وكالة الصحافة المستقلة:
2025-04-02@21:10:38 GMT

التطبيع ..ومؤامرة تهديم أركان العراق!!

تاريخ النشر: 25th, September 2023 GMT

سبتمبر 25, 2023آخر تحديث: سبتمبر 25, 2023

حامد شهاب

 

كل ماجرى للعراق من عمليات تحطيم لإرادة شعبه وتدمير لقدرات هذا البلد منذ السبعينات وحتى الآن هو لإرغام العرب على ” التطبيع” مع إسرائيل والإعتراف بها كدولة وإقامة علاقات طبيعية معها..

كان العراق هو البلد الوحيد الذي يعد ( خط الصد الأول ) للدفاع عن كل العرب، وعن كل من يحاول إستهدافهم بأية طريقة.

.

بل كان العراق يعد عنصر ” التوازن ” في معادلات المنطقة ، وهو الوحيد القادر على فرض إملاءاته على الدول الكبرى للرضوخ للحق العربي.

ومنذ زيارة الرئيس المصري أنور السادات لإسرائيل في 10 تشرين الثاني 1977 ، وما سبقتها من دعوات مماثلة للاعتراف بها في عهد الرئيس التونسي بورقيبة بعد حرب 1967 ، وعمليات ” التطبيع” العربية مع هذا الكيان الغاصب لحقوق الشعب الفلسطيني لم تنقطع في يوم من الأيام.

أجل كانت زيارة السادات للقدس واعلان اعترافه بهذا الكيان الغاصب أول إختراق عربي سهل على إسرائيل تحييد أكبر دولة عربية هي مصر وتوالت دول عربية أخرى للإعتراف بهذا الكيان الغاصب بعضها علني والآخر من تحت العباءة..

وكان مؤتمر القمة العربي الذي إنعقد ببغداد عام 1978 أول رد عربي كان من الممكن أن يكون الجدار الرافض لأي تطبيع أو ركوع للصهاينة  لكن الرياح جرت بعدها بما لايشتهي السفن..

ووجدت إسرائيل وبدعم أمريكي أن العراق هو الحاجز والدرع العربي الكبير الذي بقي وحيدا يعارض بقوة هذا التوجه ويحذر من الإنخراط في تلك اللعبة الخطيرة على مستقبل الأمة وشعوبها ودولها..فاصرت على تدميره وإستباحة شعبه بأية طريقة وتحت أية ذريعة.. وتحقق لها ما ارادت..

كان العراق يؤكد أن أية تسوية للقضية الفلسطينية لا تأخذ في الإعتبار حقوق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة على أرضه ووطنه ، وبما يتوافق مع مطالب منظمة التحرير الفلسطينية بإعتبارها الممثل الشرعي للحق الفسطيني تعد خيانة للقضة العربية ينبغي الوقوف بصلابة ضدها بكل الطرق المتاحة للردع والمقاومة..

وما إن إنهار العراق عام 2003 ، وإنهالت عليه 34 دولة قادتها الولايات المتحدة وإسرائيل لتدمير أرضه وشعبه وهدم أركان قوة الردع التي كانت تشكل العقبة الكبرى بوجه التطبيع حتى تحقق لإسرائيل وأمريكا ما أرادت وأجهضت حلم الجماهير العربية في أن تجد العراق وهو يحقق لها حلمها في إستعادة الحق الفلسطيني .

كان الخطأ الوحيد الذي إرتكبه العراق بداية التسعينات وبخاصة بعد خروجه منتصرا من حربه مع إيران ، هو إحتلال الكويت ، ولم يجد العراق في حينها ” مخرجا” للتجاوب مع رغبة العرب في مغادرة قواته أرض الكويت ، لكي لايكون مبررا للغرب لإستياحته بهذه الطريقة التي خرج منها العراق وهو مدمر كليا وخسر آلاف الضحايا من حرب ليس لها  فيها للعراقيين ناقة ولا جمل .. لكن العراق كما يبدو أيقن في وقتها انه أن خرج من الكويت أو بقي فيها فهو مدمر على كل حال..

وللتاريخ فإن إيران في البداية كانت رافضة للإحتلال الأمريكي ليس حبا بالعراق ولكنها كانت ترى فيها أنها ستكون ” الهدف اللاحق ” للأمريكان في إحتلال بلادها ..لكن الأمريكيين أرسلوا رسائل تطمين كثيرة لطهران ، ودعوها لإشراك معارضتها معهم وهم من يسهلون عليها الهيمنة على مقدرات العراق..

