في الوقت الذي أعلنت فيه وزارة الري المصرية فشل الجولة الحالية من المفاوضات بين مصر والسودان وإثيوبيا بشأن ملف المياه، وثق سودانيون تحول مجرى النيل الأزرق في السودان إلى برك ومستنقعات لقلة ما وصله من مياه من إثيوبيا.

وشارك مواطن سوداني مقطعا مصورا على منصات التواصل الاجتماعي يظهر جفاف النيل الأزرق بسبب الملء الرابع الذي أتمته أديس أباب في مطلع الشهر الجاري، ووصفته الخارجية المصرية بأنه ملء "أحادي مخالف للقانون".



مواطن سوداني :
الأشقاء في جمهورية مصر العربية القادم أسوأ إليكم #يسقط_حكم_العسكر pic.twitter.com/xOyGeyFrjY — Ghani Naji (@AbdelghaniEln) September 23, 2023
وخاطب المواطن السوداني في المقطع المصور المصريين بالقول إن "القادم إليكم أسوأ" في هذا الملف الخطير، متسائلا حول أسباب السكوت المصري في حين يشكل النيل عصب الحياة للجارة المصرية. كما حذر خلال حديثه من "كارثة كبيرة قادمة".

يأتي ذلك بالتزامن مع اعتراف وزارة الري المصرية في بيان بفشل الجولة التفاوضية الجديدة بشأن سد النهضة مع إثيوبيا، مشيرة إلى أن المفاوض الإثيوبي لم يعد يقبل حتى بالثوابت التي كان متفقا عليها ويرفض جميع الحلول الوسط.

وقال المتحدث باسم الوزارة المصرية، محمد غانم، إن إثيوبيا ترفض الأخذ بأي من الحلول الوسط المطروحة، والترتيبات الفنية المتفق عليها دوليا التي من شأنها تلبية المصالح الإثيوبية اتصالا بسد النهضة، دون الافتئات على حقوق ومصالح دولتي المصب.

من جانبها، اعترفت وزارة الخارجية الإثيوبية بانتهاء الجولة الأخيرة من المفاوضات دون إحراز تقدم ملموس، متهمة القاهرة بالتسبب بفشل المفاوضات بسبب إظهارها موقفا يقوض اتفاق إعلان المبادئ الموقع في عام 2015، بحسب زعمها.



وقالت الخارجية الإثيوبية على حسابها في منصة "إكس" (تويتر سابقا): "من المؤسف أن إصرار مصر المستمر على الحفاظ على معاهدة إقصائية تعود إلى الحقبة الاستعمارية، والاستغلال الاحتكاري، والمطالبة بحصص المياه الاستعمارية حالت دون إحراز تقدم ملموس في المفاوضات".

ورغم إعلان البلدين فشل المفاوضات، كشفت الخارجية الإثيوبية على أن الدول الثلاث اتفقت على مواصلة المفاوضات في شهر تشرين الأول /أكتوبر المقبل في القاهرة.

"نهاية فيضان النيل الأزرق"

وقال عالم الجيولوجيا المصري عباس شراقي إن التأثير الكارثي للتخزين الرابع على السودان مستمر، عازيا ذلك إلى "استغرق التخزين معظم فترة موسم الأمطار هذا العام، إضافة إلى انتهائه قبل نهاية الموسم بعدة أسابيع بتخزين نحو 24 مليار م3 أي 50 بالمئة من الإيراد السنوي للنيل الأزرق والذي يساهم بنحو 60 بالمئة من الإيراد الكلي لنهر النيل".

وأضاف العالم المصري عبر صفحته على فيسبوك، أن "إتمام الملء بهذا الحجم في موسم واحد كارثي، إذ يعادل نحو 130 بالمئة من حصة السودان، 45 بالمئة من حصة مصر".

وتابع: "رغم مرور المياه أعلى الممر الأوسط بمعدل 300 مليون م3/يوم إلا أن هذا القدر غير كاف لتعويض ملايين المزارعين السودانيين الذين ضاع عليهم معظمهم الموسم الزراعي لهذا العام".

وانتشرت صور وفيديوهات لمعاناة السكان من الجفاف على وسائل التواصل، كما أظهرت الصور الفضائية أيضا انخفاض المياه في النيل الأزرق وجفاف المناطق المحيطة لأول مرة مقارنة بالسنوات السابقة، بحسب شراقي.



