لجريدة عمان:
2025-02-07@19:54:07 GMT

استياء من اقتصاد بايدن..

تاريخ النشر: 25th, September 2023 GMT

في مقابلة حديثة أجرتها شبكة CNN(سي إن إن) مع بول كروغمان من صحيفة نيويورك تايمز، لم يستسغ كروغمان عدم مشاطرة الناخبين الأمريكيين من عامة الشعب لوجهة نظره المتحمسة فيما يتعلق باقتصاد الرئيس الأمريكي جو بايدن المعتدل- الذي لا إفراط فيه ولا تفريط. فالتضخم يتراجع، ومستويات البطالة لا تزال منخفضة، والاقتصاد ينمو، وتقييمات سوق الأوراق المالية مرتفعة.

ويتساءل كروغمان لماذا إذن يمنح الناخبون اقتصاد بايدن نسبة موافقة متدنية تبلغ 36 في المائة.

ويلاحظ الصحفي غلين غرينوولد أن تساؤلات كروغمان مبنية على الانتماء الطبقي: كما لو أن كروغمان ليس سوى صاحب دخل ريعي مدلل يملك الكثير من المال، والعقارات، والأسهم، والسندات، وهذا أكثر الأحكام ظلما في حقه. فرغم أنني لم أزر منزل كروغمان، إلا أنني رأيت مكتبه المتواضع جدا في جامعة مدينة نيويورك. ومن المؤكد أنه إنسان ناجح، لكنني أظن أن أذواقه العامة لم تتغير كثيرًا منذ أن كان مدرسا في جامعة ييل، عندما كنت طالبا في مسلك الدراسات العليا هناك. إن مشكلة كروغمان لا تكمن في وفرة أمواله؛ بل في تقادم أفكاره. لقد بلغنا أنا وهو مرحلة النضج المهني في عهد جيمي كارتر. إذ استفاد الجمهوريون، الذين كانوا يستهدفون كارتر، من «مؤشر البؤس»، وهو مقياس يتألف من مجموع معدلات البطالة والتضخم خلال شهر معين أو سنة معينة. وباعتبار المؤشر أداة جدلية، فقد كان مدمرا، خاصة في عام 1980، عندما تسببت الضوابط الائتمانية التي فرضها كارتر في ركود قصير، مباشرة بعد صدمة أسعار النفط عقب الثورة الإيرانية. واستغل رونالد ريغان هذا الأمر ليصل إلى الرئاسة. واليوم، مع تراوح معدلات التضخم والبطالة بين 3 في المائة و4 في المائة، أصبح مؤشر البؤس منخفضاً. ولو حدث هذا في سبعينات القرن العشرين، لشعر من في السلطة بسعادة غامرة. وكان خبراء الاقتصاد سيصابون بحيرة من أمرهم؛ ولكن ردود الفعل هذه لم تتغير. فقد كانوا يتأثرون بشدة بما يسمى منحنى «فيليبس»؛ أو ما هو أسوأ من ذلك، معدل التضخم غير المتسارع للبطالة. وحتى يومنا هذا، لا يزال بعضهم غير قادر على فهم السبب وراء عدم تسبب انخفاض معدلات البطالة في ارتفاع معدلات التضخم. ولهذا السبب فإنهم يستغربون حين ينخفض مؤشر البؤس، شأنهم في ذلك شأن كروغمان. إن مؤشر البؤس لم يكن أكثر من مجرد رقم رئيسي. وإذا حللنا هذا المؤشر بعمق، سنخلص إلى أن مكونَيه ليسا على صلة بالناس من عامة الشعب كما يتصور النقاد. فحتى عندما كانت معدلات البطالة مرتفعة نسبيا، فإنها لم تؤثر قط تأثيرا مباشرا- على أكثر من حصة صغيرة من القوة العاملة في أي وقت من الأوقات، باستثناء أزمة الكساد الأعظم أو الصدمة الناجمة عن الوباء. إن الناس لا يحبون فترات الركود، ولكن حتى في الأوقات العصيبة، فإن معظمهم لا يفقدون وظائفهم. وعلى عكس البطالة، فإن التضخم يؤثر على الجميع. ولكن ما يهم العاملين ليس فقط التغير الذي يطرأ على الأسعار على أساس شهري أو سنوي. إن ما يهمهم هو الضرر الذي يلحق بالقوة الشرائية ومستويات المعيشة على مر الزمن. ويعتمد ارتفاع هذه الأسعار أو انخفاضها على علاقة الأسعار بالأجور. وعندما يتجاوز نمو الأجور زيادات الأسعار، تتحسن الظروف عموما. والعكس صحيح عندما لا يحدث ذلك.

