يحتفي اليمنيون، منذ أيام، بشكل واسع وطرق متعددة بالذكرى الـ61 لثورة 26 سبتمبر 1962 والتي أطاحت بحكم الأئمة في شمال اليمن. وبالرغم من الظروف العصيبة التي يعيشونها، فقد احتفل اليمنيون بهذه المناسبة بشكل لافت وأقاموا العديد من المظاهر الاحتفالية في شوارع وميادين عدد من المدن اليمنية، وذلك في محاولة للتأكيد على تمسكهم بالثورة الأم والتعبير عن أهميتها ومكانتها في قلوبهم.

 

بزخم واسع تفاعل اليمنيون بذكرى الثورة على منصات التواصل الاجتماعي ومن مناطق تواجدهم في داخل الوطن وخارجه، في الوقت الذي تحاول فيه مليشيات الحوثي وأد وطمس معالم وأهداف الثورة التي استبدلتها بيوم 21 سبتمبر، اليوم الذي يسميه اليمنيون بيوم النكبة وهي ذكرى اجتياحها للعاصمة صنعاء وانقلابها على الدولة في العام 2014م.

 

على الوسم #ثورة_26_سبتمبر_ميلاد_وطن، دشن يمنيون حملتهم الاحتفائية بذكرى ثورتهم المجيدة على منصات التواصل الاجتماعي،  للتعبير عن رفضهم لمشروع الإماميين الكهنوتي الجدد المتمثل بمليشيا الحوثي.

 

على المنصات صدحت أصوات الأغاني وارتفعت الأعلام الوطنية ابتهاجا بذكرى ثورة سبتمبر المجيدة واستحضر اليمنيون كل ما له علاقة بهذه الثورة وتاريخها وأهدافها ومبادئها والثوار الذين قادوها والنقلة التي أحدثتها في حياة اليمنيين، وذلك من خلال نشر الصور والأغاني والأناشيد الوطنية والتغريدات وتفاصيل الأحداث وواقع الحياة قبل وبعد الثورة، مع تكثيف التحضيرات للاحتفال بهذه المناسبة، في مسعى لكبح جماح التحشيدات الحوثية للاحتفال بمناسبات طائفية وعقائدية.

 

وفي الشأن ذاته دعا رشاد العليمي رئيس مجلس القيادة الرئاسي، جماعة الحوثي إلى تعلم دروس سبتمبر والتخلي عن مشروعها غير القابل للحياة.

 

وأكد العليمي -في خطاب له بمناسبة ذكرى ثورة سبتمبر- تمسك المجلس الرئاسي والحكومة بخيار السلام العادل المعبر عن رؤية الشعب اليمني المنفتحة على جميع مكوناته، بعيدا عن الطائفية، والاصطفاء، والتمييز، والاقصاء والتهميش، ورفض أي مشاريع تتعارض مع مصالحه، ومستقبل اجياله المتعاقبة.

 

وقال "على الذين لايزالون مخدوعين بشعارات هذه المليشيات، ان يتذكروا تضحيات قادتنا العظماء، ومعاناة شعبنا، وتحرير ارادتهم، وعدم الارتهان للخرافة، والعبودية، واعلان موقفهم الصريح الى جانب قيم الدولة، والمواطنة المتساوية".

 

وأكد العليمي أن المعركة التي يخوضها شعبنا اليوم، ليست حربا اهلية، ولا إقليمية، ولا دولية، بل هي معركة بين الامامة والجمهورية، بين الحرية والعبودية، بين من يدعون الحق الإلهي في حكم اليمنيين، والشراكة الوطنية الواسعة.

 

من جانبه رئيس مجلس النواب سلطان البركاني أكد أن ثورة السادس والعشرين من سبتمبر التي نحتفل بذكراها الواحد والستين والتي توهجت شعلتها في مثل هذه الليلة من عام 1962م كانت ثمرة لنضالات الآباء التي أخذت سنين من الكفاح والتضحية حتى انفجر الضوء البهيج من عتمة الليل الامامي الكئيب ايذاناً بانتهاء أشد فترات التاريخ اليمني ظلاماً وانغلاقاً وتخلفاً.

 

 

وقال "لا مجال لعودة ذلك الليل لأن الثورة اليوم تسكن في قلوبنا وفي حدقات أعيننا وتجري في أوردتنا وشرياناتنا جريان الدم".

