بوابة الوفد:
2025-03-04@10:49:32 GMT

الجشع ليس سببًا

تاريخ النشر: 25th, September 2023 GMT

أتابع معظم البيانات الرسمية التى تصدر من الجهات المختصة حول ضبط السوق ومتابعة الأسعار، ولكن فى كل مرة يقع تحت يدى أحد تلك البيانات أتساءل: أين ما أقرأه من الواقع؟، المواطن يسأل وما زال يسأل، أين المسئولون من زيادة الأسعار بشكل متسارع؟ ربما كانت الأزمة الروسية الأوكرانية سببًا وراء تحريك الأسعار عالميًا قبل محليًا، ولدى معظمنا أصدقاء وأقارب فى كل دول العالم، ونسمع ونقرأ ما يكتبونه على صفحاتهم بوسائل التواصل الاجتماعى عن موجة الغلاء، وخصوصًا للمنتجات البترولية أو الطاقة عمومًا، ما يترتب عليها من زيادات فى أسعار المنتجات الأخرى، والتى تدخل تحت بند زيادة أسعار النقل والشحن، وبالطبع نحن حاليًا نعيش مرحلة السوق العالمى المفتوح والكل يتأثر بمجريات الأحداث، إضافة إلى حالة الكساد والتضخم الذى يعانى منه الاقتصاد العالمى عامة ما قبل الأزمة الروسية الأوكرانية.


ولكن، أعود فأقول، خلال متابعتى لتصريحات المسئولين، فإننى أتوقف مندهشًا أمام بعض التصريحات، مثل تلك التى تقول إننا فى طريقنا لتحقيق الاكتفاء الذاتى من منتج ما، وسبب تعجبى واندهاشى هو أننا نسمع كل يوم سعرًا يخالف ما سبقه من سعر، لدرجة أصبحت نغمة المواطن اليومية عن أى سلعة قوله: سعرها كام «النهارده»؟ بل إن الغريب أن السلعة نفسها لها أكثر من سعر، ولو بحثت عنها من مصادر موثوقة فإنك تجد سعرًا آخر، فلنأخذ مثالًا البيض لا يمكن أن ترى سعرًا موحدًا لسعر كرتونة البيض، وعندما تتساءل تجد المبرر لذلك أن البيض أنواع، ولكل منها سعر، وتتعجب أكثر عندما تجد أن السعر مختلف أيضاً لنوع معين، لتجد المبرر أنه أحجام مختلفة ولكل حجم ثمن، فتأتى له بكرتونة مثل ما يبيعه لتثبت له أن سعره مغالى فيه، ليكون الرد الصادم «إحنا بنبيع كده عاجبك اشترى، مش عاجبك مش عايزين وجع دماغ» وقتها أنظر يمينًا وشمالًا، لأجد وللأسف كل السلع مثل كرتونة البيض، أسعار مختلفة ومتفاوتة، سواء سعر اللحمة ما بين محل جزارة أو آخر أو حتى المعلبات، فما تشتريه من هنا يختلف سعره عن مكان آخر!
ربما البعض يقول إنه جشع تجار وبائعين لا يراعون ضمائرهم فى بيع السلع ويغالون فى هامش الربح لهم، ولكن السؤال الأهم من ترك لهم حرية وضع السعر؟ وتجد أيضاً من يرد عليك قائلًا: السوق منافسة وعرض وطلب، ثم تعاود فتتساءل: وهل معنى هذا أن يضع كل واحد سعرًا حسب رغبته؟ ليكون الرد: أنت تعيش سوقًا عالمية مفتوحة، هنا تقف مع نفسك وتقول: المفهوم الأصح للسوق العالمية المفتوحة أن تكون أسعار السلع موحدة فى كثير من البلاد، وليس أن يكون كل تاجر له حرية وضع سعر ما حسب طريقة بيعه.
أما أكثر ما يدهشنى فهو تلك المناشدات التى تظهر كل فترة وأخرى تطلب من المستهلك الاتصال بجهة ما لو واجهته صورة من التلاعب فى الأسعار! كيف يتصل وكل الأسعار على أرض الوقع تقول إنها مختلفة، وهل من ضمن مهام القائمين على ضبط السوق تحديد الأسعار أم مهمتهم فقط هى جودة السلع؟
اختلاف السلع يجعل السوق الموازية «السوداء» لكل السلع فى حالة نشاط دائم، سواء بالمنع وتجفيف السوق ثم ارتفاع السعر، ولى ولغيرى سؤال معين: لماذا نرى أزمات متتالية لسلع مختلفة «أرز، سكر، زيت، سجائر، بيض، وغيره» ثم بعد فترة تخرج التصريحات لتعلن سعرًا معينًا للسلع التى حدثت عليها أزمة ما وضرورية للمواطن، ولماذا كل هدا التأخير حتى تصبح السلعة بسعرها الذى أصبح واقعًا ولن يعود لما سبق، أين من يتقاضون مرتبات من الدولة ووظيفتهم الأساسية هى ضبط السوق؟
الخلاصة أن الأسعار وزيادتها غير المبررة تحتاج إلى رقابة صارمة من الدولة وأجهزتها، وليس لبيانات تتنافى مع الأسعار التى تأخذ مؤشر الصعود دون هبوط أو حتى ثبات أو دعوات المقاطعة لسلعة ما أو حتى البحث عن بديل، أو فلتتنقل عزيزى المستهلك ما بين المحلات لتشترى أرخصها وأنت المستفيد!
[email protected]
 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: البيانات الرسمية الجهات المختصة الأسعار البيانات زيادة الاسعار الأزمة الروسية الأوكرانية دول العالم السوق متابعة الاسعار

