نائب رئيس مجلس الشورى: قطر من أكثر الدول تأثيرا في ميدان حوار الأديان والحضارات
تاريخ النشر: 25th, September 2023 GMT
أكدت سعادة الدكتورة حمدة بنت حسن السليطي نائب رئيس مجلس الشورى، أن دولة قطر تعتبر واحدة من أكثر دول العالم تأثيرا في ميدان الحوار والتواصل بين اتباع الأديان والحضارات، وهو ما هيأ لها تحقيق الوئام المجتمعي الداخلي بين المقيمين في الدولة من مختلف الجنسيات، الأمر الذي جعل مؤتمرات حوار الأديان وتحالف الحضارات التي تنظمها تحظى بدعم شعبي.
جاء ذلك خلال مداخلة لسعادتها، اليوم، في اجتماع رؤساء مجالس الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي الذي عقد عبر تقنية الاتصال المرئي ، لبحث ودراسة سبل منع الاعتداءات المتكررة على المصحف الشريف.
وقالت سعادتها "إن دولة قطر أصدرت العديد من اللوائح والقوانين التي تكافح التمييز والكراهية والأعمال التي تفضي إلى إثارة النعرات العنصرية، كما استضافت عددا من المؤتمرات والفعاليات في حوار الأديان وتحالف الحضارات، وأنشأت المراكز واللجان المعنية بها، وأطلقت مبادرات لجوائز عالمية لها".
وأوضحت أن العقدين الأخيرين شهدا تنامي وتيرة النزاعات الداخلية والعنف الديني والعرقي في العديد من الدول.. مشيرة إلى أن أكثر من 50 دولة في العالم شهدت مواجهات دامية استهدفت الأقليات الدينية والعرقية.
وطالبت سعادة نائب رئيس مجلس الشورى، المجتمع الدولي بضرورة السعي الحثيث للبحث عن سبل لتجريم الممارسات التي تؤدي إلى هذه الأعمال الإجرامية، من خلال سن تشريعات دولية وآليات تنفيذ فاعلة.
وأعربت سعادتها عن الأسف لتعثر مساعي استصدار تشريع دولي يجرم ازدراء الأديان والمساس بالرموز الدينية، بسبب تباين مواقف دول العالم حول المفاضلة بين إعلاء قيمة حرية التعبير والحريات الفردية وبين الحق في حرية العقيدة وحماية المقدسات والرموز الدينية.
ونوهت بتقديم دول وحكومات ومنظمات إسلامية عديدة مبادرات ومقترحات لتحقيق التوازن بين تجريم ازدراء الأديان والإساءة للمقدسات الدينية وبين حماية الحريات الأساسية للإنسان.
وأشارت، على سبيل المثال، إلى مساعي مجلس الشورى لتقديم بند طارئ في جدول أعمال الجمعية العامة الـ 146 للاتحاد البرلماني الدولي الذي عقد في مملكة البحرين في مارس الماضي، حول تجريم ازدراء الأديان.
ودعت إلى عدم اليأس من استصدار قوانين أو تشريعات دولية بتجريم كراهية المسلمين والإساءة للمقدسات والرموز الدينية الإسلامية. وقالت: "إننا كبرلمانيين يقع على عاتقنا حفظ وحماية المسلمين وغير المسلمين وحفظ مقدساتنا ورموزنا الدينية في كل مكان، وخاصة في مجتمعاتنا وتعزيز ما يقوي وحدتها وتماسكها، ونبذ ما يهدد بقاءها من نزاعات واختلافات وحروب دينية وعرقية".
كما حثت سعادة الدكتورة حمدة بنت حسن السليطي جميع البرلمانيين على رفض ازدراء الأديان والإساءة للمقدسات الدينية، ووضع الضوابط والحلول التي تمنع وسائل التواصل الاجتماعي من إثارة النعرات أو الفتن.
واستطردت قائلة "يمكننا كبرلمانيين مسلمين أن نطالب باستصدار قانون دولي يجرم كراهية المسلمين (الإسلاموفوبيا)، بدلا عن ازدراء الأديان، لأن هنالك دولا تهتم بحرية التعبير أكثر من حرية التعبد واعتناق العقيدة، وأنهم يهتمون بتجريم خطاب الكراهية والعنصرية أكثر من تدنيس المقدسات والرموز الدينية".
