هيومن رايتس ووتش: الشروط التقشفية لصندوق النقد تُهدّد الحقوق
تاريخ النشر: 25th, September 2023 GMT
اعتبرت منظّمة "هيومن رايتس ووتش"، في تقرير أصدرته اليوم الاثنين 25 سبتمبر 2023، أنّ "صندوق النقد الدولي"، مع أزمة الديون العالمية الوشيكة، يضع لقروضه شروطا تُهدّد بتقويض حقوق الناس الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، كما تُفاقم هذه الشروط المشاكل المرتبطة بانعدام المساواة.
ويحلّل التقرير الصادر في 131 صفحة بعنوان "كمن يغطي الشمس بالغربال: معايير صندوق النقد الدولي للإنفاق الاجتماعي في ظل كوفيد-19، القروض الموافق عليها من مارس 2020، عند بداية تفشي فيروس "كورونا"، حتّى مارس 2023، لـ 38 دولة، والتي عدد سكانها 1.
كما وجد تقرير المنظمة أنّ مبادرات الصندوق، التي أُعلن عنها في بداية الجائحة، لتخفيف هذه الآثار، مثل الحد الأدنى للإنفاق الاجتماعي أو "أرضيات" الإنفاق الاجتماعي، تشوبها عيوب وغير فعالة في معالجة الأضرار الناجمة عن السياسات وتُظهر الأبحاث الداخلية التي أجراها الصندوق نفسه أن هذه السياسات أيضا ليست فعّالة عموما في خفض الديون، وهو هدفها الرئيسي.
ولاحظ تقرير "آفاق الاقتصاد العالمي" الصادر عن الصندوق في افريل 2023 أن عمليات ضبط الأوضاع المالية العامة (وهو مصطلح يرتبط عادة ببرامج التقشف") لا تخفض نسب الدين في المتوسط".
وعلى المؤسسات المالية الدولية والحكومات التزامات دولية حقوقية للاستجابة للأزمات الاقتصادية بطرق تحمي الحقوق وتُقدّمها على المدى القصير والطويل موضحة ان تدابير التقشف التي تُقلّل الإنفاق الحكومي على الخدمات العامّة الأساسية بشكل واسع أو تزيد بشكل كبير من الضرائب التنازليّة لها تاريخ مُوثّق جيدا في تقويض الحقوق.
وأشارت المنظّمة في تقريرها إلى أنّه رغم أنّ الاهتمام المتزايد بالإنفاق الاجتماعي والحماية الاجتماعية أمر إيجابي، إلاّ أنّ الأرضيات تفتقر إلى معايير موضوعيّة أو متّسقة لجعلها فعّالة ويختلف نطاق الأرضيات بشكل كبير، بدءا من شموله عشرات البرامج في وزارات متعددة إلى الاقتصار على برامج محددة للتحويلات النقديّة. ومعظم هذه البرامج لا يتضمّن معلومات تُمكّن من المقارنة مع الإنفاق السابق. كما أنها، مع استثناءات نادرة، تكتفي بتحديد أهداف للإنفاق، يُمكن لموظفي صندوق النقد الدولي استبعادها دون الحاجة إلى موافقة مجلس إدارة الصندوق.
المصدر: موزاييك أف.أم
إقرأ أيضاً:
بوتين يشكك في خطة وقف إطلاق النار في أوكرانيا ويضع سلسلة من الشروط
مارس 13, 2025آخر تحديث: مارس 13, 2025
المستقلة/- قال فلاديمير بوتين إن لديه العديد من التساؤلات حول وقف إطلاق النار المقترح بوساطة أمريكية مع أوكرانيا، وبدا أنه وضع سلسلة من الشروط الشاملة التي يجب استيفاؤها قبل أن توافق روسيا على هذه الهدنة.
وفي مؤتمر صحفي عُقد في الكرملين إلى جانب الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو، قال بوتين إنه يوافق من حيث المبدأ على المقترحات الأمريكية لوقف القتال، لكنه أضاف أنه يريد معالجة “الأسباب الجذرية للصراع”.
وقال بوتين: “الفكرة نفسها صحيحة، ونحن ندعمها بالتأكيد”.
