المولد النبوي الشريف.. صلى عليك الله ياعلم الهدى
تاريخ النشر: 25th, September 2023 GMT
بقلم/ احمد الشاوش
يحتفل اليمنيون والعالم العربي والاسلامي في الثاني عشر من ربيع الاول من كل عام بأشراقة يوم جديد في العالم الاسلامي ، ففي مثل هذا اليوم المُشرق والبهي والسعيد بميلاد النبي محمد بن عبدالله بن عبدالمطلب بن هاشم بن عبد مناف ، قد خصنا الله سبحانه وتعالى بخير من خُلق على وجه الارض في حدث استثنائي وتاريخي عظيم تجلى في التهيئة للرسالة المحمدية التي ستخرج وتنتشل العالم من الظلمات الى النور الاسلام.
تلك الارادة الالهية التي أختارت سيدنا محمد صلى الله عليه واله وسلم ، ليكون نبياً ورسولاً من بين ملايين البشر ، لحمل مشاعل النور وتبليغ رسالة السماء وهداية الناس وأقتلاع جذور الطغاة وازالة الظلم والنفاق واجتثاث الشرك والكفر من جزيرة العرب وتحقيق العدالة والمساواة والتكافل ونشر الدعوة الاسلامية للمحافظة على حقوق وأموال واعراض ودماء الناس بعد أن تحولت الحياة الى غابة وجحيم وسلسال من الدم بانهيار القيم والاخلاق الفاضلة
ذلك الميلاد الشريف الذي وضع النقاط على الحروف وصحح المفاهيم المغلوطة على مستوى الفرد والاسرة والمجتمع واحدث ثورة في موازين الكون وقوانين الحياة من خل تهذيب وتاديب وتزكية النقس البشرية من الضياع والافك والغرور والطغيان.
في مثل هذا اليوم المبارك وسائر الايام الفضيلة نحبك يارسول الله بعدد نجوم السماء والكواكب والاقمار والاجرام التي تسير في افلاكها وفق نظام رباني في قمة الدقة والتوازن والاحكام والابداع.
نحبك ياحبيبي يا محمد يابن عبدالله ، بعدد قطرات السماء وذرات الرمال ومياه المحيطات والبحار والانهار والجداول وأزهار الربيع وثمار الخريف وعدد البشر.
عهداً علينا يارسول الله ، ان نسير على دربك الامين وأخلاقك السامية وقيمك العالية ومبادئك الراقية وسجاياك النبيلة وتواضعك الجم وصدقك ورحمتك وصبرك وانسانيتك ومواقفك الناصعة وشجاعتك النادرة وحكمتك المشهودة .
نقف في مثل هذا اليوم العظيم الذي كان مولدك فيه رحمة للعالمين ، وانقاذ الناس من الضلمات الى النور .. ايماناً واجلالاً وتقديراً واحتراماً لك سيدي يارسول الله يامن جئت برسالة السماء وأحدثت ثورة هزت عروش الطغاة والاستبداد والكفر والنفاق وغيرت طرق واساليب وحياة البشرية ، واسست لدولة الحب والاخاء والتسامح والتعايش والرحمةوتوحيد الله عز وجل.
نستذكر في مثل هذا اليوم الجليل صلوات ربي عليك ، مناسسبة أحياء ذكرى المولد النبوي الشريف على صاحبه أفضل الصلاة والسلام الذي انار بقدومه الدنيا..
نستلهم من سيرتك الزكية واخلاقك الرفيعة وامانتك وتواضعك وبساطتك وانسانيتك وصدق دعوتك وايمان الناس بك وبالقرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة والاسلام القائم على قيم التسامح والتعايش والتكافل والصدق والقول والفعل والوسطية ، بعيداً عن النفاق والتزييف والتشدد والتطرف..
يحق لنا أن نحتفل في مثل هذا اليوم بأجمل وازكى واعظم وأعز واغلى واسعد مناسبة دينية ووطنية واجتماعية وانسانية في تاريخ البشرية ، مهما أطلق عليها البعض بالـ " بدعة " واعتبرها بعض الواهمين والمنافقون كذلك ، فالاحتفال بميلاد النبي عليه السلام ومناقبه وسجاياه وسيرته العطرة ومسيرته الناصعة البياض هي اولوية كل مسلم ومن باب أولى ونابع من القلب ، وبعيداً عن المبالغة والاستعراض .