واقترحت سعادتها خلال مداخلتها على اتحاد مجالس الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي أن تقوم مجالسها التشريعية بالتواصل والتنسيق بين البرلمانات العربية والإسلامية للاتفاق على استصدار بيان مشترك، موجه إلى الأمين العام للأمم المتحدة يتضمن إدانة واستنكار الأعمال الاستفزازية التي يقوم بها المتطرفون في عدد من الدول الأوروبية، والمتمثلة في حرق المصحف الشريف، وإهانة مشاعر وقيم المسلمين الذين يمثلون ربع سكان المعمورة، بذريعة حرية التعبير.
وإلى جانب ذلك، طالبت بأن يتضمن البيان تأكيدا على أن هذه الأعمال الإجرامية تغذي خطاب الكراهية وتتنافى تماما مع كافة القوانين والأعراف والمواثيق الدولية وحقوق الإنسان، مع مطالبة الأمين العام للأمم المتحدة بالسعي لدى الأجهزة الأممية المختصة لاستصدار قانون دولي يجرم أي فعل أو قول أو سلوك من شأنه كراهية ومعاداة المسلمين، والتمييز ضد أية طائفة دينية محددة، أو الإساءة بالرأي أو التعبير لأي رمز ديني مقدس، تحت ذريعة حرية التعبير.
كما طالبت سعادتها ضمن اقتراحاتها بتشكيل وفد برلماني عربي وإسلامي للقيام بزيارات لبرلمانات الدول الأوربية لبيان مدى الاستياء الشعبي في البلاد الإسلامية، الأمر الذي يثير مشاعر الكراهية، وربما حالات العنف الأمر الذي يسعى الجميع لتجنبه، والسعي دوما لمد جسور التواصل بين المجتمعات.
وفي الإطار ذاته، وضمن مقترحات التعاون مع المنظمات والمؤسسات الدينية في العالم، دعت سعادتها إلى توجيه نداء لاتحاد علماء المسلمين والاتحاد العالمي للكنائس، ومراكز حوار الأديان والحضارات في الدول الإسلامية، لاتخاذ التدابير اللازمة لمنع حدوث مثل هذه الأعمال الاستفزازية إلى جانب تشكيل وفد عربي إسلامي مشترك من عدة دول لمقابلة الجهات والشخصيات ذات الثقل الديني حول العالم لبيان مدى استياء الشعوب الإسلامية من مثل هذه التصرفات.
المصدر: العرب القطرية
كلمات دلالية: قطر مجلس الشورى منظمة التعاون الإسلامي ازدراء الأدیان حوار الأدیان حریة التعبیر مجلس الشورى
إقرأ أيضاً:
رئيس مجلس النواب يدعو لإصدار قوانين تدعم فلسطين وتمنع تهجير اهل غزة
بغداد اليوم -
اكد رئيس مجلس النواب الدكتور محمود المشهداني، اليوم السبت ، وقوف العراق عموما ومجلس النواب خصوصاً مع الأشقاء في فلسطين وغزة ما قبل السابع من أكتوبر وأثنائها، منوهاً إلى ان العراق ما زال معهم وهم بالقلب.
واقترح الرئيس المشهداني خلال كلمته عدداً من الآليات لنصرة القضية الفلسطينة منها تشريع البرلمانات العربية لقوانين ترفض تهجير أهل غزة إلى جانب قوانين اخرى تمنح الدعم العاجل للأشقاء .
وفيما يلي نص كلمة سيادته اثناء المؤتمر ...
السادة رؤساء البرلمانات ومجالس النواب العرب
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وبعد
خير ما أبتدئ به أمامكم، ما يكون خط الهدف لي ولكم، قبل كل هدف، قوله صلى الله عليه وسلم:“ المسلم أخو المسلم، لا يظلمه ولا يسلمه، ومن كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه كربة من كرب يوم القيامة، ومن ستر مسلما ستره الله يوم القيامة..”
