عبّرت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني عن استغرابها من عزم ألمانيا تقديم "أموال طائلة" للمنظمات الإيطالية غير الحكومية المشاركة في استقبال مهاجرين غير شرعيين على الأراضي الإيطالية، حسبما أفادت وكالة نوفا الإيطالية للأنباء.

وفي رسالة بعثتها إلى المستشار الألماني أولاف شولتز، قالت ميلوني "لقد علمت باستغراب" أن ألمانيا، في عالم لا يتم التنسيق فيه مع الحكومة الإيطالية، "كانت ستقرر تقديم الدعم بأموال كبيرة للمنظمات غير الحكومية المشاركة في استقبال المهاجرين غير الشرعيين على الأراضي الإيطالية وفي عمليات الإنقاذ في البحر الأبيض المتوسط".

وتابعت ميلوني، في رسالتها، أن "كلا الاحتمالين يثيران التساؤلات، ولا سيما فيما يتعلق بالفصل المهم والمرهق المتمثل في المساعدة البرية، فمن المباح أن نتساءل عما إذا كان الأمر لا يستحق تسهيله على وجه الخصوص على الأراضي الألمانية وليس في إيطاليا".

وأشارت إلى أنه، علاوة على ذلك، "من المعروف على نطاق واسع أن وجود قوارب المنظمات غير الحكومية في البحر له تأثير مباشر في مضاعفة مغادرة قوارب الهجرة المحفوفة بالمخاطر، الأمر الذي لا يؤدي فقط إلى زيادة العبء على إيطاليا، بل يزيد في الوقت نفسه من خطر وقوع مآسي جديدة في البحر"، مؤكدة أن الحكومة الإيطالية "ملتزمة بالوقوف في الخطوط الأمامية في التعامل مع ضغط الهجرة الاستثنائي. ويتم التعبير عن هذا الالتزام على الجبهة الداخلية لتقديم أقصى قدر من الدعم للمناطق الإيطالية الأكثر مشاركة، بدءاً من جزيرة لامبيدوزا، وعلى الجبهة الدولية، حيث قمنا بتكثيف الاتصالات، آخرها في نيويورك، مع الشركاء الدوليين وبلدان المنشأ والعبور وكذلك مع مؤسسات الاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء".

واختتمت ميلوني بالقول: "مما له أهمية خاصة، الزيارة التي قامت بها رئيسة المفوضية الأوروبية فون دير لاين إلى لامبيدوزا في 17 سبتمبر الماضي والتقدم الملموس في تنفيذ مذكرة التفاهم بين الاتحاد الأوروبي وتونس التي نتجت عنها".

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: ميلوني جورجيا ميلوني رئيسة الوزراء الإيطالية أولاف شولتز

إقرأ أيضاً:

نائب مدير المخابرات الالماني التقى قاسم.. حزب الله وألمانيا علاقة تتخطّى العقبات


عاد ملفّ العلاقات بين المانيا وحزب الله الى الواجهة في الأيّام القليلة السابقة بعد عدد من التقارير عن زيارات قام بها مسؤولون ألمان إلى "الحزب"، قابلها تحريك ألمانيّ قضائيّ لملفّ "الحزب" داخل ألمانيا.
واوفدت ألمانيا السبت الماضي نائب مدير المخابرات إلى الضاحية الجنوبية، حيث التقى نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم، وبحثا في ما يمكن فعله لتفادي الحرب الشاملة، بحسب ما كتبت" الاخبار".

وذكرت «البناء» ان سبب زيارة وزيرة الخارجية الألمانية الى لبنان، هو إحياء خطوط التفاوض مع حزب الله وأن الوزيرة الألمانية اصطحبت معها ضابطاً ألمانياً رفيعاً للقاء قيادات في الحزب.
وأكدت مصادر معنية ومطلعة على موقف المقاومة لـ«البناء» «حصول اللقاء بين نائب مدير المخابرات الألمانية مع شخصية قيادية كبيرة في الحزب وكان التركيز على موقف الحزب من انتقال «إسرائيل» الى المرحلة الثالثة، فكانت الإجابة أن الموقف سيُحدّد في ضوء ما سيفعله الإسرائيلي، إن أوقف حربه على غزة سنوقف، لكن لم يحمل الضابط الألماني وفق المصادر أي مبادرة»، موضحة أن «الألمان لم تعد لديهم تلك المكانة التي وصلوها في السنوات الماضية، حيث حافظوا على مسافات معينة تسمح بأن يكونوا وسيطاً، لكن اليوم الموقف الألماني منحاز لـإسرائيل»، لكن لا يمنع ذلك من التحاور مع الجميع لإيضاح وجهة النظر بالحد الأدنى بالدليل والمنطق والاستدلال».
ووفق مصادر إعلامية فإن زيارة استطلاعية لنائب مدير المخابرات الالمانية الى بيروت هي الثانية في أقل من خمسة أسابيع اجتمع فيها مع مسؤولين من حزب الله، وتحديداً نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم ولقاء آخر سيعقد أيضاً في الأيام المقبلة. وأوضحت بأن «التواصل المخابراتي الألماني بحزب الله يأتي وسط استغراب حزبيّ للأمر، على اعتبار أن حزب الله مدرج على قوائم المانيا الارهابية».