وأعلن العالم المصري أنه "بهذا (الملء الرابع) يكون فيضان النيل الأزرق انتهى إلى الأبد بسبب سد النهضة".

وتعد مصر والسودان السد الذي كلف 4.2 مليارات دولار، تهديدا لإمداداتهما من المياه. وقد طلبتا مرارا من إثيوبيا التوقف عن ملئه، حتى يتم التوصل إلى اتفاق حول كيفية تشغيله.

كما تعتبر مصر السد بمنزلة تهديد وجودي؛ لأنها تعتمد على نهر النيل لتأمين 97 بالمئة من حاجاتها من الماء.

وتفيد تقديرات الأمم المتحدة بأن "المياه قد تنفد في مصر بحلول عام 2025"، وأن مناطق في السودان حيث كان النزاع في دارفور مرتبطا بشكل أساسي بإمدادات المياه، معرضة بشكل متزايد للجفاف بسبب تغير المناخ.

استضافت إثيوبيا الجولة الثانية من المفاوضات الثلاثية بين إثيوبيا والسودان ومصر في الفترة من 23 إلى 24 سبتمبر 2023. وبدأت هذه الجولة من المحادثات بتفاؤل بشأن إحراز تقدم وتضييق الخلافات بشأن القضايا العالقة. pic.twitter.com/WIwxVQuPvu — وزارة الخارجية الإثيوبية (@MFAEthiopiaAR) September 25, 2023

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية سياسة دولية المصرية النيل الأزرق السودان سد النهضة مصر السودان أثيوبيا سد النهضة النيل الأزرق سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة تغطيات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الخارجیة الإثیوبیة النیل الأزرق بالمئة من

إقرأ أيضاً:

أبدا استعداده لحل الخلاف سلمياً.. الرئيس الصومالي يحذر من وصول الأمور لمستوى الحرب مع إثيوبيا  

 

مقديشو- أكد الرئيس الصومالي، حسن شيخ محمود، سعي بلاده لحل الخلاف مع إثيوبيا بالطرق السلمية، معربا عن أمله ألا تصل الأمور لمستوى الحرب.

وقال حسن شيخ محمود، في مقابلة تليفزيونية، إن "الصومال دولة مستقلة وذات سيادة"، مضيفا أن "كل الخيارات مطروحة حال حاولت إثيوبيا احتلال أي قطعة من أراضينا"، وفق وكالة سبوتنيك الروسية.

وأوضح محمود، أن "موقف الصومال تجاه توقيع اتفاقية تفاهم بين إثيوبيا ومنطقة أرض الصومال الانفصالية ثابت، حيث طلبنا من إثيوبيا أن تصل للبحر من خلال الصومال وفق القوانين المتفق عليها”، متهما إثيوبيا بأنها تريد إنشاء قاعدة بحرية في خليج الصومال أو بحر عدن لكي تكون قوة في المنطقة.

وشدد على أن "مشكلة أرض الصومال هي مشكلة صومالية داخلية ولا يحق لإثيوبيا أن تتخذ قرارا بشأنها"، مضيفا أن "الأمم المتحدة لم تعترف بأرض الصومال، كذلك لم يعترف بها الاتحاد الأوروبي او الاتحاد الإفريقي، ولايوجد أي أساس شرعي لاعتراف إثيوبيا بها".

وأضاف أن "إثيوبيا تتدخل منذ فترة طويلة في شؤون الصومال، ومنذ توقيع اتفاقية التفاهم مع أرض الصومال زودت القبائل في المناطق الحدودية بالأسلحة، واحتلت مدارج المطارات وإدعت أن قوات مصرية ستأتي منها، وهذا خرق لكل القوانين والمعاهدات الدولية".

وقال الرئيس الصومالي: "دولتنا ذات سيادة، وإذا قررت أن تكون قوات مصرية ضمن قوات حفظ السلام فهذا قرار سيادي يخص مصر والصومال، ولا يمكن لإثيوبيا أن تملي على الصومال ما الذي يجب القيام به".

وأكد أنه "لم تصل قوات مصرية للصومال"، مضيفا أن "مصر تدعم الصومال وتدرب قواتنا الأمنية وتمدنا بالمعدات التي نحتاجها، وليس هناك جنود مصريون في الصومال".

