إعداد / د. الخضر عبدالله:

ضمن الحلقات الصحفية التي تنشرها ( عدن الغد)  لأحاديث الرئيس علي ناصر محمد .. يروي في هذا العد دعن العلاقات بين جمهورية اليمن الديمقراطية والسودان .. وقال في حديث مفصل:"زرت السودان أول مرة في تشرين الأول/أكتوبر عام 1969م، عندما كلفني الرئيس سالم ربيع علي نقل رسالة للرئيس السوداني الفريق جعفر النميري والمشاركة في الاحتفالات بذكرى ثورة تشرين الأول/أكتوبر 1964م، التي أطاحت حكم العسكر بقيادة إبراهيم عبود.

تذكرت وأنا أحلّق في الفضاء بين عدن والخرطوم عدداً من الشخصيات السودانية التي كان لها دور بارز في تربية جيل الشباب في جنوب اليمن، وفي مقدمتهم الأستاذ الكبير حسن فريجون، وأستاذي القدير الشيخ أحمد حسن أبو بكر الذي ربطتني به علاقة طيبة عندما كنت طالباً في دار المعلمين بعدن، والأستاذان محمد باب الله  ومتوكل مصطفى نبق.

هبطت بنا الطائرة في مطار الخرطوم عند الفجر حيث انتقلنا إلى أحد فنادقها المتواضعة (غراند أوتيل).

وخلال وجودي في السودان التقيت عدداً من الشخصيات العربية، كالرائد عبد السلام جلود عضو مجلس قيادة الثورة الليبية، وحسن صبري الخولي الممثل الشخصي للرئيس جمال عبد الناصر، وخالد محيي الدين عضو مجلس الثورة في مصر، وصلاح عمر العلي عضو مجلس الثورة في العراق، والمناضل جورج حبش، وعدداً من قادة حركات التحرر العربي. كان الرئيس النميري، رئيس مجلس قيادة الثورة قد استولى على السلطة في السودان قبل خمسة أشهر بالتعاون والتحالف مع الضباط الناصريين والشيوعيين، وكسب ثقة الجميع في المراحل الأولى لحكمه، من عبد الناصر إلى الكرملين والصين. كانت خبرته في الجيش والرياضة والسباحة أكثر من خبرته وتجربته في السياسة والسلطة التي بدأت تدبّ الخلافات فيها بين مراكز القوى، وكان كل طرف يتربص بالطرف الآخر. فالشيوعيون غير راضين كثيراً عن الانقلابات العسكرية التي اخترعها الضباط السوريون في نهاية الأربعينيات، وكانوا يسعون للوصول إلى السلطة عبر بوابة الانتخابات، ولا عبر الدبابات. شعر بعض الضباط الذين عرفتهم عند زيارتي السودان، في تشرين الأول/أكتوبر عام 1969م، بأن الرئيس وأنصاره الناصريين من أمثال العميد محمود حسيب وزير المواصلات يسعون للتخلص منهم، وأن عليهم أن «يتغدوا بهم قبل أن يتعشى هؤلاء بهم». ولهذا، نفّذ هاشم العطا انقلابه الفاشل على النميري بعد عام من ثورة أيار/مايو 1969م، ما أدى إلى قتله وإعدام كل من بابكر النور  وفاروق عثمان حمد الله ، حيث جرى اختطافهما في الأجواء الليبية وهما في طريقهما من لندن إلى الخرطوم على الطائرة البريطانية يوم 22 تموز/يوليو 1971م، بينما كان هاشم العطا في انتظارهما في مطار الخرطوم، وقد أُجبرت الطائرة على الهبوط في مطار بنغازي، وقامت ليبيا بتسليمهما للنميري الذي أعدمهما. اعترف لي القائد القذافي فيما بعد بأن تسليمهما للنميري كان نقطة سوداء في تاريخ حياته. وتحركت طائرة عراقية من بغداد، وعليها بعض الضباط العسكريين للتهنئة، ولكنها سقطت في ظروف غامضة على الأراضي السعودية قبل وصولها إلى الخرطوم، وفتحت السجون والمحاكم لقتل زعماء هذه الحركة ودفنهم، وحوكم عسكرياً الزعيمان الشيوعيان عبد الخالق محجوب والشفيع أحمد الشيخ، وحُكم عليهما بالإِعدام حيث لم تشفع لهما علاقتهما بعبد الناصر وقادة الكرملين وكل نقابات العالم. دخلت السودان مرحلة من أخطر مراحل تاريخها السياسي والنقابي والديمقراطي، وحُلَّت الأحزاب ولوحقَت قياداتها، وشكّل النميري حزبه الخاص، وتحوّل من قائد قريب من الناصرية واليسار والسوفيات إلى صديق للغرب وإسرائيل، وفيما بعد طُرد الخبراء السوفيات، ورُحِّل الفلاشا إلى إسرائيل عبر الخرطوم، واختفى زعيم الحزب الشيوعي محمد إبراهيم نقد والطيب التيجاني وعدد من القيادات داخل السودان حتى قيام حركة أبريل الشعبية عام 1985م، التي أسقطت نظام النميري.

