توسعت بشكل لافت احتفالات اليمنيين في الداخل والخارج بثورة 26 سبتمبر في ذكراها الـ61 هذا العام، مع محاولة الحوثيين لطمس معالمها واستبدالها بذكرى اجتياحهم للعاصمة صنعاء قبل تسع سنوات، وصولا إلى منع السبتمبريين بالاحتفال بثورتهم المجيدة وسط تهديدات للمحتفلين بهذه الثورة في المناطق الخاضعة لسيطرتهم.

 

وبين المحافظات في الداخل والجاليات اليمنية بالخارج، ارتفعت أصوات الاغاني وصدحت الأعلام الوطنية ابتهاجا بقدوم ذكرى ثورة سبتمبر المجيدة مع تكثيف التحضيرات للاحتفال بهذه المناسبة، في مسعى لكبح جماح التحشيدات الحوثية للاحتفال بمناسبات طائفية وعقائدية.

 

وضاعفت جماعة الحوثيين عام بعد أخر من تضييقها على المناسبات الوطنية وعلى رأسها 26 سبتمبر، في مسعى لتهميشها من ذاكرة اليمنيين، ما دفع اليمنيين لتوسيع الاعتزاز بهذه المناسبة التاريخية التي جاءت الجماعة لتعيد البلد الجمهوري إلى أحضان الإماميين الجدد.

 

الاحتفال والرد الأمثل

 

ويعتبر استاذ علم الاجتماع السياسي عبدالكريم غانم زيادة احتفالات اليمنيين بعيد ثورة 26 سبتمبر عامًا بعد آخر، هو الرد الأمثل على محاولات الحوثيين طمس الهوية اليمنية، بما تتضمنه من أعياد وطنية ورموز ثورية، من خلال المبالغة في الترويج لمناسباتهم الطائفية وفرضها على اليمنيين بالقوة، وإحلال زعمائهم الطائفية المتطرفة محل رموز الثورة اليمنية.

 

ويعد التوسع في الاحتفال بذكرى ثورة 26 سبتمبر وسيلة لتعزيز مكانة هذه المناسبة الوطنية في الوجدان الشعبي والوعي الجمعي لليمنيين، بأجيالهم الحاضرة والمستقبلية، في مقابل المساعي الممنهجة لطمس الهوية اليمنية، بما تتضمنه من مناسبات وطنية ونقاط تحول كبرى في تاريخ البلاد، يقول غانم لـ"الموقع بوست".

 

ويضيف أن ثورة 26 سبتمبر نقطة الضوء الأهم والأبرز في تاريخ الحركة الوطنية في اليمن، بينما تأمل جماعة الحوثيين إعادة عجلة التاريخ إلى الوراء، مشيرا إلى أنهم "متناسين أن من ذاق طعم الحرية يستحيل إعادته إلى بيت الطاعة، كما يستحيل تكميم فمه، وتغييب وعيه".

 

ويؤكد أن معظم اليمنيين في وقتنا الحاضر لم يعاصر استبداد الحكم الإمامي، لكن جماعة الحوثيين استخدمت عندما اجتاحت صنعاء في21 سبتمبر2014، أبشع صور الاستبداد والقمع والقهر والفساد، ما دفع بهم إلى التجلي بعظمة ثورة السادس والعشرون من سبتمبر ونبهاءها، وتعزيز الاحتفاء بها على هذا النحو التلقائي والواسع. 

 

ردت فعل مناسبة

 

ويقول المحلل السياسي ياسين التميمي إن مبالغة الحوثيين في الاحتفالات بمناسباتهم، استدعت ردت الفعل الكبيرة من الشعب اليمني الذي يرى ان ما يقوم به الحوثيون هو تغيير كامل في الهوية السياسية والعقائدية للدولة اليمنية، مشيرا إلى أن الشعب في حالة مواجهة شاملة مع أعدائه الاماميين الطائفيين.

 

ويضيف "التميمي" لـ"الموقع بوست" أن اليمنيين من خلال احتفالاتهم الواسعة يقومون بعملية تصحيح شاملة للأخطاء التي ارتكبت خلال الفترة الماضية وسمح بإعادة تمكين اعداء الجمهورية في ظل انانية سلطوية قاتلة مارسها نظام صالح واتباعه تجاه الشعب اليمني.

 

كما يؤكد أنهم يشعروا الآن وأكثر من أي وقت مضى أن المؤامرة على على اليمن ووحدته ونظامه الجمهوري بأنها تمضي في مراحلها الاخيرة وتتجلى في المفاوضات التي تجري بعيدا عن إرادة الشعب اليمني ويراد لها أن تثبت وقائع يرفضها الشعب حملة وتفصيلاً.

 

وكانت ثورة 26 سبتمبر 1962 أكبر لحظة تحول في تاريخ البلاد، ما يعني أن انتكاستها اليوم تمثل ردة تاريخية خطيرة، لا سيما أن تطور أدوات القمع والعنف والإرهاب والتي تتوفر لدى مليشيات الحوثيين ولم تكن متوفرة للإمامة السلالية.