لكنه اقترح ألا تعيد أوكرانيا تسليح نفسها أو تعبئة قواتها، وأن تتوقف المساعدات العسكرية الغربية لكييف خلال وقف إطلاق النار لمدة 30 يومًا.
رد دونالد ترامب بإيجاز قبل اجتماعه مع الأمين العام لحلف الناتو، مارك روته، قائلاً إن بوتين “أدلى بتصريح واعد للغاية، لكنه لم يكن كاملاً”.
وقال الرئيس الأمريكي إنه “مستعد للتحدث مع بوتين”.
وقال: “سنرى ما إذا كانت روسيا توافق، وإذا لم توافق، فستكون لحظة مخيبة للآمال للغاية”
زعم بوتين أن أوكرانيا تسعى إلى وقف إطلاق النار بسبب الوضع الميداني، مؤكدًا أن القوات الروسية “تتقدم في كل مكان تقريبًا” وتقترب من السيطرة الكاملة على منطقة كورسك، حيث شنت كييف توغلًا مفاجئًا العام الماضي.
وقال: “كيف ستُستغل هذه الأيام الثلاثين من وقف إطلاق النار؟ لمواصلة التعبئة القسرية في أوكرانيا؟ لتزويد أوكرانيا بالأسلحة؟ … هذه أسئلة مشروعة”.
سبق أن أشارت أوكرانيا إلى أنها ستواصل جهود التعبئة خلال وقف إطلاق النار الذي يستمر 30 يومًا.
وأضاف بوتين، شاكرًا الرئيس الأمريكي على مشاركته في مفاوضات السلام: “علينا مناقشة هذا الأمر مع شركائنا الأمريكيين – ربما عبر مكالمة هاتفية مع دونالد ترامب”.
زار الرئيس الروسي منطقة كورسك في اليوم السابق في زيارة نادرة لساحة المعركة، حيث تحدث مع القوات الروسية التي كانت على وشك طرد القوات الأوكرانية من الأراضي التي سيطرت عليها العام الماضي.
وقال بوتين: “ماذا سيحدث في منطقة كورسك؟ هل سيصدر أمرٌ للقوات المتمركزة هناك بالاستسلام؟”
وأضاف: “لا يزال من غير الواضح كيف سيُحل الوضع على طول خط المواجهة”.
لم تؤكد أوكرانيا رسميًا انسحابًا منظمًا من منطقة كورسك، لكن فلاديمير زيلينسكي صرّح يوم الأربعاء بأن “القيادة العسكرية تفعل ما يجب عليها فعله – إنقاذ أكبر عدد ممكن من أرواح جنودنا”.
ولكن بينما يبدو أن أوكرانيا تنسحب من منطقة كورسك، فقد نجحت كييف إلى حد كبير في استقرار الجبهة في شرق أوكرانيا، حيث تعثر الهجوم الروسي في الأسابيع الأخيرة.
جاءت تصريحات بوتين بعد ساعات من هبوط طائرة مبعوث ترامب، ستيفن ويتكوف، في موسكو، حيث من المتوقع أن يلتقي الحليف المقرب لترامب بالزعيم الروسي للضغط من أجل وقف إطلاق النار، عقب محادثات واشنطن مع المسؤولين الأوكرانيين في جدة، المملكة العربية السعودية.
وبعد محادثات مع كبار الدبلوماسيين الأمريكيين في المملكة العربية السعودية يوم الثلاثاء، أعلنت أوكرانيا استعدادها لقبول وقف إطلاق نار فوري لمدة 30 يومًا، وقالت الولايات المتحدة إنها ستطرح الاقتراح على موسكو.
وتميزت تصريحات المسؤولين الروس الأخيرة بتشكك ملحوظ في إمكانية التوصل إلى اتفاق مؤقت أو تقديم تنازلات، حيث لا تزال موسكو في موقف هجومي على ساحة المعركة.
وصرح يوري أوشاكوف، مساعد الكرملين، في وقت سابق من اليوم بأنه أبلغ مستشار الأمن القومي الأمريكي، مايك والتز، أن موسكو تعتبر وقف إطلاق النار المقترح لمدة 30 يومًا “ليس أكثر من مهلة قصيرة للقوات الأوكرانية”.