نوافذ :مسقط والرياض واجهتان واعدتان
تاريخ النشر: 25th, September 2023 GMT
تمثل كل من سلطنة عُمان والمملكة العربية السعودية ركيزتين مهمتين في استقرار المنطقة وازدهار شعوبها، وهذا الجهد يمتد لعقود من الزمن بدأت بعد زيارة السلطان قابوس -طيب الله ثراه- في 1971م إلى الرياض ولقائه التاريخي بالملك فيصل بن عبدالعزيز -طيب الله ثراه- واليوم يتواصل هذا الدور تحت قيادة البلدين اللذين يدركان أن تعاونهما يمثل تكاملية تخدم مسيرة مجلس التعاون وعلاقاته بدول الإقليم.
استراتيجية التعاون بين مسقط والرياض تقوم على مرتكزات مهمة جدا تتشارك في محاورها الأساسية: الجغرافيا والإرث الحضاري والديني والاجتماعي، ورؤية البلدين للمستقبل من خلال مستهدفات تلك الرؤى الطموحة.
تُمثل المملكة العربية السعودية التي تحتفل هذه الأيام بعيدها الوطني الـ93 في مسيرة الدولة السعودية الثالثة، إحدى التجارب الملهمة في تحولها بشكل كبير ولافت نحو الانفتاح العالمي وتطوير الاقتصاد والتعليم ودعم الشباب خلال السنوات الأخيرة، كما أنها صاحبة أكبر الاقتصاديات في المنطقة وسوق مستهلك مهم، وأيضا دولة مؤثرة سياسيا واقتصاديا على المستوى العالمي.
وتتلاقى محاور المصالح المشتركة بين سلطنة عُمان والمملكة العربية السعودية اللتين تسعيان لتحقيق أهداف رؤيتيهما 2030 / 2040 في جميع المسارات التي وضعت، وترغبان في تعزيز تعاونهما للاستفادة من إمكانياتهما المتاحة كموقعيهما الجغرافي والموانئ القريبة من الممرات الملاحية الدولية وخطوط النقل البري والجوي وقربهما من الأسواق العالمية في قارات آسيا وأفريقيا وأوروبا، وتوجههما في تنويع اقتصادهما وهو أيضا توجه دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، إلى جانب تحولهما إلى إنتاج الطاقة النظيفة والهيدروجين الأخضر ورغبتهما في تقليل الاحتباس الحراري عبر حلول عصرية، أضف إلى مكانتهما السياسية الدولية المؤثرة وثقة العالم في كل من مسقط والرياض في حلحلة عديد الملفات وتقارب الرؤى في تصفير قضايا المنطقة والإقليم ودعمهما للسلام والأمن والاستقرار.
تعمل قيادتا البلدين خاصة بعد استقبال حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق -حفظه الله- لصاحب السمو الأمير محمد بن سلمان ولي العهد بعد زيارته الأخيرة قبل أيام، على تطوير التعاون والاستفادة من إمكانيتهما خلال المرحلة المقبلة، وما اتفقا عليه من إنجاز مشروعات شراكة استراتيجية سيؤدي إلى المزيد من الازدهار خاصة في الصناعات النفطية، وإقامة المدن اللوجستية، والتعاون في مجالات المعادن والسياحة والنقل والاستثمار، كما ستسهم المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم في تطوير هذا التعاون المنتظر بين الجانبين، وهذا بدوره سيعزز من سمعة سلطنة عُمان بدخول مستثمرين جدد من العالم وشركات ذات مكانة دولية، مما سيوسع الاقتصاد ويتيح المزيد من الفرص لأبناء سلطنة عُمان، وسيضمن للراغبين من الخارج، توفير بيئة اقتصادية آمنة.
المصدر: لجريدة عمان
إقرأ أيضاً:
"مانهاتن الصحراء".. مدينة عربية بناطحات من الطين
وصفت صحيفة "ميترو"، البريطانية، مدينة في صحراء اليمن، بـ "مانهاتن الصحراء"، مستعرضة جمالها وتميزها، حيث صنعت من الطين بالكامل.
والمدينة هي شبام، وفق "ميترو"، التي تحتوي على ناطحات سحاب بنيت من مادة غير معتادة، إذ تحول الطين إلى الطوب اللبن.
وأثنت الصحيفة على أسلوب بناء ناطحات السحاب هذه في اليمن، مشيرة إلى أنه فريد من نوعه، وقالت: مانهاتن الصحراء صنعت من طين جيء به كفكرة مبتكرة في مقاومة العوامل الجوية".
وأضافت: "تم إدراج مدن زبيد وصنعاء وشبام، ضمن مواقع التراث العالمي لليونسكو للهندسة المعمارية المذهلة، يعود تقليد بناء المباني متعددة الطوابق من الطوب اللبن إلى القرن الثامن أو التاسع".
ويبلغ سمك جدران ناطحات السحاب الطينية المذهلة هذه ستة أقدام في الأسفل، مع وجود جدران أرق بكثير في بعض الطوابق العلوية، ويحتوي كل طابق تقليدياً على غرفة أو غرفتين، ويتراوح ارتفاع كل مبنى بين طابقين إلى أحد عشر طابقًا، وفق الصحيفة، التي أكدت أن المدينة تعد تحفة معمارية مثيرة للإعجاب.
ولا تحتوي العديد من الطوابق السفلية من هذه المباني الطينية على نوافذ، حيث كانت تُستخدم تقليديًا كملاجئ للحيوانات - وأحيانًا، واجهات متاجر أو مساحات عمل.
وقالت الصحيفة: "ولكن إذا نظرت إلى الأعلى، فسترى واجهات نوافذ مزخرفة للغاية، غالبًا ما تكون مصنوعة من الزجاج الملون أو شاشات الخصوصية تسمى المشربيات، أما التفاصيل البيضاء حول خارجها، فهي الجير الأبيض، والذي يستخدم للتباين مع الطوب الداكن اللون.
وعلى الرغم من أن عمرها قرون، إلا أن ناطحات السحاب لا تزال تستخدم للعيش والعمل وحتى الاستمتاع، على التراسات والمقاهي على الأسطح، شاهدة على إبداع بنيان العرب.