أثار قرار باريس سحب سفيرها وقواتها من النيجر ردودا واسعة عبر مواقع التواصل الاجتماعي العربية، والتي اعتبرت الخطوة رضوخا من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون للمجلس العسكري النيجري الحاكم، مطالبة بمقاضاة فرنسا.

وكان ماكرون قد أعلن سحب قوات بلاده من النيجر بدعوى عدم رغبة المجلس العسكري النيجري الحاكم في مكافحة الإرهاب، وذلك بعد أسابيع من تأكيده أنه لن يقدم على هذه الخطوة.

وفي نهاية أغسطس/آب الماضي، قال ماكرون إن "سياسة بلده في النيجر صحيحة، وإنها مبنية على شجاعة الرئيس محمد بازوم" المحتجز.

وقال ماكرون آنذاك إن السفير الفرنسي سيلفان إيت لن يغادر نيامي عاصمة النيجر، رغم ضغوط سلطات الأمر الواقع، وقد استمر الرئيس الفرنسي في عناده 3 أسابيع، قبل أن يرضخ لطلب المجلس العسكري الحاكم بسحب سفيره وقواته من هناك.

وحلقة 25 سبتمبر/أيلول 2023 من برنامج "شبكات" تناولت ردود مواقع التواصل العربية على القرار الفرنسي، الذي اعتبره البعض رضوخا فرنسيا أمام مالي، وبينما وصفه آخرون بالاستقلال، أبدى البعض تخوفهم من أن تصبح الانقلابات هي الحاكمة دون اهتمام بالديمقراطية.

ونُشر في حساب يحمل اسم الشيخ "تهانينا للشعب النيجري المقهور لمدة 100 عام استعمار باستقلاله واستقلال وطنه أخيرا"، في حين قالت فاطمة الزهراء مخاطبة الفرنسيين "لو كان القرار قراركم لاخترتم البقاء حتى نهب آخر معدن في أفريقيا، ولكن لم تقرروا، بل أجبرتم على الانسحاب".

وفي السياق نفسه، ذهب الناشط خالد، الذي رأى أن قرار باريس جاء بعدما فقد ماكرون الأمل في تدخل عسكري من جانب مجموعة دول غرب أفريقيا (إيكواس)، قائلا "فرنسا كانت تعوّل على تدخل إيكواس بدعم منها من أجل فرض منطقها الاستعماري والاستعلائي على المجلس العسكري لحماية النيجر الذي أطاح بنظام بازوم، وتبين في الأخير أن فرنسا لا تهدد ولا هم يحزنون".

التعليقات المناهضة لفرنسا ذهبت إلى ما هو أبعد من الفرح، فقد كتب لحبيب "يجب رفع دعوة جنائية من طرف الشعوب الأفريقية ضد فرنسا على سلبها كنوز أفريقيا. وقتل الملايين من شعوبها في الـ100 سنة التي ظلت فيها فرنسا سلطة متسلطة على قارة بأكملها لنهب خيراتها".

أما يارا فأبدت مخاوفها من استبدال مستعمر بآخر، حيث كتبت "رغم أن خروج فرنسا من النيجر هو ضرورة طبيعية ومنطقية، فيجب ألا تستبدل النيجر مستعمرا بغيره.. وألا تصبح الانقلابات هي من يحدد الرئيس في البلاد بمعزل عن الديمقراطية".

يذكر أن الوجود العسكري الفرنسي استمر في النيجر عقودا، وكان عدد الجنود الفرنسيين فيها أكثر من 1500 جندي، معظمهم يتركزون في القاعدة الجوية الفرنسية قرب العاصمة نيامي، وسيغادرون في نهاية العام الحالي، وفق تصريحات ماكرون.

وبعد إعلان الرئيس الفرنسي قرار الانسحاب، احتشد نيجريون مناصرون للمجلس العسكري حتى الصباح أمام القاعدة العسكرية احتفالا بالقرار.

ومنذ أسابيع، يشهد محيط القاعدة الفرنسية وقفات مناهضة للوجود العسكري الفرنسي في البلاد، بعدما أطاح الجيش بالرئيس محمد بازوم، حليف باريس.