إقرأ أيضاً:

سلع حظر القانون استبدالها.. تعرف عليها

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

حدد قانون حماية المستهلك الحالات التي لا يحق فيها للمستهلك إعادة أو استبدال السلعة، كما حدد بعض السلع لا يجوز إعادتها.
وتنص المادة (13) من اللائحة التنفيذية لقانون حماية المستهلك الصادر بالقانون رقم 181 لسنة 2018، على أنه للمستهلك الحق فى استبدال السلعة أو إعادتها مع استرداد قيمتها النقدية، دون إبداء أي أسباب ودون تحمل أية نفقات خلال 14 يوما من تسلمها، وذلك دون الإخلال بأى ضمانات أو شروط قانونية أو اتفاقية أفضل للمستهلك، وللجهاز أن يحدد مددا أقل بالنظر إلى طبيعة السلع.

ونصت على أنه استثناءً من حكم هذه الفقرة من المادة (13)، لا يجوز للمستهلك مباشرة حق الاستبدال أو الإعادة فى أى من الحالات الآتية:

1 - إذا كانت طبيعة السلعة أو خصائصها أو طريقة تعبئتها أو تغليفها تحول دون استبدالها أو ردها، أو يستحيل معه إعادتها إلى الحالة التى كانت عليها عند التعاقد.

2 - إذا كانت السلعة من السلع الاستهلاكية القابلة للتلف السريع.

3 - إذا لم تكن السلعة بذات الحالة التى كانت عليها وقت البيع لسبب يرجع إلى المستهلك.

4 - إذا كانت من السلع التى تصنع بناءً على مواصفات خاصة حددها المستهلك، وكانت السلعة مطابقة لتلك المواصفات.

5 - الكتب والصحف والمجلات، والبرامج المعلوماتية وما يماثلها.

6 - إذا كانت السلعة تعد من الحلى والمجوهرات وما فى حكمها.

7 - الملابس الداخلية وفساتين الزفاف إذا ما تمت إزالة أغلفتها.

مقالات مشابهة

  • في رابع أيام رمضان.. تعرف على أسعار الدواجن و البط و البيض
  • ضبط كميات كبيرة من السجائر قبل بيعها في السوق السوداء
  • سلع حظر القانون استبدالها.. تعرف عليها
  • عكس كلام فيسبوك.. أسعار اللحوم تبلغ 130 درهماً و مطالب بتدخل السلطات
  • سكان نيويورك يشترون البيض بـ”الحبة”
  • بسبب جنون الأسعار.. زيادة الطلب على البيض الفردي في نيويورك
  • أول أيام رمضان.. أسعار الدجاج ترتفع 20 %
  • ارتفاع صاروخي في أسعار اللحوم بالأقاليم الجنوبية يشعل غضب الساكنة وموجة مقاطعة تلوح في الأفق
  • مع دخول رمضان ارتفاع ملحوظ في أسعار المواشي ..فيديو
  • ارتفاع سعر البيض في نيويورك يحوله لأحد عناصر الرفاهية