضل لعلاج سرطان الدم الليمفاوي الحاد، وهو السرطان الأكثر شيوعا بين الأطفال.
وتعني مشكلات العرض أنه يجب على الأطباء استبدال الأدوية ببدائل أقل فعالية أو تأخير العلاج حتى تصبح الأدوية متاحة مرة أخرى.
وقال الدكتور دوج هوكينز، رئيس مجموعة أورام الأطفال، وهي منظمة بحثية وطنية: “إنه أمر مدمر. هل يمكنك أن تتخيل أن طفلك قد تم تشخيص إصابته بالسرطان، ويقال لك: نحن نعرف كيفية علاج هذا، لذلك لدينا فرصة بنسبة 70%، وفرصة 80%، وفرصة 90% لعلاج طفلك بالعلاج القياسي، وبالمناسبة، لا يمكننا الحصول على واحدة من تلك العلاجات القياسية”.
بعد رفض تقديم أسلحة لأوكرانيا.. أمريكا تقدم قرضًا إلى بولندا لتحديث جيشها عاصمة السينما العالمية..إنهاء أطول إضرابات أمريكا بعد اتفاق مع منتجي هوليوودأعلنت إدارة بايدن هذا الشهر أن إمدادات الكاربوبلاتين والسيسبلاتين عادت تقريبًا إلى مستويات ما قبل النقص، على الرغم من أن العقارين لا يزالان من بين الأدوية الـ 15 المدرجة على قائمة النقص من قبل البيت الأبيض.
وقالت الدكتورة إليونورا تيبلينسكي، أخصائية أورام الثدي والأمراض النسائية، في مستشفاها في ريدجوود، نيوجيرسي، إن إمدادات الكاربوبلاتين والسيسبلاتين “أفضل بكثير”، إن لم يتم حلها بالكامل.
ومع ذلك، في الأسابيع الأخيرة، أعرب زملاؤها الذين يعالجون سرطانات الدم عن مخاوفهم العميقة بشأن توفر عقار فينبلاستين.
وتشمل سرطانات الدم: سرطان الدم وسرطان الغدد الليمفاوية.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: سرطان الأطفال أمريكا
إقرأ أيضاً:
الأطفال ذوو الإعاقة.. مأساة صامتة بدوامة حرب لبنان
من أحد مراكز الإيواء المزدحمة ببيروت، وبصوت متعب، تروي فاطمة عبر الهاتف، وهي أم لطفل يبلغ من العمر سبع سنوات يعاني من الشلل الدماغي، محاولاتها المستمرّة من أجل تلبية احتياجات ابنها في ظل ظروف قاسية.
تتحدّث فاطمة بحزن لموقع "الحرّة" عن رحلتها بعد نزوحها من الضاحية الجنوبيّة نتيجة النزاع المتصاعد بين إسرائيل وحزب الله فتقول: "لم أكن أتصوّر أنّ ابني سيعيش في مكان يفتقر لكلّ شيء. لا خدمات طبية، لا خصوصيّة، ولا حتى إحساس بالأمان. حياتنا باتت مجرّد صراع يومي لتأمين الأساسيات".
ولكن مأساة فاطمة ليست الوحيدة. أم محمد، التي نزحت من الجنوب مع طفلتها البالغة من العمر خمس سنوات والمصابة بشلل نصفي، تصف معاناتها أيضًا: "لا أستطيع حملها طوال الوقت، والمركز ليس مهيأ لاستقبال أطفال بمثل حالتها. بالكاد نجد الماء والكهرباء، فما بالك بالخدمات الطبية؟".
هذه قصص مئات العائلات التي هربت من أهوال الحرب، لتجد نفسها في مراكز إيواء تفتقر إلى الحد الأدنى من الخدمات الأساسيّة على حدّ تعبيرها، خاصة للأطفال ذوي الإعاقة الذين يحتاجون لرعاية خاصة. تقول فاطمة: "أحيانًا أشعر أنني تركت الحرب لأدخل حربًا أخرى، حرب البقاء".
هذه المآسي اليوميّة تسلط الضوء على واقعٍ مرير تواجهه الأسر النازحة، حيث يصبح الأطفال ذوو الإعاقة الضحايا الأكثر تهميشًا في ظل غياب الدعم الطبي والاجتماعي الضروري.
وفقًا لمصدر مسؤول في وزارة الشؤون الاجتماعية لموقع "الحرة"، فإن "الجهود تُبذل لتأمين مساحات خاصة للأطفال ذوي الإعاقة في مراكز الإيواء، خصوصًا أولئك الذين يعانون من حالات خاصة".
ويشير المصدر إلى أن الوزارة "تعمل على توفير غرف مهيأة لهذه الفئة لضمان بيئة تشبه بيئتهم المعتادة. ولكن يبقى التحدي الأكبر في استدامة هذا الدعم وسط الموارد المحدودة والتحديات الاقتصادية".
