السفارة اليابانية: ليبيا بلد صديق ونسعى لتوطيد العلاقات
تاريخ النشر: 25th, September 2023 GMT
رحب ماساكي أماديرا، القائم بالأعمال الياباني المنسق الخاص إلى ليبيا، بعامر خليفة ابريدان عبد الواحد، الدبلوماسي الليبي – وهو شاب واعد، قام بتأبين ضحايا الكارثة قبل سفره إلى اليابان، حيث سيشارك في برنامج التدريب الخاص بالدبلوماسيين والموظفين الحكوميين الشباب في اليابان لمدة 8 شهور.
أضافت السفارة في بيان “سيتعلم عامر اللغة اليابانية ناهيك عن معارفها وخبراتها وثقافتها.
المصدر: صحيفة الساعة 24
إقرأ أيضاً:
أغنية "الكلمات" وأغنية "مرة واحدة يا صديق"
محمد بن أنور البلوشي
للموسيقى طريقة عميقة في لمس الروح، وبالنسبة لي، هناك مغنيان يحتلان مكانة خاصة في قلبي. عندما أستمع إلى الأغاني والموسيقى العربية، فإن أول اسم يتبادر إلى ذهني هو الأسطورة ماجدة الرومي. وعلى الجانب الآخر، عندما أغوص في الأغاني البلوشية، فإن المغني الذي يأسرني دائمًا هو نورل البلوشي.كلاهما يتمتعان بأصوات فريدة وأساليب مميزة وقدرة سحرية على التواصل بعمق مع جمهورهما.
ما زلت أتذكر بوضوح أول مرة استمعت فيها إلى ماجدة الرومي. كان ذلك في عام 1991، عندما كنت طالبًا في المدرسة في الخوض. وفي إحدى الأمسيات التي لا تُنسى، قدمني صديقي، الذي كان يدرس في الكلية التقنية في الخوير، إلى صوتها الآسر. كنا ندرس اللغة الإنجليزية معًا في معهد بوليغلوت، الذي كان يقع بالقرب من دوار وادي عدي. كان صديقي يمتلك سيارة وغالبًا ما كان يعطيني توصيلة إلى المنزل.
في تلك الأمسية، وبينما كنا عائدين من الصف ونسير في الشوارع الهادئة، قام بتشغيل شريط الكاسيت في سيارته. ما ملأ الأجواء كان أغنية لم أسمع مثلها من قبل إنها أغنية "كلمات" لماجدة الرومي. كان اللحن مذهلًا، والإيقاع مريحًا، وصوتها كان سحرًا خالصًا.
عرفت لاحقًا أن كلمات الأغنية كتبها الشاعر الأيقوني نزار قباني، الذي تحمل كلماته عمقًا عاطفيًا يتردد صداه في كل مستمع. كانت تلك اللحظة بداية حبي لموسيقى ماجدة الرومي.
بالأمس فقط، حضرت اجتماع عمل في الخوير، وبينما كنت أقود سيارتي عبر الطرقات المألوفة، عادت بي الذكريات إلى تلك الأمسية في عام 1991. كان الحنين جارفًا. أغنيات مثل "كلمات" تمتلك جودة خالدة، تنقلك إلى عالم آخر وتعيدك إلى روحك. إنها تقدم إحساسًا بالاسترخاء ووقفة ضرورية من فوضى الحياة اليومية.
وبالمثل، يعود ارتباطي بـ نورل البلوشي إلى عام 1987، عندما كنت طالبًا في مدرسة بولاية محضة، في البريمي. كانت تلك أيامًا خالية من الهموم مليئة باللحظات التي لا تُنسى، وكانت سيارة والدي الزرقاء من نوع تويوتا كريسيدا جزءًا كبيرًا من طفولتي.
في تلك السيارة، سمعت لأول مرة صوت نورل البلوشي الساحر. الأغنية كانت بعنوان "يك برء دوست" (مرة واحدة يا صديق)، وهي تحفة تركت انطباعًا دائمًا في ذاكرتي.
كانت كلمات الأغنية، التي كتبها الشاعر الراحل "مراد ساحر"، رحلة شعرية في حد ذاتها. تم اختيار كل كلمة في اللغة البلوشية بعناية فائقة، لترسم صورًا حية للطبيعة والاتصال الإنساني. وجلب صوت نورل الأغنية إلى الحياة، ونسج لحنًا بدا وكأنه يندمج مع الكون نفسه—مع الرياح، والأنهار، والجبال، والطيور، والقمر، والنجوم. وكأنه لم يكن فقط يغني بل يتوحد مع العالم من حوله.
كلا ماجدة الرومي و نورل البلوشي لديهما قدرة مذهلة على تجاوز اللغة والثقافة، والوصول إلى قلوب مستمعيهما. سواء كان ذلك أناقة ماجدة في الغناء العربي أو روحانية نورال في الألحان البلوشية، كلاهما يشتركان في موهبة فريدة في رواية القصص من خلال الموسيقى. وكما قال نزار قباني بحق: "المغنون هم أصواتنا، ونحن مجهولون بدونهم."
في الحقيقة، هؤلاء الفنانين ليسوا مجرد مغنين بل أوعية للمشاعر والتاريخ والثقافة. إنهم يجلبون الشعر إلى الحياة بطرق لا تستطيع الكلمات وحدها تحقيقها. أداء ماجدة لأغنية "كلمات" يجعلك تفكر في قوة الحب والحنين، بينما تذكرك أغنية نورل "يك برء دوست" بجمال البساطة والاتصال.
الموسيقى من هذا النوع تصبح جزءًا من هويتك، ترافقك عبر فصول حياتك. وعندما أنظر إلى تلك اللحظات مساء عام 1991، عندما سمعت صوت ماجدة الرومي لأول مرة، ورحلة عام 1987 عندما لامست أغنية نورل، أدرك السحر الدائم للموسيقى العظيمة. هذه الأغاني ليست مجرد ألحان؛ إنها ذكريات، ومشاعر، وقصص تشكل من نحن.
كل من ماجدة ونورل، بطريقتهما الفريدة، لا يزالان يلهمانني ويمنحاني السكينة، مما يخلق جسرًا بين الماضي والحاضر. موسيقاهما، مثل شعر نزار قباني ومراد ساحر، تبقى خالدة، لتثبت أن الفن العظيم لا يختفي؛ بل يصبح أكثر عمقًا مع مرور الزمن.