ليس هذا الخبر من قبيل الخيال العلمي أو حتى المزحة الثقيلة بل هو الأكثر إثارة للجدل حاليًا في الدوائر الطبية والمؤسسات الصحية في العالم بأسره. وهو بالتأكيد الموضوع الأول في دائرة اهتمام المصابين بالشلل وأسرهم. إنها شركة نيورالينك الأمريكية التي يملكها إيلون ماسك، الملياردير الأغنى في العالم، تعلن أنها أصبحت مستعدة تمامًا للقيام بما كان مستحيلًا تصوره من قبل بدخول أدمغة البشر وزراعة شريحة إليكترونية داخلها تتولى نقل الأوامر لأعضاء الجسم لتؤدي أدوارها الطبيعية وجعل الروبوتات الآلية حقيقة واقعة بينما نحن على قيد الحياة.

الشركة أعلنت أنها تبحث عن تجنيد أشخاص مصابين بالشلل لاختبار جهازها التجريبي كجزء من دراسة سريرية مدتها ست سنوات، وذلك بعد أن طوّرت جهازًا إلكترونيًا يمكن زراعته داخل الجمجمة ليساعد البشر على التفاعل مع أجهزة الكمبيوتر لتلقي أوامر الحركة بعد أن انهت التجارب على الحيوانات. يُطلق على الجهاز اسم «Brain-Computer Implant (BCI)»، ويتطلب عملية جراحية معقدة يديرها روبوت، حيث يتم وضع الجهاز في تلك المنطقة المحددة من الدماغ المسؤولة عن الحركة.

صحيح أن هذا الجهاز ليس الأول من نوعه الذي يتم زراعته في جسم الإنسان، حيث سبق أن حققت أجهزة تنظيم ضربات القلب أداءً جيدًا لمرضى القلب، غير أن تقنية الرقائق الدماغية «BCI» ترفع التوقعات إلى مستوى أعلى بكثير مما تحقق من قبل من خلال تمكين جزء داخلي من الجسم من التواصل مع جهاز خارج الجسم. لذلك، فالذكاء المتاح في هذا الجهاز مثير للإعجاب لأنه يجعل التفاعل مع أجهزة الكمبيوتر بطريقة طبيعية.

الموافقة التي حصلت عليها الشركة تمكّنها من إجراء تجارب بشرية على المصابين بالشلل وتضم إصابات الشلل الرباعي والنخاع الشوكي والتصلب الجانبي الضموري، ومن المأمول أن تمكّنهم هذه الشريحة في نهاية المطاف من استعادة السيطرة على حركتهم.

هذا الاكتشاف سيفتح طاقة أمل للبشرية لو صح أنه لا يعالج فقط المصابين بالشلل، ولكن أيضًا المصابين بالتوحد والفصام والاكتئاب والسمنة، وقد شاهدتُ عددًا من الفيديوهات المصورة في أمريكا والتي ترصد ردود فعل أفراد من عائلات المصابين ولم أتمالك نفسي من البكاء تأثرًا بأحد أولياء الأمور وهو يعتبر الرقائق الدماغية أهم هدية تمسح دموع ابنته بينما العالم يحتفل بأسبوع التوعية بالشلل الرباعي وإصابات الحبل الشوكي العنقي والتوحد والتثلث الصبغي وصعوبات الإعاقة المركبة. إن أي أسرة لديها شخص يعاني من هذه الإعاقات تعتبر هذا الكشف الطبي بمثابة المعجزة التي تبعث فيها الحياة من جديد!.

لكن هذا يقودنا لسؤال أهم: هل هذا الرقائق آمنة تمامًا أم تنطوي على مخاطر تهدد حياة الإنسان؟

يتخوف بعض العلماء وناشطو المجتمع المدني حول مدى «شفافية» النتائج التي تم الإعلان عنها بعد التجارب على الحيوان، ويدّعون بأن بعض الحيوانات التي كانت جزء من التجارب السابقة قد ماتت أثناء هذه العملية، مما يثير المخاوف حول ما إذا كان الأشخاص المشاركون في التجربة سيواجهون نفس المصير أيضًا.

وقد نفى إيلون ماسك هذه المزاعم، مؤكدًا أن جميع الحيوانات نجت بالفعل، رغم اعترافه بأن بعضها كان على وشك الموت أثناء العملية. لكنّ بعض التقارير أشارت بالتحديد إلى مجموعة من المشكلات الصحية التي عانت منها بعض القرود والخنازير على إثر تلقيها الشريحة.

