طرابلس: قال مكتب النائب العام الليبي يوم الاثنين 25سبتمبر2023، إن المدعي العام أمر بالقبض على ثمانية مسؤولين في إطار تحقيقه في كارثة الفيضانات الأخيرة التي أودت بحياة الآلاف.

اخترق الفيضان المفاجئ، الذي شبهه شهود بتسونامي، سدين قديمين في 10 سبتمبر/أيلول بعد أن ضربت عاصفة بقوة الإعصار المنطقة المحيطة بمدينة درنة الساحلية في شرق ليبيا.

وجاء في بيان صادر عن مكتب المدعي العام أن المسؤولين يشتبه في ارتكابهم "سوء الإدارة" والإهمال، من بين جرائم أخرى، مضيفا أن سبعة منهم خدموا حاليا أو سابقا في المكاتب المسؤولة عن الموارد المائية وإدارة السدود.

وأضاف البيان أن "الأخطاء التي ارتكبوها" و"إهمالهم في مسألة الوقاية من الكوارث" ساهمت في وقوع الكارثة.

ومن بين المعتقلين رئيس بلدية درنة عبد المنعم الغيثي، الذي أقيل بعد الفيضانات.

ولقي ما يقرب من 3900 شخص حتفهم في الكارثة، وفقا لآخر حصيلة رسمية، وقالت جماعات الإغاثة الدولية إن 10 آلاف شخص أو أكثر ربما يكونون في عداد المفقودين.

وبعد فتح تحقيق، قال المدعي العام الليبي الصديق الصور قبل أكثر من أسبوع إن السدين المنبع من درنة تصدعا منذ عام 1998.

- سنوات الصراع -

لكن الإصلاحات التي بدأتها شركة تركية في عام 2010 تم تعليقها بعد بضعة أشهر عندما اندلعت الثورة الليبية عام 2011، ولم يُستأنف العمل أبدًا، حسبما قال المدعي العام، متعهدًا بالتعامل بحزم مع المسؤولين.

وبحسب مكتبه، فإن التحقيق يتركز على عقد صيانة السد الذي تم التوصل إليه بين الشركة التركية وإدارة المياه الليبية.

أطاحت ثورة 2011 التي دعمها حلف شمال الأطلسي بالديكتاتور معمر القذافي، مما أدى إلى أكثر من عقد من الصراع المتقطع في الدولة الغنية بالنفط.

وليبيا مقسمة الآن بين إدارة معترف بها دوليا ومقرها طرابلس في الغرب - والتي تنتمي إليها سور - وأخرى في الشرق الذي ضربته الفيضانات بدعم من الرجل العسكري القوي خليفة حفتر.

وشنت القوات الشرقية قبل سنوات هجوما فاشلا على العاصمة انتهى بوقف إطلاق النار عام 2020. ومنذ ذلك الحين، استمرت فترة من الاستقرار النسبي وسمحت لليبيا التي مزقتها الحرب بمحاولة إعادة البناء.

بعد الفيضان، احتشد مئات المتظاهرين في درنة في 18 سبتمبر/أيلول، متهمين السلطات الشرقية بالإهمال، ودعوا إلى "تحقيق سريع واتخاذ إجراءات قانونية" ضد المسؤولين عن الكارثة.

وفي وقت لاحق، أحرق المتظاهرون منزل رئيس بلدية درنة، الغيثي، وحلت الإدارة الشرقية المجلس البلدي لدرنة.

- 'إساءة إستخدام السلطة' -

وقال بيان المدعي العام إن رئيس البلدية مشتبه به في "إساءة استخدام السلطة وسوء إدارة الأموال المخصصة لتطوير المدينة".

ويقول سياسيون ومحللون إن الفوضى في ليبيا منذ عام 2011 تركت الكثير من بنيتها التحتية الحيوية متداعية.

وكان أول سد انهار في الكارثة هو سد أبو منصور، على بعد 13 كيلومترا (ثمانية أميال) من درنة، والذي يحتوي خزانه على 22.5 مليون متر مكعب (حوالي 800 مليون قدم مكعب) من المياه.

ثم حطم الطوفان سد البلاد الثاني الذي تبلغ سعته 1.5 مليون متر مكعب ويقع على بعد كيلومتر واحد فقط من المدينة الساحلية.

اجتاح جدار المياه والحطام مجرى النهر الجاف عادة أو الوادي الذي يمر عبر وسط المدينة.

