ودعا الرئيس المشاط في خطابه مساء اليوم بهذه المناسبة إلى النظر لهذا اليوم - وكل الأيام الوطنية والتاريخ اليمني عموما - بنظرة جديدة ومختلفة، لأن النظرة التقليدية التي سادت طوال العقود قد أساءت كثيرا لهذا اليوم، وحولته إلى يوم للشتيمة والسباب والتهريج، وتجديد للجفاء والقطيعة بين الأجيال اليمنية.

واستدرك بالقول " نسينا طويلا ودونما شعور بأننا إنما نجلد ونمزق الذات الجمعية لليمن الحبيب حاضرا وماضيا".

. مشيرا إلى أن الأجيال التي سبقت يوم السادس والعشرين من سبتمبر وكذلك الأجيال التي تلت هذا اليوم الخالد - جميعهم من أبناء الشعب اليمني العزيز، ومن نفس عشائر وقبائل اليمن الممتدة عبر العصور من القديم إلى الحديث، ولكل جيل - لاشك - مواقفه ونضالاته، ونجاحاته وإخفاقاته، وهذه طبيعة البشر في كل مرحلة وعصر وتاريخ.

وأضاف" إننا بتلك الطريقة التقليدية الغريبة جدا لم نكن ندرك أننا نفرغ أيامنا الوطنية من جمالها وفروسيتها، ونخسر كثيرا حينما نبالغ في وأد الحقائق وتسطيح الأطروحات، وحينما نقفز على سنن المنطق ونحيل خيرية اليمن إلى صفر وهي التي لا يخلو منها جيل يمني عبر كل العصور".

ولفت الرئيس المشاط إلى أهمية إدراك أن بناء الدول عملية تراكمية لا تقبل لغة التهريج والقطيعة مع التاريخ بقدر ما ترتكز على لغة الوصل وتجسير التجارب بين الأجيال، وإثرائها بالبحث العلمي والنقد الموضوعي وصولا إلى تحييد الأخطاء، وتعظيم وتثمير المفيد من التاريخ، تماما كما فعلت وتفعل كل البلدان فما من بلد إلا وله مناسباته وأعياده الوطنية لكن البلدان جميعها لم تحول تلك المناسبات للتهريج والمزايدات، ونشر الكراهية والأحقاد، وتمزيق الذات الوطنية الواحدة.

وتابع :"نحن اليمنيين فقط من فعل ويفعل ذلك منذ عقود، ولذلك وبكل أسف ذبلت روحنا الوطنية وراكمنا على مدى الماضي ثقافةً سلبية للغاية تهدم ولا تبني، وتفرق ولا تجمع، وتضيق ولا توسع، فأخفقنا طويلا وبقينا نتعثر في الأحقاد، ونغرق في الصراعات وتغذية الفرقة والشتات، وها هي واحد وستون عاما مضت من عمر اليمن قبل أن نرى الدولة اليمنية التي تليق بالإنسان اليمني الكريم، في الوقت الذي تبزغ من حولنا الدول وتنطلق وتتمطى وتنمو كل يوم، وأظن كل شيء يشهد بذلك".

وأكد فخامة الرئيس أهمية مغادرة منطق الكراهية، وإعلان القطيعة مع كل الأنماط الفاشلة، والاعتزاز بالذات اليمنية الأصيلة، وأخذ الجميل والمفيد من كل عصر وتاريخ.

وأشار إلى أن "ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر المجيد جاءت لتدشن هذا المنطق، وتعيد الاعتبار لكل الأيام والنضالات الوطنية وفي مقدمتها يوم السادس والعشرين من سبتمبر، وهي بقيادتها الحكيمة تلزمنا بتلافي كل الأخطاء التي وقع فيها السابقون، وتلزمنا في نفس الوقت بالبناء على كل ما هو صحيح ممن سبقونا أيضا، فنحن روح يمنية واحدة، وكلنا بشر نخطئ ونصيب".. معربا عن أمله باعتناق هذه الثقافة وهذه القيم، والمتمثلة في ثقافة البناء وقيم الاعتزاز بالذات اليمنية الواحدة.

وأوضح الرئيس المشاط أن الشعب اليمني مقدم على إحياء مناسبة المولد النبوي الشريف التي لا يفصله عنها سوى ساعات، مجددا بهذا الخصوص التهاني والتبريكات للشعب اليمني الواحد والأمة الواحدة.

ودعا كل الشرفاء والمخلصين في هذا البلد من مختلف المكونات والمناطق والمذاهب والأحزاب الى الترفع وعدم مجاراة أبواق الحقد والكراهية في ما يبثونه من سموم، والامتناع التام عن مشاطرتهم فشلهم وإرهابهم وأساليبهم الظلامية.

كما أكد أن الوقت قد حان للإخاء والعمل والبناء لأن الجميع أمام فرصة تاريخية لصناعة التحولات الكبيرة، والارتقاء بالبلد والشعب نحو الأفضل.

وخاطب أبناء الشعب اليمني :" أنتم شعب كريم وعزيز، ومجتمع خلاق ومبدع، وتمثلون الكثافة السكانية الأكبر على مستوى المنطقة، وجلكم شباب متوثب في سن العطاء، وقد حباكم الله بموقع حاكم، وتاريخ حضاري عريق، وأرض وصفها الله في كتابه المجيد بقوله (بلدة طيبة ورب غفور) وبين أيديكم قيادة ثورية مشرفة وملهمة، تفيض ثقة بربها وشعبها، واعتزازا بإسلامها ويمنيتها وعروبتها وإنسانيتها".

وشدد فخامة الرئيس على أهمية رص الصفوف والتشمير عن السواعد، والتوجه نحو العمل الدؤوب والمضي خلف السيد القائد حفظه الله يدا بيد، وكتفا بكتف في كل ما يحقق تحرير البلد وخدمة الصالح العام.

