تهنئة المولد النبوي، أَلَّفَ فيها جماعة من العلماء كتبًا في استحباب التهنئة عند حصول النعم –ومنها تجدد الأيام والنعم على الناس-؛ كالحافظ ابن حجر العسقلاني في: "جزء التهنئة في الأعياد"، والحافظ الجلال السيوطي في: "وصول الأماني بأصول التهاني"، والعلامة الزرقاني في: "رسالة في التهنئة والتعزية والإصلاح بين الناس".

دار الإفتاء: الاحتفال بـ المولد النبوي الشريف مقطوع بمشروعيته من الكتاب والسنة إحياء ذكرى المولد النبوي الشريف.. فريضتان تمحوان الذنوب وتعادلان عتق رقبة تهنئة المولد النبوي

وتعتبر تهنئة المولد النبوي، من المستحبات، كما أن التهنئة بالشهور والأعوام والأعياد مشروعةٌ ومندوبٌ إليها؛ قال تعالى: ﴿قُلْ بِفَضْلِ اللهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ﴾ [يونس: 58]، والتهنئة مَظْهَرٌ من مظاهر الفرح بفضل الله تعالى المتنزل في أيام العام ولياليه.

كما وردت ألفاظ تهنئة المولد النبوي، بطرق وصيغ مختلفة، كقولهم: "تقبَّل الله"، أو "كل عام أنتم بخير"، أو "رمضان كريم" عند حلول شهر رمضان، فهذه التنهئة بشكل عام وفي مواسم العبادات، أمر مستحب، وإذا اجتمعت التهنئة بالأوقات والأحداث السعيدة، مع الدعاء بعموم الخير واستمراره، والبركة في الأحوال والأوقات؛ كان ذلك أشد استحبابًا وأكثر أجرًا وأدعى لربط أواصر المودة بين المسلمين.

ومن ذلك أيضا ما ورد التهنئة به عند حلول شهر رجب، فقد كان صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ إِذَا دَخَلَ رَجَبٌ قَالَ: «اللَّهُمَّ بَارِكْ لَنَا فِي رَجَبٍ وَشَعْبَانَ، وَبَلِّغْنَا رَمَضَانَ».

كما أكدت دار الإفتاء، أن تهنئة المولد النبوي، من خلال شراء حلوى المولد والتهادى بها من باب إظهار الفرح والسرور بمولد النبي صلى الله عليه وآله وسلم هو أمرٌ جائز ومستحبٌ شرعًا.

الاحتفال بـ المولد النبوي

وأكدت دار الإفتاء المصرية، أن الاحتفال بالمولد النبوي الشريف شاهدٌ على الحب والتعظيم لجناب سيدنا النبي صلى الله عليه وآله وسلم والفرح به، وشكرٌ لله تعالى على هذه النعمة. وهو أمرٌ مستحبٌّ مشروعٌ، ودرج عليه المسلمون عبر العصور، واتفق علماء الأمة على استحسانه.

وذكرت دار الإفتاء، أن المراد من الاحتفال بذكرى المولد النبوي: أن يقصد به تجمع الناس على الذكر، والإنشاد في مدحه والثناء عليه صلى الله عليه وآله وسلم، وإطعام الطعام صدقة لله، والصيام والقيام؛ إعلانًا لمحبة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وإعلانًا للفرح بيوم مجيئه الكريم صلى الله عليه وآله وسلم إلى الدنيا.

وعن بُرَيدة الأسلمي رضي الله عنه قال: خرج رسول اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم في بعض مغازيه، فلمَّا انصرف جاءت جاريةٌ سوداء فقالت: يا رسول الله، إنِّي كنت نذَرتُ إن رَدَّكَ اللهُ سَالِمًا أَن أَضرِبَ بينَ يَدَيكَ بالدُّفِّ وأَتَغَنَّى، فقالَ لها رسولُ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم: «إن كُنتِ نَذَرتِ فاضرِبِي، وإلَّا فلا» رواه الترمذي. فإذا جاز ضرب الدُّفِّ فرحًا بقدوم النبي صلى الله عليه وآله وسلم سالِمًا، فجواز الاحتفال بقدومه صلى الله عليه وآله وسلم للدنيا أولى.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: تهنئة المولد النبوي المولد النبوي الاحتفال بـ المولد النبوي شراء حلوى المولد دار الإفتاء صلى الله علیه وآله وسلم تهنئة المولد النبوی صلى الله علیه وآله دار الإفتاء ل الله

إقرأ أيضاً:

هل العمرة في شعبان لها فضل وأيهما أفضل أدائها في رمضان أم الحج؟ .. رأي العلماء

أكدت دار الإفتاء المصرية أن أداء العمرة في شهري رجب وشعبان، وكذلك في باقي أيام شهر ذي الحجة بعد أيام التشريق، له فضل كبير، وهو ما جاء في أقوال الصحابة والسلف الصالح.

وقد أشار العلامة ابن عابدين في كتابه "رد المحتار" إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يثبت عنه أنه اعتمر في رجب، إلا أن الصحابي عبد الله بن الزبير دعا أهل مكة للعمرة في هذا الشهر، بعد إعادة بناء الكعبة، شكراً لله تعالى، مما يعكس استحباب العمرة فيه عند أهل مكة.

كما ذكر الإمام الحطاب المالكي في كتاب "مواهب الجليل" أن أشهر العمرة الفاضلة تشمل رجب ورمضان، وهو ما سار عليه المسلمون، حيث يكثرون من أداء العمرة خلال هذه الأشهر، بالإضافة إلى الفترة التي تلي أيام التشريق في شهر ذي الحجة.

وفي سياق آخر، أوضح الإمام ابن القيم في "زاد المعاد" أن النبي صلى الله عليه وسلم أدى جميع عمراته في أشهر الحج (شوال وذو القعدة وذو الحجة)، مخالفاً لعادات المشركين الذين كانوا يرون أن العمرة في هذه الأشهر غير جائزة. وأكد أن أداء العمرة في أشهر الحج يُعد أفضل من أدائها في رجب.

أما المفاضلة بين العمرة في رمضان وأشهر الحج، فقد أشار ابن القيم إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر أن العمرة في رمضان تعادل الحج، ومع ذلك فإن اختياره لأداء العمرة في أشهر الحج يدل على أن هذه الفترة هي الأَولى بها، نظراً لما خصّها الله به من فضائل.

مقالات مشابهة

  • رجال الشرطة يواصلون مشاركة المواطنين الاحتفال بالذكرى الـ73 لعيد الشرطة
  • هل العمرة في شعبان لها فضل وأيهما أفضل أدائها في رمضان أم الحج؟ .. رأي العلماء
  • ما حكم صيام النصف الأول من شعبان؟.. دار الإفتاء تجيب
  • فضل ختم القرآن في رمضان بالشرع الشريف
  • أيام صيام التطوع خلال العام .. سيدنا رسول الله يحددها بوضوح
  • حكم الصيام تطوعًا في رجب وشعبان دون غيرهما.. دار الإفتاء ترد
  • خطيب المسجد النبوي: توسط الأموات والأولياء بين المسلم وربه في الدعاء يضيع معنى العبودية
  • مراعاة أصحاب الأعذار في خطبة الجمعة
  • كيفية ختم الصلوات بالأذكار.. الإفتاء توضح
  • فوائد بقاء الإنسان متوضئًا طوال الوقت