يمانيون/ صنعاء توجه فخامة المشير الركن مهدي المشاط رئيس المجلس السياسي الأعلى بالتحية إلى كل الشرفاء من أبناء وبنات الشعب اليمني العزيز في عموم البلاد وحيثما كانوا في الداخل والخارج، بمناسبة الذكرى الـ 61 لثورة 26 سبتمبر.
ودعا الرئيس المشاط في خطابه مساء اليوم بهذه المناسبة إلى النظر لهذا اليوم – وكل الأيام الوطنية والتاريخ اليمني عموما – بنظرة جديدة ومختلفة، لأن النظرة التقليدية التي سادت طوال العقود قد أساءت كثيرا لهذا اليوم، وحولته إلى يوم للشتيمة والسباب والتهريج، وتجديد للجفاء والقطيعة بين الأجيال اليمنية.


واستدرك بالقول ” نسينا طويلا ودونما شعور بأننا إنما نجلد ونمزق الذات الجمعية لليمن الحبيب حاضرا وماضيا”.. مشيرا إلى أن الأجيال التي سبقت يوم السادس والعشرين من سبتمبر وكذلك الأجيال التي تلت هذا اليوم الخالد – جميعهم من أبناء الشعب اليمني العزيز، ومن نفس عشائر وقبائل اليمن الممتدة عبر العصور من القديم إلى الحديث، ولكل جيل – لاشك – مواقفه ونضالاته، ونجاحاته وإخفاقاته، وهذه طبيعة البشر في كل مرحلة وعصر وتاريخ.
وأضاف” إننا بتلك الطريقة التقليدية الغريبة جدا لم نكن ندرك أننا نفرغ أيامنا الوطنية من جمالها وفروسيتها، ونخسر كثيرا حينما نبالغ في وأد الحقائق وتسطيح الأطروحات، وحينما نقفز على سنن المنطق ونحيل خيرية اليمن إلى صفر وهي التي لا يخلو منها جيل يمني عبر كل العصور”.
ولفت الرئيس المشاط إلى أهمية إدراك أن بناء الدول عملية تراكمية لا تقبل لغة التهريج والقطيعة مع التاريخ بقدر ما ترتكز على لغة الوصل وتجسير التجارب بين الأجيال، وإثرائها بالبحث العلمي والنقد الموضوعي وصولا إلى تحييد الأخطاء، وتعظيم وتثمير المفيد من التاريخ، تماما كما فعلت وتفعل كل البلدان فما من بلد إلا وله مناسباته وأعياده الوطنية لكن البلدان جميعها لم تحول تلك المناسبات للتهريج والمزايدات، ونشر الكراهية والأحقاد، وتمزيق الذات الوطنية الواحدة.
وتابع :”نحن اليمنيين فقط من فعل ويفعل ذلك منذ عقود، ولذلك وبكل أسف ذبلت روحنا الوطنية وراكمنا على مدى الماضي ثقافةً سلبية للغاية تهدم ولا تبني، وتفرق ولا تجمع، وتضيق ولا توسع، فأخفقنا طويلا وبقينا نتعثر في الأحقاد، ونغرق في الصراعات وتغذية الفرقة والشتات، وها هي واحد وستون عاما مضت من عمر اليمن قبل أن نرى الدولة اليمنية التي تليق بالإنسان اليمني الكريم، في الوقت الذي تبزغ من حولنا الدول وتنطلق وتتمطى وتنمو كل يوم، وأظن كل شيء يشهد بذلك”.
وأكد فخامة الرئيس أهمية مغادرة منطق الكراهية، وإعلان القطيعة مع كل الأنماط الفاشلة، والاعتزاز بالذات اليمنية الأصيلة، وأخذ الجميل والمفيد من كل عصر وتاريخ.
وأشار إلى أن “ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر المجيد جاءت لتدشن هذا المنطق، وتعيد الاعتبار لكل الأيام والنضالات الوطنية وفي مقدمتها يوم السادس والعشرين من سبتمبر، وهي بقيادتها الحكيمة تلزمنا بتلافي كل الأخطاء التي وقع فيها السابقون، وتلزمنا في نفس الوقت بالبناء على كل ما هو صحيح ممن سبقونا أيضا، فنحن روح يمنية واحدة، وكلنا بشر نخطئ ونصيب”.. معربا عن أمله باعتناق هذه الثقافة وهذه القيم، والمتمثلة في ثقافة البناء وقيم الاعتزاز بالذات اليمنية الواحدة.
وأوضح الرئيس المشاط أن الشعب اليمني مقدم على إحياء مناسبة المولد النبوي الشريف التي لا يفصله عنها سوى ساعات، مجددا بهذا الخصوص التهاني والتبريكات للشعب اليمني الواحد والأمة الواحدة.
ودعا كل الشرفاء والمخلصين في هذا البلد من مختلف المكونات والمناطق والمذاهب والأحزاب الى الترفع وعدم مجاراة أبواق الحقد والكراهية في ما يبثونه من سموم، والامتناع التام عن مشاطرتهم فشلهم وإرهابهم وأساليبهم الظلامية.
كما أكد أن الوقت قد حان للإخاء والعمل والبناء لأن الجميع أمام فرصة تاريخية لصناعة التحولات الكبيرة، والارتقاء بالبلد والشعب نحو الأفضل.
وخاطب أبناء الشعب اليمني :” أنتم شعب كريم وعزيز، ومجتمع خلاق ومبدع، وتمثلون الكثافة السكانية الأكبر على مستوى المنطقة، وجلكم شباب متوثب في سن العطاء، وقد حباكم الله بموقع حاكم، وتاريخ حضاري عريق، وأرض وصفها الله في كتابه المجيد بقوله (بلدة طيبة ورب غفور) وبين أيديكم قيادة ثورية مشرفة وملهمة، تفيض ثقة بربها وشعبها، واعتزازا بإسلامها ويمنيتها وعروبتها وإنسانيتها”.

