انتشار كارثي لحمى الضنك في السودان والضحايا بالمئات
تاريخ النشر: 25th, September 2023 GMT
اطلقت نقابة الأطباء في السودان الاثنين، تحذيرا ازاء ما وصفته بانه "انتشار كارثي" لحمى الضنك والاسهال الحاد تسبب في وفاة المئات واصابة الالاف في البلد الذي يشهد القطاع الصحي فيه حالة من الانهيار شبه الكلي جراء الحرب.
اقرأ ايضاًالبرهان يصل الى تركيا و40 قتيلا بغارات للجيش طالت سوقين شعبيين في دارفوروقالت النقابة انه تم تسجيل مئات الوفيات والاف حالات الاصابة بحمى الضنك خصوصا في ولاية القضارف على الحدود مع اثيوبيا، مؤكدة ان "الانتشار الكارثي" للمرض شمل عموم انحاء الولاية.
وعادة ما يشهد السودان في موسم الامطار انتشارا لامراض واوبئة ينقلها البعوض مثل الملاريا وحمى الضنك.
لكن الامر في هذا الموسم اصبح اشد فتكا، وباتت مواجهته اكثر صعوبة نتيجة الحرب المستمرة منذ خمسة اشهر، والتي تسببت بدمار هائل في البنية التحتية الصحية، وادت الى خروج اكثر من مئة مستشفى من الخدمة.
وغرق السودان في حرب دامية اشعلها صراع على السلطة تفجر بين الحيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وحليفه السابق محمد حمدان دقلو الذي يتزعم قوات الدعم السريع في 15 نيسان/ابريل.
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مصدر طبي فضل عدم نشر اسمه قوله ان المستشفيات لا تزال تستقبل المزيد من حالات الاصابة بحمى الضنك رغم انها امتلأت عن اخرها.
وضع معقدواضاف المصدر الطبي ان الوضع بالنسبة للاطفال المرضى خصوصا اصبح معقدا حيث ان معظمهم يتم علاجهم في منازلهم لعدم قدرة المستشفيات على استيعاب سوى عدد محدود منهم.
وقدرت أمل حسين التي تقيم في القضارف وجود ثلاث حالات اصابة على الاقل بحمى الضنك في كل منزل في الولاية.
وتشمل اعراض المرض المنقول عن طريق البعوض حمى شديدة تسبق حالة نزيف قد تؤدي الى الوفاة.
على صعيد اخر، قالت وزارة الصحة انها سجلت خلال اسبوع 13 حالة اصابة بالملاريا في مدينة الفاشر بولاية شمال دارفور.
وأفادت لجنة المقاومة في منطقة الحاج يوسف شرقي الخرطوم بوفاة ثلاث اشخاص من بين 14 شخصا تم ادخالهم الاحد الى المستشفى جراء اصابتهم بالاسهال الحاد.
وتقول بيانات رسمية ان نحو 7500 شخص لقوا مصرعهم بينهم 435 طفلًا جراء الحرب التي تركزت في الخرطوم وإقليم دارفور غرب البلاد، لكن الحصيلة اكبر من ذلك بكثير على ما هو مرجح.
كما تسببت الحرب في تشريد خمسة ملايين سوداني داخل وخارج البلاد.
المصدر: البوابة
كلمات دلالية: التشابه الوصف التاريخ السودان حمى الضنك الاسهال قوات الدعم السريع عبدالفتاح البرهان محمد حمدان دقلو دارفور القضارف
إقرأ أيضاً:
السودان واستغلال الفرص
تلاحقت المبادرات الإقليمية والدولية خلال الأيام الماضية للمشاركة في وضع تصور لإنهاء الحرب الأهلية في السودان.
ويبدو أن هذا الزخم الإقليمي، والدولي قد جاء عقب إشارة من حاكم العالم في البيت الأبيض الأمريكي فقد أعربت الولايات المتحدة الأمريكية على لسان كبار مسؤوليها خاصة وزير الخارجية انتوى بلينكن عن رغبتها في وقف الحرب وإسعاف النازحين والمتضررين منها، وتعاقبت المواقف الدولية التى تبنت هذا الاتجاه حيث أعربت تركيا عن رغبتها في القيام بالوساطة بين السودان والإمارات من ناحية ولعب دور لإنهاء الأزمة بالداخل من ناحية أخرى كما ساندت العديد من الدول الأفريقية ضرورة وقف الحرب، والمشاركة في الجهود الساعية لذلك.
والتزمت دولة الإمارات العربية أمام جلسة مجلس الأمن التى عقدت نهاية الأسبوع الماضي لوقف دعمها العسكري لميليشيا الدعم السريع، وفي وصف بأنه تحرك محسوب لأمريكا، وينفذ أهدافها في السودان.
أعلنت عن تقديم 200 مليون دولار كمساعدات للسودان، وخصصت 30 مليون دولار منها لدعم المجتمع المدني، وهو ما يعني أن الإدارة الأمريكية لا تزال متمسكة بدعم مناصريها من التيارات السياسية التى تتبني التدخل الأمريكي والغربى في البلاد، وتتخذ موقفًا معاديًا للحكومة الشرعية، ومجلس السيادة بزعامة عبد الفتاح البرهان، كما يعتبر قادة المجتمع المدني أنفسهم أصحاب الثورة، ومن ثم رفض مشاركة أي تيارات أخرى في إدارة العملية الانتقالية، أو رسم مستقبل السودان.
أمريكا إذن تريد وقف الحرب بالسودان مع استبعاد الجيش، والشكل العسكري للدعم السريع وتسليم السلطة والقرار لمجموعات تقدم التي يقودها عبد الله حمدوك وآخرون ينتسبون إلى المجتمع المدني وتأتي الرغبة الأمريكية في إنهاء الحرب بغرض تبريد المناطق الساخنة في العالم قبل القيام بحرب شاملة ضد روسيا وهو ما كشف عنه الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين الذي قال نهاية الأسبوع الماضي إن الغرب يحضر لهجوم شامل على بلاده.
وانطلاقًا من هذا الأمر قامت أمريكا وحلفاؤها بإنهاء الوجودين الروسي والإيراني من سوريا حتى يصبح استهداف إيران مع روسيا دون أي مشاكل سياسية، أو عسكرية في المنطقة كما أن إنهاء الحرب في السودان بالطريقة الأمريكية التي خططت لها إدارة جو بايدن تمثل انتصارًا كبيرًا لتلك الإدارة لأنها تضمن طرد روسيا من السودان ووضع ممثليها على رأس السلطة في هي مرحلة إحلال وتجديد تقوم بها أمريكا الآن بالسودان وسوريا وفلسطين ويتوقع المراقبون أن تحاول أمريكا وإسرائيل تغيير النظام في إيران بعد تدمير قدراتها النووية والإستراتيجية.
السودان إذن أمام فرصة دولية لأنهاء الحرب يمكن أن يكسبها إذا ما توحدت الإرادتان الشعبية والسياسية مع الإرادة العسكرية في إنهاء هذه الأزمة غير المسبوقة مع الاحتفاظ بوحدته واستقلاله وإزاحة الفرص من أمام العملاء لتولي الحكم في البلاد والحقيقي أن إلقاء كميات من الدولارات الأمريكية في الشارع السوداني يمكن الاستفادة منها بعملية فرز أخيرة تفصل بين أولئك القابلين على حب السودان واستقلاله ووحدة أراضيه وبين اللاهثين خلف الدولار والذين يستبيحون بيع الوطن قطعة قطعة.