البوابة:
2025-02-16@20:32:45 GMT

انتشار كارثي لحمى الضنك يفتك بالمئات في السودان

تاريخ النشر: 25th, September 2023 GMT

انتشار كارثي لحمى الضنك يفتك بالمئات في السودان

اطلقت نقابة الأطباء في السودان الاثنين، تحذيرا ازاء ما وصفته بانه "انتشار كارثي" لحمى الضنك والاسهال الحاد تسبب في وفاة المئات واصابة الالاف في البلد الذي يشهد القطاع الصحي فيه حالة من الانهيار شبه الكلي جراء الحرب.

وقالت النقابة انه تم تسجيل مئات الوفيات والاف حالات الاصابة بحمى الضنك خصوصا في ولاية القضارف على الحدود مع اثيوبيا، مؤكدة ان "الانتشار الكارثي" للمرض شمل عموم انحاء الولاية.

وعادة ما يشهد السودان في موسم الامطار انتشارا لامراض واوبئة ينقلها البعوض مثل الملاريا وحمى الضنك.

لكن الامر في هذا الموسم اصبح اشد فتكا، وباتت مواجهته اكثر صعوبة نتيجة الحرب المستمرة منذ خمسة اشهر، والتي تسببت بدمار هائل في البنية التحتية الصحية، وادت الى خروج اكثر من مئة مستشفى من الخدمة.

وغرق السودان في حرب دامية اشعلها صراع على السلطة تفجر بين الحيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وحليفه السابق محمد حمدان دقلو الذي يتزعم قوات الدعم السريع في 15 نيسان/ابريل.

ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مصدر طبي فضل عدم نشر اسمه قوله ان المستشفيات لا تزال تستقبل المزيد من حالات الاصابة بحمى الضنك رغم انها امتلأت عن اخرها.

وضع معقد

واضاف المصدر الطبي ان الوضع بالنسبة للاطفال المرضى خصوصا اصبح معقدا حيث ان معظمهم يتم علاجهم في منازلهم لعدم قدرة المستشفيات على استيعاب سوى عدد محدود منهم.

وقدرت أمل حسين التي تقيم في القضارف وجود ثلاث حالات اصابة على الاقل بحمى الضنك في كل منزل في الولاية.

وتشمل اعراض المرض المنقول عن طريق البعوض حمى شديدة تسبق حالة نزيف قد تؤدي الى الوفاة.

على صعيد اخر، قالت وزارة الصحة انها سجلت خلال اسبوع 13 حالة اصابة بالملاريا في مدينة الفاشر بولاية شمال دارفور.

وأفادت لجنة المقاومة في منطقة الحاج يوسف شرقي الخرطوم بوفاة ثلاث اشخاص من بين 14 شخصا تم ادخالهم الاحد الى المستشفى جراء اصابتهم بالاسهال الحاد.

وتقول بيانات رسمية ان نحو 7500 شخص لقوا مصرعهم بينهم 435 طفلًا جراء الحرب التي تركزت في الخرطوم وإقليم دارفور غرب البلاد، لكن الحصيلة اكبر من ذلك بكثير على ما هو مرجح.

كما تسببت الحرب في تشريد خمسة ملايين سوداني داخل وخارج البلاد.

المصدر: البوابة

كلمات دلالية: التشابه الوصف التاريخ السودان حمى الضنك الاسهال قوات الدعم السريع عبدالفتاح البرهان محمد حمدان دقلو دارفور القضارف

إقرأ أيضاً:

انقسام وشيك للسودان المنهك

زوايا
حمّور زيادة

مع بداية الشهر الثالث والعشرين للحرب في السودان، انقسمت القوى السياسية، وحلّت تنسيقية القوى الديمقراطية والمدنية (تقدم) نفسَها لتتحوّل الى جسميْن برؤيتين مختلفتين. الجانب الذي يضم أغلبية القوى المدنية، والتي كانت جزءاً من تحالف قوى الحرية والتغيير، أعلن برئاسة رئيس الوزراء السابق عبد الله حمدوك تكوين جسم جديد يسعى إلى محاولة وقف الحرب. بينما انحاز الجانب الذي يضم أغلبية الحركات المسلحة، ومعها بعض الذين هاجروا إليها بعد انقلاب 25 أكتوبر/ تشرين الأول (2021)، لتكوين حكومة في مناطق سيطرة قوات الدعم السريع. وهكذا تمضي المجموعة الثانية بسرعة في طريق تقسيم السودان بشكل رسمي، بإحداث وضع حكومتين. ورغم الخسارة الوشيكة لهذه المجموعة العاصمة الخرطوم، التي يمكن أن يعلن الجيش استعادتها في أي لحظة في الأسابيع المقبلة، إلا أنها توجه أنظارها كما يبدو نحو مدينة الفاشر. المدينة المحاصرة منذ أكثر من عام ونصف العام، وتواجه استنزافاً شبه يومي، يوشك أن يتحوّل إلى مذبحة تحت أنظار العالم أجمع.

