تتواصل ردود الفعل المنتقدة داخل حزب العدالة والتنمية إزاء ما ورد في بيان الأمانة العامة، الأحد، حول الربط بين “المعاصي السياسية”، والزلزال المدمر الذي ضرب مناطق بوسط المغرب. محمد يتيم، الوزير السابق باسم الحزب، وأحد وجوهه البارزة، قال إن البيان “لا يمثلني”، منتقدا مضامينه. ووصفه بأنه “بلاغ غير موفق، وشارد، وغير مناسب من عدة زوايا”.

جاء في الفقرة المثيرة للجدل بهذا البيان، في سياق الحديث عن الزلزال “الصواب هو أن نراجع كأمة ونتبين هل الذي وقع قد يكون كذلك بسبب ذنوبنا ومعاصينا ومخالفاتنا ليس فقط بمعناها الفردي ولكن بمعناها العام والسياسي”.

وأضاف البيان “السؤال المطروح ليس فقط عن المخالفات الفردية وإنما عن الذنوب والمعاصي والمخالفات بالمعنى السياسي وتلك الموجودة في الحياة السياسية عامة والانتخابات والمسؤوليات والتدبير العمومي وغيرها..”

واعتبر يتيم أن البلاغ لم يكن موفقا “من زاوية أن حزب العدالة والتنمية حزب سياسي وكان من المفروض أن يتناول الموضوع من زاوية سياسية واجتماعية بالأساس، وأن يبتعد عن إثارة قضايا جدلية وكلامية، والتذكير بالابتعاد عن المعاصي لما قد يرتبط بها من مفاسد اجتماعية أو لاحتمال أن تجلب سخط الرب يمكن أن يكون خطاب الواعظ والخطيب لكن دون أن يجزم بأن هذه الكارثة الطبيعية هي عقاب من الله لهؤلاء أو أولئك. وقد شوشت هذه النقطة على باقي المواقف في البلاغ المذكور”. ويشير يتيم إلى أنه “من الطبيعي أن تتحول عند عدد من خصوم الحزب إلى زاوية المعالجة الوحيدة والنقطة يسلط عليها الضوء”. كذلك، يرى يتيم أن البيان غير موفق “من زاوية ربط ذلك بالذنوب والمعاصي، ولا أحد يمكن أن يعلم ذلك إلا الله، ما لم يرد في القرآن والسنة صراحة ما يفيد أن طوفانا أو رياحا عاصفة أو خسفا كان عقوبة إلهية كما ورد في القرآن صراحة في عدد من الحالات”. مشددا على أن “لا أحد يمكن أن يجزم أن أقدار الزلزال أو الفيضان أو الأوبئة أو الأمراض أو الأوبئة أو هذا الزلزال تعيينا، أو ذاك هو عقاب من الله !! بل إن القول بذلك والإيحاء به هو من باب التألي على الله”. وحمل يتيم مسؤولية مضمون هذا البيان إلى “كل أعضاء الأمانة العامة”، معتبرا أن “ما أعرفه أن الأمانة العامة التي كنت أشتغل فيها، تعتمد البلاغات والبيانات الصادرة باسمها بصورة جماعية، وفي غالب الأحيان كان البلاغ أو البيان بكون موضوع أخذ ورد”. مضيفا أن البلاغ المذكور “قد ضمن فقرات من الكلمة الافتتاحية التلقائية للأمين العام. في كلمته الافتتاحية التي تضمنت تلك الإشارات، وكان من اللازم إعادة صياغتها بما يرفع اللبس الحاصل فيها، خاصة أن المكتوب أدق في التعبير عن المقصود من المنطوق المرتجل”. وأشار يتيم إلى أنه “يعرف أن عددا من أعضاء الامانة العامة الحاليين لا يقبلون ما تم تضمينه في البلاغ”، كما “أعرف من خلال الممارسات السابقة أن مسودة البلاغ الصادر عن الامانة العامة يتم تداولها بين أعضائها حتى يتم الوصول إلى صيغة مدققة لا مجال فيها للبي وغير قابلة التأويل”. تسبب البيان في ضجة داخل الحزب، وأعلن القيادي البارز في الحزب، عبد القادر عمارة استقالته منه الاثنين، على خلفية الجدل المصاحب لهذا البيان. ويرى يتيم في هذه الاستقالة “شعورا بأن تدبير الحزب قد وصل لدرجة تستدعي دق ناقوس الخطر”. رغم “أنني ضد فكرة الاستقالة وأرجو مراجعتها”. مشددا على أن أعضاء الأمانة العامة الحالية ملقاة عليهم “المسؤولية الكاملة في إعادة الاعتبار لمؤسسة الأمانة العامة وأن يمارسوا مسؤولياتهم كاملة فيما يصدر باسمها”. كلمات دلالية أحزاب المغرب زلزال سياسية كوارث مساعدات

المصدر: اليوم 24

كلمات دلالية: أحزاب المغرب زلزال سياسية كوارث مساعدات الأمانة العامة

إقرأ أيضاً:

نائب رئيس الوزراء: القيادة السياسية توجه تركيزها نحو تعزيز الصحة العامة

شهد الدكتور خالد عبدالغفار نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية البشرية ووزير الصحة والسكان، والدكتور أيمن عاشور وزير التعليم العالي والبحث العلمي، افتتاح المؤتمر الدولي الخامس والثلاثين للجهاز الهضمي والكبد والأورام، الذي تنظمه الجمعية العالمية لجراحة الجهاز الهضمي والكبد والأورام في مصر، لأول مرة خارج أوروبا والولايات المتحدة واليابان، خلال الفترة من (7-9) نوفمبر الجاري.