وشمل ذلك الالتهابات وتورم الدماغ والنوبات الانفعالية والإسهال الدموي قبل القتل الرحيم. ناهيك عن مشكلات أخرى محتملة مثل بطارية الليثيوم الخاصة بالجهاز، وإمكانية انتقال أسلاك الشريحة داخل الدماغ، والتحدي المتمثل في استخراج الجهاز بأمان دون الإضرار بأنسجة المخ.

أما أهم المخاوف التي يتوقف عندها خبراء في أخلاقيات التقنيات العصبية -وهم بمثابة ضمير الناس والمدافعين عن حقوقهم أمام تغول العلم- فتتعلق بتضارب المصالح لدى "ماسك" وكيف أنه لا يصلح أخلاقيًا لهذا المشروع العلمي لأنه يرأس منصة تويتر التي تجمع بيانات أكثر من ٣٠٠ مليون مستخدمًا.

ولا ينبغي أن يرتبط بعمليات لتقييم الدماغ والتأثير عليه. كما أن سلوكه على المنصة يوحي بأنه يستخدمها للتأثير في الرأي العام من خلال توجيه أداء شركاته في أسواق المال والتأثير على الناخبين مثلما كان يوجههم للتصويت للجمهوريين قبل الانتخابات النصفية الأمريكية كما رأيناه يستقبل رئيس الوزراء الإسرائيلي ناتنياهو المتورط في جرائم قتل وتعذيب الفلسطينيين!

ماذا بعد وكيف يمكن الاستفادة من هذا الجهاز وكيف سيغير حياة الإنسان؟ لم يتضح بعد كيف ستغير تقنية (BCI) الحضارة الإنسانية وتجعلها تتوافق بشكل جيد مع الذكاء الاصطناعي والآلات دون ضرر عميق. وسواء كنا سنحصل على تكنولوجيا مخيفة تفتقد للأخلاق، أو سنكون على ما يرام في أن نصبح إنسانًا آليًا، فهذا أمر لم تتضح بعد تفاصيله. ومع ذلك، يمكننا أن نقول على وجه اليقين إن إيلون ماسك وشركته يغيران الطريقة التي نتخيل بها التفاعل البشري مع الكمبيوتر. دعونا لننتظر ونرى كيف يتم ذلك في المستقبل القريب!

ألفة السلامى: صحفية متخصصة في الشئون الدولية

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: المصابين بالشلل

إقرأ أيضاً:

نصائح هامة للوقاية من السكتة الدماغية

#سواليف

كشفت ممرضة متخصصة في قسم العناية المركزة للأعصاب عن 5 خطوات يمكن اتخاذها للحفاظ على #صحة #الدماغ و #الوقاية من #السكتة_الدماغية، وهي من الأسباب الرئيسية للوفاة في جميع أنحاء العالم.

تحدث السكتة الدماغية عندما ينقطع تدفق الدم إلى الدماغ بسبب انسداد أو تمزق في الأوعية الدموية، ما يؤدي إلى نقص الأكسجين الذي يحتاجه الدماغ للعمل بشكل سليم. وهذا النقص في الأكسجين قد يسبب تلفا دائما في خلايا الدماغ.

ورغم أن السكتة الدماغية غالبا ما تصيب كبار السن، إلا أن عوامل الخطر المرتبطة بها أصبحت شائعة أيضا بين الشباب، بما في ذلك ارتفاع ضغط الدم والكوليسترول المرتفع والسكري والتدخين. ولكن من خلال تبني بعض العادات الصحية البسيطة، يمكن الوقاية من السكتة الدماغية وتحسين صحة الدماغ بشكل عام.

مقالات ذات صلة احذر طقطقة الرقبة والكيروبراكتيك.. جلسة علاج طبيعي تدمر حياة شابة 2025/04/06

وأوضحت سيوبان ماكليرنون، المحاضرة في تمريض البالغين بجامعة لندن ساوث بانك، أنه يمكن تقليل خطر الإصابة بالسكتة الدماغية بشكل كبير من خلال اتباع بعض التغييرات في نمط الحياة.

وفيما يلي أبرز النصائح للوقاية من السكتة الدماغية:

الإقلاع عن #التدخين

أشارت ماكليرنون إلى أن الإقلاع عن التدخين يعدّ أحد أهم الخطوات التي يمكن اتخاذها لتحسين صحة الدماغ، حيث يؤدي التدخين إلى تسريع شيخوخة الدماغ وزيادة خطر الإصابة بالخرف.