 

من جهته قال رئيس مجلس الشورى أحمد عبيد بن دغر إن "ذكرى سبتمبر الثورة تعود مرة أخرى وشعبنا يخوض معركته الوطنية ضد الانقلاب الحوثي". مضيفا "الفضل الأول لهذا الصمود البطولي الأسطوري يعود للإرادة الوطنية الصُلبة لشعبنا اليمني العظيم، وللمقاتلين في خطوط القتال الأمامية لقواتنا المسلحة، والمقاومة الوطنية، دفاعًا عن جمهورية سبتمبر المجيدة".

 

 

على سياق زخم الاحتفالات أيضا قال نائب رئيس البرلمان عبدالعزيز جباري "ستظل ثورة الـ 26 من سبتمبر الخالدة بمبادئها وأهدافها التي جسدت معاني الحرية والعزة والكرامة في وجدان كل اليمنيين الشرفاء".

 

 

محافظ شبوة السابق محمد صالح بن عديو، قال إن جيل اليمن اليوم وهو يحتفي بثورة سبتمبر، يدرك عظمة الآباء الذين ثاروا على النظام الامامي وهم يرون مساوئه اليوم وهي تفتك بوطنهم وتثأر منه، في إشارة منه لجماعة الحوثي التي تحكم قبضتها على صنعاء وعدد من المحافظات.

 

وقال بن عديو "مثل السادس والعشرون من سبتمبر حدثا فارقا في التاريخ اليمني ونهاية عهد الطغيان والاستبداد والتجهيل المطلق والعزلة الشاملة والعبودية والاذلال، عهد الفرز الطبقي للشعب اليمني الى فئة ضربت حول نفسها هالة من القداسة والفوقية وشعب غارق في الفقر والجهل مهمته أن يكابد كل أصناف الحرمان ليدفع الجباية التي دونها حد السيف او القيود والاصفاد".

 

 

وأضاف "يوم السادس والعشرين من سبتمبر لم يأتِ منفصلا عن محاولات الانعتاق من هذ الواقع بل هو تتويج لنضال وتضحيات الحركة الوطنية على مدى عقود من العمل الوطني للتحرر من التخلف والعزلة".

 

سفير اليمن لدى الدوحة راجح بادي كتب "عاد سبتمبر، في عيده الواحد والستين ليصنع فرحة شعبنا من جديد، ويخلق أجواء احتفائية في عموم البلاد".

 

وقال "هي طريقة الشعب اليمني لتذكير نفسه بملاحم وأمجاد هذا اليوم الذي بات فرقانا بين الحق والباطل، حتى أنه في ذروة المساعي الهادفة لطمسه ومصادرته، اكتسب زخم عظمته من جديد وبات عيد اليمنيين كل اليمنيين ، لا عيد النخب في السلطة والأحزاب والمكونات المختلفة".

 

 

وأضاف بادي "رغم فداحة الانقلاب على الثورة والجمهورية إلا أن هذا الانقلاب ومن حيث لم يحتسب؛ ألهم اليمنيين لإعادة اكتشاف عظمة هذا اليوم، فمنحهم ما يكفي من الإيمان واليقين والارادة للتشبث به والتضحية من أجل أهدافه ومبادئه الوطنية والإنسانية السامية".

 

الكاتب الصحفي أحمد القرشي، رئيس منظمة سياج لحماية الطفولة اعتبر 26 سبتمبر بأنه أعظم يوم في تاريخ اليمن قاطبة منذ فجر الاسلام وحتى اليوم.

 

 

وقال "يجب أن يحتفل به كل حر وبكل الطرق والوسائل الإبداعية".

 

الكاتب الصحفي مصطفى راجح اكتفى بالقول "في كل قلب توقد شعلة لإحياء ثورة سبتمبر الليلة، سبتمبر الذي لا ينطفئ ولا يموت".

 

 

في حين قال الصحفي علي الجرادي "في ليلة عيد الأعياد 26 سبتمبر، ارفعوا أصواتكم فرحا وبهجة، ارقصوا غنوا لسبتمبر الثورة والنصر الخالد، فاتحة اليقين الجمهوري وميلاد اليمن الكبير الرافض لمشاريع الاستبداد والاستعمار ومخلفاتهما".