المبادرات الحكومية والتمويل الدولي
وأكد وزير الشؤون الاجتماعية، فيكتور حجار في وقت سابق أنّ "الوزارة بدأت بتنفيذ سلسلة من المساعدات المالية المخصصة لحاملي بطاقات الإعاقة، سواء كانوا نازحين أم لا، وتشمل هذه المساعدات: مساعدة مالية طارئة بقيمة 100 دولار لحاملي بطاقات الإعاقة، تمويل شهري بقيمة 40 دولارًا للأطفال ذوي الإعاقة بين 0-14 سنة، بدعم من اليونيسف بالإضافة إلى تمديد الدعم للشباب ذوي الإعاقة بين 15-30 سنة، بتمويل من الاتحاد الأوروبي وهولندا".
ورغم هذه الجهود، يشير المحامي شربل شواح في حديث لموقع "الحرة" إلى أن "الاستجابة القانونية والمالية الحالية لا تزال غير كافية لتلبية احتياجات الأطفال ذوي الإعاقة"، ويضيف "أن القوانين اللبنانية، مثل القانون رقم 220/2000، تضمن حقوق هذه الفئة، لكنها تفتقر إلى آليات تنفيذ فعّالة، خاصة في ظل النزاعات".
وأكد شواح أن "الإصلاحات مطلوبة لضمان حماية الأطفال ذوي الإعاقة في لبنان، يجب اتخاذ خطوات ملموسة على المستويات القانونية والاجتماعية، منها: تعديل القوانين لتشمل احتياجات الأطفال ذوي الإعاقة في النزاعات. إنشاء مراكز متخصصة توفر خدمات شاملة لهذه الفئة. تعزيز الشراكات مع المنظمات الدولية لزيادة التمويل والدعم ونشر الوعي حول حقوق الأطفال ذوي الإعاقة لضمان وصول الأسر إلى الدعم اللازم".
الأطر القانونية: بين النظرية والواقع
على المستوى القانوني، وبحسب شواح، "يتمتّع الأطفال ذوو الإعاقة بحماية مضمونة في الدستور اللبناني والقوانين المحلية، بالإضافة إلى الاتفاقيات الدولية مثل اتفاقية حقوق الطفل واتفاقية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة".
لكن "تطبيق هذه القوانين يواجه عوائق كبيرة، منها: ضعف الموارد المخصّصة لتنفيذ القوانين، التمييز في الوصول إلى الخدمات، ونقص الوعي القانوني لدى الأسر، مما يحدّ من قدرتها على المطالبة بحقوقها"، وفق المتحدث الذي يؤكد أن "المجتمع المدني والمبادرات المجتمعية تلعب دورًا أساسيًا في تأمين بيئة حاضنة لذوي الاحتياجات الخاصة".
مبادرات إنسانية
يروي سامر لموقع "الحرة"، وهو والد طفل مصاب بالتوحّد نزح من بعلبك إلى دير الأحمر، تفاصيل معاناته اليومية مع ابنه مجد. ويوضح أنّ "المدرسة التي تحوّلت إلى مركز إيواء تفتقر إلى البنية التحتيّة المناسبة لاحتياجات الأطفال ذوي التوحد"، فيقول: "لا يوجد مكان مخصّص لابني. صراخه المستمرّ يزعج الآخرين، وأنا أشعر بالعجز التام عن مساعدته".
في ظل هذه الظروف، برزت مبادرة إنسانية تحمل اسم "آدم"، أطلقها الدكتور علي زبيب، بهدف دعم الأطفال النازحين المصابين بطيف التوحد. المبادرة تسعى إلى توفير بيئة تعليميّة وتأهيليّة تلبي احتياجاتهم الخاصة، مع التركيز على تدريب الأهل وتمكينهم من التعامل مع تحديات أطفالهم بشكل أفضل.
وفي حديثه لموقع "الحرة"، يوضح زبيب أنّ "المبادرة تهدف إلى تخفيف الأعباء النفسيّة والاجتماعيّة على الأطفال وأسرهم، لكنها تواجه تحديات كبيرة تتعلق بضرورة تأمين دعم مادي وإستراتيجي أكبر لضمان استمراريتها وتوسيع نطاق خدماتها لتشمل أكبر عدد ممكن من الأطفال المتضرّرين".
وبينما تزداد معاناة الأطفال ذوي الإعاقة في لبنان بسبب النزاع، يبقى الحل في تكاتف الجهود بين الحكومة والمجتمع المدني والمنظّمات الدوليّة لضمان وصول هذه الفئة إلى حقوقها الأساسيّة.
قصّة مجد ومبادرة "آدم" تمثّلان أملًا صغيرًا وسط واقع صعب، لكنهما تذكراننا بأنّ حماية حقوق الأطفال ليست مجرد التزام قانوني، بل واجب إنساني يجب أن نسعى إلى تحقيقه.