النهار أونلاين:
2025-01-13@17:49:15 GMT

خجلي الزائد سيحرمني من الحياة

تاريخ النشر: 25th, September 2023 GMT

خجلي الزائد سيحرمني من الحياة

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته، سيدتي أنا فتاة في الـ20 من عمري، طالبة جامعية، نشأت في أسرة كبيرة ولا حق لي الحديث في أغلب الأوقات، دوما ينتقصون من قيمتي، ومن كفاءتي، وهذا ما جعل صفة الخجل تلازمني حتى وأنا اليوم طالبة جامعية..

دوما محرجة، ودوما متحفظة في كلامي، ففي كل الحوارات والنقاشات سرعان ما أصمت بسبب شعوري بالخجل، ويظهر ذلك على وجهي.

ليس لأني لا أملك ما أقول، بل مجرد أن أرى اهتمام الغير لما أقول أرتبك، وأترك لهم الكلمة خوفا من أن أقع في الخطأ وأُحرج أماهم.

سيدتي، هذه الصفة تقلقني، لأنني بالمقابل أشعر أنني أضيع الكثير من الفرص لأثبت ذاتي وجدارتي.. حتى أنني فقدت مكانتي وسط معارفي، فبما تنصحيني سيدتي لأتغير وأتخلص من خجلي الزائد؟

“ب” من الوسط

الجواب

وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته بنيتي، أولا أود أن أشكرك على جرأتك واعترافك بهذه الصفة السلبية التي تلازمك.. كما أعجبني كثيرا عودتك إلى الماضي وطريقة النشأة التي ساهمت بنسبة كبيرة في جعل هذه الصفة تستفحل فيك.. لان الثقة تُكتسب أولا وقبل كي شيء من العائلة التي يحب أن تكون معول بناء وليس هدم لشخصية الأنباء منذ الصغر، لذا أتمنى ان نفيدك بحول الله.

طرحك عزيزتي مهم للغاية، فالتواصل وإدارة أي حوار هي مشكل الكثير من الناس.. فهناك من يخجل من إبداء الرأي ويفضل أن يكتمه في صدره.. وهناك من له جرأة كبيرة أكثر من المعقول لدرجة أن يستحوذ على الكلمة في أي حوار حتى يصبح مملا ينفر منه الغير.

عزيزتي، إن التواصل الفعال هو حقا فن يحتاج كل منا تعلم آدابه، لأنه العامل الأول الذي يحدد مصير علاقاتنا الاجتماعية.. فالحوار الجيّد مع الآخرين طريقا لكسب ودّهم واحترامهم.. وهو أمر حاسم يُغير نظرتهم إلينا، ويجعلها لطيفة إن كنا نحن لطفاء..

ولا يقتصر ذلك على الحديث المهذب فقط، بل على الأسلوب أيضا، وقدرة المرء على إدارة الحوار بشكل فعّال وهادف..وذلك من خلال الاستماع لوجهات نظر الآخرين وتقبّلها واحترامها وإن تعارضت مع آرائنا.

واعلمي حبيبتي أن الكمال لله تعالى، وأنك قادرة على التواصل والتحاور مع كل الأطراف.. فأنت وأنا وكلنا لدينا نقص ما في شخصيتنا، لهذا فإن أول ما يجب أن تفعليه هو تحبي ذاتك كما أنت. وتعملين على نهل المعرفة وتثقيف ذاتك. حتى تخوضين أي حوار بمعلومات أكيدة وثقة كبيرة، ولا عيب إن قلت “أنا لا أعرف”..

فهذا أول دافع سيجعلك تبحثين وتتعلمين، ثم لابد أن تفكري فيما ستبوحين به. وانتقاء ألفاظ مهذبة تعكس أخلاقك وثقافتك وشخصيتك، لكن لا داعي للخجل الذي يجعلك تتنازلين عن حقك في بناء علاقات جيدة.

وهنا نتحدث عن الخجل من جانبه السلبي، لا عن الحياء الذي يجب أن يكون ردائك في الحياة، وتيقني أن الكمال لله وحده.. ولكل منا نقائص لكن لا يجب إخفائها بالتراجع.. بل علينا تحسينها وتطوير ذاتنا لنثبت مكانتنا بجدارة واستحقاق.

لذا بدلا الآن من الوقوف وعد السلبيات، عليك كسب مختلف المهارات لتتميزين بين الناس بشخصية محترمة.. لها حضور قوى وفعال بدينك وأخلاقك ثم بعلمك وعملك، وبالتوفيق عزيزتي.

إضغط على الصورة لتحميل تطبيق النهار للإطلاع على كل الآخبار على البلاي ستور

المصدر: النهار أونلاين

إقرأ أيضاً:

الإفتاء: القرآن أمرنا بالرجوع والتوبة عند ارتكاب الخطأ

التوبة والرجوع إلى الله.. قالت دار الإفتاء المصرية، برئاسة الدكتور نظير عياد، مفتي الديار، إن النصوص الشرعية الكريمة من الكتاب والسنة المطهرة اتضح أن من ارتكب ذنبًا أو إثمًا عليه أن يبادر بالتوبة والرجوع إلى الله سبحانه وتعالى، كما عليه أن يكثر من الاستغفار وتلاوة القرآن والصلاة والصدقة: ﴿فَمَنْ تَابَ مِنْ بَعْدِ ظُلْمِهِ وَأَصْلَحَ فَإِنَّ اللَّهَ يَتُوبُ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ﴾ [المائدة: 39].

حكم التوبة والرجوع إلى الله

وأوضحت الإفتاء أنه ورد أن هذه القربات تمحو الخطايا، داعية الله تعالى قبول التوبة من التائبين وأن يهدينا جميعًا الصراط المستقيم.