تجربة اليمن الديمقراطية

ويتابع  الرئيس  ناصر  حديثه ويقول:" وبعد حركة ابريل زار عدن لاول مرة محمد ابراهيم  نقد للاطلاع على تجربة اليمن الديمقراطية وقد نظمت له عدد من اللقاءات مع قيادة الحزب والدولة والمنظمات الجماهيرية، واقترحنا عليه أن يحضر جلسة قات ودية تخللها حديث عن العلاقات بين الشعبين السوداني واليمني وعن الشعر والسياسة والأدب وأتذكر أن علي سالم البيض انتقد «محمد ابراهيم نقد» بأن الحزب السوداني فشل في الاستيلاء على السلطة بقيادة الضابط هاشم العطا وبسبب ذلك خسر قيادات وأصدقاء للحزب كالشفيع أحمد الشيخ وعبد الخالق محجوب والقيادي جوزيف قرنق، والمقدم بابكر النور، والرائد فاروق حمدالله وغيرهم. وقد انزعج «نقد» من هذا النقد فقال أنت لا تعرف السودان ونحن لا يمكن أن نحكم السودان كحزب ولو ظهر لينين من قبره فلن يستطيع حكمه أيضاً لأن مجتمعنا مجتمع إسلامي وغير مقبول أن نحكم كحزب شيوعي في المنطقة ولكن ممكن أن نكون شركاء في أي حكومة إذا تحقق ذلك في المستقبل وهذا لم يحدث حتى  وقتنا الحاضر .

وسام النيلين

ويستدرك الرئيس ناصر حديثه قائلا:" خلال حكم النميري التقيته في السودان، ومُنحتُ وسام النيلين من الطبقة الأولى، والتقيته بعد ذلك في عدن، وفي المؤتمرات العربية والإسلامية وحركة عدم الانحياز، وقد كان يشكو آلاماً كثيرة في جسده وبلده، وكنا نحن نشكو تدخل السودان في الشأن اليمني، ولا سيما عندما فُتحت إذاعة خاصة في الخرطوم تهاجم اليمن الديمقراطية بتوجيه من المخابرات الأميركية وبعض أجهزة دول عربية. قدّم إليّ في مؤتمر القمة الإسلامي في الطائف عام 1981م كتابه عن الإسلام، وتحدث عن الإسلام في هذا اللقاء الذي حضره الرئيس علي عبد الله صالح والأمير عبد الله بن عبد العزيز. حاول أن يجعل من نفسه إماماً في السودان، وعلى إثر ذلك كتب إليه السفير الصديق سيد أحمد الحردلو رسالة شعرية ونثرية بعنوان «إلى حضرة الإمام»، ولكن كل ذلك جاء بعد فوات الأوان، إذ لم يشفع له الحديث عن الإسلام وتبني القوانين الإسلامية وتحطيم مئات الصناديق من المشروبات الروحية ورميها في مياه النيل، حيث جرى إسقاطه، كما أشرت.

