يحتفل المسلمون في شتى بقاع الأرض بذكرى مولد الرسول الأعظم محمد بن عبدالله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- ويحيون سيرته العطرة إجلالاً واحترامًا له وشكرًا لله على إرساله للبشر هدىً ورحمةً، ليبصرهم ويوجههم لعبادة الله وحده، وينشر في الأرض أسمى مكارم الأخلاق.

ويتميز اليمنيون في احتفائهم بالمولد النبوي الشريف عن سائر بلاد المسلمين ويعطون المناسبة العظيمة أهمية كبيرة لارتباطهم بالرسول الأعظم ويقدمون من خلالها رسالة للأمة الإسلامية بأهميتها في توحيد الأمة ورص الصفوف في مواجهة الأعداء ويُعرفون العالم أجمع بالرسالة المحمدية وبقيم صاحبها عليه وعلى آله أفضل الصلاة والتسليم.

وسيبدأ الاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف هذا العام يوم الأربعاء الموافق الـ27 من سبتمبر الجاري، الموافق 12 من الشهر الهجري ربيع الأول 1445هـ.

وفي هذا اليوم العظيم ” يوم المولد النبوي” يحيي اليمنيون سيرة الرسول الأعظم العطرة؛ لتتعلم الأجيال الجديدة منه، ويعرفون أكثر عن شخصه وعن الرسالة العظيمة التي أُرسل بها (هدىً ورحمةً للعالمين).

وعلى اختلاف العصور كانت هناك ملامح للاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف وإن اختلفت في تفاصيلها لكنها تتفق في نفس الهدف وهو إحياء ذكرى أفضل يوم طلعت فيه الشمس.

وبهذه المناسبة تتزين المساجد والشوارع بالزينة والأنوار، وتكثر دروس السيرة النبوية في المساجد والمدارس؛ لكي تتعرّف الأجيال الجديدة عن نبيهم الكريم الرحمة المهداة إلى البشر.

كما تقام بالمناسبة العظيمة حلَقات الذكر والابتهالات التي تصف الرسول الكريم، ويعبّر بها المسلمون عن حبهم واحترامهم له -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- بقصائد المدح النبوية.

وتكتسب المناسبة “المولد النبوي الشريف” لدى اليمنيين أهمية كبيرة ابتهاجا بالذكرى على صاحبها أفضل الصلاة وأتم التسليم، فمع قدوم شهر ربيع الأول تكتسي المدن، والأحياء والشوارع حلة جديدة باللون الأخضر وتتزين المباني الحكومية بالإعلام الخضراء واللوحات الضوئية التي تعكس الاستعداد لإحياء ذكرى مولد سيد البشرية وهادي الأمة.

وتعتلي الأعلام الخضراء واللوحات الضوئية، أسطح منازل المواطنين والمحال التجارية تأكيداً على عظمة المناسبة لدى أبناء اليمن ومدى ارتباطهم بالرسول الأكرم.

وتشهد المحافظات المختلفة فعاليات وأنشطة وأمسيات وندوات ثقافية، في مركز المحافظة والمديريات، إحياء لهذه المناسبة الدينية.

وتقام بشكل يومي في مختلف مناطق المحافظات فعاليات وأمسيات وندوات ابتهاجاً بقدوم المولد النبوي الشريف وإقامة الفعاليات والأنشطة على مستوى مراكز المحافظات والمديريات.

ويرافق مظاهر الإحتفال بهذه المناسبة الدينية العظيمة برامج توعوية ولقاءات وفعاليات متنوعة في مختلف المديريات تتضمن أناشيد وقصائد في حب خير خلق الله محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وحلقات الذكر بالمساجد وترديد موشحات للتذكير بسيرته العطرة في المجالس العامة.

ويعتبر اليمنيون الاحتفاء بهذه المناسبة شرفاً كبيراً ونعمة من نعم الله وتفاعلهم معها يؤكد وعيهم لأهمية هذه المناسبة ومدى ارتباطهم بالرسول الأعظم للنهوض بالأمة والسير على منهج المصطفى صلوات الله عليه وآله وسلم.

ويعتبر المولد النبوي الشريف فرصة ذهبية لتعريف العالم أجمع عن الرسول الأعظم وعن صفاته وحياته كاملة وسيرته العطرة.

