هل المواطن يهتم بانتخابات الشورى؟
تاريخ النشر: 25th, September 2023 GMT
حيدر بن عبدالرضا اللواتي
haiderdawood@hotmail.com
عُمان مُقبلة خلال أسابيع على إجراء انتخابات مجلس الشورى للفترة العاشرة لأعماله التي انطلقت في بداية الثمانينيات من القرن الماضي، عندما كان المجلس يطلق عليه اسم "المجلس الاستشاري للدولة"؛ وذلك قبل أن تصدر مراسيم سلطانية أخرى بتحويله إلى مجلس الشورى، لتُجرى لاحقًا العملية الانتخابية الورقية لاختيار الأشخاص المؤهلين لعضوية المجلس.
وكانت الانتخابات تَعّدُ من الأحداث المهمة في وقتها قبل أن تتراجع وتيرة إشعاعها في الوقت الحالي نتيجةً لعدد من الأسباب التي تدعو بعض الناخبين لعدم الاكتراث بها، بسبب التحديات التي يُعاني منها المواطن في حياته الاجتماعية اليومية دون تدخل حاسم وفاعل لمجلس الشورى فيها، ولأنَّ الجهات الحكومية لا تأخذ عادة بتوصيات واقتراحات مجلس الشورى.
فهل يا تُرى يهتم الناخبون بالبرامج الانتخابية التي يقدمها بعض المُرشَّحين لعضوية مجلس الشورى للفترة المقبلة التي سيبدأ التصويت فيها يوم 29 أكتوبر المقبل؟
من خلال بعض متابعاتي لهذا الموضوع، أجدُ أن القناعات لدى الأشخاص الراغبين في عملية التصويت ما زالت تنحصر في الاختيار القائم على أسس قبلية، وليس وفق إمكانات وكفاءات الأشخاص المُرشَّحين، كما يعتمد الأمر حتى اليوم على مدى علاقات الناخبين بالمُرشَّح ومدى قربه منهم، بغض النظر عن مدى كفاءته وقدرته وأهميته، وما إذا كان مُؤهلًا للدخول لهذا البرلمان من عدمه.
وقبل الخوض في ذلك، نؤكد أنَّه من الضروري أن يهتم الناخبون باختيار الشخص المناسب في الانتخابات ليكون خير ممثل لهم في مجلس الشورى، مثل أن يتحلى الشخص المُرشَّح للمجلس بالمسؤولية أولًا، وأن يكون مُسلحًا بالعلم والمعرفة، وثانيًا مُلِمًا ببعض اللغات الأجنبية الأخرى، بجانب قدرته على التحليل والفهم والإدراك والمشاركة في قضايا مجتمعه ومتابعته للقضايا المحلية والإقليمية والدولية. وهذه قضايا مهمة يجب إدراكها قبل التصويت؛ فحياتنا أصبحت مرتبطة مع الآخرين، فما يحصل في العالم من أحداث وتغيرات نتأثر بها جميعاً في محيطنا اليومي، وعلينا فهمها واستيعابها من أجل وضع الحلول المناسبة لها، خاصة إذا كانت متعلقة بمجتمعاتنا؛ سواء كانت تتعلق بالأوضاع السياسية أو الاقتصادية أو الاجتماعية، الأمر الذي يتطلب من الناخب فهمه قبل عملية التصويت.
عضو مجلس الشورى أو أي عضو آخر مرشح لعضوية مؤسسات المجتمع المدني تقع عليه مسؤولية كبيرة تجاه قضايا مجتمعه ووطنه بشكل عام، وبالتالي على الناخبين اختيار الأكفأ والأعلم والأقدر في القائمة، بحيث يمكن له تمثيل مجتمعه بكل كفاءة ونجاح من أجل توصيل أصواتهم وقضاياهم إلى الجهات المعنية، في الوقت الذي يتطلب فيه من المؤسسات الحكومية الأخذ بالآراء والاقتراحات والتوصيات التي ترد إليها من المجلس، وبذلك سوف يزيد من نشر العدالة والمساواة بين أفراد المجتمع الواحد، وفي نفس الوقت يمكن مقاضاة ومعاقبة الفاسدين الذين يُسيؤون في حق المجتمع وينتهكون القوانين والتشريعات. وهنا يجب أن يحرص المجتمع على تحقيق هذا المطلب بحيث نستطيع توصيل الشخص المناسب إلى المكان المناسب.
