بعد طمسه لوحة الترحيب باللاجئين.. رسامون يتحدون وزير الهجرة البريطاني
تاريخ النشر: 25th, September 2023 GMT
أصدر 50 من رسامي الكاريكاتير البريطانيين كتاب تلوين لتوزيعه على الأطفال اللاجئين بالمملكة المتحدة، في تحد لوزير الهجرة روبرت جينيريك الذي سبق وأمر بطمس جدارية عليها رسوم متحركة للأطفال في أحد مراكز اللجوء.
وكان جينيريك أصدر أمرا بضرورة طلاء جداريات ميكي ماوس وبالو الدب وشخصيات كرتونية أخرى مصممة للترحيب بطالبي اللجوء الأطفال في مركز استقبال مانستون في حي دوفر بمدينة كنت في يوليو/تموز الماضي، بدعوى "أنها تعطي انطباعا مبالغا بالترحيب".
وردا على قرار الوزير، تمكنت منظمة "ديغريز 38" الخيرية في بريطانيا من جمع تبرعات لطباعة وتوزيع ألف نسخة من كتاب التلوين الذي أعده رسامو الكاريكاتير البريطانيون تحت عنوان "مرحبا بكم في بريطانيا"، كدفعة أولى.
وقالت المنظمة، في تغريدة على منصة "إكس" (تويتر سابقا)، "عندما لا تتمكن من إعادة رسم اللوحة الجدارية التي طمستها وزارة الداخلية، لكن يمكنك استخدام قوتك الجماعية لمواجهة قسوتهم".
وأضافت، "شكرا لمؤيدينا الذين شاركوا في منح الأطفال الفارين من الحرب والاضطهاد الترحيب الحار الذي يستحقونه في بريطانيا. لا يزال بإمكانك أن تكون جزءا من المشروع: ساعدنا في توزيع الكتب على مزيد من الأطفال اللاجئين".
You can still be part of the project: help us distribute the books to more refugee children ???? https://t.co/0jHUDcz5AZ pic.twitter.com/ojhCHd8ckz
— 38 Degrees (@38degrees) September 23, 2023
ويضم الكتاب رسومات تصور جوانب متأصلة في الثقافة البريطانية، مثل وحش بحيرة لوخ نيس، وحافلات لندن، وحمير الشواطئ، والعائلة المالكة، والكعك الإنجليزي الشهير، وحيوانات كثيرة، بعضها تلعب كرة القدم.
وشارك في رسم الكتاب 50 من كبار رسامي الكاريكاتير في بريطانيا، منهم كوينتن بليك، ورالف ستيدمان، وكريس ريدل، وروس أسكويث، ونيكولا جينينغز، وتيري غيليام.
من جانبه، قال رسام الكاريكاتير وأحد المشاركين في تصميم الكتاب، غاي فينابلز، لوسائل إعلام بريطانية "شعرت بغضب عارم نتيجة قرار الحكومة تغطية الجدارية، فقررت مع رسامين آخرين أن نرد بشكل هادئ وإيجابي على قرار الحكومة بفكرة كتاب التلوين الذي يقدم الثقافة البريطانية للأطفال الوافدين حديثا كانت رائعة".
Something in the Guardian about our book project. https://t.co/Nv6jMZBsmD
— Guy Venables (@godfreychurch) September 22, 2023
من جانبه، قال الرئيس التنفيذي للمنظمة ماثيو ماكغريغور "كثيرون منا شعروا بالغضب والحزن وقلة الحيلة إزاء خبر تغطية الرسوم الكرتونية القاسي. وأردنا استخدام قوتنا الجماعية لمواجهة ذلك بإجراء إيجابي".
The people who chipped in to fund this colouring book are also sending a clear message to the government: give children arriving in this country, having fled war and persecution, the warm welcome to Britain they deserve. https://t.co/PVxmecAbty
— Matthew McGregor (@mcgregormt) September 23, 2023
وفي تغريدة أخرى قال "إذا كان لدى الحكومة أي قلب، فهذا هو الترحيب الذي كان يجب أن تقدمه للأطفال اللاجئين الذين يصلون إلى المملكة المتحدة. بدلا من ذلك، كان على عاتق بعض رسامي الكاريكاتير الأسطوريين إنتاج كتاب التلوين المذهل والمثير للقلب".
If the Govt had any heart, this is the welcome they'd put on for refugee children who reach the UK. Instead, it's been down to some legendary cartoonists to produce this amazing & heartwarming colouring book (paid for by hundreds of @38degrees supporters). https://t.co/7A6rRljR0t
— Matthew McGregor (@mcgregormt) September 22, 2023
وفي نوفمبر/تشرين الثاني 2022، افتتحت وزارة الداخلية البريطانية مركز استقبال مانستون في حي دوفر بمدينة كنت لرعاية الأطفال المهاجرين الذين وصلوا إلى البلاد دون ذويهم.
وبحسب السلطات، فإن المرافق تشمل غرفا مريحة لإجراء المقابلات ومساحات خارجية، كما تشمل غرفا للصلاة وبهو استقبال أكبر وإجراءات أمنية محسنة لضمان سلامة الأطفال.
وفي أغسطس/آب الماضي، كشفت منظمة "إنسان" الحقوقية المعنية بتوثيق الانتهاكات ضد اللاجئين عن احتجاز لاجئين أطفال في سجن يضم بالغين متهمين بارتكاب جرائم جنسية، مطالبة وزارة الداخلية البريطانية بإجراء تحقيق فوري في هذه القضية، والإفراج عن القاصرين.