ورغم الخسارة السياسية والعسكرية الكبيرة لفرنسا جراء هذا القرار، فإن الخسارة الحقيقية ستتمثل في احتمال فقدانها ما كانت تحصل عليه من يورانيوم النيجر الذي كان يسد 35% من احتياجاتها، وكانت شركات فرنسية تقوم باستخراجه.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: من النیجر

إقرأ أيضاً:

حكومة النيجر تقبل إجراء محادثات لإصلاح العلاقات مع بنين

وافق المجلس العسكري في النيجر على إجراء محادثات مع حكومة بنين بقيادة رئيسين سابقين لبنين للمساعدة في استعادة العلاقات بعد انقلاب في النيجر العام الماضي، أدى إلى إغلاق الحدود وإغلاق خط أنابيب نفط تدعمه الصين. ووافقت النيجر على المحادثات بعد اجتماع بين قائدها العسكري الجنرال عبد الرحمن تياني ورئيسي بنين السابقين توماس بوني ياي ونيسيفور سوغلو في 24 يونيو/حزيران الماضي، وفقا لبيان صادر عن حكومة النيجر يوم الثلاثاء.

وقالت السلطات في البلدين لرويترز أمس الأربعاء إنه لم يتم تحديد موعد لعقد الاجتماع. ومن الممكن أن يتيح القرار استئناف تدفق النفط إلى الصين عبر خط الأنابيب المدعوم من شركة بتروتشاينا.

وعلقت النيجر صادرات النفط عبر خط الأنابيب الذي يبلغ طوله ألفي كيلومتر إلى ساحل بنين في منتصف يونيو/حزيران الماضي مع تصاعد التوترات بشأن إغلاق الحدود التي تصاعدت عقب انقلاب النيجر في يوليو/تموز 2023.

وكانت بنين قد دعمت العقوبات الاقتصادية التي فرضتها الكتلة الإقليمية الجماعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا على النيجر لأكثر من 6 أشهر. وكانت النيجر قد اتهمت جارتها الساحلية باستضافة متمردين يخططون لزعزعة استقرار البلاد، ونفت بنين هذه الاتهامات.

وتعرض خط الأنابيب للتخريب في يونيو/حزيران على يد جماعة متمردة مسلحة من النيجر تعارض المجلس العسكري، مما تسبب في أضرار طفيفة.

وقال تياني لرؤساء دول بنين السابقين إنه منفتح على إجراء حوار صريح، وقبل اقتراحا منهم لنزع فتيل التوترات، وفقا لبيان يوم الثلاثاء.

وقال البيان "لقد وافق (تياني) على مبدأ تشكيل لجنة تتألف من ممثلين عن حكومة النيجر وحكومة بنين ورئيسي دولة بنين السابقين الزائرين". وقالوا في بيان منفصل إن الزعماء السابقين عقدوا اجتماع متابعة مع رئيس بنين باتريس تالون يوم الاثنين. وأضاف أن "الرئيس والرؤساء السابقين اتفقوا على ضرورة إعادة الحوار، كما اتفقت عليه جميع الأطراف".

مقالات مشابهة

  • تقارير تكشف وجود مقاتلين سوريين في النيجر.. ما علاقة تركيا؟
  • غموض وتوتر قبل 3 ايام من الدورة الثانية للانتخابات التشريعية الحاسمة في فرنسا
  • حكومة النيجر تقبل إجراء محادثات لإصلاح العلاقات مع بنين
  • ‎تعرض المتحدثة باسم حكومة فرنسا للاعتداء خلال حملة انتخابية
  • بعد تصريح ماكرون عن الحرب الاهلية.. ما حقيقة تأجيل أولمبياد باريس؟
  • بعد تصريح ماكرون.. حقيقة تأجيل أولمبياد باريس بسبب “الحرب الأهلية”
  • مباحثات أمريكية فرنسية لاستعادة الهدوء في الشرق الأوسط
  • فرنسا قلقة من تصاعد التوترات جنوبا.. ميقاتي: العدوان الاسرائيلي تدميري وارهابي
  • ماكرون: لن نحكم مع حزب فرنسا الأبية حال تشكيل تحالف ضد اليمين المتطرف
  • هل تعيد فرنسا سيناريو عام 2002؟