وشدد فخامة الرئيس على أهمية رص الصفوف والتشمير عن السواعد، والتوجه نحو العمل الدؤوب والمضي خلف السيد القائد حفظه الله يدا بيد، وكتفا بكتف في كل ما يحقق تحرير البلد وخدمة الصالح العام.
وقال :” كما أدعو خصومنا المحليين وكل محيطنا وجوارنا إلى ما ندعوا أنفسنا إليه ونلزمهم بما نلزم أنفسنا به من حسن النوايا وطيب الفعال والمواقف، والتخلي عن الاستراتيجيات والممارسات العدائية، والانتقال إلى أجواء السلام والحوار بما يفضي إلى الحلول العادلة، ويكفل احترام حقوق بلدنا وشعبنا كاملة غير منقوصة وصولا إلى الخلاص من كل عوامل وأسباب الفرقة والكراهية بين أبناء البلد الواحد والأمة الواحدة والعمل على إرساء قيم التسامح والتصالح، والتعاون والتكامل”.
وأضاف الرئيس المشاط في ختام خطابه :” أشدد قبل كل ما سبق على سرعة الإنهاء الفوري للحصار، والانخراط بسرعة في إجراءات بناء الثقة في الجانبين الإنساني والاقتصادي، وفي مقدمة ذلك الفتح الكلي للمطارات والموانئ ودفع المرتبات وأبرأ إلى الله من أي انتكاسة، ومن كل ما قد يترتب على التسويف والمماطلة في الاستجابة لهذه الدعوة الصادقة”.

# خطاب#ثورة الـ26 من سبتمبرالرئيس المشاطالعاصمة صنعاء

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: الرئیس المشاط الشعب الیمنی من سبتمبر

إقرأ أيضاً:

