دبي في 25 سبتمبر/ وام / استعرضت جلسة "كيف ننقذ المحتوى العربي على الانترنت؟" خلال الدورة الأولى للمنتدى الإعلامي للشباب تجربة عربية ملهمة بطلها الشاب السعودي عبد الرحمن بومالح، مؤسس شركة "ثمانية"، الذي تمكن خلال سنوات قليلة من المساهمة في اثراء المحتوى العربي على الإنترنت، من خلال منصته، التي تخصصت في صناعة الأفلام الوثائقية وبرامج التدوين الصوتي “البودكاست” ذات الطابع السياسي والاجتماعي والثقافي والاقتصادي وغيرها من المواد الإعلامية الرقمية، والتي استقطبت ملايين المتابعين والمشاهدات.

وشارك بومالح تجربته الملهمة مع طلبة الإعلام والشباب، حول بدايات النجاح ونظرته للمستقبل، خلال المنتدى الإعلامي للشباب" الذي تم تنظيمه بتوجيهات ورعاية سمو الشيخ أحمد بن محمد بن راشد آل مكتوم، النائب الثاني لحاكم دبي رئيس مجلس دبي للإعلام، في مدينة جميرا- دبي، وقبل يوم واحد من انطلاق أعمال منتدى الإعلام العربي.

واستهل بومالح حديثه خلال الجلسة باستعراض واقع المحتوى العربي على الانترنت والذي وصفه بالهزيل للغاية ولا يتناسب مع مكانة اللغة العربية وعدد المتحدثين بها البالغ أكثر من 450 مليونا، حيث لا تشكل سوى 0.9% فقط من اجمالي اللغات المستخدمة عبر الانترنت، لتأتي في المرتبة الخامسة عشرة، في حين تبلغ حصة اللغة الألمانية التي حلت في المرتبة الخامسة بعد الإنجليزية والروسية والإسبانية والفرنسية، نحو 3.7% من المحتوى المستخدم على الانترنت، وذلك بالرغم من أن عدد الناطقين بها أقل من 100 مليون شخص.

وأشار إلى أن الطفرة التقنية الحديثة وما صاحبها من بروز كبير للإعلام الرقمي، نجحت في تغيير المشهد ، ليصبح الأفراد هم صُنّاع المحتوى الحقيقيون، وليصبح الجميع مسئولاً عن زيادة المحتوى العربي على الانترنت، بعيداً عن الحكومات والمؤسسات، وذلك من خلال إنشاء منصات خاصة تقدم محتوى قويا ومتميزا ومؤثرا، لا سيما خلال هذه الفترة التي تعد بمثابة "العصر الذهبي" لصناعة المحتوى.

واستعرض مؤسس شركة "ثمانية" أبرز ثلاثة محفزات تعزز من قدرات صُناع المحتوى على التأثير والانتشار، أبرزها التركيز في تقديم محتوىً يُشبه صَانعه، وأن يكون معبراً عن اهتمامه الشخصي، وأن يكون على يقين أن هناك مئات الآلاف بل الملايين يشاركونه نفس الاهتمام.

وأشار إلى أن المحفز الثاني يتمثل في الاستمرارية والقدرة على تحمل الإخفاقات والانتقادات خاصة في البدايات، حيث يستغرق الأمر بعض الوقت للانتشار والوصول إلى قاعدة واسعة من المتابعين قد تصل لأشهر طويلة وربما سنوات، لافتاً إلى أنه على الرغم من انتاجه لعدد ضخم من الحلقات في بداية مشواره لم يتعد عدد متابعيه أكثر من 10 آلاف متابع خلال عام واحد فقط، لكنه اليوم مع إصراره وإيمانه بما يقدم بات لديه ملايين المتابعين ومئات الملايين من المُشاهَدات.

وأضاف أن المحفز الثالث يتمثل في قدرة المنصة على توليد الدخل، مستعرضاً نماذج العديد من المنصات العربية التي تدر دخلاً كبيراً لأصاحبها وللمساهمين فيها، الأمر يؤكد حقيقة أن المحتوى المتميز والقوي والمؤثر يمكن أن يشكل أساساً لصناعة أفضل محتوى ومساهماً رئيسيا في زيادة المحتوى العربي على الانترنت.

وفي ختام الجلسة أشار بومالح إلى أن المحتوى العربي الموجود حاليا لا يزال يشكل فقط نقطة في نهر لم يجر بعد، لصناعة محتوى عربي غزير على الانترنت، والذي يتطلب لجريانه واستدامة تدفقه، مساهمة الجميع في صُنع محتوى ذي أثر خالد يمتد تأثيره عبر الأجيال والأزمان.