المدينة التي تشهد وقفة القوات المشتركة لحركات دارفور المسلحة، الخصم القديم والرئيسي لقوات الدعم السريع، تضم مئات آلاف من النازحين، وتقف عقبة أمام إعلان الحكومة الموازية. ورغم المناشدات الدولية والعقوبات، تمضي قوات الدعم السريع في استهداف المدينة، منذرةً بإبادة تواجهها أعراق دارفورية، في استكمالٍ لحرب الإبادة التي دعمها نظام عمر البشير السابق وجنرالات الجيش الحاكمون.

يبدو العالم كما لو ترك الفاشر لمصيرها. تقرّر عن نفسها وعن آخر شكل لوحدة سياسية هشة خرّقتها ثقوب الرصاص. فامتناع المدينة عن قوات الدعم السريع ربما يعيق قليلاً إعلان الحكومة الموازية. وهو ما يبقي السودان، اسمياً فقط، تحت سلطة عسكرية واحدة تحكم من العاصمة البديلة. بينما تُظهر التقارير الإعلامية كيف تحوّلت العاصمة القديمة إلى ركام. استطاعت حربٌ لم تكمل العامين بعد تدمير المدينة التي عاشت حوالي 200 عام، وتوشك أن تدمّر وحدة البلد المنهك بالحروب الأهلية أكثر من نصف قرن.

انقسام القوى السياسية التي اتحدت تحت شعار محاولة وقف الحرب يبدو منطقياً، بعدما تجاوزت الحرب خانة المخاوف، فكل ما تحذّر منه القوى السياسية حدث. وعربة الحرب المندفعة داست على حلم التحوّل الديمقراطي، وأصبح البلد المناضل منذ العام 1958 للخروج من نار الحكم العسكري مندفعاً لمنح السلطة للجيش مقابل الأمان في جانبٍ منه، ومهرولاً لتقسيم البلاد بحكومة محمية ببندقية متهمة بارتكاب جرائم الحرب والتطهير العرقي في جانب آخر.

صادرت البندقية العملية السياسية. وحدثت جرائم الاستهداف العرقي. وزادت قوة المليشيات القديمة والجديدة التي حلّت مكان مليشيا "الدعم السريع" في التحالف مع الجيش. ونظّم قادة الجيش والحركة الإسلامية أكبر عملية غسيل سمعة ليتحول من اعتُبروا سنواتٍ "أعداء الشعب وطغاته" إلى منقذيه وأبطاله.

في الوقت نفسه، يمضي الجيش السوداني في تأكيد احتكاره السلطة المستقبلية، فقائده الذي أعلن، السبت، أن "القوى المساندة للجيش لن تختطف السلطة بعد الحرب"، عاد ليؤكّد، الخميس، أن "الجيش لن يتخلى عن الذين حملوا السلاح وقاتلوا بجانبه، وأنهم سيكونون جزءاً من الترتيبات السياسية المقبلة". تُخبر هذه التصريحات بأن السلطة للجيش، وهو من يحدّد من يشارك معه فيها، وهو من يطمئن القلقين على حصّتهم. يحدُث هذا مع تنامٍ غير مسبوق لتيار شمولي يؤيد بلا تحفظ استمرار الحكم العسكري ظنا أنه جالب الأمان والمظهر الأخير لوحدة السودان.

ما بدأ باشتباكات مسلحة في قلب الخرطوم قبل حوالي عامين تحوّل اليوم إلى أكبر أزمة نزوح في العالم، وحرب تهدّد تماسك البلاد. ولم تنجح القوى السياسية في وقف الحرب، إنما كانت ضحيتها الأولى. تاركة البلاد تواجه مصيرها المحتوم بين بنادق المتقاتلين.

قسّمت الحرب الأهلية الأطول في تاريخ القارّة الأفريقية (1955 – 2005)، السودان إلى بلدين، شمال وجنوب. وتبدو الحرب الأهلية الحالية ماضية إلى تقسيم جديد، شرق وغرب. وهو تقسيم قد لا يصمد سياسياً وقتاً طويلاً، لكن أثره المباشر سيكون مدمّراً على البلاد التي لم يبق فيها ما يُدمّر.

نقلا عن العربي الجديد  

مقالات مشابهة

  • كارثة بيئية في بابل.. فيروس غامض يفتك بمئات رؤوس الجاموس (صور)
  • تيسيرًا للحركة المرورية.. رفع 400 حالة إشغال طريق مخالف في البحيرة
  • انقسام وشيك للسودان المنهك
  • صمود قوى الثورة لاسترداد عافية السودان
  • خبير يوضح .. حال انهيار سد النهضة سيكون هناك طوفان مائي كارثي على السودان
  • الصحة العالمية: الإمارات تعلن ظهور حالة من جدري القرود للسلالة الجديدة Ib
  • أسيوط.. إزالة 33 حالة تعد واسترداد 713 فدان زراعة بالقوصية والبداري
  • هل السودان بديل محتمل لتهجير أهالي غزة؟؟
  • القاعدة الروسية تطل براسها من جديد
  • حلاق يضع حدا لحياته في الحسيمة وسط قلق حول تفاقم حالات الانتحار