معارك في الخرطوم وانتشار كارثي لحمى الضنك
تاريخ النشر: 25th, September 2023 GMT
حذرت نقابة أطباء السودان، اليوم الاثنين، من تدهور الوضع الصحي في البلاد بعد انتشار وصف بالكارثي لحمى الضنك، في حين تواصلت المعارك بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في مدن العاصمة الثلاث.
وأكدت نقابة الأطباء استفحال المرض واكتظاظ المستشفيات خاصة في ولاية القضارف (جنوب شرق) بالمرضى وكذلك المنازل حيث بات يتعذر توفير أَسِرّة لجميع المصابين.
وطالبت النقابة بضرورة العمل على توفير الموارد اللوجيستية والفنية والطبية لمواجهة هذا الوباء قبل حدوث كارثة طبية لا يمكن تلافيها.
وتعاني الخدمات الصحية في السودان من نقص في الموارد والمستلزمات والخدمات خاصة مع خروج عدد كبير من الهيئات الصحية من الخدمة بسبب المعارك.
وكانت منظمة الصحة العالمية حذرت من تدني مستوى الخدمات الطبية وقالت إن 65% من السودانيين لا يحصلون حاليا على الخدمات الصحية في زمن القتال.
كما توقفت أكثر من 70% من المرافق الطبية في مناطق النزاع عن العمل. وخرج نحو 100 مستشفى من الخدمة بالخرطوم وولايات دارفور.
وأكدت منظمة الصحة العالمية أن 56 مرفقا للرعاية الصحية في السودان تعرض للهجوم.
فيما قالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) إن 13.5 مليون طفل سوداني بحاجة ماسة للمساعدات والمياه والعلاج والتغذية والحماية.
وقدرت يونيسيف تكلفة الاحتياجات لمواصلة المساعدات الصحية للأطفال بأكثر من 837 مليون دولار.
تطورات ميدانيةفي هذه الأثناء، قصف الجيش السوداني قوات الدعم السريع في محيط المدينة الرياضية ومنطقة جبل أولياء جنوبي العاصمة الخرطوم.
وذكرت مصادر محلية أن الجيش قصف بالمدفعية مواقع للدعم السريع في مناطق أخرى داخل ولاية الخرطوم.
كما اندلعت اشتباكات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع حول المنطقة الفاصلة بين القوتين شرقي أم درمان.
بدورها، قصفت قوات الدعم السريع من مراكزها شرقي الخرطوم تجمعات للجيش وسط وجنوبي العاصمة.
وأفادت مصادر محلية للجزيرة بسماع دوي انفجارات عنيفة وتصاعد أعمدة الدخان في مركز الخرطوم ومحيط القيادة العامة للجيش.
ومنذ بدء القتال منتصف أبريل/نيسان الماضي، قتل نحو 5 آلاف مدني وأصيب 12 ألفا، بينما نزح ما لا يقل عن 4.6 ملايين سوداني داخل البلاد وخارجها، بحسب الأمم المتحدة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: الدعم السریع
إقرأ أيضاً:
الحركة الشعبية والدعم السريع- رؤى متضاربة وصراع المصير
زهير عثمان
تشهد الساحة السودانية تصاعداً في تعقيد الصراعات السياسية والعسكرية، حيث تُعتبر الحركة الشعبية لتحرير السودان – شمال وقوات الدعم السريع فاعلين رئيسيين في المشهد السوداني. ورغم اختلاف أهدافهما وسياقاتهما، يتشاركان النفوذ العسكري والسياسي. يُثير هذا التساؤل حول مصير البلاد إذا ما قررت الحركة الشعبية إعلان حكومة في مناطق نفوذها، وما قد يعنيه ذلك على المستويين الداخلي والإقليمي.