كما يعد المولد النبوي الشريف فرصة رائعة وثمينة يجب اغتنامها للتعرف على سيرة سيدنا محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم من ولادته حتى وفاته.

 

المصدر: سبأ

المصدر: الوحدة نيوز

كلمات دلالية: الامم المتحدة الجزائر الحديدة السودان الصين العالم العربي العدوان العدوان على اليمن المجلس السياسي الأعلى المجلس السياسي الاعلى الوحدة نيوز الولايات المتحدة الامريكية اليمن امريكا ايران تونس روسيا سوريا صنعاء عاصم السادة عبدالعزيز بن حبتور عبدالله صبري فلسطين لبنان ليفربول مجلس الشورى مجلس الوزراء مصر نبيل الصوفي المولد النبوی الشریف الرسول الأعظم صلى الله علیه علیه وعلى آله آله وسلم

إقرأ أيضاً:

مدى صحة مقولة "العمل عبادة" في الشرع والسنة

قالت دار الإفتاء المصرية إن ما يتردّد على ألسنة بعض الناس من قولهم: "العمل عبادة" هو مجرد قول وليس حديثًا واردًا في السنة النبوية، ويُقصَد بذلك تحفيز الشباب على العمل، وتشجيعهم على الاجتهاد والتطوير في مجالاتهم؛ ولذلك فإنَّ معناها صحيح؛ وقول هذه العبارة جائز شرعًا ولا حرج فيه.

مفهوم العبادة في الإسلام ومدى شموليتها للعمل والسعي لطلب الرزق


ومن المقرر شرعًا أنه يجب على كلِّ إنسانٍ مكلف أن يخلص العبادة لخالقه سبحانه؛ فقد قال تعالى: ﴿وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ﴾ [البينة: 5].

قال الإمام الرازي في "مفاتيح الغيب" (32/ 243، ط. دار إحياء التراث العربي): [العبادة هي التذلل، ومنه طريق مُعَبَّدٌ أي مذلل.. واعلم أن العبادة بهذا المعنى لا يستحقها إلا من يكون واحدًا في ذاته وصفاته الذاتية والفعلية] اهـ.

وقال الإمام الطبري في "جامع البيان" (24/ 541، ط. مؤسسة الرسالة): [مفردين له الطاعة، لا يخلطون طاعتهم ربهم بشرك] اهـ.

فالعبادة في الإسلام تشمل كلَّ ما يصدر عن المكلف من قول أو عمل أو اعتقاد، وذلك على حسب ما يحبه الله ويرضاه؛ يقول تعالى -في شأن المؤمنين-: ﴿إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ﴾ [الفاتحة: 5].

يقول الشيخ ابن القيم في "مدارج السالكين" (1/ 120-121، ط. دار الكتاب العربي): [وبُنَى ﴿إِيَّاكَ نَعۡبُدُ﴾ على أربع قواعد: التحقق بما يحبه الله ورسوله ويرضاه، من قول اللسان والقلب، وعمل القلب والجوارح.

وأوضحت الإفتاء أن نصوص الشرع الشريف جعلت العمل والسعي في طلب الرزق وتعمير الكون من العبادات التي يثاب عليها الإنسان، فالشرع الشريف يحث الإنسان على العمل والاجتهاد في كسب الرزق الحلال الطيب؛ يقول تعالى: ﴿هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ﴾ [الملك: 15].

قال العلامة النسفي في "مدارك التنزيل وحقائق التأويل" (3/ 514، ط. دار الكلم الطيب): [﴿هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا﴾ لينة سهلة مذللة لا تمنع المشي فيها، ﴿فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا﴾ جوانبها استدلالًا واسترزاقًا، أو جبالها، أو طرقها، ﴿وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ﴾ أي: من رزق الله فيها، ﴿وَإِلَيْهِ النُّشُورُ﴾ أي: وإليه نشوركم، فهو سائلكم عن شكر ما أنعم به عليكم] اهـ.

الحث على العمل والتحذير من سؤال الناس
كما بينت السُّنَّة النبوية أن الشخص الذي يعمل ويجتهد في تحصيل الكسب الحلال خير من الذي يعيش عالة على غيره، ففي الحديث أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «اليَدُ العُلْيَا خَيْرٌ مِنَ اليَدِ السُّفْلَى، فَاليَدُ العُلْيَا: هِيَ المُنْفِقَةُ، وَالسُّفْلَى: هِيَ السَّائِلَةُ» أخرجه البخاري ومسلم من حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، واللفظ للبخاري.