وإذا كنا نحن هاهنا في هذه القاعة جميعا أولياء بعض لقوله جل جلاله: (والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض)، فنحن أولياء الدم وأولياء الهدم وأولياء الردم وأولياء اللحم لأهلينا في غزة وفلسطين، مثلما نحن أولياء كل من تعرض لعدوان الصهاينة ومن ناصرها ومن استنصرت به، نعرفهم جميعا في لحن القول، حيث دمنا مستباح منهم ودورنا مستباحة منهم، ولا يرقبون في مؤمن منا إلا ولا ذمة.
وكيف بنا ونحن في وقوفنا اليوم سواسية في عِظم جهود وتعاظم آليات دعم الفلسطينين في أراضيهم، وقد أريد بهم التهجير والترحيل والتخذيل والهوان، وهذه فلسطين أمانتنا جميعا حكاما ومحكومين.
ولعلني أقترح عليكم الخطوات والآليات التالية من كوننا في العراق عموما ومجلس النواب خصوصا كنا أهل النصر لفلسطين وغزة منذ ما قبل السابع من أكتوبر وأثنائها وما زلنا معهم بالقلب والقالب مثلما أنتم معهم ولا شك باليد واللسان والقلب:
أولا: إصدار قوانين تشريعية موحدة ترفض بالكلية نقل كل أو جزء من أهل غزة من غزة أو من فلسطين للأردن ومصر أو أي دولة أخرى
ثانيا: إصدار قوانين تفرض تجريما تشريعيا وقانونيا على الدول والشركات بما فيها شركات التكنولوجيا والذكاء الصناعي التي تساهم في استهداف أهل غزة وفلسطين على ما ثبت أخيراً من استعانة الكيان الصهيوني بخبرة دول وخبرة شركات ذكاء صناعي لتقديم بنوك أهداف لها في الحرب على غزة.
ثالثا: تعزيز إصدار برلمانات الدول العربية لتشريعات تسهل تقديم العون العاجل المادي والمعنوي ونحن على ابواب رمضان لغزة وترتيب إدخال المساعدات لقطاع غزة بالتعاون مع الدول المجاورة وتسهيل خروج الجرحى لعلاجهم بتعاون عربي إسلامي
رابعا: إنشاء صندوق عربي إسلامي استثماري لدعم إعادة اعمار غزة والضفة والاستثمار فيهما وتعزيز السيادة على القدس الواحدة الموحدة شاء من شاء وأبى من أبى
خامسا: توفير البرلمانات العربية منحا عاجلة وآجلة لغزة وعموم الضفة من خلال تقديم تشريعات وقوانين لحكوماتها تلزمها بجمع المنح هذه
سادسا: العمل البرلماني على تعزيز عمل الأونروا واللجوء للأمم المتحدة لكي ترفض إيقاف عملها كما يقترح الكيان الصهيوني
سابعا: العمل على تعزيز الاقتصاد المحلي لغزة والضفة من خلال دعم اقتصادي مباشر وغير مباشر يزيل الفقر من مناطق أهلنا ويضمن لهم عيشا كريما
ثامنا: إعفاء السلع المصنوعة في فلسطين والمزروعات من الضرائب والجمارك كليا دعما لإنتاجهم وزراعتهم وحتى صيدهم البحري
تاسعا: تقديم تشريعات موحدة من البرلمانات العربية لتجريم التطبيع الكلي أو الجزئي دبلوماسيا واجتماعيا وسياسيا وامنيا واقتصاديا وثقافيا مع الكيان الصهيوني إلا بإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف
عاشرا: حث برلمانات الدول الإسلامية على مثل ذلك لاتخاذ موقف واحد موحد لدعم الفلسطينيين في أراضيهم
...
...
السادة الحضور
كلكم طرحتم وستطرحون معي آليات لدعم الفلسطينيين في أراضيهم ودعم صمودهم ولعلني هاهنا أذكركم بقوله صلى الله عليه وسلم:"مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى"
لا أملك إلا هذا الحديث كي نعمل معا من أجل فلسطيننا وقدسنا وغزتنا وزيتونتنا الفلسطينية التي يكاد سنا زيتها يضيء كاتبا : النصرة النصرة يا أمتنا
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
المكتب الإعلامي
لرئيس مجلس النواب