لقاء مصالحة بين النميري وجون غارنغ

يواصل الرئيس علي ناصر حديثه وقال :" حاول النميري أن يقوم بدور في البحر الأحمر والدول المطلة عليه، فعقد لقاءً في تعز مع الزعماء إبراهيم الحمدي وسالم ربيع علي والجنرال محمد سياد بري، وأثار اللقاء مخاوف بعض الدول العربية كمصر والسعودية، إضافة إلى إسرائيل التي شعرت بخطورة هذا التعاون والتحالف بين هذه الدول التي ترتبط بعلاقات مع السوفيات، وخصوصاً عدن ومقديشو. غير أن هذا اللقاء اليتيم تبخرت نتائجه السياسية والاقتصادية والأمنية قبل مغادرتهم إلى أوطانهم. وقد قمنا بمحاولات لمساعدة السودان على تحقيق لقاء مصالحة بين النميري وجون غارنغ الزعيم الجنوبي، لكن لم ننجح في ذلك، وبعد ذلك بين المشير عبد الرحمن سوار الذهب والرئيس منغستو هيلا مريام وجون غارنغ ولم نفلح أيضاً، ورتبنا لقاءً آخر في عدن بين وزير الدفاع السوداني عثمان عبد الله وجون غارنغ، ولكن محاولاتنا خابت بحكم مشكلة الجنوب العميقة والمستفحلة، وعجز قيادة الشمال عن معالجة هذه الأزمة بنحو جادّ وصادق وشجاع، بعيداً عن استخدام هذه المشكلة في الصراعات بين القوى السياسية على السلطة ومغازلة الجيران والقوى الدولية. وقد تأكد لي أن الجرح عميق في جسم الوحدة الوطنية، وأن القرار خارج عن أيدي المتصارعين.

بعض القادة السودانيين وحدويون نهاراً وانفصاليون ليلاً

ويمكل الرئيس ناصر حديثه ويقول:" كان الشماليون يستخدمون سلاح الإسلام في وجه الجنوب المسيحي والوثني، ويستخدمون سلاح الوحدة في وجه الانفصال والمتمردين الجنوبيين، والجنوبيون يراهنون على الوقت ومحاولة إنضاج الظروف لتحقيق مشاريعهم... وكان جون غارنغ يردد أن بعض القادة السودانيين وحدويون نهاراً وانفصاليون ليلاً، في إشارة إلى حوارهم الذي يجري معه سراً ويعلنون عكس ذلك، وذكرني ذلك بما كان يتردد في اليمن في أثناء حروب الجمهوريين والملكيين حين كان رجال القبائل ملكيين ليلاً وجمهوريين نهاراً... وأكد لي جون غارنغ في عدن موقفه من أنه مع وحدة السودان القوي والمزدهر والديمقراطي، وأنه لا يملك وجوهاً متعددة ولا يحب تبديل القبعات، بخلاف الذين يتحدثون عن السودان ووحدته ويسعون ليل نهار إلى تدميره بين كل صلاة وصلاة... حسب تعبيره وشرح لي أن مشكلته تكمن في أنه مسيحي ملحد، كما يردد البعض، كالترابي والنميري وغيرهما ولكنه يرى نفسه أفضل من الذين يتكلمون عن الإسلام وهم يصدّرون يهود الفلاشا أعداء الإسلام والشعب الفلسطيني إلى فلسطين. وقال إن مشكلته الثانية أنه لا يتكلم اللغة العربية جيداً، وهذا لا يقلقه لأنه لا يسعى لحكم السودان، وكل حلمه أن يعيش في سودان مستقر ومزدهر وديمقراطي. هكذا كان يحدثني عن رؤيته لمستقبل السودان.