«مجموعة العمل المغربية من أجل فلسطين» تدين «العدوان الثلاثي» على الشعب اليمني

الرباط ـ وجّه الطبيب المغربي يوسف بو عبد الله، المتطوع للعمل في غزة للمرة الخامسة، نداء استغاثة إلى «العالم الحر»، من أجل تعزيز الأطقم الطبية في «المستشفى الإندونيسي» الذي يشكو من فراغ كبير، وإنقاذ ما تبقى من منظومة صحية هناك، حمايةً لأرواح وأجساد الأهالي الفلسطينيين، ومساهمةً في التخفيف من أمراضهم وإصاباتهم جرّاء العدوان الإسرائيلي الغاشم، وفقا للقدس العربي.
وقال في تصريح مصوّر بثّه موقع «هسبريس» الإلكتروني، إن الطاقم الطبي والإداري في «المستشفى الإندونيسي» يقوم بعمل جبار لإعادة إحياء المستشفى بكل قدراته؛ وهذا يحتاج إلى جهود الجميع، وخاصة ملء فراغات الطواقم الطبية والتمريضية والفنية، لكي يكتمل عمل المستشفى. وأوضح أن غرف العمليات تشتغل بأقل من نصف العدد، مما يؤدي إلى وجود خصاص في العمليات المبرمجة ولاسيما منها الجراحية المستعجلة، ويجعل العاملين يعانون من ضغط كبير.
و تواصل «الجمعية المغربية لدعم الإعمار في فلسطين» دعمها لأهالي غزة الصامدين، بحملة «إطعام للمرضى والطواقم الطبية في مستشفى شهداء الأقصى» في دير البلح جنوب القطاع. وفي سياق عملها المستمر والدؤوب لدعم مشاريع الإعمار العاجل الموجهة لسكان قطاع غزة بعد وقف الحرب، عملت الجمعية المذكورة على توفير أسطوانات الأكسجين لفائدة مستشفى «عبد العزيز الرنتيسي التخصصي للأطفال» ومستشفى «العيون»، من أجل تغطية الخصاص الكبير في هاتين المنشأتين الصحيتين، خصوصاً أقسام إنعاش الأطفال وأقسام مرضى السرطان.