وأفادت المنظمة، بأن عددا من اللاجئين الأطفال والقاصرين الذين وصلوا إلى المملكة المتحدة دون ذويهم، احتُجزوا بين السجناء البالغين الأجانب في سجن "إلملي" بمقاطعة "كينت"، والذي يضم أعدادا كبيرة من مرتكبي الجرائم الجنسية.
وشهدت بريطانيا ارتفاع عدد طلبات اللجوء المتراكمة إلى أكثر من 175 ألف طلب، بزيادة 44% على العام الماضي.
وفي يناير/كانون الثاني الماضي، اعترفت الحكومة البريطانية بفقدان 200 طفل من اللاجئين من أمام فنادق إقامتهم، وبشكل خاص في مقاطعة ساسكس جنوبي البلاد.
وأشارت وسائل إعلام محلية إلى تعرض هؤلاء الأطفال لعمليات اختطاف من عصابات الاتجار بالبشر، وهو ما نفته الحكومة بدعوى عدم وجود أدلة قطعية تؤكد ذلك، دون أن تكشف الحكومة في المقابل سبب الاختفاء.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: فی بریطانیا
إقرأ أيضاً:
دعوات تطالب وزير خارجية بريطانيا بتوضيح موقفه من الإبادة في غزة
طالبت أكثر من ثلاثين منظمة حقوقية وإغاثية بريطانية وزير الخارجية ديفيد لامي بتوضيح مفهومه للإبادة الجماعية والالتزامات القانونية المرتبطة بها في بريطانيا، وذلك مع تصاعد الضغوط بشأن تصريحاته المتعلقة بحرب إسرائيل على غزة.
وذكر موقع "ميدل ايست آي" أن الأسبوع الماضي شهد طلب أحد أعضاء البرلمان المحافظين من وزير الخارجية تأكيد أن "الإبادة الجماعية لا تحدث في الشرق الأوسط"، واعتبر أن استخدام مصطلح "الإبادة الجماعية" للإشارة إلى غزة "غير ملائم"، وقد أبدى لامي موافقته، مضيفاً: "هذا المصطلح استُخدم إلى حد كبير عندما فقد ملايين الأشخاص حياتهم في أزمات مثل رواندا، والحرب العالمية الثانية، والهولوكوست، واستخدامه الآن يقلل من جدية هذا المصطلح".
ويوم الثلاثاء، أكدت 37 منظمة، من بينها "كريستيان إيد" و"أكشن إيد يو كيه" و"المجلس العربي البريطاني للتفاهم" و"المساعدات الطبية لفلسطين"، أن تركيز لامي على أعداد الضحايا يشير إلى "فهم خاطئ خطير للجريمة"، وأضافوا أن اتفاقية منع ومعاقبة جريمة الإبادة الجماعية لا تستخدم المعايير العددية لتعريف الجريمة.
وفي رسالة مفتوحة، أشارت المنظمات إلى أن تصريحات لامي "أضافت غموضاً مزعجاً للغاية... في ضوء الفظائع الجماعية التي تُرتكب ضد المدنيين في غزة".
وكتبت المنظمات: "اختار وزير الخارجية تقويض القانون الدولي والإجابة بما يتعارض مع محكمة العدل الدولية، التي وجدت أن هناك احتمالًا معقولًا لوجود خطر إبادة جماعية".
وأشارت المنظمات إلى أن حكومة المملكة المتحدة مُلزمة، بناءً على قرار المحكمة في كانون الثاني / يناير، بالإقرار بوجود خطر محتمل لحدوث إبادة جماعية، ويجب عليها تأكيد التزامها باحترام أوامر المحكمة الدولية والقانون الدولي.
وقالت مديرة منظمة "العمل من أجل السلام والأمن للجنسين" إيفا تاباسام، والتي وقّعت على الرسالة، إن اللغة المستخدمة لوصف الحرب على غزة "ضرورية للاعتراف بمعاناة الفلسطينيين والنظر في كل الإجراءات الممكنة التي يمكن أن تتخذها المملكة المتحدة للمساهمة في وقف ما هو خطر معقول للإبادة الجماعية".
وأضافت تاباسام: "إذا كان حزب العمال حقًا حزب القانون الدولي، فيجب على وزير الخارجية ديفيد لامي أن ينسجم مع المحاكم بدلاً من تقويضها".
من جانبها، قالت مديرة اللجنة البريطانية الفلسطينية سارة حسيني، التي وقعت أيضًا على الرسالة، لموقع "ميدل إيست آي": "إن موقف وزير الخارجية يكشف عن ازدواجية مرعبة فيما يتعلق بفلسطين ونمط واضح من المحو عندما يتعلق الأمر بالفلسطينيين".
وأشارت حسيني إلى أنه "مع مرور كل يوم، تتعمق تواطؤ الحكومة في إبادة إسرائيل، حيث تستمر في تحريف حقيقة الوضع، بينما توافق على مبيعات الأسلحة وأشكال الدعم العسكري والدبلوماسي الأخرى لإسرائيل".
منذ بداية الحرب على غزة قبل نحو ثلاثة عشر شهرًا، استشهد أكثر من 43,000 فلسطيني، من بينهم ما لا يقل عن 17,000 طفل، وأصابت أكثر من 100,000 آخرين، وفقاً لمسؤولين صحيين فلسطينيين. ويُفترض أن أكثر من 10,000 شخص في عداد المفقودين تحت الأنقاض ويفترض وفاتهم.