كيف لا نحتفل يا حبيبي يانبي الله بهذه المناسبة الفريدة والعظيمة والسعيدة على قلوبنا وعلى قلب كل مسلم ونحن في أمس الحاجة منهجك العظيم ورسالتك الرشيدة التي تقودنا الى الطريق الصحيح والاخلاق السامية ، لاسيما وانت من بُعثت لتُتَمم مكارم الاخلاق.. وانت من جئت رحمة للعالمين ومنقذ للبشرية؟.
نستلهم منكم يا حبيبي يارسول الله .. فنون الدعوة الاسلامية والخطاب الاسلامي المعتدل وسعة الصدر والعدالة والمساواة وآداب الحوار والنصيحة واحترام الآخرين وحياتهم ومذاهبهم والامر بالمعروف والنهي عن المنكر والوفاء بالحقوق.
نقف اجلالاً وتقديراً للمواقف الانسانية التي تجلت فيها عظمة المؤاخاة بين المهاجرين والانصار ..
ونقف مذهولين أمام حكمة وصبر الرسول ص ، عندما ذهب الى أهل الطائف لدعوتهم الى الاسلام بالموعضة الحسنة وكيف طردوه وسلطوا عليه صبيانهم وسفهائهم بالحجارة والكرم الجارح حتى سالت دماه وبعد ان أشتد عليه بلاء أهل الطائف رفع يديه الى ربه مناجياً:
"(اللهمَّ إليك أشكو ضَعْفَ قوَّتي، وقلةَ حيلتي، وهواني على الناسِ، يا أرحَمَ الراحمِينَ، أنت رَبُّ المستضعَفِينَ، وأنت ربِّي، إلى مَن تَكِلُني؟ إلى بعيدٍ يَتجهَّمُني، أو إلى عدوٍّ ملَّكْتَهُ أمري؟! إن لم يكُنْ بك غضَبٌ عليَّ فلا أُبالي، غيرَ أن عافيتَك هي أوسَعُ لي، أعُوذُ بنورِ وجهِك الذي أشرَقتْ له الظُّلماتُ، وصلَح عليه أمرُ الدُّنيا والآخرةِ، أن يَحِلَّ عليَّ غضَبُك، أو أن يَنزِلَ بي سخَطُك، لك العُتْبى حتى ترضى، ولا حولَ ولا قوَّةَ إلا بك).
كما تتجلى عظمة ورحمة وحكمة وصبر وصفح الرسول ص ، في الحديث الشريف عندما بعث الله اليه مَلَكُ الجِبالِ وقال له : إنْ شِئْتَ أنْ أُطْبِقَ عليهمُ الأخْشَبَيْنِ لفعلت ، فقالَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ : بَلْ أرْجُو أنْ يُخْرِجَ اللَّهُ مِن أصْلابِهِمْ مَن يَعْبُدُ اللَّهَ وحْدَهُ لا يُشْرِكُ به شيئًا).
ولاتزال مشاهد العظمة والقيادة والعقل والحكمة والانتصار والرحمة تتجلى في أروع صورها الانسانية وما المشهد العظيم عند فتح مكه .. وقول الرسول صلى الله عليه واله وسلم .. ماترون اني فاعل بكم .. قالوا أخ كريم وابن أخ كريم .. وقولته المشهورة .. أذهبوا فأنتم الطلقاء ، في حدث تاريخي يمثل قمة التسامح والتعايش والترفع عن الاحقاد والانتقام وأخلاق النبوة السامية.
أخيراً .. صلى عليك الله ياعلم الهدى ياحبيبي يارسول الله .. يامن انار الله بميلادك الكون ، وأيدك بالقرآن الكريم وبعثك رحمة للعالمين وبُعثت متمماً لمكارم الاخلاق ومحرراً للعقل والفكر والانسانية وحامياً للاموال والاعراض والدماء وهادياً وسراجاً منيرا.