وهذا ما يضع بايدن في موقف صعب. فخلال فترة رئاسته، لم ترتفع مستويات المعيشة. ومن أوائل عام 2021 إلى منتصف عام 2023، ارتفعت الأسعار إلى مستويات تجاوزت الأجور، مما يعني ضمنا أن الأجور الحقيقية (المعدلة حسب التضخم) في الساعة والأرباح الأسبوعية الحقيقية قد انخفضت في المتوسط، ليس كثيرًا، لكنها تراجعت. والأسوأ من ذلك أن متوسط الأرقام ربما يخفي تراجعا أكبر، بالقيمة الحقيقية، فيما يتعلق بالأسر التي كانت أول دخولها تقل عن المتوسط. ونظرا لطريقة توزيع الدخل، دائما ما يتجاوز عدد الأسر التي تكسب أقل من المتوسط عدد الأسر التي تكسب أكثر.

لقد كانت الأسر الأمريكية قادرة على التعويض عن الدخول الحقيقية الراكدة بإضافة العمال والوظائف في كل أسرة واحدة. ومع أن تلك الوظائف الإضافية لم تكن في العادة ممتازة، فإن عملية توسيع نطاق العمل ليشمل النساء والشباب ساعدت الأسر في الحفاظ على مستويات معيشتها رغم الانخفاض الكبير في وظائف التصنيع المرتفعة الأجور. وهذا ينطبق كثيرا على أواخر ثمانينات وتسعينات القرن العشرين عندما انضم العديد من النساء، والشباب، والأقليات إلى سوق العمل. ولكن هذه العملية تلاشت. إذ رغم أن نسبة التوظيف إلى السكان ارتفعت قليلا منذ أوائل عام 2021، إلا أنها لا تزال أقل مما كانت عليه في عام 2019. وفي الوقت نفسه، مع انتهاء سياسات الإغاثة من الوباء، انخفض معدل الادخار في الولايات المتحدة من 20.4 في المائة من الأرباح في أوائل عام 2021 إلى نسبة 3.5 في المائة.

ويرى كروغمان أن هذا الرقم مؤشر على أن الناس ينفقون بثقة، لكن من المرجح أن يكون علامة على التوتر. وعلى أي حال، التوتر هو على وجه التحديد ما يريد رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي جيروم باول وزملاؤه رؤيته. ولهذا السبب رفعوا أسعار الفائدة-لإبطاء النمو، والتسبب في البطالة، وزيادة انعدام الأمان الوظيفي. وهم يعتقدون أن التوتر سيجعل العمال الأمريكيين مطيعين وخاضعين. ولكن من المؤكد أنه قد يثير غضبهم. ويكفي أن ننظر إلى عمال United Auto: فهم يطالبون بزيادات في الأجور تكفي للتعويض عن التضخم، و قد دخل بعضهم في إضرابات للتو. وليس من الغريب أن يكون معدل الموافقة الاقتصادية لبايدن منخفضا للغاية. ومن المرجح أن يظل هكذا حتى يبدأ الناخبون الأمريكيون في رؤية نتائج أفضل في أوضاعهم المالية. ولا يتأثر معظم الناس بكثرة الحديث عن مدى روعة الأشياء. إن كروغمان والقنوات الإخبارية لن تغير تصورات الناس، خاصة إذا كانوا يشكون- عن حق- أن العديد من الأمريكيين الأثرياء يعيشون أفضل منهم بكثير. وفي هذا السياق، ومع اقتراب موعد الانتخابات المقبلة، يبدو من غير الحكمة أن نقول للعمال الأمريكيين أنهم لم يتمتعوا بمثل هذه الظروف الجيدة من قبل. والواقع أن مثل هذه الحجج، لم تنجح سياسيا قط. وربما نسي كروغمان، الذي كان موظفا في إدارة ريغان عام 1983، السؤال القاتل الذي وجهه رئيسه السابق لمنافسه كارتر خلال مناظرة بينهما عام 1980: «هل أنت أفضل حالا اليوم مما كنت عليه قبل أربع سنوات؟» وهذا هو السؤال الذي سيطرحه الملايين من الناخبين الأمريكيين على أنفسهم في عام 2024.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: فی المائة

إقرأ أيضاً:

مشاركة مصرية في معرض برلين الدولى "فروت لوجستيكا 2025" .. وزير الزراعة يشيد بالصادرات الزراعية.. وأستاذ اقتصاد: تحقق عائد دولاري وعلينا رفع شعار الاكتفاء الذاتي أولًا

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

تمثل الصادرات الزراعية أحد موارد العملة الدولارية للخزانة المصرية، ومن هنا يتم التشجيع على التوسع في الصادرات الزراعية مثل الموالح والخضر والفواكه وغيرها، حيث حققت الصادرات الزراعية المصرية الطازجة رقما غير مسبوقا هذا العام، حيث تجاوزت 8,6 مليون طن وإجمالى صادراتنا الطازجة والمصنعة تجاوز 10,6 مليار دولار بزيادة تقترب من الـ17% عن العام السابق.

يري الخبراء بأنها خطوات جيدة تزيد من فرص الصادرات الزراعية المصرية  والعائد الدولاري شريطة تحقيق الأكتفاء الذاتي المصري وحذروا من التوجه للتصدير على حساب السوق المحلي وأسعار البصل خير دليل وطالبوا بتحديث نظم الزراعة والتوسع في استخدام الميكنة ونقل التكنولوجيا الحديثة والتوسع في التصنيع الزراعي .