وأوضح محمود أن "الصومال وقع اتفاقية دفاعية مع مصر، لكن لدينا أيضا اتفاقيات أمنية دفاعية مع إثيوبيا، ومع دول إفريقية أخرى مثل كينيا"، مؤكدا أن الصومال طلب دعما من دول مختلفة لمواجهة الحرب ضد التنظيمات الإرهابية، واستجابت مصر لكن لا يقتصر الأمر عليها".

وكان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، قال، أمس الأحد، إن "مصر تدعم الصومال ليس بسبب إثيوبيا، ولكن لأنها منذ أكثر من 30 سنة وهي في حالة عدم استقرار".

وتشهد منطقة القرن الأفريقي حالة تأهب منذ يناير/ كانون الثاني الماضي عندما قالت إثيوبيا إنها تنوي بناء قاعدة بحرية وميناء تجاري في المنطقة.

ولطالما سعت إثيوبيا، وهي دولة حبيسة، إلى الحصول على منفذ بحري خاص بها، لكن هذه الخطوة أغضبت الصومال التي ترفض الاعتراف بمطالبة إقليم "أرض الصومال" بالاستقلال التي أعلنها لأول مرة في عام 1991 ولم تتلق سوى القليل من الدعم الدولي.

كما وقعت مقديشو اتفاقية عسكرية مع القاهرة والتي أسفرت عن تلقي الصومال شحنات أسلحة، مما أثار قلق الإثيوبيين الذين يقولون إن الأسلحة قد تقع في أيدي "حركة الشباب".

وأعرب وزير الخارجية الإثيوبي، تايي أستكي سيلاسي، عن قلقه من أن يؤدي توريد الذخائر من قبل "قوى خارجية" إلى تفاقم الوضع الأمني الهش في الصومال وينتهي بها الأمر في أيدي الإرهابيين.

وقالت وكالة الأنباء الإثيوبية الرسمية إن وزير الخارجية تايي التقى بروز ماري ديكارلو، وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للسلام والشؤون السياسية اليوم في نيويورك على هامش الدورة التاسعة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة لمناقشة القضايا ذات الاهتمام المشترك.

وأعرب الوزير الإثيوبي عن تقديره للعلاقات القوية التي تتمتع بها إثيوبيا مع مختلف وكالات الأمم المتحدة العاملة في إثيوبيا، مشيرًا إلى أهمية التشاور المنتظم بشأن القضايا المحلية والإقليمية.

ومن المقرر أن تخضع بعثة الاتحاد الأفريقي لعملية تجديد في نهاية العام وعرضت مصر أن تحل محل القوات الإثيوبية لأول مرة، وقد تجبر الصومال أيضا إثيوبيا على إزالة ما يقدر بنحو 10 آلاف جندي متمركزين على طول حدودهما المشتركة لمنع التوغلات من قبل المتشددين.

Your browser does not support the video tag.

مقالات مشابهة

  • جوتيريش: الأوضاع في لبنان تتحول من سيئ إلى أسوأ والمدنيون يدفعون الثمن
  • عبد المنعم الربيع احد أسوأ أبواق مليشيا الدعم السريع
  • لحليمي يعلن نهاية الإحصاء ويترقب رفع التقرير النهائي لجلالة الملك وإعلان عدد ساكنة المغرب
  • السودان: مناسيب النيل تتجاوز مستويات فيضان 1988 بولاية نهر النيل
  • حاكم اقليم النيل الأزرق يفتتح جناح الشهيد شكينيبة الطبي الخاص
  • المهن الطبية يعلن فتح باب الاشتراك في مشروع العلاج حتى نهاية ديسمبر
  • إيكونوميست: لبنان يواجه أسوأ أزمة منذ نهاية الحرب الأهلية
  • الرئيس الإيراني: دماء الشهيد نصرالله ورفاقه ستغلي في مواجهة الظلم والجور إلى الأبد
  • الرئيس الإيراني يؤكد أن دماء الشهيد نصرالله ورفاقه ستغلي في مواجهة الظلم والجور إلى الأبد
  • أبدا استعداده لحل الخلاف سلمياً.. الرئيس الصومالي يحذر من وصول الأمور لمستوى الحرب مع إثيوبيا