من قلب غزة طبيب مغربي يوجّه نداء استغاثة لتعزيز الأطقم الصحية

وعاد الدكتور أحمد زروال، الأخصائي في جراحة الوجه والفكين، إلى المغرب بعد ستة أسابيع من العمل الإنساني في غزة، مُحمَّلاً بشهادات صادمة عن الوضع الصحي المتدهور هناك. وضمن مبادرة «تنسيقية أطباء مغاربة من أجل فلسطين»، كان قد تمكن من دخول القطاع عبر منظمة الصحة العالمية خلال فترة التهدئة، حيث عمل جنباً إلى جنب مع الأطباء الفلسطينيين في ظل نقص حاد في الموارد والمعدات الطبية.
ووصف الأوضاع في غزة بأنها «دمار شامل»، حيث أُخرج النظام الصحي عن الخدمة، وجرى استهداف المستشفيات والأطقم الطبية، ما أسفر عن مقتل أكثر من 1000 من العاملين في القطاع الصحي واحتجاز المئات. في ظل هذه الظروف، وجد الطبيب المغربي نفسه واحداً من جراحين فقط في جراحة الوجه والفكين يغطيان حاجات 700 ألف شخص في شمال غزة، وفق شهادة أدلى بها لموقع «يا بلادي».
وأوضح أن التحديات كانت كبيرة، من إصابات الحرب إلى مضاعفات الأمراض المزمنة التي لم تحظَ بعلاج منذ بداية الصراع. في المستشفى الأهلي العربي المعروف بمستشفى «المعمداني» ومستشفى الشفاء، أجرى الدكتور زروال عمليات معقدة رغم شح المعدات، لكنه أكد أن بعض الحالات، خاصة السرطانية، تحتاج إلى تدخلات غير متاحة حالياً بسبب غياب العلاج الكيميائي والإشعاعي.
كما تحدث عن معاناة العائلات التي اضطرت لنبش المقابر المؤقتة في المستشفيات بحثاً عن جثث أحبائها بعد وقف إطلاق النار. ورغم هذه الكارثة الإنسانية، أبدى إعجابه بصمود الفلسطينيين، مؤكداً أن كل بيت فقد شهيداً، لكن السكان لا يزالون متشبثين بالحياة بكرامة مذهلة.
ودعا إلى ضرورة تحرك الدول، وليس فقط المنظمات الإنسانية، لإنقاذ ما تبقى من المنظومة الصحية في غزة، مقترحاً إنشاء مستشفيات ميدانية لتوفير الحد الأدنى من الرعاية الطبية. كما طالب السلطات المغربية بالاستجابة لمراسلات «تنسيقية أطباء مغاربة من أجل فلسطين» بشأن إرسال بعثات طبية ومساعدات عاجلة.
وشدد الطبيب المغربي على أن الدعم الإنساني لفلسطين يجب أن يظل أولوية، داعياً إلى استمرار التقاليد المغربية في تقديم العون في مناطق النزاع، لما لها من تأثير حقيقي في تخفيف معاناة المدنيين المحاصرين.
على صعيد آخر، استنكرت «مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين» العدوان الأمريكي على اليمن، كما أدانت الصمت العربي بهذا الخصوص. وذكرت في بيان اطلعت عليه «القدس العربي» أنه «في خطوة إجرامية إرهابية جديدة، قامت الولايات المتحدة الأمريكية إلى جانب بريطانيا بارتكاب عدوان همجي على أحياء سكنية في العاصمة اليمنية صنعاء، دعماً للكيان الصهيوني النازي بوجه الموقف اليمني المقاوم الأصيل الذي تولى الدفاع عن الشعب الفلسطيني المحاصر في غزة تحت نار حرب الإبادة الجماعية منذ أكثر من عام ونصف».
وقالت الهيئة المدنية المغربية إنها إذ تجدد التحية عالياً لموقف الشعب اليمني وقيادته المُقاوِمة، والتي رفعت لواء مواجهة حصار غزة بحصار الكيان الصهيوني عبر خطوط الملاحة البحرية في البحر الاحمر وخليج باب المندب فضلاً عن الرد على العدوان الصهيوني على غزة عبر قصف تل أبيب… فإنها تعلن التضامن مع الشعب اليمني ضد حملة العدوان (الصهيو/أمريكي/بريطاني) الجديد والذي يستهدف الانتقام من موقف اليمن الداعم لفلسطين بوجه حرب الإبادة الجماعية التي ترعاها أمريكا عبر أداتها الصهيونية منذ شهور».
كما عبّرت «مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين» عن إدانتها الشديدة «للموقف الرسمي العربي الصامت عن استهداف عاصمة عربية وشعب عربي أصيل لا ذنب له سوى أنه وقف إلى جانب الحق الفلسطيني ضد الهمجية الصهيونية».
ودعت إلى إطلاق حملة شعبية حقوقية مدنية عالمية ضد الهمجية الأمريكية بقيادة دونالد ترامب الذي يقود حملة صهيونية متصاعدة على الأمة وقضاياها العادلة وعلى رأسها فلسطين. كما جددت الدعوة إلى «المقاطعة الشعبية الاقتصادية للمنتجات الأمريكية وكل أشكال العلاقات مع السفارة الأمريكية والمؤسسات الثقافية المتفرعة عنها، باعتبارها امتدادات للعدوان النازي وأدوات داعمة لاختراق الأنسجة الوطنية وصناعة أوكار خادمة للأجندة الامبريالية»، وفق ما جاء في البيان.

Your browser does not support the video tag.

مقالات مشابهة

  • الموقف الأصيل للشعب اليمني وقيادته
  • السيد القائد يدعو الشعب اليمني للخروج المليوني غدًا في ذكرى غزوة بدر دعمًا لفلسطين ومواجهة العدوان الأمريكي
  • «مجموعة العمل المغربية من أجل فلسطين» تدين «العدوان الثلاثي» على الشعب اليمني
  • حركة فتح الانتفاضة: العدوان الأمريكي لن يثني الشعب اليمني عن مواصلة وقوفه مع فلسطين
  • احتفال شعبي حاشد في مدينة دير الزور بمناسبة الذكرى الرابعة عشرة للثورة السورية المباركة
  • جنبلاط يوجه خطابا للدروز ويحذر من "تقسيم سوريا"
  • بمناسبة الذكرى السنوية لضحايا النظام البائد .. وزير العدل يوجه بإعفاء ذوي الشهداء من أجور الخدمات العدلية تكريماً لتضحياتهم
  • بحضور محافظ دمشق.. احتفال مركزي في ساحة الأمويين في الذكرى الرابعة عشرة لثورة الحرية والكرامة
  • في الذكرى الـ 14 لثورة الحرية.. حمص تستعيد نبض الثورة وأهازيجها.
  • بمناسبة الذكرى الـ 14 للثورة السورية المباركة.. فعالية احتفالية في المركز ‏الثقافي في يبرود