بل الأمر والأدهى من ذلك أن إيران بعد إحتلال العراق 2003 أستفردت بكل الدول العربية وراحت تهدد كياناتها وأنظمتها الواحدة بعد الآخرى ، تحت شعار  إقامة ” ولاية الفقيه”  وكان العراق قد إستبيح كاملا من إيران، بعد أن أعطاها الأمريكان حق إستباحة العراق واحتلاله عن بكرة أبيه ، ومن ثم سهلوا لها الهيمنة على مقدراته..

لقد شعرت دول الخليج أن أحلامها بتدمير العراق كان خطأ ستراتيجيا لايغتفر ، لأن العراق كان هو من يحمي كياناتها ويقف بما يمتلكه من قدرات ردع كبيرة بوجه إيران وكل من تسول له نفسه المساس بأية دولة عربية..

وما أن إنهار العراق ترضية لاطماع “زعامة” المنطقة، حتى تدحرجت دول الخليج نحو “التطبيع” مع إسرائيل الواحدة بعد الأخرى.. ولم يعد بمقدورها ان تحصل على “زعامة” كما كانت تتوهم ولو في أبسط أشكالها..

وراحت دول الخليج تلهث وراء سراب الأحلام الطوباوية بأنهم أن تحالفوا مع إسرائيل وأقاموا علاقات معها فقد ينقذهم من الهول والرعب الإيراني الذي بات يهدد أنظمتهم ويتوعدهم بالويل والثبور الواحد بعد الآخر.

وما أن انطلقت الدعوات الخليجية لإقامة علاقات دبلوماسية مع إسرائيل في أعوام 2022 و 2023 ، ثم أعقبتها الخطوة السعودية بقبول ” التطبيع” مع إسرائيل هذه الأيام ، حتى تهاوت آخر احلام العرب ، وأيقنوا ان إنهيار العراق قد أدى الى خضوع تلك الدول لرغبة إسرائيل بالاتفاق مع إيران لارغام دول الخليج على الوقوع في الحضن الإسرائيلي..شاءوا أم أبوا..

لقد أيقنت دول الخليج ومنها السعودية أن حلمها بتحطيم العراق وشل قدراته على المواجهة قد أصبح الان ميسورا أمامها، فقد تنفست الصعداء ، وصار الأمر أمامها متاحا لـ ” التطبيع ” وإقامة العلاقات مع إسرائيل ، حتى تحقق حلم الدولة اليهودية بأن تكون أرضها من الفرات الى النيل “قاب قوسين أو أدنى من التحقيق” ..

بل لم تكتف إسرائيل بأن يكون ” شعب الله المختار ” قد بلغ خارطته الجيبولتيكية وفق شعارها :  ” من الفرات الى النيل ” بل تعدها الى عمق الأمة العربية والإسلامية والى أقدس مقدساتها في مكة المكرمة والمدينة المنورة لتكون في وقت قريب تحت الهيمنة الإسرائيلية وهي من تتحكم بمن يزورها وقد لاتسمح بقادم الأيام والسنين لأي عربي بزيارتها وستعود القدس هي القبلة التي تريد إسرائيل ليكون المسلمون واليهود يؤمونها على حد سواء.. تحت شعار ” الديانة الإبراهيمية”..

“مؤامرة التطبيع” أن صحت تسميتها فهي كمن يريد من الآخر أن ينزع ملابسه الداخلية ليسلم جسده لمن يريد إستباحته ، بلا  حياء أو خجل..

“المثلية الجديدة” التي روجها آل صهيون بالتناغم مع الغرب المسيحي وأوجدت علما لها ودولا تشجع عليها ، هي واجهة لهذا “التطبيع” ..وكلا أوجه ” التطبيع ” العربية تقبل الرضوخ للحالتين في آن معا..

وإذا ما أن قبل العرب بـ ( السلام الإسرائيلي) الموهوم و توافقوا مع مفهوم ” الجندرية ” و ” الإبراهيمية” ، حتى بضمنهم ” العراق الجديد” وإرتضوا بهذا المصير الملعون ، فأكتب على العرب السلام ..

 

المصدر: وكالة الصحافة المستقلة

كلمات دلالية: مع إسرائیل کان العراق دول الخلیج

إقرأ أيضاً:

تبادل زيارات التهاني بالعيد ركن أساسي من أركان الفرحة والبهجة

 

واحدة من أبرز العادات اليمنية في العيد والتي لم تتراجع ولم تخفت على مر السنين ورغم كل الظروف، هي الزيارات.