احمد شوقي :
وُلِـدَ الـهُـدى فَـالكائِناتُ ضِياءُ
وَفَـمُ الـزَمـانِ تَـبَـسُّـمٌ وَثَناءُ
الـروحُ وَالـمَـلَأُ الـمَلائِكُ حَولَهُ
لِـلـديـنِ وَالـدُنـيـا بِهِ بُشَراءُ
وَالـعَـرشُ يَزهو وَالحَظيرَةُ تَزدَهي
وَالـمُـنـتَـهى وَالسِدرَةُ العَصماءُ
وَحَـديـقَـةُ الفُرقانِ ضاحِكَةُ الرُبا
بِـالـتُـرجُـمـ انِ شَـذِيَّةٌ غَنّاءُ
وَالـوَحيُ يَقطُرُ سَلسَلاً مِن سَلسَلٍ
وَالـلَـوحُ وَالـقَـلَـمُ البَديعُ رُواءُ
نُـظِمَت أَسامي الرُسلِ فَهيَ صَحيفَةٌ
فـي الـلَـوحِ وَاِسمُ مُحَمَّدٍ طُغَراءُ
اِسـمُ الـجَـلالَةِ في بَديعِ حُروفِهِ
أَلِـفٌ هُـنـالِـكَ وَاِسمُ طَهَ الباءُ
يـا خَـيـرَ مَن جاءَ الوُجودَ تَحِيَّةً
مِـن مُرسَلينَ إِلى الهُدى بِكَ جاؤوا
بَـيـتُ الـنَـبِـيّينَ الَّذي لا يَلتَقي
إِلّا الـحَـنـائِـفُ فـيهِ وَالحُنَفاءُ
المصدر: سام برس
كلمات دلالية: فی مثل هذا الیوم
إقرأ أيضاً:
بعملين صالحين فقط .. تُدخَل الجنة ويباعَد بينك وبين النار
يحث الدين الإسلامي أتباعه على الالتزام بالعمل الصالح والإيمان الراسخ كوسيلة للنجاة في الدنيا والآخرة، وقد جاءت توجيهات رسول الله ﷺ واضحة وبسيطة في هذا الإطار، إذ قال: «مَنْ أحبَّ منكم أنْ يُزَحْزَحَ عنِ النارِ، ويَدْخُلَ الجنةَ، فلْتَأْتِهِ منيتُهُ وهوَ يؤمِنُ باللهِ واليومِ الآخرِ، وليأْتِ إلى الناسِ، الذي يُحِبُّ أنْ يُؤْتَى إليه» [أخرجه مسلم].
طريق الجنة في عملين بسيطين1-تجديد الإيمان بالقلب والعمل
الإيمان بالله واليوم الآخر هو الركيزة الأساسية لكل عمل صالح. لا يقتصر الإيمان على التصديق القلبي فقط، بل يجب أن يظهر في سلوك المسلم وأفعاله اليومية. تجديد الإيمان يكون بتقوية الصلة بالله من خلال الصلاة، وقراءة القرآن، والتأمل في عظمة الخالق، وكذلك بالالتزام بأداء حقوق الله وحقوق العباد.
ويشير مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية إلى أن المسلم يجب أن يراجع نفسه بانتظام، ويتأكد من أن إيمانه يُترجم إلى عمل خالص لله تعالى. فالعمل الصالح ليس فقط عبادة، بل هو أيضاً ما يقوم به المسلم من أفعال تعكس صدق إيمانه مثل مساعدة المحتاج، والإحسان إلى الجار، وتحري الحلال في الرزق.
2- معاملة الناس بما تحب أن تُعامل به
يدعو الحديث الشريف المسلم إلى أن يعامل الناس بما يحب أن يعاملوه به، فيتحلى بالرفق، والصدق، والعدل، والإحسان. هذه القيم لا تعزز فقط العلاقات الإنسانية، لكنها أيضاً من أعظم أسباب القرب من الله.
ويُبرز مركز الأزهر أن هذا المبدأ يساهم في بناء مجتمع متماسك ومترابط، يقوم على الاحترام المتبادل والرحمة. فمن يعامل الناس برفق وإحسان، يعكس صورة المسلم الحقيقي الذي يحرص على تحقيق الخير لنفسه ولمن حوله.
الإيمان والعمل الصالح سبيل النجاةيجدد مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية دعوته للمسلمين بالعمل على تعزيز إيمانهم، ومراجعة أنفسهم يومياً، ليكونوا ممن يحبهم الله ويحبب الناس في دينه. كما يؤكد المركز أن الالتزام بهذين العملين: الإيمان الراسخ ومعاملة الناس بالحسنى، هو طريق الجنة ووسيلة النجاة من عذاب النار.