تحدثنا هنا من قبل عن مقترح بإنشاء صندوق عاجل لعلاج الحالات المرضية الحرجة من طلاب الجامعات، حتى لو كان المرض أو الإصابة قبل التحاق الطالب بالتعليم الجامعي، ومن ثم دعم الوزارة لهؤلاء الطلاب حتى لو تطلب الأمر عمل قانون أو قرار يسمح بتبرع كل طالب جامعي ولو بجنيهات قليلة أثناء دفع الرسوم الدراسية في الجامعات الحكومية والأهلية والخاصة.
وتطرقنا من قبل إلى وجود بعض الحالات التي تستحق الدراسة والدعم المادي لنجد الآن تحديات جديدة تواجه بعض الطلاب ، خاصة في الجامعات الخاصة للحصول على منحة تعليمية أو استكمال الدراسة وتوفير الرسوم بعد وفاة الوالد أو العائل الأسري أو بعض الظروف الأخرى التي تتسبب في ضياع مستقبل بعض الطلاب بالرغم من إمكانية إنقاذ مستقبلهم وبناء مستقبل جديد لآخرين.
وللحقيقة نعيد طرح إنشاء صندوق عاجل ليكون بمثابة «صندوق الطوارئ ودعم الحالات الخاصة» ليكون مجال إنفاقه هو توفير الدعم المادي اللازم لمن فقدوا العائل الرئيسي للدخل، أو وفاة الوالد مع إحضار ما يثبت ذلك وعدم امتلاك حيازة زراعية كبيرة أو عقارات أو مصدر دخل يفوق قدرة دفع الرسوم ويترأس الصندوق مجلس إدارة من شخصيات ذات ثقة يصدر به قرار من وزير التعليم العالي.
ومن خلال متابعة بعض الحالات التي أعرفها جيدا نجد العديد من الطلاب الذين تعرضوا لظروف مأساوية خلال الشهادة الثانوية كان لها تأثيرها بصعوبة الالتحاق بكليات القطاع الطبي في الجامعات الحكومية ويريدون الالتحاق بنفس الكليات في الجامعات الخاصة لكن لا يمتلكون القدرة المادية لذلك.
وهناك حالات توفى والدها قبل بدء امتحانات الثانوية العامة بيوم واحد فقط، ورغم ذلك حصلوا على درجات أعلى من تنسيق الجامعات الخاصة والأهلية فلم يفقدوا التركيز فقط لتحقيق حلمهم في القطاعات الطبية بالجامعات الحكومية بقدر فقدانهم لمصدر الأمان ومصدر الدخل أيضا ليضيع الحلم سواء بالالتحاق بكليات القطاع الطبي في الجامعات الحكومية أو الخاصة بعد وفاة الوالد.
ولا يفوتنا هنا بعض الحالات التي تتحدث عن نفسها عبر مواقع التواصل الاجتماعي وتعلن صراحة عدم القدرة على توفير آلاف الجنيهات لدفع الرسوم الدراسية في العام الأخير للدراسة الجامعية لفقدان العائل خلال الدراسة، دون وجود آلية واضحة تنقذ مثل هؤلاء وغيرهم من المصير المجهول وإرسال رسالة واضحة لهم ولغيرهم بأن الدولة لن تتخلى عنهم في ظل ظروفهم التي تعرضوا لها في ظل إعفاءات من قبل بعض الجامعات تجاه هذه الحالات لا تفى بالغرض والهدف.
وإذا كانت الجامعات تعلن عن المنح المقدمة ، فالحقيقة أن غالبية الشروط لا تنطبق على غالبية الحالات المستهدفة إلى جانب المتفوقين، لأن المنحة يراعى فيها البعدان الدراسي والإنساني أيضا. وهنا نؤكد على حتمية إنشاء مثل هذا الصندوق لإنقاذ مصير هؤلاء الطلاب المتعثرين على غير إرادتهم.
كما أن طلاب مصر لن يجدوا أي غضاضة في التبرع للصندوق أثناء دفع الرسوم الدراسية حينما نجد ترجمة حقيقة على أرض الواقع لاستغلال هذه الأموال في الصندوق لتوفير منح تعليمية خاصة لزملاء لهم تعرضوا لظروف قهرية لنحقق المشاركة المجتمعية في أزهى صورها بعيدا عن المنح التي تقدمها الجامعات في مختلف التخصصات.