معركة السودان بين الإسلام والمسيحية

ويستدرك الرئيس علي ناصر  في حديثه لــ(عدن الغد):" وقد كانت العلاقات بيننا طيبة وعميقة، إذ وقف معنا في أثناء أحداث كانون الثاني/يناير 1986م، ووجه رسالة بأنه مستعد لتقديم ألف مقاتل، وأنهم تحت السلاح لحماية عدن والشرعية فيها. وشكرته آنذاك، فقد كان هو ومنغستو من القيادات التي وقفت معنا في أثناء الأحداث عام 1986م بالرجال والسلاح، وكان ما جمعنا هو الموقف من وحدة اليمن والسودانـ وأعتقد أنه كان صادقاً مع نفسه في مواقفه التي تبنتها حركته، الحركة الشعبية لتحرير السودان، من أجل قيام سودان موحد وديمقراطي وعلماني، وكان ينادي بالفصل بين الدولة والدين، ويردد أنّ الدين لله والسودان للجميع إذا أرادوا أن نتعايش تحت مظلة السودان والإسلام والمسيحية». وقد التقيت قبله وبعده عدداً من الزعماء السودانيين، وحاولنا تقريب وجهات النظر لوقف الحرب وتحقيق السلام في الجنوب. وأتذكر حديثاً مهماً مع الدكتور حسن الترابي في طرابلس في نيسان/أبريل من عام 1989م، بحضور العقيد أبو بكر يونس ومحمد الشريف مسؤول الدعوة الإسلامية في ليبيا، حينها اتهمني الترابي بالانحياز إلى الرئيس منغستو والعقيد جون غارنغ، قائلاً: «إن المعركة هي مع الكنائس العالمية والمسيحية في الجنوب»، وقد قلت له في هذا اللقاء وفي لقاء آخر استمر أكثر من أربع ساعات في القرية السياحية على الساحل الليبي بطرابلس إن السلام يجب أن يعمّ السودان قبل الحديث عن الإسلام في الجنوب، وإنه سيأتي اليوم الذي تقتنع مع غيرك أن جون غارنغ ليس انفصالياً، وقد كررته مع رئيس الوزراء السيد الصادق المهدي بحضور السفير سيد أحمد الحردلو في صنعاء عند زيارته شمال اليمن عام 1988م. وعندما سألني السيد أسامة الباز، مستشار الرئيس المصري، عن العقيد جون غارنغ قلت له: لا سلام من دونه، ولا وحدة للسودان اليوم من دونه، وإنه رجل وحدوي عليكم الاهتمام به والحوار معه، باعتباره من أهم القيادات الوطنية السودانية الجنوبية المثقفة والواعية والمؤمنة بوحدة السودان وبوحدة وادي النيل والعاملين للحفاظ على أمنه واستقراره.

لقاء الرئيس ناصر مع أسامة الباز

ويشرح الرئيس ناصر لقائه مع أسامة البار المصري، حيث قال:" الدكتور أسامة الباز شخصية حوارية بارعة ومثقفة، فبعد سنوات من لقائه وحديثي معه في تشييع جنازة المرحوم باسل الأسد في القرداحة في كانون الثاني/يناير عام 1994م، التقيته في مصر وأكد لي صحة تقييمي للوضع في السودان، وأن جون غارنغ شخص وطني ووحدوي، وبعدها جرت لقاءات معه في مصر على أعلى المستويات، حيث استقبله الرئيس المصري حسني مبارك الذي أكد للأستاذ مكرم محمد أحمد أن جون غارنغ وطني ووحدوي، في حديث مع «المصور» في تموز/يوليو 2001م، ولم أصدق وأنا أقرأ خبراً عن اللقاء الذي جرى في سويسرا بين أنصار من يسمونه «الكافر الملحد جون غارنغ» وأنصار «المسلم المتطرف حسن الترابي» الذي اعتقل على أثر هذا الاتفاق، إذ عدّته الحكومة السودانية بمنزلة إعلان للحرب، وهكذا تنقل جون من بلد إلى بلد للقاء الصادق المهدي ومحمد عثمان المرغني والترابي وغيرهم من القيادات، وتنقلوا هم أيضاً للاجتماع به في أكثر من بلد لطلب وده، فقد كانت قوته في موقفه الوطني الوحدوي أولاً، وثانياً بما لديه من جيش مسلح ومنظم. لقد حارب هؤلاء جميعاً العقيد جون غارنغ وها هم عادوا جميعاً يتحدثون ويحاولون التحالف معه، ويشكلون معه قيادة للمعارضة، فيما قادة النظام يجرون معه المفاوضات والحوارات في أديس أبابا ونيروبي وغيرهما من العواصم العربية والإفريقية. أتساءل دائماً، لماذا أضاعوا كل هذه السنين من عمر السودان؟ ولماذا أهدرت كل هذه الدماء في تلك الحروب التي راح ضحيتها ما يقرب من مليوني سوداني من الشمال والجنوب، وأكلت الزرع والضرع والنسل ودمرت علاقات الشمال بالجنوب.