قال الإمام ابن حجر العسقلاني في "فتح الباري" (3/ 297، ط. دار المعرفة): [فهذه الأحاديث متضافرة على أن اليد العليا هي المنفقة المعطية، وأن السفلى هي السائلة، وهذا هو المعتمد وهو قول الجمهور] اهـ.

بيان فضل العمل وأثره في تحقيق بناء المجتمعات واستقرارها
وأضافت الإفتاء أن العمل وسيلة لتحقيق الاستقرار والتقدم والبناء، فالمجتمعات العاملة هي المتقدمة ولها السبق بين المجتمعات الأخرى؛ لأن العمل يحقق للفرد والمجتمع الاكتفاء الذاتي، وعدم الحاجة أو سؤال الناس؛ فعن الزبير بن العوام رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «لَأَنْ يَأْخُذَ أَحَدُكُمْ حَبْلَهُ، فَيَأْتِيَ بِحُزْمَةِ الحَطَبِ عَلَى ظَهْرِهِ، فَيَبِيعَهَا، فَيَكُفَّ اللَّهُ بِهَا وَجْهَهُ خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يَسْأَلَ النَّاسَ أَعْطَوْهُ أَوْ مَنَعُوهُ». أخرجه البخاري.

وقد تضافرت نصوص الشرع الشريف على اعتبار العمل الحلال عبادة يتقرب بها الإنسان إلى الله تعالى، منها:

- ما روي عن أبي الْمُخَارِقِ رضي الله عنه، قال: كنا عند رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في غزوة تبوك فَطَلَعَتْ ناقة له فأقام عليها سبعًا، فمر عليه أعرابي شاب شديد قوي يرعى غُنَيْمَةً له، فقالوا: لو كان شباب هذا وشدته وقوته في سبيل الله عز وجل! فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «إِنْ كَانَ يَسْعَى عَلَى أَبَوَيْنِ كَبِيرَيْنِ لَهُ لِيُغْنِيَهُمَا فَهُوَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، وَإِنْ كَانَ يَسْعَى عَلَى صِبْيَانٍ لَهُ صِغَارٍ لِيُغْنِيَهُمْ فَهُوَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، وَإِنْ كَانَ يَسْعَى عَلَى نَفْسِهِ لِيُغْنِيَهَا وَيُكَافِي النَّاسَ فَهُوَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، وَإِنْ كَانَ يَسْعَى رِيَاءً وَسُمْعَةً فَهُوَ لِلشَّيْطَانِ» أخرجه ابن أبي الدنيا في "النفقة على العيال".

- وكذا ما رواه أنس بن مالك رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَغْرِسُ غَرْسًا، أَوْ يَزْرَعُ زَرْعًا، فَيَأْكُلُ مِنْهُ طَيْرٌ أَوْ إِنْسَانٌ أَوْ بَهِيمَةٌ، إِلَّا كَانَ لَهُ بِهِ صَدَقَةٌ» أخرجه البخاري ومسلم.

 

مقالات مشابهة

  • حزب «مصر أكتوبر»: حضور الرئيس السيسي قداس عيد الميلاد رسالة قوية للعالم أجمع
  • وكيل مطرانيةالأرثوذكس بالفيوم: الاحتفال بعيد الميلاد المجيد هو رسالة سلام نتذكر فيه هتاف الملائكة بالسلام
  • فعاليات للهيئة النسائية في حجة بعيد جمعة رجب
  • سياسي مغربي: اليمن تمثل عاصمة الأمة ونبض الشعوب العربية والإسلامية
  • رمضان عبدالمعز: النبي استضاف نصارى نجران في المسجد النبوي لمدة 40 يوما
  • أبوشقة مهنئا البابا تواضروس بعيد الميلاد: رسالة محبة بين جناحي الأمة المصرية
  • عالم بالأزهر الشريف: اختيار الطبيب لنوع الجنين أمر جائز.. فيديو
  • هل العمرة في شهر رجب سنة عن النبي؟
  • مدى صحة مقولة "العمل عبادة" في الشرع والسنة
  • سياسي مغربي: اليمن هي عاصمة الأمة ونبض الشعب العربي والإسلامي