اليوم.. تتزايد الحملات الدعائية للمُرشَّحين من خلال أحاديثهم في وسائل التواصل الاجتماعي ومن خلال الجلسات التي يعقدونها في بعض السبلات والأندية لهذا الغرض، في الوقت الذي نجد فيه أن أعدادهم أصبحت كبيرة على مستوى كل ولاية. فعلى سبيل المثال هناك اليوم 14 مُرشَّحا عن ولاية مطرح التي أنتمي إليها، فيما المطلوب اختيار عضوين فقط؛ الأمر الذي يتطلب بذل جهد كبير منهم لإقناع الناخب بالحصول على صوته، في الوقت الذي نؤكد فيه أن العملية الانتخابية سوف تعتمد على مدى اقتناع الناخب بالشخص الذي يراه مُناسبًا وفق رؤيته وليس على مدى كفاءته، مع التركيز على الشخص الذي يأتي من قبيلته أولًا، ومن ثم يتم الاختيار وفق المعايير الأخرى مثل العلم والكفاءة والفهم والإدراك للشخص المُرشَّح لهذه العملية.
تلك معضلة يجب إدراكها في مثل هذه الانتخابات ووضع الحلول لها، بحيث لا تبقى عالقة في أذهان الأجيال المقبلة بسبب التغيرات التي تحصل في المجتمع والعالم أجمع.
هناك اليوم العشرات من التحديات التي تواجه المجتمع العماني والتي يتطلب من المجلس الجديد التركيز عليها في مناقشاته وأطروحاته. وتأتي مُشكلة الباحثين عن عمل، وتدني الرواتب، والمُسرَّحين من أعمالهم، وإيجاد السكن المناسب للعمانيين وغيرها من القضايا الاجتماعية والاقتصادية الأخرى في مُقدمة تلك القضايا؛ الأمر الذي يتطلب التركيز عليها لوضع الحلول المناسبة لها ليعيش الجميع في عز واحترام وتقدير.
رابط مختصرالمصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
بمشاركة نائب رئيس مجلس الشورى.. انطلاق قمة رؤساء برلمانات مجموعة العشرين في البرازيل
انطلقت أعمال القمة العاشرة لرؤساء برلمانات الدول الأعضاء في مجموعة العشرين (P20)، التي يستضيفها الكونغرس الوطني في جمهورية البرازيل الاتحادية, بمدينة برازيليا وبالتعاون مع الاتحاد البرلماني الدولي, تحت عنوان" البرلمانات من أجل عالم عادل وكوكب مستدام", وذلك بمشاركة وفد مجلس الشورى برئاسة معالي نائب رئيس مجلس الشورى الدكتور مشعل بن فهم السُّلمي, وبمشاركة رؤساء برلمانات دول أعضاء مجموعة العشرين والدول المدعوة للمشاركة.
ورحب رئيس الكونغرس الوطني في جمهورية البرازيل الاتحادية في كلمة افتتح بها أعمال القمة العاشرة لرؤساء برلمانات الدول الأعضاء في مجموعة العشرين بجميع وفود دول مجموعة العشرين المشاركين في القمة , منوهًا بأهمية المضامين التي يحملها العنوان الرئيس للقمة "البرلمانات من أجل عالم عادل وكوكب مستدام" والأهداف المرجوة منها .
أخبار متعلقة "التجارة" تضبط مستودعًا لغش العطور.. وتصادر 500 ألف عبوة مجهولة المصدرأكثر من 100 ألف مستفيد من حملة التوعية بسرطان الثدي في الباحةوفي كلمة له خلال القمة أعرب معالي نائب رئيس مجلس الشورى الدكتور مشعل بن فهم السُّلمي عن شكره الجزيل للبرلمان البرازيلي على كرم الضيافة وحسن الاستقبال، مثمنًا عاليًا إطلاق البرازيل التحالف العالمي لمكافحة الجوع والفقر، خلال القمة السابقة لمجموعة العشرين.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } بمشاركة نائب رئيس مجلس الشورى.. انطلاق قمة رؤساء برلمانات مجموعة العشرين في البرازيلمكافحة الجوع والفقروبين معاليه أن المملكة العربية السعودية انضمت إلى التحالف العالمي لمكافحة الجوع والفقر في شهر مايو الماضي 2024م ، وستستضيف مؤتمر الأمم المتحدة حول الأراضي والجفاف في شهر ديسمبر المقبل في مدينة الرياض.