حكم التوبة والندم من القرآن الكريم والسنة
قال الله تعالى: ﴿قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ﴾ [الزمر: 53].

وقال جل شأنه: ﴿وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ * الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ * وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ﴾ [آل عمران: 133-135].

وقال عز من قائل: ﴿إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا﴾ [الفرقان: 70].

وقال صلى الله عليه وآله وسلم فيما رواه الإمام البخاري: «وَاللهِ إِنِّي لأَسْتَغْفِرُ اللهَ وَأَتُوبُ إِلَيْهِ فِي الْيَوْمِ أَكْثَرَ مِنْ سَبْعِينَ مَرَّةً».

دعاء التوبة
اللهم أنت وربي لا تكلني إلى نفسي طرفة عين. اللهم إني أذنبت ذنبًا كثيرًا فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت. يا ودود يا ودود يا ذا العرش المجيد اغفر لي خطيئتي كلها. استغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه.

دعاء الاستغفار والتوبة
«اللَّهُمَّ أنْتَ رَبِّي، لا إلَهَ إلَّا أنْتَ، خَلَقْتَنِي وأنا عَبْدُكَ، وأنا علَى عَهْدِكَ ووَعْدِكَ ما اسْتَطَعْتُ، أبُوءُ لكَ بنِعْمَتِكَ عَلَيَّ، وأَبُوءُ لكَ بذَنْبِي فاغْفِرْ لِي، فإنَّه لا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إلَّا أنْتَ، أعُوذُ بكَ مِن شَرِّ ما صَنَعْتُ».

 

وفي خطبة جمعة سابقة، ألقى فضيلة الأستاذ الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء ومفتي الجمهورية السابق خطبة بتاريخ 12-8-2005، تناول فيها أهمية خطبة الحاجة التي استهل بها النبي صلى الله عليه وآله وسلم كلامه، مشيرًا إلى ما رواه عبد الله بن مسعود: "كان يعلمنا خطبة الحاجة كما يعلمنا القرآن"، دلالة على أهميتها ومكانتها في الإسلام.

الآية العظيمة: دعوة للاستمرار على ذكر الله

استشهد فضيلة الدكتور بالآية الكريمة من سورة آل عمران:﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ ﴾.


وأوضح أن هذه الآية تعد من أعظم آيات القرآن من حيث العمل؛ إذ تدعو المسلم للبقاء على ذكر الله وطاعته حتى يأتيه الموت وهو على الإسلام. فالإنسان لا يعلم متى يموت، ولذا يجب أن يكون دائم الذكر والعبادة، دون غفلة أو نسيان.

وأشار فضيلته إلى أن الغفلة عن الله سبحانه وتعالى هي عائق بين العبد وربه، وأن هذا النقص البشري يدعو المسلم إلى الاستغفار والتضرع لله ليغفر له هذه الغفلة.

تحويل العادات إلى عبادات: جوهر الإصلاح

ناقش فضيلة الدكتور أهمية تحويل العادات اليومية إلى عبادات بنية صالحة خالصة لله تعالى، محذرًا من أن تحول العبادة إلى عادة هو أول طريق الفساد. فالصلاة، على سبيل المثال، إذا أداها المسلم دون خشوع أو تركيز، تتحول إلى عادة لا تؤدي وظيفتها التي أرادها الله لها، وهي النهي عن الفحشاء والمنكر كما جاء في قوله تعالى:
﴿ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ ﴾.

السلف الصالح: القدوة في الإخلاص والعبودية

أشاد جمعة بالسلف الصالح الذين استطاعوا تحويل العادات إلى عبادات من خلال تطبيق حديث النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى". فكانوا يخلصون النية في جميع أفعالهم وأقوالهم، حتى في أبسط أمور حياتهم اليومية، فصاروا عبادًا ربانيين يستجيب الله لدعائهم.

استعدادًا لرمضان: دعوة للتقوى والإخلاص

اختتم الدكتور الخطبة بدعوة المسلمين لاستثمار شهر رجب الفرد كتهيئة روحية لشهر رمضان، وتحقيق معنى التقوى في قوله تعالى:
﴿ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ ﴾.
وحثهم على نقل أنفسهم من دائرة الغفلة إلى دائرة رضا الله، وتحويل عباداتهم إلى إخلاص كامل، وعاداتهم إلى عبادات تقربهم من الله سبحانه وتعالى.

 

إن خطبة الجمعة هذه تحمل دعوة واضحة لإحياء القلوب بالذكر، وتحقيق معنى العبودية لله سبحانه وتعالى، والسعي لأن تكون كل لحظة في حياة المسلم فرصة للتقرب إلى الله، استعدادًا لمواسم الخير والطاعة.
 

مقالات مشابهة

  • الصلاة من الشعائر وليست من العبادات!.. عالم أزهري يرد
  • عيشوا بساطة الحياة
  • فضل دعاء الأم
  • رمضان عبد المعز: الحكمة تعني وضع الشئ في موضعه الصحيح
  • في بداية زواجي ولا أشعر بالسعادة..
  • أفضل آية للفرج .. رددها يفتح الله لك الأبواب المغلقة
  • فعل نهانا عنه المولى وحذرنا منه النبي .. علي جمعة يوضحه
  • كيفية التعامل في الأزمات وأهمية القضاء بالله وقدره
  • مكانة عقد الزواج وخطورته في الشريعة الإسلامية.. الإفتاء توضح
  • الإفتاء: القرآن أمرنا بالرجوع والتوبة عند ارتكاب الخطأ