 

تعد ثورة 26 سبتمبر 1962 أول ثورة عربية تتعرض للانتكاسة من بين ثورات التحرر العربية التي اندلعت في خمسينيات وستينيات القرن الماضي، كما أنها تعد أطولها زمنيا كون الحرب التي تلتها بين الجمهوريين والملكيين استمرت سبع سنوات، وها هي في انتكاستها المتمثلة في عودة الإمامة ما زالت الحرب بين الجمهوريين والإماميين مستمرة منذ تسع سنوات، وكل ذلك نتيجة الأخطاء في صفوف الجمهوريين التي يتشابه بعضها في كلتا الحالتين، بل فبعض الأخطاء تتكرر اليوم بشكل أكثر فداحة وخطرا على النظام الجمهوري، خصوصا ما يتعلق بالانقسامات والخلافات البينية، وبطء الحركة الثورية، والاستسلام لإملاءات الخارج وتنفيذ رغباته.

 


المصدر: الموقع بوست

كلمات دلالية: اليمن ثورة 26 سبتمبر احتفاء شعبي مليشيا الحوثي ثورة 26 سبتمبر

إقرأ أيضاً:

حزب الوعي يرحب باعتماد الجمعية العامة قرارا يؤكد حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره

رحب حزب الوعي باعتماد قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة وبأغلبية ساحقة حق الشعب  الفلسطيني في تقرير مصيره.

وقال الحزب في بيان صحفي إن هذا القرار بعد تصويت ١٧٢ دولة  يعتبر ذلك تأكيد دولي على حق الشعب الفلسطيني ويعكس دعما واسعا للقضية الفلسطينية في مواجهة عدوان الاحتلال الإسرائيلي وانتصار لعدالة القضية الفلسطينية.

وطالب حزب الوعي بضرورة وقف الحرب فورا والإعداد لمؤتمر دولي لإعمار غزة وأحياء مسار مفاوضات السلام وحل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس.

وأعرب حزب الوعي عن كامل تضامنه مع الشعب الفلسطيني في نضاله العادل من أجل حريته وحقوقه المشروعة.

وشدد الحزب علي أهمية استمرار الضغط الدولي لوضع حد للاعتداءات الإسرائيلية علي الأراضي الفلسطينية والوقف الفوري لإطلاق النار وفتح المجال أمام تحقيق سلام عادل وشامل يستند الي قرارات الشرعية الدولية.

من جانبه، أكد النائب اللواء طارق نصير، أمين عام حزب حماة الوطن، ووكيل أول لجنة الدفاع والأمن القومي بمجلس الشيوخ، ونائب رئيس البرلمان العربي، أن استضافة مصر قمة منظمة الدول الثماني النامية للتعاون الاقتصادي (D8) يعكس دورها المحوري ومكانتها كجسر للتواصل بين الدول النامية، في إطار تعزيز الحوار الإقليمي والدولي.

وأشاد نصير بخطاب الرئيس عبد الفتاح السيسي، الذي دعا خلال القمة إلى تخصيص جلسة خاصة لمناقشة الأوضاع في فلسطين ولبنان. وأكد أن هذه الدعوة تُظهر حرص مصر على التصدي للجرائم التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني الأعزل، وكذلك على تسليط الضوء على تداعيات الحرب في لبنان، والتي تعكس ازدواجية المعايير الدولية وانتهاك قرارات الشرعية الدولية والقانون الدولي لحقوق الإنسان.

وأوضح نائب رئيس البرلمان العربي أن استمرار هذه الحروب يهدد باستمرار التصعيد في المنطقة، ما قد يؤدي إلى تأثيرات سلبية تطال الجميع سياسيًا واقتصاديًا.

وأشار نصير إلى أن الرئيس السيسي لطالما حذر من اتساع رقعة الصراعات في المنطقة، لما تحمله من تهديد لأمن واستقرار العالم سياسيًا واقتصاديًا.

وطالب اللواء طارق نصير المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته والضغط على الاحتلال الإسرائيلي للالتزام بقرارات مجلس الأمن، ووقف فوري لإطلاق النار في غزة ولبنان، والدخول في مفاوضات سلام، باعتبارها السبيل الوحيد لتحقيق السلام العادل والشامل وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.

مقالات مشابهة

  • حركة العدل والمساواة السودانية .. بيان بمناسبة الذكرى السادسة لثورة ديسمبر المجيدة
  • الحوثيون يرتكبون أكثر من 500 ألف حالة قتل وتسببوا بمقتل أكثر من 100ألف يمني خلال حروبهم السته.. تقرير جديد يكشف الملف الاسود للمليشيا .. عاجل
  • في ذكراها السادسة كيف تم إجهاض ثورة ديسمبر؟
  • كوريا الجنوبية: فشل محاولات تسليم رئيس البلاد وثائق محاكمته
  • سقوط صاروخ يمني وسط إسرائيل
  • حزب الوعي يرحب باعتماد الجمعية العامة قرارا يؤكد حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره
  • أسماء قيادات حوثية وشركات صرافة شملتها عقوبات الخزانة الأمريكية الأخيرة.. من هو المسئول الأول عن الأموال التي تصل الحوثيين من إيران
  • صديق المهدي: ثورة ديسمبر وحدت السودان وشعبه قادر على تجاوز المحنة الحالية
  • الحركة الشعبية / التيار الثوري الديمقراطي: ثورة ديسمبر عائدة ولو كره الفلول
  • محافظ تعز : محاولات الحوثيين اختراق الجبهات مصيرها الفشل