وشهد علاء فاروق وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، اليوم افتتاح ، معرض برلين الدولى لتجارة الفاكهة والخضروات"فروت لوجستيكا ٢٠٢٥" والمقام في العاصمة الألمانية خلال الفترة من 5 الى 7 فبراير وهو المعرض التجاري الرائد عالميًا لصناعة الفاكهة والخضراوات الطازجة. حيث تضمن المعرض أحدث الابتكارات الزراعية الحديثة ويوفر فرصة التواصل مع صناع القرار الرئيسيين واستكشاف الاتجاهات في المنتجات الطازجة والزراعة الذكية والآلات والخدمات اللوجستية.

وبحسب تقارير حديثة ، فسجلت الصادرات الزراعية بنسبة 9.1% خلال الربع الأخير من العام الماضي 2024، حيث تجاوزت صادرات مصر الزراعية نحو 6.4 مليون طن من المنتجات الزراعية، بزيادة قدرها أكثر من 529 ألف طن عن نفس الفترة من العام الماضي. يقول الدكتور جمال صيام، أستاذ الاقتصاد الزراعي، تحتل مصر موقع الصدارة وخاصة في الموالح حيث نصدر ما يزيد عن 2 مليون طن، بالإضافة إلى تصدير قرابة مليون طن من البطاطس الطازجة، لتحتل المركز الثاني في الصادرات الزراعية بعد الموالح، بينما نصدر نحو 260 ألف طن من البصل، ليحتل المركز الثالث من الصادرات.

ويضيف" صيام ": الأرقام جيدة وتحقق عائد دولاري مع مراعاة السوق المحلي وعدم التأثير عليه حيث سجلت أسعار البصل لأكثر من 30 جنيهُا بالعام الماضي بسبب العقود التصدرية وعلينا البحث عن التنصيع الزراعي لتحقيق قيمة مضافة وعدم الاكتفاء بالتصدير سواء الموالح أو الخضروات في شكلها الطازج.

وعقب الافتتاح تجول وزير الزراعة في الجناح المصري، وأشاد بالمستوى المتميز للمنتجات المصرية التي أصبحت تغزو معظم أسواق العالم وعليها طلبا متزايدا من كل الدول كما اشاد بالمشاركة الفعالة من المصدرين المصريين وحرصهم الدائم على التواجد في واحد من أهم المعارض الدولية للمنتجات الزراعية، حيث تكون هناك فرصة كبيرة لترويج منتجاتهم .

وذكر وزير الزراعة أنه تنفيذا لتكليفات القيادة السياسية فإن الوزارة تعمل دائما تعزيز الصادرات الزراعية المصرية الطازجة والمصنعة حيث أصبحت احد أهم مصادر مصر من النقد الأجنبى كما تعمل الوزارة على تطوير منظومة الحجر الزراعي والصحة النباتية والمعامل التابعة للوزارة المعنية بفحص الصادرات وإزالة جميع المعوقات أمام المصدرين وكذلك الاهتمام بفتح أسواق جديدة أمام المنتجات الزراعية المصرية .

وفي السياق ذاته، يطالب المهندس حسام رضا، خبير الإرشاد الزراعي، بنقل الخبرات والتكنولوجيا الحديثة للزرعة المصرية والتوسع في الميكنة والتوسع في زراعة المحاصيل الاستراتجية مثل القمح والذرة لتحقيق الاكتفاء الذاتي ثم التوجة للحاصلات التصدرية .

ويضيف"رضا": نحتاج إلي زيادة برامج  توعية المزراعين بالممارسات الزراعية الحديثة وتوفير البذور والتقاوي والسلالات الجيدة إلى جانب الإرشاد الزراعي لتعظيم الانتاج ومن ثم تحقيق معدلات الأمن الغذائي المصري ثم التوجه للتصدير بمعايير جيدة تحافظ على سمعة الصادرات الزراعية المصرية.

مقالات مشابهة

  • مسؤول الشرق الأوسط بإدارة بايدن مُعرّض للتحقيق بسبب سياساته الفاشلة
  • اقتصاد روسيا ينمو بأسرع وتيرة منذ 2021
  • أسيل ستنحسر.. ولكن استعدوا الأمطار عائدة في هذا الموعد
  • ترامب يُهاجم إدارة بايدن بورقة إيران
  • أمريكا.. ارتفاع طلبات الحصول على إعانة البطالة
  • مشاركة مصرية في معرض برلين الدولى "فروت لوجستيكا 2025" .. وزير الزراعة يشيد بالصادرات الزراعية.. وأستاذ اقتصاد: تحقق عائد دولاري وعلينا رفع شعار الاكتفاء الذاتي أولًا
  • ما الذي فعلته البطالة بثقافتنا العراقيَّة؟
  • بايدن يوقع مع وكالة المواهب السينمائية العملاقة CAA
  • حارس أنجولا: مباراتنا ضد مصر صعبة ولكن لدينا حظوظ في التأهل
  • رغم اعتمادها رسميا.. استياء في البحيرة بسبب تأخر ظهور نتيجة الشهادة الإعدادية