 

 

الشاعر غائب حواس يرى أن "سبتمبر هو الحاسّة السادسة لليمنيّين - وهي حاسّة الكرامة، ومن يفقد حاسّة الكرامة وسبتمبر يعش شقيّاً ببقية حواسِّه، مُستَلَبَ الذات والإحساس، لا يبصر إلا صور أسياده، ولا يسمع إلا أوامرهم وتخاريفهم، ولا يشمّ إلا روائح معابدهم، ولا يلمس إلا وقع سياطهم اللاسعة في جسده وروحه، ولا يتذوق إلا طعم المذلة تحت رِقّ مالكيه".

 

 

وقال "إنّنا هنا لا نتحدث من زاوية فراغٍ في هذا الوجود حين نتكلم عن سبتمبر كبوابة انعتاقٍ ونفوذ من بطون الظلمات إلى سماواتِ الله الرحبة وكونه الفسيح".

 

 

 


المصدر: الموقع بوست

كلمات دلالية: اليمن ثورة 26 سبتمبر مليشيا الحوثي انقلاب ثورة سبتمبر من سبتمبر

إقرأ أيضاً:

30 يونيو .. مشاركة ملحوظة للفنانين وأغان وطنية ترسم قصة الثورة

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

 أيام قليلة ويحتفل المصريون بمرور 11 عاما على ذكرى ثورة ٣٠ يونيو.. ثورة الانتصار للهوية المصرية التي  استطاعت أن تبني جمهورية جديدة قوامها وبنيانها من الحق والعدالة والمساوة، وامتدادها من ثورة 23 يوليه مرورا بثورة 30 يونيو وانتهاءًا ببزوغ فجر جديد يتحقق فيه حلم كل مواطن مصري في حياة كريمة عادلة وخير يعم كل ارجاء المحروسة. 

ويأتي دور الفن وهو أحد أساليب القوي الناعمة الذي أدي دورًا كبيرًا، وتفاعل معه المواطن المصري من خلال مشاركة الفنانين ومثقفي مصر بالإضافة الي الدور الكبير الذي قدمه المطربين من أغاني تعيش في الوجدان وستظل ذكري دائما نتذكرها مع هذا الاحتفال الكبير.

 مشاركة فناني مصر في ثورة ٣٠ يونيو  

وعلى الرغم من  أن بعض الفنانين لا يحبون المشاركة في الأحداث السياسية، فإن حبهم لبلدهم وخوفهم عليها  في هذا التوقيت الحرج،  أجبرتهم على النزول والمشاركة وسط المصريين حتى الوصول للأهداف المطلوبة وكان أبرز هؤلاء النجوم النجم كريم عبد العزيز، النجم أحمد حلمى وزوجته النجمة منى زكى، النجم أحمد السقا، النجم محمد حماقي، النجم هاني سلامة، النجم هاني رمزي، النجمة يسرا، النجمة أنغام، الفنانة الهام شاهين، الفنانة نادية الجندي، الفنان حسين فهمى، الفنان الراحل خالد صالح، الفنانة ليلى علوى، الفنانة رجاء الجداوى، الفنانة دلال عبد العزيز، الفنانة ميرفت أمين، الفنانة سهير المرشدي وابنتها الفنانة حنان مطاوع، الفنانة يسرا اللوزي، والفنان سامح الصريطى، وغيرهم من الفنانين.

 أبرز الأغاني الوطنية التي تم طرحها بمناسبة الاحتفال بثورة ٣٠ يونيو 

لا صوت يعلو فوق الأغاني الوطنية بالنسبة للمصريين، وهناك العديد من أشكال الغناء المختلفة التي يحبها الكثير من الجمهور المصري، فهي مرتبطة معهم بلحظات وذكريات وأحاسيس وطنية كثيرة مرت عليهم وعاشوا بها، ولذلك تسابق العديد من مطربي مصر بل والوطن العربي أجمع على تقديم تلك النوعية من الأغاني، التي تعيش لمئات السنين، ويظل الشعب المصري يستمع إليها عند كل انتصار يتم تحقيقه

وفي السطور التالية نستعرض معكم أبرز الأغاني الوطنية التي تم طرحها بمناسبة الاحتفال بثورة ٣٠ يونيو 