الزيارات وصلة الأرحام أمر حث عليه ديننا الإسلامي لكل المسلمين، الا ان تقلبات الحياة وظروفها وثورة الاتصالات وانتشار وسائل الاتصال الاجتماعي، كل ذلك جعل هذا السلوك يخفت في كثير من المجتمعات الإسلامية.

إذ اكتفى الكثيرون بتبادل التهاني عن طريق الاتصال التلفوني أو إرسال رسائل التهاني والتبريكات بكلمات منمقة مع مناظر طبيعية أو اثار أو معالم دينية.

الثورة / احمد السعيدي

في اليمن أيضا هناك تأثر بهذه العادة الدخيلة، الا انها لم تستطع ان تغلب على التواصل المباشر وتبادل الزيارات بين الأهل والأصدقاء، حيث تجد المنازل تستعد لقدوم الضيوف أكانوا من الأهل أو الجيران أو الأصدقاء بحلويات وعصائر العيد.

وتأخذ الزيارات مسار الأولويات، إذ يكون الأهل في المرتبة الأولى أي في اليوم الأول، ثم يكون في اليوم الثاني والثالث تبادل الزيارات مع الأهل والأصدقاء.

يقول عبده علي الوصابي: تحمل زيارات الأهل في العيد سواء عيد الفطر لو غيد الأضحى أهمية كبيرة في المجتمع الإسلامي، حيث تشكل جزءًا من التقاليد والعادات في هذه المناسبة السعيدة. فهي تعكس الود والإخاء والمحبة بين المسلمين وتعزز روح الألفة والتراحم. كما أن الزيارة والتهنئة بالعيد تعتبر عملًا تعبيريًا عن السعادة والفرحة، وتقوي الروابط الاجتماعية والعائلية. ولهذا السبب، يحرص الناس على زيارة وتهنئة بعضهم البعض في هذه المناسبة المباركة.

زيارة المرابطين

من الزيارات التي يتم القيام بها، في العيد زيارة المرابطين، سواء المرابطين في النقاط الأمنية ورجال المرور، أو زيارة المرابطين في جبهات القتال، وجبهات الحدود حيث لا يتركون مواقعهم حتى في الأعياد للقيام بمسؤولية حماية البلد والأمة من ضعاف النفوس ومل من تسول له نفسه المساس بأمن الوطن والمواطنين وممتلكاتهم.

الا ان من ليس بمقدوره زيارة الجبهات فانه يزور النقاط الأمنية داخل البلدة فيما يزور آخرون وخاصة من المسؤولين المرتبطين في جبهات العزة والكرامة

وهناك يتبادلون مع المجاهدين التهاني والتبريكات ويسلمونهم بعض الهدايا.

ويتحدث المجاهدون عن وقع هذه الزيارات في أنفسهم إذ أنها تبث فيهم الحيوية وتجعلهم يعيشون فرحة العيد الحقيقية مع الزائرين، كما ان هذه الزيارات تخفف عنهم الشعور بألآم الفراق عن عائلاتهم وأطفالهم وأمهاتهم.

زيارة المستشفيات

هناك أيضا سلوك أخلاقي يعمد اليه اليمنيون خلال أيام العيد، وهو زيارة المرضى في المستشفيات، وأحيانا يكون هناك أقارب للزائرين، الا ان ذلك ليس دائما فكثيرا ما تجد الزوار للمرضى من دون الأهل، ويتم توزيع الهدايا عليهم ورسم الابتسامة في شفاههم، وهو فعل فيه الكثير من الخير.

زيارة الإصلاحيات

خلال أيام العيد تنشط، زيارات بعض الناس لأقارب لهم في الإصلاحيات بما يخفف على النزلاء وطأة الفراق لأهلهم وأحبتهم.. ولأهمية هذا الأمر ومنطلقه الإنساني، راعت وزارة الداخلية وضع نظام يسهل الزيارات ولقاء النزلاء بذويهم.

وتشهد الإصلاحيات على مستوى الجمهورية خلال أيام العيد زيارات الكثير من الناس لأقاربهم فيما تعمل بعض المنظمات على مشاركة هؤلاء النزلاء فرحة العيد فتدعمهم ببعض المساعدات وتهديهم من حلويات العيد، لتصل بمشاعر الود والحب والتراحم إلى ذروتها في تلك اللحظات الإنسانية.