كما يسبب التدخين تلفا في جدران الأوعية الدموية في الدماغ ويقلل من مستويات الأكسجين في الجسم بسبب أول أكسيد الكربون الموجود في التبغ، ما يزيد من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية. ويسبب أيضا لزوجة الدم، ما يزيد من احتمالية تكوّن جلطات دموية قد تسد الأوعية الدموية في الدماغ وتسبب السكتة الدماغية.

ضبط ضغط الدم ومستويات #الكوليسترول

يعدّ ارتفاع ضغط الدم من العوامل الرئيسية التي تزيد من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية. ويؤدي الضغط المرتفع إلى توتر جدران الأوعية الدموية، ما يجعلها أكثر عرضة للتلف وتراكم جزيئات الدهون. وهذا بدوره يساهم في تكوين الجلطات التي قد تسد الأوعية الدموية في الدماغ.

علاوة على ذلك، أظهرت الدراسات أن ارتفاع مستويات الكوليسترول الضار (LDL) والدهون الثلاثية يزيد من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية بسبب تراكم الدهون في الشرايين.

خفض مستويات السكر في الدم

تشير ماكليرنون إلى أهمية مراقبة مستويات السكر في الدم، حيث يعتبر ارتفاع السكر من عوامل الخطر الكبيرة التي تؤدي إلى تلف الأوعية الدموية. وقد يؤدي ارتفاع مستوى الغلوكوز في الدم إلى تكوين جلطات دموية تتراكم في الأوعية الدموية، ما يضيّق أو يسد الأوعية في الدماغ.

كما أن الأشخاص الذين يعانون من مرض السكري أكثر عرضة للإصابة بالسكتة الدماغية بمقدار الضعف مقارنة بالأشخاص الأصحاء.

الحفاظ على وزن صحي واتباع نظام غذائي متوازن

تساهم زيادة الوزن في زيادة خطر الإصابة بالسكتة الدماغية بشكل كبير. فالوزن الزائد يزيد من احتمالية الإصابة بارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب وارتفاع الكوليسترول والسكري، وهي عوامل يمكن أن تضر الأوعية الدموية في الدماغ.

وأظهرت الدراسات أن زيادة الوزن تزيد من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية بنسبة 22%، في حين أن السمنة تزيد هذا الخطر بنسبة 64%.

ممارسة الرياضة والحصول على قسط كاف من النوم

يُنصح بممارسة التمارين الرياضية بانتظام والنوم لمدة تتراوح بين 7 إلى 9 ساعات يوميا، حيث أن قلة النوم، وخاصة اضطرابات النوم مثل انقطاع النفس النومي، يمكن أن تزيد من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية، بسبب نقص الأكسجين في الدم وتقليل تدفقه إلى الدماغ.

وأظهرت دراسة أجرتها جامعة ألاباما في برمنغهام أن الأشخاص الذين ينامون أقل من 6 ساعات في الليل معرضون للإصابة بأعراض السكتة الدماغية بمعدل 4 مرات أكثر من أولئك الذين ينامون من 7 إلى 8 ساعات. ومن الضروري أيضا أن يتم توزيع التمارين الرياضية على مدار الأسبوع، حيث توصي مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC) بممارسة 150 دقيقة من النشاط البدني أسبوعيا.

مقالات مشابهة

  • النفط يتراجع تحت وطأة التوترات التجارية والمخاوف الاقتصادية
  • هل أنت في خطر؟: علامات مفاجئة تكشف إصابتك بالسكتة الدماغية قبل فوات الأوان
  • لن تصدق.. أعراض مختلفة تكشف إصابتك بالسكتة الدماغية
  • طعام يقلل خطر الإصابة بالسكتة الدماغية
  • 602 ألف طفل في القطاع يتهددهم خطر الإصابة بالشلل
  • صحة غزة : منع إدخال اللقاحات يُهدد 602 ألف طفل بالإصابة بالشلل الدائم
  • ارتفاع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي على غزة.. وأكثر من 600 ألف طفل مُهددون بالشلل
  • ارتفاع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي على غزة.. وأكثر من 600 ألف طفل مهددون بالشلل
  • نصائح هامة للوقاية من السكتة الدماغية
  • الجزيرة ترصد وضع مستشفى المعمداني الصعب في استقبال المصابين