 كذلك كان العقيد القذافي يعدّه كافراً وملحداً وعميلاً وموالياً للغرب والكنائس العالمية، ولكنه يلتقيه اليوم ويستقبله ويناقش معه المبادرة الليبية المصرية، ويبحث معه الحلول للمشكلة السودانية في الجنوب. التجربة السودانية لا تختلف كثيراً عن التجربة اليمنية قبل الوحدة اليمنية، فالجنوبيون انفصاليون وشيوعيون وملحدون وكفرة وعملاء لموسكو في العهد السوفياتي، والحكام الشماليون رجعيون وخونة وعملاء للأميركان والدول المحافظة، وكل يحاول أن يملي تصوراته ويفرض رؤاه وشروطه، ولكن في الحصيلة النهائية لا تتحقق الوحدة بالحرب، بل تتحقق... بالحوار. وهكذا لن تحلّ مشكلة السودان إلا بوحدة ديمقراطية تتعايش فيها كل الأجناس والأعراق والأديان، لأن الاستقرار في السودان استقرار لوادي النيل والبلدان المجاورة، ولكن ذلك يحتاج إلى إرادة سودانية شجاعة تأخذ في الاعتبار المصالح الوطنية العليا للشعب السوداني والأمة العربية والإسلامية قبل مصالح القوى الإقليمية والدولية.

اتفاق ماجاكوس في كينيا

ويتابع الرئيس علي ناصر  بقوله :" وأخيراً، بعد عشرين سنة من الصراع والحروب بين الشمال والجنوب احتكم الطرفان إلى لغة الحوار في 18 حزيران/يونيو عام 2002م، في ما سُمِّي اتفاق ماجاكوس في كينيا. وقد استقبل الشارع السوداني نبأ الوصول إلى اتفاق بين الحكومة والحركة الشعبية التي يتزعمها جون غارنغ بكثير من الأمل والفرح، وأجمعت القوى السياسية على الترحيب به ووصفته بالإنجاز التاريخي، وعدّته طريقاً إلى تحقيق السلام وإنهاء فصول المأساة الإنسانية التي يعانيها أهل السودان، وخصوصاً في جنوبه. وعلى الحكومة السودانية، بمؤازرة عربية، أن تحاول عمل الكثير للحفاظ على وحدة السودان وإقناع جموع السودانيين بأنه يمكن التعايش ضمن دولة واحدة ترضي كل الثقافات والأعراق والأديان والإثنيات. وبعد ثلاثة وعشرين شهراً على اتفاق ماجاكوس، جرت مفاوضات بين الحكومة السودانية وحركة جون غارنغ تُوِّجت بتوقيع اتفاق 26 أيار/مايو 2004 بشأن اقتسام السلطة والثروة ، وبهذا الاتفاق وضعت الحرب أوزارها، وعاد جون غارنغ إلى الخرطوم الأبطال جماهير الشعب شماله وجنوبه وشرقه وغربه ولم يُستقبَل زعيم استقبال الأبطال مثله على امتداد تاريخ السودان.

ومضى بقوله :" وفي بداية عام 2011 جرى استفتاء أبناء الجنوب على مصيرهم في الوحدة مع الشمال، وصوت 99.84% لمصلحة الانفصال، وقد اعترف الرئيس عمر حسن البشير بهذه النتيجة وقدم التهاني للرئيس سلفا كير رئيس الحركة الشعبية لتحرير السودان بعد حروب استمرت أكثر من 50 عاماً راح ضحيتها ملايين من أبناء السودان، شماله وجنوبه، وبعد حوار دام لأكثر من عشرين عاماً.

(للحديث بقية) .. 