وقال :" كما أدعو خصومنا المحليين وكل محيطنا وجوارنا إلى ما ندعوا أنفسنا إليه ونلزمهم بما نلزم أنفسنا به من حسن النوايا وطيب الفعال والمواقف، والتخلي عن الاستراتيجيات والممارسات العدائية، والانتقال إلى أجواء السلام والحوار بما يفضي إلى الحلول العادلة، ويكفل احترام حقوق بلدنا وشعبنا كاملة غير منقوصة وصولا إلى الخلاص من كل عوامل وأسباب الفرقة والكراهية بين أبناء البلد الواحد والأمة الواحدة والعمل على إرساء قيم التسامح والتصالح، والتعاون والتكامل".

وأضاف الرئيس المشاط في ختام خطابه :" أشدد قبل كل ما سبق على سرعة الإنهاء الفوري للحصار، والانخراط بسرعة في إجراءات بناء الثقة في الجانبين الإنساني والاقتصادي، وفي مقدمة ذلك الفتح الكلي للمطارات والموانئ ودفع المرتبات وأبرأ إلى الله من أي انتكاسة، ومن كل ما قد يترتب على التسويف والمماطلة في الاستجابة لهذه الدعوة الصادقة".

المصدر: ٢٦ سبتمبر نت

كلمات دلالية: الرئیس المشاط

إقرأ أيضاً:

“الرئاسي اليمني” يوجه بإعادة هيكلة المركزي للرقابة وتشكيل لجنة عليا للمناقصات

يمن مونيتور/ قسم الأخبار

وجه مجلس القيادة الرئاسي في اليمن، الثلاثاء، بإعادة هيكلة الجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة، وتشكيل اللجنة العليا للمناقصات والمزايدات، مشدداً على ضرورة عودة مؤسسات الدولة للعمل من العاصمة المؤقتة عدن.

جاء ذلك خلال اجتماع لمجلس القيادة الرئاسي، برئاسة رشاد العليمي، وحضور أعضائه عيدروس الزبيدي، سلطان العرادة، عبدالرحمن المحرمي، عبدالله العليمي، عثمان مجلي، وفرج البحسني، وعبر الاتصال المرئي عضو المجلس طارق صالح.

وحسب وكالة الأنباء اليمنية الرسمية، أن الاجتماع ناقش بحضور رئيس مجلس الوزراء احمد عوض بن مبارك، مستجدات الأوضاع على الساحة الوطنية، والجهود الحكومية المبذولة لتأمين الخدمات، والتخفيف من وطأة المعاناة الإنسانية التي صنعتها المليشيات الحوثية الإرهابية المدعومة من النظام الإيراني.

وأضافت أن المجلس استمع من رئيس الوزراء الى تقرير حول مؤشرات الأداء الاقتصادي، والمؤسسي خلال الفترة الماضية، ومسار الإصلاحات الشاملة، والإجراءات والقرارات المطلوبة لتقوية وتعزيز دور ومكانة الحكومة في مواجهة التحديات الماثلة، وتحسين أدائها على المستويين المركزي، والمحلي.

وشدد المجلس، على توجيهاته باستكمال عودة جميع مؤسسات الدولة للعمل من العاصمة المؤقتة عدن والمحافظات المحررة، والتعاطي العاجل مع الوضع الاقتصادي والخدمي، وتعزيز جهود مكافحة الفساد، وتحسين الإيرادات العامة، وتقليص النفقات، والعمل بتوصيات الهيئات المساندة للمجلس، والشركاء الإقليميين والدوليين.

وحث المجلس الحكومة، على مضاعفة جهودها في تيسير تدخلات مجتمع العمل الإنساني، وتسهيل انتقال موظفي الإغاثة، وتمكينهم من الوصول الى المجتمعات المحلية مع التشديد على تسريع إعادة تشكيل الهيئة العليا للإغاثة، فضلاً عن انشاء هيئة وطنية لرعاية الجرحى واسر الشهداء.

وخلال الجلسة، اطلع مجلس القيادة الرئاسي، على تقرير من وزير الدفاع الفريق الركن محسن الداعري، ورئيس هيئة الأركان العامة، قائد العمليات المشتركة، الفريق الركن صغير بن عزيز، حول الموقف العسكري، وجهوزية القوات في مختلف الجبهات.

وأشاد المجلس، باليقظة العالية التي اظهرتها القوات المسلحة، وكافة التشكيلات العسكرية في التصدي الحازم لاعتداءات جماعة الحوثي.

 

 

مقالات مشابهة

  • الرئيس الإماراتي يهنئ “المنفي” بذكرى استقلال ليبيا
  • الرئيس السيسى يوجه بمواصلة الارتقاء بمنظومة التعليم.. فيديو
  • المجلس الرئاسي: الرئيس التشادي هنأ المنفي بذكرى الاستقلال وتمنى له الرفاهية
  • المنفي يتلقى برقية تهنئة بذكرى الاستقلال من الرئيس الإندونيسي
  • “الرئاسي اليمني” يوجه بإعادة هيكلة المركزي للرقابة وتشكيل لجنة عليا للمناقصات
  • الرئيس السيسي يهنئ رئيس المجلس الرئاسي الليبي بذكرى الاستقلال
  • الرئيس الصيني يهنئ المنفي بذكرى الاستقلال
  • مفتي الجمهورية يوجه رسالة لـ الرئيس السيسي: سِر على بركة الله
  • قوة الردع اليمني..الأسطورة التي هزمت المشروع الأمريكي
  • الموساد وتفجيرات البيجر.. عميلان سابقان يكشفان تفاصيل جديدة عن العملية التي هزت حزب الله