ونتمنى من الأستاذ الدكتور أيمن عاشور وزير التعليم العالي والبحث العلمي النظر في هذا الأمر ، فأنا وغيري من المتابعين لملف التعليم يعرفون حالات موجودة على أرض الواقع تستحق الدعم وتوفير الفرصة دون أن نملك تقديم أي شيء لهم لأسباب كثيرة، فربما تحقق فكرة «صندوق الطوارئ» الكثير للطلاب المرضى والمتعثرين في الجامعات الخاصة وتوفير منح لمن يستحقون الفرصة مرة ثانية بدراسة ما يريدونه وكانت الظروف أقوى منهم بكثير... وللحديث بقية إن شاء الله.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الحالات المرضية صندوق عاجل طلاب الجامعات الطالب التعليم الجامعى الطلاب قانون قرار الجامعات الحکومیة الجامعات الخاصة فی الجامعات
إقرأ أيضاً:
التأكيد على استثناء الجامعات والكليات التي ليس لها إدارة ومركز لإستخراج الشهادات داخل السودان من القبول القادم
قام بروفيسور محمد حسن دهب وزير التعليم العالي والبحث العلمي يرافقه عدد من قيادات الوزارة بزيارة إلى ولايتي كسلا والقضارف للوقوف ميدانياً على وضع الجامعات في الولايتين والتأكد من استمرارية الدراسة وتنفيذ المشروعات المستقبلية.وبدأت الزيارة بولاية القضارف، حيث اجتمع الوزير بالإدارة العليا لجامعة القضارف بحضور والي الولاية الفريق ركن محمد أحمد حسن أحمد وعدد من اعضاء لجنة أمن الولاية ومدير الجامعة بروفيسور ابتسام الطيب الجاك وعدد من المسؤولين المحليين.وخلال اللقاء، اطمأن الوزير على سير الدراسة وخطط الجامعة المستقبلية، مشيداً بدور حكومة الولاية في دعم الجامعة ومساندتها لمواصلة الدراسة وتنفيذ مشروعاتها التي تهدف إلى تطوير البنية التحتية للجامعة، وأكد الوزير أن زيارته تأتي للتأكد من أن الجامعة تعمل بكفاءة عالية في ظل الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد، مؤكدًا على أهمية التعاون بين الجامعة والحكومة لتحقيق الاستقرار الأكاديمي والتطوير المستمر.وأكمل الوزير زيارته إلى ولاية كسلا، حيث وصل إلى مطار كسلا برفقة عدد من مديري الإدارات العليا بالوزارة وكان في استقباله نائب والي الولاية، عمر عثمان آدم، ومدير جامعة كسلا بروفيسور أماني عبد المعروف بشير، ووزير التربية والتعليم بالولاية، ماهر الحسين، إضافة إلى عدد من أعضاء هيئة التدريس والعمداء بالجامعة.واستهل الوزير زيارته بعقد اجتماع مع لجنة عمداء الجامعة وخلال الاجتماع، تم التأكيد على استقرار الجامعة وإسهاماتها في تعزيز التعليم العالي في المنطقة، كما تم تسليط الضوء على أهمية إرسال رسائل إيجابية إلى المجتمع المحلي والدولي، تؤكد أن السودان قادر على مواصلة نشاطه الأكاديمي والبحثي رغم الحرب.هذا وتأتي هذه الزيارات في إطار الجهود المستمرة لدعم التعليم العالي والبحث العلمي والتأكيد على أن السودان لا يزال يسعى للارتقاء والتقدم رغم التحديات.وفي اجتماعه بمديري ومنسقي الجامعات والكليات الأهلية والخاصة المستضافة بجامعة كسلا، أكد بروفيسور دهب حرص وزارته على مستقبل الطلاب، في ظل الظروف الاستثنائية التي تمر بها البلاد، وأشاد بالجهود المبذولة من قِبَلْ إدارات هذه الجامعات والكليات في تهيئة البيئة الدراسية وتحقيق الاستقرار الأكاديمي مؤكداً أن الجامعات والكليات المستضافة والتي ليس لها إدارة ومركز لاستخراج الشهادات داخل السودان لن يفتح لها باب القبول العام القادم.سونا إنضم لقناة النيلين على واتساب