 

المصدر: عدن الغد

كلمات دلالية: الرئیس علی ناصر الرئیس ناصر فی السودان عن الإسلام فی الجنوب أکثر من

إقرأ أيضاً:

التأكيد على استثناء الجامعات والكليات التي ليس لها إدارة ومركز لاستخراج الشهادات داخل السودان من القبول القادم

قام بروفيسور محمد حسن دهب وزير التعليم العالي والبحث العلمي يرافقه عدد من قيادات الوزارة بزيارة إلى ولايتي كسلا والقضارف للوقوف ميدانياً على وضع الجامعات في الولايتين والتأكد من استمرارية الدراسة وتنفيذ المشروعات المستقبلية،

وبدأت الزيارة بولاية القضارف، حيث اجتمع الوزير بالإدارة العليا لجامعة القضارف بحضور والي الولاية الفريق ركن محمد أحمد حسن أحمد وعدد من اعضاء لجنة أمن الولاية ومدير الجامعة بروفيسور ابتسام الطيب الجاك وعدد من المسؤولين المحليين.

وخلال اللقاء، اطمأن الوزير على سير الدراسة وخطط الجامعة المستقبلية، مشيداً بدور حكومة الولاية في دعم الجامعة ومساندتها لمواصلة الدراسة وتنفيذ مشروعاتها التي تهدف إلى تطوير البنية التحتية للجامعة، وأكد الوزير أن زيارته تأتي للتأكد من أن الجامعة تعمل بكفاءة عالية في ظل الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد، مؤكدًا على أهمية التعاون بين الجامعة والحكومة لتحقيق الاستقرار الأكاديمي والتطوير المستمر.

وأكمل الوزير زيارته إلى ولاية كسلا، حيث وصل إلى مطار كسلا برفقة عدد من مديري الإدارات العليا بالوزارة وكان في استقباله نائب والي الولاية، عمر عثمان آدم، ومدير جامعة كسلا بروفيسور أماني عبد المعروف بشير، ووزير التربية والتعليم بالولاية، ماهر الحسين، إضافة إلى عدد من أعضاء هيئة التدريس والعمداء بالجامعة.

واستهل الوزير زيارته بعقد اجتماع مع لجنة عمداء الجامعة وخلال الاجتماع، تم التأكيد على استقرار الجامعة وإسهاماتها في تعزيز التعليم العالي في المنطقة، كما تم تسليط الضوء على أهمية إرسال رسائل إيجابية إلى المجتمع المحلي والدولي، تؤكد أن السودان قادر على مواصلة نشاطه الأكاديمي والبحثي رغم الحرب.

هذا وتأتي هذه الزيارات في إطار الجهود المستمرة لدعم التعليم العالي والبحث العلمي والتأكيد على أن السودان لا يزال يسعى للارتقاء والتقدم رغم التحديات.

وفي اجتماعه بمديري ومنسقي الجامعات والكليات الأهلية والخاصة المستضافة بجامعة كسلا، أكد بروفيسور دهب حرص وزارته على مستقبل الطلاب، في ظل الظروف الاستثنائية التي تمر بها البلاد، وأشاد بالجهود المبذولة من قِبَلْ إدارات هذه الجامعات والكليات في تهيئة البيئة الدراسية وتحقيق الاستقرار الأكاديمي مؤكداً أن الجامعات والكليات المستضافة والتي ليس لها إدارة ومركز لاستخراج الشهادات داخل السودان لن يفتح لها باب القبول العام القادم.

سونا  

مقالات مشابهة

  • وزير الزراعة يدحض بالأرقام التقارير التي تروج للمجاعة بالسودان
  • صلح قبلي ينهي قضية قتل بصعدة
  • إنهاء قضية قتل في مديرية كتاف والبقع بصعدة
  • عضو بـ«العالمي للفتوى»: اختيار الزوجة الصالحة حق يجب أن يوفره الأب لأطفاله
  • التأكيد على استثناء الجامعات والكليات التي ليس لها إدارة ومركز لإستخراج الشهادات داخل السودان من القبول القادم
  • التأكيد على استثناء الجامعات والكليات التي ليس لها إدارة ومركز لاستخراج الشهادات داخل السودان من القبول القادم
  • تقرير يكشف شبكة تضليل مقرها تركيا و سوريا تُناصر الجيش السوداني وتهاجم قوى مدنية
  • من تركيا وسوريا.. شبكة تضليل تُناصر الجيش السوداني وتهاجم قوى مدنية
  • الرئيس المشاط يعزّي في وفاة العلامة عبدالواسع عبدالله سهيل
  • الرئيس المشاط يعزي عضو مجلس الشورى عبدالله نمران في وفاة شقيقه عبدالغني