" تسلم الإيادي " أوبريت لكبار مطربي مصر 

يأتي على رأس القائمة أوبريت «تسلم الأيادي» الذي حقق نجاحًا كبيرًا، حيث قدمه نخبة من كبار مطربي مصر، وكانت فكرة الاوبريت من الفنان مصطفي كامل والذي تحدث مع نخبة من كبار مطربي مصر للمشاركة في هذا الأوبريت التاريخي حيث كتب  ولحن الفنان مصطفي كامل ثم بدأ التحضير لهذا العمل وجاءت بمشاركة نخبة كبيرة من مطربي مصر وهم «مصطفي كامل، هشام عباس، ايهاب توفيق، حكيم، غادة رجب، سوما، خالد عجاج، سمير الإسكندراني، بوسي، وأحمد كامل». وبعد طرحها نجحت الاغنية ورددها الملايين حتى أنها لاقت نجاحا كبيرا خارج مصر واستمع اليها كل مواطن مصري في الداخل والخارج وتفاعل معها. 

" تسلم إيدينك " للفنان الإماراتي حسين الجسمي 

وبمشاركة نجوم الخليج جاءت مشاركة الفنان الاماراتي حسين الجسمي الذي دائما له حضور مميز في الاحتفالات والمناسبات المصرية، حيث كانت أغنيته من أبرز الأغاني التي تركت تأثيرًا كبيرًا في نفوس المصريين، أغنية "تسلم أدينك" للفنان الإماراتي حسين الجسمي، وهي من كلمات نادر عبد الله، ألحان وليد سعد، توزيع طارق عبد الجابر

" العسكرية المصرية " عامر منيب 

قامت إيمان الألفي، زوجة الفنان الراحل عامر منيب، احتفالاً بنجاح ثورة يونيو، بإهداء أغنية لزوجها كان قد سجلها قبل وفاته، بعنوان «العسكرية المصرية» للقوات المسلحة، وهي من كلمات الشاعر الراحل سيد حجاب، ألحان الموسيقار صلاح الشرنوبى.

" يا مصراوية " محمد الحلو 

حققت أيضا أغنية "يا مصراوية" للمطرب الكبير محمد الحلو، نجاحا كبيرا، بعد نجاح ثورة ٣٠ يونيو، وهي من كلمات شارل المصري، ألحان حنين على، توزيع مادو

" مش من بلدنا " أنغام 

طرحت المطربة أنغام، عقب نجاح الثورة أغنية بعنوان «مش من بلدنا»، وهي أغنية وطنية كانت تحتفظ بها في مكتبها ورأت أن ثورة يونيو وقتًا مناسبا لطرحها ولاقت الاغنية نجاحا كبيرا عبر طرحها عقب الثورة 

" يا بلادي " محمد حماقي 

طرح الفنان محمد حماقي أغنية "يا بلادي"، بعد نجاح ثورة 30 يونيو، وهي من كلمات محسن الخياط وألحان بليغ حمدي وتوزيع خالد عز

" عاش الجيش المصري " للمطربة أمينة 

قدمت المطربة أمينة أغنية "عاش الجيش المصري"، وهى من كلمات محمود صلاح، ألحان حسن دنيا، توزيع محمد ماهر.

مقالات مشابهة

  • 30 يونيو .. مشاركة ملحوظة للفنانين وأغان وطنية ترسم قصة الثورة
  • غضب يمني واسع بعد اختطاف الحوثيين لأربع طائرات بمطار صنعاء: قطاع طرق وجماعة إرهابية
  • إعلامية: ثورة 30 يونيو هزت أركان الفساد والظلم وأعادت روح الوطنية
  • 11 عاما على ثورة 30 يونيو.. الحلقة (5)
  • انهيار كارثي للريال اليمني مقابل السعودي اليوم الثلاثاء 25 يونيو 2024
  • صناع التأريخ وجاهليين الحاضر… ! 
  • ثورة العشرين والطروحات الطائفية الجديدة
  • الأربعاء.. مكتبة القاهرة الكبرى تحتفل بثورة 30 يونيو بمعرض فني
  • آخر تحديث مسائي لأسعار الصرف في عدن اليوم الأحد 23 يونيو 2024
  • يمنيون في “عيد الغدير”.. توظيف حوثي لفكر دخيل وعنصري مضاد لهوية الإنسان اليمني وتاريخه