وفي كلمته أكد نائب رئيس مجلس الوزراء، أن القيادة السياسية توجه تركيزها نحو تعزيز الصحة العامة، وتطوير خدمات الرعاية الصحية، لاسيما بمجالات أمراض الجهاز الهضمي والأورام، لافتًا إلى أن فوز مصر باستضافة هذا المؤتمر، يجعلها محط أنظار العالم، نظرا للنجاح الذي تحققه في مختلف المجالات العلمية، ويساهم في تعزيز مكانة مصر على الخريطة الطبية العالمية

وأوضح أن وزارة الصحة تحرص على تنفيذ استراتيجيات شاملة لمعالجة القضايا الصحية، بما في ذلك التشخيص المبكر وبروتوكولات العلاج الفعالة، فضلا عن خطتها في التوسع بنشر برامج التوعية والوقاية بين الأسر المصرية، موضحا أنه لا تزال الوقاية الأولية والثانوية أساسية في خفض معدلات الإصابة. 

المبادرة الرئاسية 100 مليون صحة

استعرض إنجازات «الصحة» التي أطلقت المرحلة الأولى من الكشف المبكر وعلاج الأورام السرطانية، تحت مظلة «المبادرة الرئاسية 100 مليون صحة»، وذلك للكشف عن السرطان بمراحله المبكرة، بهدف الحد من الإصابة بالسرطان وتخفيف العبء المالي على الحالات في المرحلة المتأخرة، ويستفيد من المبادرة أكثر من 3 ملايين مواطن.

وأكد «عبدالغفار» التزام وزارة الصحة بتحسين خدمات الرعاية الصحية، وضمان الوصول إلى أحدث التقنيات الطبية، وتوفير برامج التدريب لفرق الرعاية الصحية، ويشمل ذلك المبادرات التي تهدف إلى تثقيف الأطباء، حول أفضل الممارسات في إدارة أمراض الجهاز الهضمي والسرطانات، التي تعد ضرورية لتحسين نتائج المرضى.

وثمّن الجهود الدولية التعاونية في مجال البحث الطبي والتقنيات الجراحية، منوها بأهمية هذا التعاون في تقدم المنظومات الطبية، وتعزيز معايير الصحة العالمية، مسلطا الضوء على أن الحكومة المصرية ملتزمة بشدة بالتنمية البشرية، وتدرك أن السكان الأصحاء هم حجر الزاوية للتقدم المستدام، وتعكس الاستثمارات في البنية التحتية للرعاية الصحية وبرامج التدريب، الأمر الذي يضمن أن نظام الرعاية الصحية قادر على تلبية احتياجات المواطنين بشكل فعال.

وفي كلمته، رحب الدكتور أيمن عاشور بضيوف مصر من العلماء والخبراء والمتخصصين المشاركين في المؤتمر، مشيرًا إلى أن فوز مصر باستضافة هذا المؤتمر، يؤكد ثقة العالم في قدراتها واستقرارها، كما يعكس التقدم الملحوظ الذي تحققه في مختلف المجالات وخاصة المجالات الطبية، معربا عن سعادته بالتواجد مع هذا التجمع العلمي الكبير، في واحد من أبرز الأحداث العلمية الطبية الهامة.

أول عملية زرع كلى في مصر بمستشفى جامعة المنصورة

استعرض «عاشور» مساهمة المستشفيات الجامعية في مجال زراعة الأعضاء، وخاصة زراعة الكبد والكلى، مشيرًا إلى أن أول عملية زرع كلى في مصر تمت فى مستشفى جامعة المنصورة خلال عام 1976، على يد الدكتور محمد غنيم، وتبعتها حالة أخرى في نفس العام بمستشفى قصر العيني، وهو وقت ليس بعيد عن أول عملية زراعة في العالم تمت في مدينة بوسطن الأمريكية، ثم تتابعت الحالات بعدها في مختلف المستشفيات الجامعية المصرية، ما يدعونا للفخر بقدرات علمائنا.

وأوضح الوزير أن عمليات زراعة الأعضاء، تحتاج الكثير من الجهد في الفهم والإتقان لتطوير البرامج الخاصة بها، منوهًا بالجهود التي بذلتها المستشفيات الجامعية بقيادة الجراحين المصريين، ومنهم الدكتور ياسين عبدالغفار، والدكتور ناجي حبيب، والدكتور مدحت خفاجي، وغيرهم.