واستضاف المنتدى الإعلامي للشباب نخبة من المتحدثين والشخصيات الإعلامية العالمية والعربية لمشاركة الشباب تجاربهم في مختلف المجالات التي تقع ضمن دائرة اهتمام الشباب والكفاءات الإعلامية، وذلك في إطار مساعي نادي دبي للصحافة في مواكبة التطورات العالمية في شتى المجالات المعنية بقطاع الإعلام في المنطقة.

وركّز "المنتدى الإعلامي للشباب" مع انطلاق أولى دوراته بصورة حصرية على مناقشة الموضوعات ذات الصلة بكيفية إعداد وتأهيل جيل إعلامي شاب ومتميز، وذلك قبل يوم واحد من انطلاق الدورة الحادية والعشرين لمنتدى الإعلام العربي، والذي تُعقد أعماله يومي 26-27 سبتمبر، بمشاركة نخبة من أبرز الوجوه الإعلامية ورؤساء مؤسسات الإعلام العربية والعالمية ورؤساء تحرير الصحف المحلية والعربية وغيرهم من المعنيين بالمجال الإعلامي ضمن مختلف تخصصاته، لمناقشة مستقبل الإعلام وأهم العوامل المؤثرة في تشكيل صورته خلال المرحلة المقبلة.

عبد الناصر منعم/ محمد جاب الله

المصدر: وكالة أنباء الإمارات

كلمات دلالية: المنتدى الإعلامی للشباب

إقرأ أيضاً:

كرم جبر يطالب بإنشاء منصة للتواصل الإعلامي لرصد الأخبار الكاذبة وتدقيق المعلومات

قال الكاتب الصحفي كرم جبر، رئيس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، إننا في حاجة إلى عمل منصات إعلامية لتوعية الجمهور بالإجراءات المناسبة للتعامل مع الشائعات والمعلومات المغلوطة.

دور الإعلام في مكافحة الشائعات

وأضاف جبر، ضمن توصيات الندوة التي ينظمها المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، اليوم، الثلاثاء، حول دور الإعلام في مكافحة الشائعات، بحضور عدد من أساتذة الجامعات والمتخصصين ورؤساء مجالس إدارات وتحرير الصحف والمواقع الإلكترونية والإعلاميين، أنه يجب حماية المجتمع من الشائعات التي انتشرت بشكل ملحوظ مؤخرًا، والتي أدت إلى جرائم أثرت سلبًا على الأمن الاجتماعي.

وواصل أنه من الضروري اتخاذ إجراءات استباقية لمعالجة هذه المخاطر، خاصة في القضايا التي تمس قطاعات حساسة مثل المدارس، الأحوال الجوية، أو المحاصيل الزراعية.

وتابع أنه لابد من إنشاء منصة للتواصل الإعلامي هدفها تدقيق المعلومات، حيث يتم رصد الأخبار الكاذبة والصور المفبركة وتصحيحها بشكل فوري، هذه المنصة يمكن أن تكون أداة فعالة لمكافحة الأخبار المضللة وتعزيز الثقة بين الإعلام والجمهور.

واستكمل رئيس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، أنه من المهم تدريب الإعلاميين والمتحدثين الرسميين حول كيفية صياغة الرسائل الإعلامية والرد على الشائعات بأسلوب احترافي لا يسبب آثارًا عكسية.

تقليل تأثير الشائعات

واختتم كرم جبر، أن التعامل مع الشائعات يحتاج إلى استراتيجية واضحة تشمل توفير المعلومات الصحيحة بسرعة وشفافية، وتعزيز التعاون بين الجهات الإعلامية والوزارات المختصة، وبذلك، يمكن تقليل تأثير الشائعات وحماية المجتمع من تداعياتها السلبية.

مقالات مشابهة

  • الكونغرس العالمي للإعلام 2024 يرسم ملامح جديدة للعمل الإعلامي
  • أبوظبي.. الكونغرس العالمي للإعلام 2024 يرسم ملامح جديدة للعمل الإعلامي
  • النسخة الرابعة من المنتدى العربي للكوتشينج تنطلق في أبوظبي غدا
  • تنظيم منتدى حمدان لاكتشاف وتطوير المواهب 2024
  • كرم جبر يطالب بإنشاء منصة للتواصل الإعلامي لرصد الأخبار الكاذبة وتدقيق المعلومات
  • دقائق لطيفة.. محتوى إلكتروني لمساعدة الشباب الباحثين عن فرص لترويج مشاريعهم
  • وزارة الإعلام العمانية تحتفي بمرور 50 عامًا على بدء بث تلفزيون سلطنة عُمان
  • تلفزيون سلطنة عُمان يحتفي باليوبيل الذهبي.. نصف قرن من الإبداع والعطاء الإعلامي
  • اليوبيل الذهبي لتلفزيون سلطنة عُمان.. نصـف قرن مــن العطاء والإبداع
  • الحراصي: الذكاء الاصطناعي يخلق وظائف جديدة بالإعلام ويساعد المؤسسات على قراءة توجهات الجمهور