الفروق الأساسية بين الحركة الشعبية والدعم السريع
الأيديولوجيا والأهداف
الحركة الشعبية لتحرير السودان , تعتمد الحركة على رؤية سياسية واضحة تُعرف بـ"السودان الجديد"، التي تسعى لإعادة تشكيل الدولة السودانية على أسس المواطنة والمساواة واحترام التنوع. تهدف إلى إنهاء التهميش التاريخي لمناطق مثل جبال النوبة والنيل الأزرق.
الدعم السريع وطرحه نعلم انها تفتقر قوات الدعم السريع إلى أيديولوجيا متماسكة أو رؤية سياسية طويلة المدى. يُنظر إليها كقوة عسكرية تهدف إلى تعزيز نفوذ قيادتها، وعلى رأسها محمد حمدان دقلو (حميدتي)، مع التركيز على تحقيق مكاسب تكتيكية بدلاً من طرح مشروع وطني شامل.
القاعدة الشعبية والجغرافية
الحركة الشعبية اسست والان تمتلك قاعدة شعبية راسخة في المناطق المهمشة مثل جبال النوبة والنيل الأزرق، وتطرح نفسها كممثل للمهمشين والمظلومين في السودان.
الدعم السريع قاعدته الأساسية في دارفور مع توسع نفوذها إلى مناطق أخرى، لكنها تُعتبر أكثر ارتباطاً بالبُنى القبلية والمصالح الاقتصادية لقادتها.
الشرعية والممارسات
الحركة الشعبية بالرغم تعرضها لانتقادات في قضايا كثيرة مثل علمانية الحكم والحقوق المدنية ، إلا أنها تُعتبر فاعلاً سياسياً مشروعاً يسعى إلى تغيير بنية الدولة السودانية.
الدعم السريع يواجه انتقادات شديدة بسبب انتهاكات حقوق الإنسان واعتمادها على القوة العسكرية المفرطة في حروبها كلها .
إعلان حكومة من قبل الحركة الشعبية: السيناريوهات والتداعيات
الأثر على وحدة السودان
إعلان حكومة في مناطق نفوذ الحركة الشعبية سيُعيد إلى الأذهان تجربة جنوب السودان. قد يُعزز ذلك الشعور بانعدام الثقة بين الأطراف السودانية المختلفة، ويُؤدي إلى مزيد من الاستقطاب.
التحديات الداخلية
الاعتراف الدولي أول ما ستواجه الحركة تحدياً كبيراً في الحصول على اعتراف دولي بحكومتها.
الخدمات والبنية التحتية: تعتمد هذه المناطق على المركز في تقديم الخدمات، ما يعني أن إعلان حكومة سيضع عبئاً هائلاً على موارد الحركة.
التداعيات الإقليمية
التدخل الإقليمي وقد يدفع إعلان حكومة دول الجوار مثل إثيوبيا وجنوب السودان إلى اتخاذ مواقف متباينة، بناءً على مصالحها.
التوازنات الجيوسياسية سيُربك ذلك حسابات القوى الدولية والإقليمية لفترة وخاصة التي تسعى لاستقرار السودان.
مقارنة مع تجربة الدعم السريع
إذا كانت قوات الدعم السريع تُركز على تثبيت نفوذها داخل النظام الحالي، فإن الحركة الشعبية قد تسعى لتأسيس كيان مستقل تماماً. الفرق الجوهري هو أن الدعم السريع لا يمتلك مشروعاً سياسياً متكاملاً، بينما للحركة الشعبية رؤية تتجاوز حدود السلاح.
وفي حال أعلنت الحركة الشعبية حكومة في مناطق نفوذها، سيشكل ذلك تحولاً جذرياً في المشهد السياسي السوداني. بينما تظل احتمالات نجاحها مرتبطة بقدرتها على كسب الاعتراف الدولي والتعامل مع تحديات داخلية معقدة. ومع ذلك، يبقى الحل الأمثل هو السعي نحو تسوية سياسية شاملة تُعالج جذور الأزمات السودانية وتجنب البلاد سيناريوهات التفكك والمزيد من الصراع.
zuhair.osman@aol.com