بوابة الوفد:
2024-11-23@16:21:04 GMT

أوجاع المصريين ٢-٢

تاريخ النشر: 25th, September 2023 GMT

الأسبوع الماضى تناولت معاناة المريض المصرى مع الارتفاعات المتتالية لأسعار الأدوية والتى نتج عنها عجز كثير من المرضى عن الشراء بالأسعار الجديدة والتى وصلت نسبتها فى بعض الأصناف إلى ٣٠٠% واضطروا إلى تجرع الآلام والعودة إلى التداوى بالطرق البدائية والأعشاب!
هذا العجز زاد من أوجاع المصريين الذين يواجهون منذ عدة أشهر موجات من الغلاء الفاحش وارتفاع أسعار كثير من السلع بسبب الأزمة الاقتصادية التى تمر بها البلاد والمدفوعة بنقص الدولار وارتفاع التضخم، وغياب الرقابة على الأسواق.


فى هذا المقال نتناول معاناة الطرف الآخر فى الأزمة وهم الصيادلة الذين يتعرضون للظلم بسبب إجبارهم على البيع بسعرين، القديم والجديد، وهو ما يشكل عبئًا عليهم ويعرضهم لتآكل رأس المال.
فالصيدلى مطالب ببيع علبة الدواء بالسعر القديم ثم يشترى نفس العلبة بالزيادات الجديدة مرة واثنتين وثلاثًا، فأصبح أغلب الصيادلة غير قادرين على مواكبة الأسعار، وهناك بالفعل صيدليات كثيرة معروضة للبيع بسبب الخسائر المتلاحقة وارتباك سوق الدواء.
الصيادلة عبروا عن رفضهم التام للقرار لوزير الصحة، رقم 23 لسنة 2017 والذى يلزمهم بالبيع بسعرين وتساءلوا: لماذا الصيدلى هو الوحيد الملزم بالبيع بسعرين قديم وجديد رغم أن كل التجار لديهم الحرية الكاملة فى تغيير السعر «يوم بيوم»، بل ساعة بساعة سواء كان سوبر ماركت أو أدوات منزلية أو حتى تاجر فاكهة أو خضار إلا الصيدلى هو الوحيد الملزم بالتسعيرة الجبرية!
ولكن لماذا تصاعدت أزمة التسعيرة الجبرية هذه الأيام ورفض الصيادلة لها؟
الواقع يشير إلى أن الزيادة كانت 10% تقريبا كل فترة طويلة، وبالتالى لم تكن تشكل أزمة لدى أصحاب الصيدليات، أما الآن ومع الزيادات المتلاحقة فلم يعد الصيدلى قادرًا على مواكبة هذه الزيادات ودفع الفارق من جيبه، فهو معرض إما للخسارة إذا التزم بالسعر القديم أو بالعقوبة القانونية إذا باع بالسعر الجديد.
الأزمة ليست فقط فى ارتفاع الأسعار وإنما أيضًا فى اختفاء كثير من الأدوية، فهى من ناحية تمثل خطورة على صحة المريض ومن الناحية الأخرى خسارة للصيدلى الذى تراجعت مبيعاته وزادت أعباؤه، من عمالة، وكهرباء، ومياه، وغيرها.
والغريب أن أزمة اختفاء أصناف كثير من الأدوية رغم أهميتها للصيدلى وخطورتها على المريض منذ حوالى عام إلا أن هيئة الدواء المصرية «ودن من طين وودن من عجين» ولم تهتم حتى برصد هذه النواقص كما كانت تفعل الإدارة المركزية للصيدلة زمان عندما كانت تابعة لوزارة الصحة، فقد كان هناك ما يسمى بإدارة النواقص تعلن من خلال نشرة شهرية عن الأصناف المختفية من الصيدليات والبدائل الموجودة لها، وخطة وجدول زمنى لتوفيرها، هذا الكلام لم يكن ضربًا من الخيال وإنما واقع وحقيقة عندما كان للمواطن المصرى أهمية!
 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: أسعار الأدوية المرضى الأسعار الأعشاب الغلاء الفاحش ارتفاع أسعار الازمة الاقتصادية الدولار کثیر من

إقرأ أيضاً:

القراءة في عقل الأزمة

زين العابدين صالح عبد الرحمن

أن الأزمات و التحديات التي تواجه القوى السياسية، تعد أهم الاختبارات التي تواجه العقل السياسي، و هي التي تبين إذا كان العقل السياسي سليما قادارا على تجاوزها، أم به من العلل التي تعجزه أن يقدم مبادرات يتجاوز بها هذه الأختبارات، و إذا كان العقل معلولا تجده يبحث عن تبريرات يداري بها هذا العجز.. و علة العقل السياسي ظهرت في أول أختبار مرت به، عندما سلم ذات العقل المعلول قيادة الجيش السلطة طواعية عام 1958م، خوفا من نتائج الصراع السياسي مع الآخرين باعتباره حلا يمكن تجاوزه بدخول عامل جديد في الصراع على السلطة، أهمل العقل دراسة هذه الواقعة و نتائجها إذا كانت سالبة أو إيجابية، ثم تكررت التجربة في 1969م و أيضا إهملت تماما، و أيضا في 1989م، كلها تجارب ماذا كان دور القوى السياسية حيال هذه التجارب، هل استطاعت أي قوى سياسية يسارا أو يمينا كانت، أن تقدم نقدا لهذه التجارب لكي تستفيد منه القوى السياسية الأخرى.. أم أهملت نقد التجارب؟.. الأهمال نفسه يبين أن العقل السياسي في أعمق مراحل الأزمة التي عجز أن يتجاوزها..
إذا عرجنا إلي الشعارات التي ترفعها القوى السياسية بكل مدارسها الفكرية "لعملية التحول الديمقراطي" في البلاد، من هي القوى السياسية التي استطاعت أن تكون مقنعة للشعب بأنها تعد مثالا للديمقراطية داخل مؤسستها أو خارجها من خلال إنتاجها الفكري و الثقافي الذي يقنع الجماهير بأنها بالفعل جادة قولا و فعلا في تنزيل الشعار لأرض الواقع الإجتماعي.. الديمقراطية فكر و ثقافة و قوانين و سلوك و ممارسة يومية و ليست شعارات تزين بها الخطابات السياسية.. و الذي يحصل في الساحة السياسية هو صراع ليس من أجل توعية و تثقيف الجماهير بالديمقراطية، أنما صراع بهدف الإستحواز على السلطة بأي ثمن كان..
الآن هناك البعض يرفع شعار البحث عن " طريق ثالث" رغم أن الذين يرفعون هذا الشعار هم من الذين ظلوا يدعمون " الميليشيا" و هم الذين اقنعوها بأن تقوم بالانقلاب، كما قال قائد الميليشيا أن أصحاب " الاتفاق الإطاري" كانوا وراء اشعال الحرب.. بعض من هؤلاء يرفعون شعار " الطريق الثالث" و لم يعرفوا الآخرين ما هو المقصود بهذا الشعار؟ ما هو التصور " للطريق الثالث" الذي يجب أن يتجاوز الحرب، و أيضا الأزمة السياسية التي تعيشها القوى السياسية، العقل المأزوم هو الذي يعلق انتاجه السياسي بالشعار، و لا يستطيع أن يقدم أطروحات فكرية تخدم الشعار الذي يرفعه، هؤلاء هم الذين عطلوا عقولهم طواعية، و اعتمدوا على شخص واحد يفكر نيابة عنهم، و عندما رحل مفكرهم، و جدوا انفسهم أمام تحديات عجز عقلهم التعامل معها..
أن الذين اعتقدوا أن الأزمة التي تعيشها البلاد أنها بسبب " الكيزان و الفلول" هؤلاء أنواع البعض منهم يحاول أن يغطي علاقته بالنظام السابق في اعتقاد أن تركيزه على ذلك سوف سغطي أفعاله، و البعض الأخر بسبب العجز الثقافي و الفكري الذي يعاني منه، أعتقادا أن التركيز على هذا الخطاب سوف يجعله من الذين يطلق عليهم " قوى تقدمية" رغم أن هذه الثقافة قد قبرت كما قبرت الحرب الباردة، و هؤلاء سدنة الأفكار التي تجاوزتها البشرية في مسيرتها التاريخية.. و أخرين يتعلقون بأهداب الخارج ليشكل لهم رافعة للسلطة، و يعتقدون كلما كانوا اشدا بأسا على الكيزان و الفلول " كانوا مقنعين لهذا الخارج بأنهم رجال مرحلة لهم، و هناك الذين يعتقدون أن " الكيزان و الفلول" جزء من الأزمة التي تعيشها كل القوى السياسية، و بالتالي معالجتها تأتي من المعالجة العامة للأزمة السياسية في البلاد...
أن الحرب التي يشهدها السودان هي أعلى مراحل الأزمة السياسية، و هي أزمة العقل السياسي، الذي بدأ يتراجع منذ أن بدأت القوى السياسية تبحث عن حلول للأزمة داخل المؤسسة العسكرية.. أن تحدث فيها أختراقا لكي تقوم بانقلاب عسكري يسلمها السلطة، و الغريب كل القوى السياسية التي أحدثت انقلاب بواسطة عسكريين عجزوا أن يستلموا منهم السلطة.. و حتى الآن لم يبينوا لماذا فشلوا في ذلك.. ما عدا إفادات الدكتور الترابي لأحمد منصور في " قناة الجزيرة" البقية تعلقت " بالنكران و الهروب" الحرب و فشل نقد السياسسين للتجارب السابقة تمثل أعلى درجات أزمة العقل السياسي، و هناك الأمارات التي تدخلت بشكل سافر في الأزمة لكي تحولها لمصلحتها، و استطاعت أن تتاجر في الاستحوا ز على عقول الأزمة في السودان، لعل تنجح مؤامرتها على البلاد، و من وراءها مثل بريطانيا و أمريكا و الايغاد و الاتحاد الأفريقي و بقية المنظمات الإقليمية.. هل تستطيع القوى الجديدة التي سوف تفرزها الحرب أن تدرك دورها و مسؤوليتها السياسية، و تقدم أطروحات سياسية و أفكار تخلق بها واقعا جديدا، و أيضا تتجاوز بها الأسباب الحقيقية التي أدت للأزمة و تنشل العقل السياسي منها.. نسأل الله حسن البصيرة..

zainsalih@hotmail.com  

مقالات مشابهة

  • المساعدات .. الحرب تفاقم الأزمة الإنسانية في السودان
  • غياب كوفاسيتش لمدة شهر بسبب الإصابة يزيد من أوجاع مانشستر سيتي
  • نقيب الصيادلة: لا استقلال الاّ في العبور الى الدولة القوية
  • القراءة في عقل الأزمة
  • بن حبتور: الراحل حسن عبد الوارث كان شخصية استثنائية حمل أوجاع المجتمع وطموحاته
  • عمرو سعد: "لهذا السبب اعتذرت عن كثير من الأفلام والمسلسلات"
  • الجهاني: الكثير من الشباب الليبي يفضل العمل بالقطاع الحكومي لضمان الراتب دون بذل كثير من الجهد
  • "الأونروا": تفاقم الأزمة في غزة بسبب تأخر الوقود والطحين
  • أحمد حافظ: مهنة المونتاج تشبه الهندسة كثيرًا
  • الأزمة المنسية!