5 نقاط بارزة لدورة الألعاب الآسيوية بالصين
تاريخ النشر: 25th, September 2023 GMT
تشو شيوان **
انطلقت دورة الألعاب الآسيوية الـ19 في هانغتشو الصين مساء السبت الماضي في إستاد مركز الألعاب الأولمبية في هانغتشو، وخلال حفل الافتتاح أبهر العرض الجمهور لما فيه من تفاصيل وتقنيات متطورة؛ حيث تم ربط حفل الافتتاح وأداء حفل الافتتاح بأكمله بالماء، ويتمحور حول "التيار"؛ مما يعكس تيار ازدهار النمط الوطني، ويُظهر التفاعل والدمج بين الصين وآسيا والعالم في العصر الجديد.
وخلال حفل الافتتاح قام أكثر من 100 مليون "حامل شعلة رقمي" بإشعال المرجل مع حاملي الشعلة، وهو يعد أول شكل من نوعه لمراسم إشعال في تاريخ الألعاب الآسيوية. تتواصل دورة الألعاب الآسيوية في هانغتشو لمدة 16 يومًا، وتم تخصيص 40 رياضة و61 تخصصًا و481 مسابقة بمشاركة أكثر من 12 ألف رياضي، مسجلًا بذلك رقمًا قياسيًا من حيث عدد المشاركين في تاريخ الألعاب الآسيوية، كما ستقام بعض المنافسات لدورة الألعاب الآسيوية في مدن نينغبوه وونتشو وهوتشو وشاوشينغ وجينهوا فضلًا عن هانغتشو، وتتمتع الألعاب الآسيوية هذه المرة بالعديد من النقاط البارزة..
أولًا: وقبل كل شيء، يعد هذا إنجازًا آخر لدعم الصين المستمر ومساهمتها في الحركة الأولمبية الآسيوية، ففي عام 1990، استضافت الصين دورة الألعاب الآسيوية في بكين للمرة الأولى، مما شكل سابقة لاستضافة أحداث رياضية دولية واسعة النطاق، وفي عام 2010، استضافت الصين دورة الألعاب الآسيوية في قوانغتشو مرة أخرى. وبعد ثلاثة عشر عامًا أصبحت هانغتشو المدينة المضيفة الجديدة لدورة الألعاب الآسيوية، وسواء كانت الصين دولة نامية كبرى قبل 33 عامًا، أو ثاني أكبر اقتصاد في العالم قبل 13 عامًا، أو المحرك القوي للاقتصاد العالمي اليوم، فإن الصين لم تنس أبدا مسؤولياتها الاجتماعية كدولة رئيسية في آسيا والعالم، وتدعم شعوب آسيا في تقوية صحتهم وتعزيز لياقتهم البدنية والعقلية.
ثانيًا: يمثل هذا الحدث فرصة جديدة لعرض المظهر الجديد للبناء في الصين وتعزيز التبادلات بين الشعوب في آسيا. وبعد ثلاث سنوات من تفشي وباء كورونا وحظر وسائل النقل وتوقف التبادلات عبر الحدود تمامًا، تمثل دورة الألعاب الآسيوية في هانغتشو أول تبادل ثقافي دولي واسع النطاق ومحرر بالكامل، وهذه هي المرة الأولى التي تستقبل فيها هانغتشو عشرات الآلاف من الضيوف ومجموعة ضخمة من ضيوف الدولة من عشرات الدول والمناطق، خصوصًا بعد استضافة هانغتشو لقمة مجموعة العشرين قبل عامين، اضطلعت هانغتشو مرة أخرى بالمهمة الشاقة المتمثلة في دبلوماسية المدينة والدبلوماسية المحلية للصين، كما تم بناء أكبر مسرح في الصين لعرض صورة الصين الخارجية وتعزيز التبادلات وجها لوجه بين شعوب مختلف البلدان.
ثالثًا: هذا كرنفال للرياضيين الآسيويين، وتفاعل ودي يتجاوز النزاعات الجغرافية، وأحدث استجابة لمبادرة بناء مجتمع مصير مشترك للبشرية. إن "الرياضة بلا حدود" تشكل قيمة ومفهومًا مهمين في الألعاب الأوليمبية. ومن المؤسف أن الأزمة الأوكرانية التي استمرت لمدة عام ونصف العام أثرت بشكل كبير على التبادلات والمنافسات الرياضية الأوروبية، الأمر الذي جعل الرياضة أداة مفيدة، وقد استقطبت دورة ألعاب هانغتشو الآسيوية ممثلين من مختلف البلدان والمناطق الآسيوية، حيث اجتمع في هانغتشو الرياضيون والمدربون والمسؤولون والمتفرجون والإعلاميون من مختلف ألوان البشرة واللغات والمعتقدات والعادات للتواصل على قدم المساواة وتبادل المعرفة وتقدير بعضهم البعض.