وكتب اسكندر خشاشو في" النهار": ولا تفرض ألمانيا، على عكس العديد من دول أوروبا، أيّ قيود ومعايير مانعة ومراقبة لأشكال التمويل والتواصل بين مختلف المؤسّسات الدينية والجماعات والجهات السياسيّة، الأمر الذي يسمح بممارسة نشاطات سياسيّة ودعائيّة. لكن في السنوات الأخيرة بدأت هذه السياسة تتغيّر شيئاً فشيئاً، فأُقيمت حملات على مراكز مرتبطة بـ"حزب الله"، بعد أن صنّفته منظّمة إرهابيّة.
 
ومنذ عام 2021 تراجعت العلاقات دراماتيكيّاً بين الجهتين للمرّة الأولى، بعد ملاحقات وإقفال جمعيّات تابعة لـ"الحزب" في ألمانيا، ولأوّل مرّة صنّفت محكمة ألمانيّة عضوَين مشتبه فيهما في "حزب الله" اللبنانيّ على أنّهما إرهابيّان. وحكمت المحكمة الإقليميّة العليا الهانزية في 28 حزيران 2024 على رجلَين يبلغان من العمر 50 و56 عاماً بالسجن لمدّة 5 سنوات ونصف و3 سنوات.

كان على محكمة هامبورغ أن تقرّر للمرّة الأولى إذا كان من الممكن إدانة أعضاء "حزب الله" كإرهابيّين في هذا البلد.
 
وقالت القاضية التي ترأّست الجلسة في حكمها إنّه من وجهة نظر المحكمة، يعتبر "حزب الله" اللبنانيّ "منظّمة إرهابيّة بشكل واضح". وهم يروّجون لتدمير إسرائيل وتدعمهم إيران.

وبحسب المحكمة فإنّ المتّهمين من كوادر "حزب الله" منذ فترة. وبحسب الإعلام الألمانيّ إنّ الأصغر قام بتدريب الأطفال والشباب في لبنان على "روح حزب الله" قبل مجيئه إلى شمال ألمانيا في عام 2016 باعتباره ما يسمّى بالشيخ المتجوّل. وهنا كان همزة الوصل بين التنظيم الإرهابيّ والأندية اللبنانيّة. وقام بالوعظ، على سبيل المثال، في نادي بريمن الذي كان يقوده المتّهم الثاني، الذي نظّم هذا النادي لمصلحة "حزب الله". وكان لكلا المتّهمَين علاقات وثيقة مع المركز الإسلاميّ في هامبورغ، والذي، وفقًا لمكتب حماية الدستور تسيطر عليه إيران.

ولكنّ هذا الحكم يبدو أنّه لم يؤثّر على العلاقة بين الاستخبارات و"حزب الله" الذي قام بأكثر من زيارة إلى لبنان والتقى مسؤولين من "الحزب".

ويعتبر رئيس المخابرات الألمانيّة السابق أوغست هانينغ تعليقاً على التواصل الأخير أنّ هناك خلافاً سياسيّاً بين الحكومة الألمانيّة ونظيرتها الإسرائيليّة، مشيراً إلى أنّ على ألمانيا أن تلعب دوراً في التهدئة، وكاشفاً أنّ ألمانيا لم تقطع علاقتها بإيران رغم الضغوط التي واجهتها".
 
ويقول: "من الناحية الاستخباريّة نتحدّث مع كافّة المنظّمات حتّى لو كانت مصنّفة إرهابيّة، ونحن حافظنا على صلة ما مع "حزب الله" على الرغم من قطع العلاقات. والمخابرات الألمانيّة لا تخجل من هذا الأمر، من أجل كسب المعلومات والتدخّل. ونحن في ألمانيا وكلّ أوروبا لدينا مصلحة بألّا تندلع حرب شاملة في الشرق الأوسط".

وإذ يؤكّد أنّ مؤشّرات الحرب تكبر كثيراً بين إسرائيل و"حزب الله"، يشير إلى أنّ هذا الأمر دفع ألمانيا إلى التحرّك السريع في اتّجاه "الحزب" لتفادي هذه الحرب".

مقالات مشابهة

  • وزير الخارجية والهجرة الجديد: مصر دولة ذات ريادة إقليمية وركيزة الاستقرار بالمنطقة
  • وزير الخارجية والهجرة الجديد: مصر دولة ذات ريادة إقليمية وتعد ركيزة الاستقرار بالمنطقة
  • أول تصريح من وزير الخارجية والهجرة الجديد بشأن ريادة مصر في الإقليم (فيديو)
  • ضوء أخضر من الاتحاد الأوروبي لاستحواذ "لوفتهانزا" الألمانية على "إيتا" الإيطالية
  • وزير الخارجية والهجرة: مصر دولة ذات ريادة إقليمية وتعد ركيزة الاستقرار بالمنطقة
  • اليويفا يفتح تحقيقا بحق لاعب تركي.. وأنقرة تستدعي السفير الألماني
  • الفيفا يفتح تحقيقا بحق لاعب تركي.. وأنقرة تستدعي السفير الألماني
  • نائب مدير المخابرات الالماني التقى قاسم.. حزب الله وألمانيا علاقة تتخطّى العقبات
  • توقيع اتفاقية لتدريب ألفي تونسي للعمل في إيطاليا
  • أشادت بنتائج انتخابات فرنسا.. ميلوني: شيطنة أقصى اليمين لم تعد مجدية