زيارة روضات الشهداء والمقابر

قد يكون أول مكان يبدأ فيه الكثيرون زياراتهم، زيارة روضات الشهداء والمقابر حيث تحتضن الشهداء والمتوفين من الأقارب والأصدقاء ليقرأوا على أرواحهم الفاتحة.

يؤكد صادق حرصه على زيارة قبر والدته المتوفية قبل ستة أعوام دائما، إلا أنه في الأعياد تكون هذه الزيارة مسألة حتمية ولازمة وأول شيء يعمله عقب صلاة العيد.

الاستثناء من هؤلاء

هناك استثناء غير حسن من الناس في العيد، في مسالة الزيارات حيث، تجد البعض يتسم بالفتور الشديد تجاه القيام بالزيارات ليس فقط للأصدقاء وإنما حتى للأرحام، ومثل هؤلاء يحرمون أنقسهم أجر وثواب هذا الفعل الذي يعزز من الفرح بالعيد لدى من يزورهم، بل إنه يشذ عن السلوك العام الذي ينزع إلى مثل هذا السلوك الحسن.

وكما انه لا يزور أحداً، فان لا أحد يزوره، الأمر الذي يتأثر به أيضا الأبناء فيتوارثون مثل هذا السلوك السيء، على عكس ذاك الذي يحرص على القيام بالزيارات ويصطحب معه أطفاله، فإنه بذلك يربي فيهم سلوك التواصل مع الآخرين وتجديد العلاقات بالناس وغسل أسباب الخلاف والبغضاء.

من أركان الفرحة

ولا شك أن التزاور في العيد يقوي الصلة، ويزيل الشحناء ويقطع التدابر.

وتمثل زيارات تبادل التهاني في العيد ركناً أساسياً من أركان الفرحة والبهجة، وتكتسب هذه الزيارات أهمية خاصة عندما تمتد لتشمل المحتاجين والفئات الأكثر حاجة للدعم المعنوي في المجتمع، فزيارة دور الأيتام والمسنين ومراكز رعاية ذوي الاحتياجات الخاصة تمثل فرصة ثمينة لإدخال البهجة والسرور إلى قلوب هؤلاء الأشخاص الذين قد يشعرون بالوحدة في مثل هذه المناسبات.

وتتجلى أهمية هذه الزيارات في عدة جوانب منها: تعزيز الروابط الاجتماعية وتقوية النسيج المجتمعي، وإشعار الفئات المحتاجة بأنهم جزء أصيل من المجتمع، وخلق فرص للتواصل الإنساني المباشر، وتبادل المشاعر الإيجابية والدعم المعنوي.

العيد فرصة لبناء علاقات إيجابية مع الجميع، حيث أثبتت الدراسات العلمية أن التواصل المباشر بين الأفراد وبعضهم البعض يعمل على بناء علاقات قوية مع الآخرين، فضلاً عن اكتساب الإنسان الثقة بالنفس ومهارة التحدث بلباقة.

كما ان الزيارات العائلية ومقابلة الأهل ومشاركتهم الفكاهة والمرح، -حسب علماء- يحسن المزاج ويجعل الشخص أكثر قدرة على مواجهة الضغوط النفسية بمرونة وصبر.

مقالات مشابهة

  • إيران تردّ على طلب «وكالة الطاقة الذريّة» لزيارتها.. ماذا تخطط إسرائيل؟
  • العصابة إسرائيل في مواجهة مباشرة مع الشعوب العربية
  • «مصطفى بكري» لـ العربية الحدث: إسرائيل هدفها تفكيك الجيش المصري ومن حق مصر الحفاظ على أمنها القومي
  • للرد على أكاذيب إسرائيل ضد مصر.. مصطفى بكري ضيفا على قناة «العربية الحدث»
  • ‏⁧لا عليكم بجعجعة التصريحات : لن تحدث ضربات ولا حرب أميركية ضد إيران الآن!
  • رئيس الوزراء العراقي: نرفض التهديدات ضد إيران وندعم وحدة سوريا
  • نيوزويك: إيران تخطط لضرب قواعد القوات الامريكية في العراق وسوريا
  • نيوزويك: إيران تخطط لضرب قواعد القوات الامريكية في العراق وسوريا- عاجل
  • العراق ينظم البطولة العربية للكيوكوشنكاي
  • تبادل زيارات التهاني بالعيد ركن أساسي من أركان الفرحة والبهجة