المنتدى الإعلامي للشباب .. جلسة كيف ننقذ المحتوى العربي على الانترنت
تاريخ النشر: 25th, September 2023 GMT
دبي في 25 سبتمبر/ وام / استعرضت جلسة "كيف ننقذ المحتوى العربي على الانترنت؟" خلال الدورة الأولى للمنتدى الإعلامي للشباب تجربة عربية ملهمة بطلها الشاب السعودي عبد الرحمن بومالح، مؤسس شركة "ثمانية"، الذي تمكن خلال سنوات قليلة من المساهمة في اثراء المحتوى العربي على الإنترنت، من خلال منصته، التي تخصصت في صناعة الأفلام الوثائقية وبرامج التدوين الصوتي “البودكاست” ذات الطابع السياسي والاجتماعي والثقافي والاقتصادي وغيرها من المواد الإعلامية الرقمية، والتي استقطبت ملايين المتابعين والمشاهدات.
وشارك بومالح تجربته الملهمة مع طلبة الإعلام والشباب، حول بدايات النجاح ونظرته للمستقبل، خلال المنتدى الإعلامي للشباب" الذي تم تنظيمه بتوجيهات ورعاية سمو الشيخ أحمد بن محمد بن راشد آل مكتوم، النائب الثاني لحاكم دبي رئيس مجلس دبي للإعلام، في مدينة جميرا- دبي، وقبل يوم واحد من انطلاق أعمال منتدى الإعلام العربي.
واستهل بومالح حديثه خلال الجلسة باستعراض واقع المحتوى العربي على الانترنت والذي وصفه بالهزيل للغاية ولا يتناسب مع مكانة اللغة العربية وعدد المتحدثين بها البالغ أكثر من 450 مليونا، حيث لا تشكل سوى 0.9% فقط من اجمالي اللغات المستخدمة عبر الانترنت، لتأتي في المرتبة الخامسة عشرة، في حين تبلغ حصة اللغة الألمانية التي حلت في المرتبة الخامسة بعد الإنجليزية والروسية والإسبانية والفرنسية، نحو 3.7% من المحتوى المستخدم على الانترنت، وذلك بالرغم من أن عدد الناطقين بها أقل من 100 مليون شخص.
وأشار إلى أن الطفرة التقنية الحديثة وما صاحبها من بروز كبير للإعلام الرقمي، نجحت في تغيير المشهد ، ليصبح الأفراد هم صُنّاع المحتوى الحقيقيون، وليصبح الجميع مسئولاً عن زيادة المحتوى العربي على الانترنت، بعيداً عن الحكومات والمؤسسات، وذلك من خلال إنشاء منصات خاصة تقدم محتوى قويا ومتميزا ومؤثرا، لا سيما خلال هذه الفترة التي تعد بمثابة "العصر الذهبي" لصناعة المحتوى.
واستعرض مؤسس شركة "ثمانية" أبرز ثلاثة محفزات تعزز من قدرات صُناع المحتوى على التأثير والانتشار، أبرزها التركيز في تقديم محتوىً يُشبه صَانعه، وأن يكون معبراً عن اهتمامه الشخصي، وأن يكون على يقين أن هناك مئات الآلاف بل الملايين يشاركونه نفس الاهتمام.
وأشار إلى أن المحفز الثاني يتمثل في الاستمرارية والقدرة على تحمل الإخفاقات والانتقادات خاصة في البدايات، حيث يستغرق الأمر بعض الوقت للانتشار والوصول إلى قاعدة واسعة من المتابعين قد تصل لأشهر طويلة وربما سنوات، لافتاً إلى أنه على الرغم من انتاجه لعدد ضخم من الحلقات في بداية مشواره لم يتعد عدد متابعيه أكثر من 10 آلاف متابع خلال عام واحد فقط، لكنه اليوم مع إصراره وإيمانه بما يقدم بات لديه ملايين المتابعين ومئات الملايين من المُشاهَدات.
وأضاف أن المحفز الثالث يتمثل في قدرة المنصة على توليد الدخل، مستعرضاً نماذج العديد من المنصات العربية التي تدر دخلاً كبيراً لأصاحبها وللمساهمين فيها، الأمر يؤكد حقيقة أن المحتوى المتميز والقوي والمؤثر يمكن أن يشكل أساساً لصناعة أفضل محتوى ومساهماً رئيسيا في زيادة المحتوى العربي على الانترنت.
وفي ختام الجلسة أشار بومالح إلى أن المحتوى العربي الموجود حاليا لا يزال يشكل فقط نقطة في نهر لم يجر بعد، لصناعة محتوى عربي غزير على الانترنت، والذي يتطلب لجريانه واستدامة تدفقه، مساهمة الجميع في صُنع محتوى ذي أثر خالد يمتد تأثيره عبر الأجيال والأزمان.
واستضاف المنتدى الإعلامي للشباب نخبة من المتحدثين والشخصيات الإعلامية العالمية والعربية لمشاركة الشباب تجاربهم في مختلف المجالات التي تقع ضمن دائرة اهتمام الشباب والكفاءات الإعلامية، وذلك في إطار مساعي نادي دبي للصحافة في مواكبة التطورات العالمية في شتى المجالات المعنية بقطاع الإعلام في المنطقة.