كما عرض معالي الدكتور مشعل السُّلمي أمام القمة نموذج المملكة في مكافحة الفقر والجوع على المستوى الوطني والدولي، مشيرًا إلى أن الحكومة أصدرت مجموعة من القرارات بشأن الفقر والجوع , فيما سن مجلس الشورى تشريعاتٍ تعالج مكافحة الفقر والجوع وعدم المساواة والتي وفرت شبكة أمان اجتماعي تمثلت في برامج الدعم الحكومي وبرامج التأمين الاجتماعي والدعم الخاص بسوق العمل وإنشاء بنك التنمية الاجتماعية ومساهمة الجمعيات الخيرية.
وأكد معاليه أن المملكة حرصت على رعاية وتنمية العمل الخيري والإنساني وتطويره، مشيرًا إلى ما قدمته خلال الفترة من عام 1975 إلى عام 2024 من مساعدات إنمائية تقارب 133 مليار دولار شملت 171 دولة حول العالم ونُفّذ بها أكثر من 7090 مشروعًا إنسانيًا وإغاثيًا وتنمويًا، كما يعمل مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية حاليًا على أكثر من 1700 مشروع لمكافحة الجوع والفقر حول العالم.
وأما عن جهود المملكة في مكافحة عدم المساواة أوضح معاليه في كلمته أمام القمة أن المملكة العربية السعودية انضمت لاتفاقية منظمة العمل الدولية رقم (100) الخاصة بمساواة العمال عن العمل ذي القيمة المتساوية، وانضمت كذلك لاتفاقية رقم (111) الخاصة بالتمييز في الاستخدام والمهنة، وتمنع قوانين المملكة كل تمييز في الوظائف والأجور بين الرجل والمرأة في العمل، ولذلك ارتفعت نسبة مشاركة المرأة في سوق العمل إلى37% في العام 2023 متجاوزة بذلك النسبة المتوقعة لها حسب رؤية المملكة 2030م.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } بمشاركة نائب رئيس مجلس الشورى.. انطلاق قمة رؤساء برلمانات مجموعة العشرين في البرازيل
وأضاف معاليه أن المملكة قامت بتقديم الإغاثة العاجلة للشعب الفلسطيني في غزة بمبلغ 187 مليون دولار، إضافة إلى تقديمها مساعدات تنموية، وإنسانية عامة بلغت مليار وستمائة مليون دولار.تعزيز التنمية المستدامةوأكد معالي نائب رئيس مجلس الشورى أن المملكة قامت بجهود كبيرة على المستوى السياسي دعت خلالها إلى قمة عربية إسلامية استثنائية في مدينة الرياض في يوم 11 نوفمبر 2023 م، وأطلقت التحالف العالمي لتنفيذ حل الدولتين بالشراكة مع الدول العربية والإسلامية والاتحاد الأوروبي ومملكة النرويج واستضافت أول اجتماع للتحالف في مدينة الرياض بتاريخ 30 أكتوبر 2024 م، وأعلنت عن قمة عربية إسلامية استثنائية مشتركة ستعقد في مدينة الرياض بتاريخ 11 نوفمبر 2024 م، مبينًا أن كل هذه الجهود هدفها وقف إطلاق فوري للنار وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي وتقديم الإغاثة للشعب الفلسطيني وإقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها مدينة القدس الشرقية وفقًا لقرارات مجلس الأمن الدولي.
يشار إلى أن القمة ناقشت ضمن جدول أعمالها عددًا من الموضوعات الهامة مثل "مساهمة البرلمانات في مكافحة الجوع والفقر وعدم المساواة"، و"دور البرلمانات في تعزيز التنمية المستدامة"، و"تكييف البرلمانات في مجال بناء الحوكمة العالمية مع تحديات القرن الـحادي والعشرين".
كما قدمت الدكتورة إيمان الجبرين عضو مجلس الشورى ورقة عمل في جلسة زيادة تمثيل المرأة في أماكن صنع القرار: شرحت فيها نموذج المملكة في تمكين المرأة.
وضم وفد المجلس برئاسة معالي نائب رئيس مجلس الشورى الدكتور مشعل بن فهم السُّلمي , عضو مجلس الشورى الدكتورة إيمان بنت عبدالعزيز الجبرين , وعضو مجلس الشورى الأستاذ يزيد بن محمد التويجري , وعددًا من المسؤولين في المجلس.