ولفت إلى أن المؤتمر يمثل فرصة كبيرة للتبادل العلمي والمعرفي بين خبراء الطب والجراحة على مستوى العالم، في مجال مهم لصحة الإنسان، كأمراض الجهاز الهضمي والكبد والأورام، واستخدام الروبوتات والمناظير في الجراحات المختلفة، وقدم التهنئة للدكتور محمد عبدالوهاب لانتخابه رئيسا للجمعية، وتقلده هذا المنصب الرفيع، معربًا عن تمنياته للمؤتمر بالنجاح وأن تسفر جلساته النقاشية عن نتائج علمية مُثمرة.

وأشار البروفيسور ألفريدو جوجليمي رئيس الجمعية، إلى أهمية نقل المعرفة العلمية بين مختلف دول العالم حتى تعم الفائدة، وللتعرف على أحدث التطورات التي يُتوصل إليها في مختلف التخصصات التي تخدم صحة وحياة الإنسان، كما قلد البروفيسور ألفريدو الدكتور عبدالوهاب رئاسة الجمعية اعتبارًا من هذا العام.

وأعرب الدكتور محمد عبدالوهاب رئيس الجمعية العالمية لجراحة الجهاز الهضمي والكبد والأورام المنتخب «2024» ورئيس المؤتمر، عن شكره وامتنانه للدولة المصرية والحضور من وزراء الصحة والتعليم العالي والخبراء المحليين والدوليين لتشريفهم المؤتمر والمشاركة بخبراتهم بهذا المجال الحيوي، والذي يؤكد أن مصر ذات بنية قوية بكافة المجالات وعلى رأسها المجال الطبي.

ولفت إلى أن اختيار مصر لهذا الحدث، يعكس أهمية تاريخها العريق وحضارتها الكبيرة، ودورها في المجال الطبي، مُقدمًا الشكر لاختياره رئيسا للجمعية، ومثمنًا دور الرعاة والداعمين للمؤتمر.

وفي ختام الجلسة الافتتاحية، تم تكريم الوزراء الدكتور خالد عبدالغفار، والدكتور أيمن عاشور، والدكتور محمد عبدالوهاب رئيس المؤتمر، نظرًا لجهودهم المبذولة ودعمهم بالمجال الصحي.

حجم المشاركة العالمية في المؤتمر يبلغ حوالي 40 دولة مُمثلة

جدير بالذكر أن حجم المشاركة العالمية في المؤتمر يبلغ حوالي 40 دولة مُمثلة في 120 بروفيسور في كافة التخصصات الجراحية للجهاز الهضمي والأورام، ويتضمن في فعالياته تقديم أكثر من 300 محاضرة في 40 جلسة علمية، وذلك على مدار ثلاثة أيام.

ويناقش المؤتمر في جلساته أمراض وأورام الكبد المختلفة، والجديد في زراعة الكبد، وأيضًا علاج أورام البنكرياس والقنوات المرارية، وعلاج أمراض القولون المختلفة، فضلًا عن بحث استخدام الروبوت والذكاء الاصطناعي في العمليات الدقيقة.

شارك في المؤتمر الدكتور شريف خاطر رئيس جامعة المنصورة، والدكتور إبراهيم صابر رئيس مجلس أمناء جامعة حورس، والدكتور محمد ربيع رئيس مجلس أمناء جامعة الدلتا، والدكتور طارق إبراهيم سكرتير عام المؤتمر، وأعضاء اللجنة التنفيذية للجمعية.

مقالات مشابهة

  • حجوي: العمل القانوني للحكومة في تصاعد والجريدة الرسمية ستصبح رقمية
  • الأمانة العامة للحكومة تطلق ورش تحيين ومراجعة النصوص التشريعية والتنظيمية وتُعد دليلا للمساطر
  •   المشاكل السياسية القادمة في إقليم كردستان العراق بعد نتائج انتخابات 2024
  • المنظمات الأهلية الفلسطينية: توثيق أكثر من 35 ألف طفل يتيم في قطاع غزة
  • الحجوي: نسبة مقترحات القوانين المقبولة لاتتجاوز 8 بالمائة وعددها لا يرقى إلى النسبة المرجوة
  • رفاق بنعبد الله يشيدون بمضامين الخطاب الملكي للمسيرة الخضراء
  • مستقبل وطن الإسكندرية يناقش تطوير الأداء الإعلامي ودعم القيادة السياسية
  • الأمانة العامة للجنة العليا للتشريعات بدبي تختتم فعاليات “الأسبوع التشريعي”
  • نائب رئيس الوزراء: القيادة السياسية توجه تركيزها نحو تعزيز الصحة العامة
  • ‏الأمين العام للناتو يهنئ ترامب بفوزه في الانتخابات والعودة لـ "قيادة أمريكا"