وركّز "المنتدى الإعلامي للشباب" مع انطلاق أولى دوراته بصورة حصرية على مناقشة الموضوعات ذات الصلة بكيفية إعداد وتأهيل جيل إعلامي شاب ومتميز، وذلك قبل يوم واحد من انطلاق الدورة الحادية والعشرين لمنتدى الإعلام العربي، والذي تُعقد أعماله يومي 26-27 سبتمبر، بمشاركة نخبة من أبرز الوجوه الإعلامية ورؤساء مؤسسات الإعلام العربية والعالمية ورؤساء تحرير الصحف المحلية والعربية وغيرهم من المعنيين بالمجال الإعلامي ضمن مختلف تخصصاته، لمناقشة مستقبل الإعلام وأهم العوامل المؤثرة في تشكيل صورته خلال المرحلة المقبلة.
عبد الناصر منعم/ محمد جاب اللهالمصدر: وكالة أنباء الإمارات
كلمات دلالية: المنتدى الإعلامی للشباب
إقرأ أيضاً:
رفيق شلغوم يكتب: آلة الإعلام.. المؤثرون وصناع المحتوى الخلفيات والأهداف: قرار البيت الأبيض نموذجا
و أنا أرتشف قهوتي الصباحية بمكتبي كما هي عادتي دائما ، وإذ بصديقي الجديد يرسل لي تنبيها يحتوي على مقال خبري ارتأى أنه قد يكون مهما.
طبعا، قد عرفتموه، فصديقي الجديد ليس إلا "آلة الاعلام" الجديدة، والخاصة بي، والتي نشرت بخصوصها ثلاثة ( 3 ) مقالات بهذه الصحيفة الالكترونية المحترمة.
فقد زودتها بأنظمة للذكاء الاصطناعي، تسمح لها بالتقاط كل شيء، قد يكون مهما، وفي الوقت المناسب، لترسله لي، أين ما أكون.
فتحت الرسالة، فإذا بها مقال نشر عبر، صفحة "روسيا توداي"، مصدره قناة "فوكس نيوز".
يتناول المقال، آخر قرار لإدارة دونالد ترامب الجديدة.
ففي سابقة هي الأولى من نوعها سمحت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بحضور المؤثرين على مواقع التواصل الاجتماعي للمؤتمرات الصحفية لتغطية نشاطات البيت الأبيض.
و صرحت السكرتيرة الصحفية الجديدة للبيت الأبيض كارولين ليفات بما يلي: "السماح للمدونين والمؤثرين بتقديم طلبات الحصول على تراخيص التغطية".
وأضافت أن “هذا القرار يأتي تماشيا مع المنهج الاعلامي الثوري للرئيس ترامب والذي بدأه خلال حملته الانتخابية عبر التحدث مع مضيفي البودكاست المشهورين وأصحاب النفوذ على وسائل التواصل الاجتماعي".
وأشارت ذات المتحدثة إلى أنه " تماشيًا مع المنهج الاعلامي الثوري، سيتحدث البيت الأبيض في عهد ترامب إلى جميع وسائل الاعلام والشخصيات وليس فقط مع الاعلام التقليدي ” مشيرة إلى أن ” استطلاعات الرأي تظهر انخفاضا في الثقة بوسائل الاعلام الأمريكية، خاصة بين الشباب".
إن الثورة في النهج الإعلامي، تفرض يقينا وجوب إمتلاك "آلة الاعلام"، تكون صانعة لثورتك في النهج الإعلامية، كما تكون “اللجام” الذي لا يستغنى عنه لترويض جنوح ثورة النهج الإعلامي المضادة لك.
فآلة الاعلام، هي الأداة الأسمى لتحقيق الأمن المجتمعي، ومن أجل هذا يتوجب أن تمتلك هذه الآلة، كل الأدوات والآليات، البرامج والخزان، لتقوم بعملها بكل صمت، ذكاء وفعالية.
تمتلك هذه الآلة عدة غرف، كل لها خصوصيتها.
فبعد استكمال المسار التقني الدقيق، والحصول على المعلومة، والتي على أساسها بنيت الاستراتجية الاعلامية،واتخد القرار لتنفيذها، نصل الآن إلى أدوات التنفيذ..فماهي ياترى؟
إنَّهُم المؤثرون وصناع المحتوى.
ففي عصرنا هذا، أصبحنا، نرى فيديوهات تنشر على وسائل التواصل الاجتماعي يراها الملايين، بل العشرات ان لم نقل المئات من الملايين..ولا تتفاجأ، فليست فوكس نيوز، CNN، الجزيرة، العربية، أو BeIn Sport، ولا غيرها من نشرها، بل، شخص،ولايهمك من يكون، إنه صانع محتوى، ولا يهم هذا المحتوى، فما تراه انت سذاجة، قد ينتحر من أجله آخرون، وقد يجلب أصوات إنتخابية كانت ذاهبة لصالح جهة أخرى، بل قد تغير قناعات لمجتمعات..وهذا ما أثبتته التجارب وأكدته الوقائع.
هذا، الشخص وبهاتفه النقال، يزعزع عرش إمبراطوريات إعلامية بأكملها،بإمكانياتها، بوسائلها التقنية، وبطاقمها وخبرائها، بتاريخها وسمعتها..
باختصار، العالم يكاد يصبح بين أيدي هذه الفئة !
صناع محتوى، يؤثرون، ويستقطبون، دون أن تعرف نواياهم، أو من يمولهم ويحركهم؟، وماهي الخطوة القادمة التي سيقدمون عليها؟.
في الآخر وليس أخيرا،بادرني سؤال مهم:
هل آلة الإعلام هي التي تتبع خطوات الإدارة الأمريكية الجديدة، أو العكس ؟
أو أنَّ الواقع والمنطق والمنهج، يأخذنا في اتجاه واحد ؟
يُتبع..