رابعًا: تعد ألعاب هذا عرضًا واقعيًا لبناء الحضارة الإيكولوجية (البيئية) ونموذج الحوكمة في الصين؛ الأمر الذي سيمكِّن المزيد من الدول الآسيوية من تقدير "الحلم الصيني" وتكريس نفسها لبناء أحلام تنميتها، وتشجيانغ متميزة في مجال التنمية المتكاملة للمناطق الحضرية والريفية في الصين. وقد احتل نصيب الفرد من الدخل المتاح لسكان الحضر المرتبة الأولى في البلاد لمدة 22 سنة متتالية وسكان الريف لمدة 38 سنة متتالية، وقبل دورة الألعاب الآسيوية وبعدها، تمكن عدد كبير من الضيوف الأجانب من الحصول على فهم أكثر شمولًا لمفاهيم التنمية والحوكمة والبيئة في الصين من خلال ما سمعوه وشاهدوه في تشجيانغ، واستلهموا ممارسات التحديث في الصين لاستكشاف مسار مناسب من أجل تنمية بلادهم.
خلاصة القول.. لقد كانت القيمة المهمة والأهمية الإيجابية لدورة الألعاب الآسيوية في هانغتشو واضحة للعيان، وسيتم التحقق من التأثيرات طويلة المدى بمرور الوقت، ونحن في الصين نبرهن للعالم بأن الصين دولة مسؤولة تجاه الرياضات العالمية ودائمًا ما تقدِّم كافة التسهيلات لاستضافة كبريات الألعاب العالمية بكل حب وود، ودائما ما تجعل الصين من الرياضة وسيلة أو دبلوماسية ناعمة لإيصال رسائل مفادها بأننا كبشرية مصيرنا مشترك، وأن الرياضة تجمعنا بعيدًا عن توجهات أو توجيهات سياسية أخرى، وهذا أهم ما يُميِّز الصين واستضافتها لدورة الألعاب الآسيوية.
** صحفي في مجموعة الصين للإعلام، ومتخصص في الشؤون الصينية وقضايا الشرق الأوسط والعلاقات الصينية- العربية
رابط مختصرالمصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
تعيينات جديدة بارزة لإدارة ترامب تعكس رؤيته المستقبلية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
في خطوة تجذب الأنظار نحو تشكيل فريقه الإداري، أعلن الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب عن سلسلة من الترشيحات القيادية التي تعكس رؤيته المستقبلية.
وتضم التعيينات الجديدة أسماء بارزة من خلفيات مهنية مختلفة، بما في ذلك الطب، الرياضة، والسياسة مما يفتح الباب لتنوع في الخبرات يهدف إلى تعزيز فعالية الإدارة الأمريكية المقبلة.. حسبما أفادت قناة "الحرة الأمريكية"
واختار الرئيس الأمريكي المنتخب ترامب، الدكتور مارتن مكاري، الجراح والكاتب لرئاسة إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA)،حيث يرى ترامب أن مكاري القائد القادر على إعادة تركيز الوكالة الأهم في تنظيم الأدوية، حيث تعهد مكاري بالعمل على إزالة التعقيدات البيروقراطية وضمان وصول العلاجات الطبية بسرعة وكفاءة للأمريكيين.
وضمن خطواته لتوسيع دائرة الكفاءات، رشح ترامب لوري تشافيز-دي ريمر، عضوة الكونجرس من ولاية أوريجون، لتولي منصب وزيرة العمل، وأشاد ترامب بتفانيها في دعم القوى العاملة الأمريكية، معربا عن تطلعه للعمل معها لخلق فرص جديدة للعمال الأمريكيين، وتوسيع برامج التدريب المهني فضلا عن زيادة الأجور وتحسين ظروف العمل.
وفي خطوة تحمل أبعادا غير تقليدية، عين ترامب لاعب كرة القدم الأمريكي السابق "سكوت تيرنر" وزيرا للإسكان والتنمية الحضرية.
كما رشح الرئيس الأمريكي المنتخب، المسؤول السابق بوزارة الخارجية، أليكس وونج، للعمل كنائب لمستشار الأمن القومي.
وذكر ترامب أن وونج، الذي شغل منصب نائب الممثل الخاص لكوريا الشمالية خلال الإدارة الأولى لترامب، ساعد في التفاوض على عقد قمتي مع زعيم كوريا الشمالية كيم جونج أون.
وتأتي هذه التعيينات وسط تحديات كبيرة تواجه القطاعات الداخلية المختلفة أو الخارجية، إلا أنها تحمل في طياتها فرصا لتغيير جذري في إدارة الصحة العامة، القوى العاملة، والتنمية الحضرية والعلاقات الخارجية.