وقال صور في وقت سابق إن كلا السدين بنتهما شركة يوغوسلافية في السبعينيات "ليس لجمع المياه ولكن لحماية درنة من الفيضانات".

وفي تقرير لعام 2021 صادر عن ديوان المحاسبة الليبي، انتقد المسؤولون "المماطلة" في استئناف أعمال الإصلاح في السدين.

وفي نوفمبر/تشرين الثاني 2022، حذر المهندس والأكاديمي عبد الونيس عاشور في دراسة من أن "كارثة" تهدد درنة إذا لم تقم السلطات بصيانة السدود.

 

المصدر: شبكة الأمة برس

إقرأ أيضاً:

في ذكرى الزلزال المدمر.. عشرات القتلى والمفقودين بسبب كارثة جديدة بالمغرب

صدفة غير سعيدة مرت على دولة المغرب، ففي الوقت الذي تحيي فيه الذكرى الأولى لزلزال القرن الذي وقع في الثامن من سبتمبر العام الماضي في منطقة الحوز جنوب غرب المغرب، ووصلت تبعاته إلى مختلف مناطق البلاد، وأسفر عن مقتل 3000 شخص وإصابة أكثر من 5 آلاف آخرين وخسائر مادية ضخمة، تعاني البلاد من سيول وفيضانات سببت خسائر جديدة في الأرواح والممتلكات.

فيضانات المغرب

وفي ذكرى زلزال الحوز الذي وقع في الثامن من سبتمبر العام الماضي، انقلبت حالة الطقس في دولة المغرب، لتتساقط الأمطار الغزيرة مسببه سيول وفيضانات مستمرة حتى الآن، آثرت على عدد من المناطق منها إقليم إطاطا وكلميم وغيرها.

وأوقعت الأمطار الغزيرة والسيول التي تشهدها البلاد قتلى، فوفق القناة الثانية المغربية، تسببت فيضانات المغرب في مقتل نحو 14 شخصا، بينما هناك العشرات في عداد المفقودين، بالإضافة إلى خسائر مادية ضخمة تمثلت أغلبها في تهدم المنازل الطينية، وتدمير شبكة الطرق وانقطاع الكهرباء وشبكة الهواتف النقالة عن أقاليم بالمغرب.

وبحسب قناة القاهرة الاخبارية فقد حذرت السلطات المغربية من التقلبات الجوية والتي تستمر خلال اليومين المقبلين وقد تؤدى إلى مزيد من الكوارث الطبيعية.

زلزال الحوز

وفي نفس الوقت من العام الماضي وقع زلزال الحوز والذي يعد الأقوى والأكثر دموية في تاريخ الدولة العربية الشقيقة، منذ عام 1960، تسبب في خسائر مادية ضخمة سوت مناطق كاملة بالأرض.

وبحسب بيان الديوان الملكي، فإنه بعد تلك الكارثة حصلت المغرب على دعم من الحملات التضامنية الداخلية والخارجية للمتضررين من زلزال الحوز، والذي وصلت قيمته إلى 12 مليار دولار تدفع على 5 سنوات، وتستهدف مساعدة نحو 4.1 ملايين شخص في 6 أقاليم هي الحوز ومراكش وتارودانت وشيشاوة وأزيلال وورزازات.

مقالات مشابهة

  • في ذكرى الزلزال المدمر.. عشرات القتلى والمفقودين بسبب كارثة جديدة بالمغرب
  • من هو الطرف الذي تأمر على منتخب اليمن وأقصاه من البطولة؟
  • الشلوي: لم تصرف أي قيمة من ميزانية إعمار درنة التي تقدر بـ15 مليارا
  • عام على فيضانات درنة.. الكارثة التي تحولت منجما للذهب في ليبيا
  • مدير «الصحة العالمية» يبدأ مباحثات مع مسؤولين سودانيين ويعد بتقديم الدعم
  • المدعي العام للجنائية الدولية: أتعرض لضغوط وتحذيرات لعدم إصدار مذكرة اعتقال ضد نتنياهو
  • المدعي العام للجنائية الدولية يكشف الضغوط عليه لمنع اعتقال نتنياهو وغالانت
  • المدعي العام للجنائية الدولية: اتعرض لضغوط وتحذيرات لعدم إصدار مذكرة اعتقال ضد نتنياهو
  • الأمم المتحدة تعتمد قراراً بشأن مؤتمر المياه 2026 الذي تستضيفه الإمارات بالشراكة مع السنغال
  • الفيضانات دمرت حقولا زراعية بسهل تهامة الذي يعتبر سلة غذاء اليمن