أخبارنا المغربية - عبدالاله بوسحابة
وجه ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، صفعة قوية للجزائر، بعد أن وصفها خلال مقابلة تلفزيونية بمناسبة اليوم الوطني للمملكة الشقيقة، بالدولة الفقيرة، رغم ما تمتلك من مقدرات وخيرات طبيعية كثيرة، في إشارة إلى البترول والغاز.
وقال بن سلمان في معرض جوابه على سؤال يتعلق بارتفاع أسعار المحروقات في بلد بترولي "غني": "الجزائر دولة نفطية والعراق أيضا دولة نفطية، فهل هي دول غنية؟"، مشيرا إلى أن: "الدولة الغنية هي التي تقارن بمقدراتها ومداخيلها الاقتصادية في علاقتهما بالتعداد السكاني للبلد".


وتابع ولي العهد السعودي حديثه قائلا: "صحيح أننا كنا دولة غنية جدا حينما كان تعداد سكان السعودية لا يتجاوز 7 ملايين نسمة، كان عندنا 10 ملايين برميل، وعدد السكان قليل جدا".
كما شدد بن سلمان على أن المراهنة على البترول خلال السنوات المقبلة مع هذا النمو الديموغرافي الكبير، سيتسبب لا محالة في أزمة كبيرة، لأجل ذلك -يضيف ذات المتحدث- السعودية مقبلة على اتخاذ اجراءات كثيرة للحفاظ على توازنها الاقتصادي.
ومن خلال ما جرى ذكره، يفهم من كلام ولي العهد السعودي، أن الجزائر فشلت طوال السنوات الماضية في استغلال بترولها وغازها من أجل بناء اقتصاد متين، يعود بالنفع على المواطن، كما هو الحال بالنسبة للسعودية، بل فضل نظامها العسكري، إغداق أموال الشعب بسخاء من أجل معاداة جيرانه فالمغرب، والنتيجة سيجنيها قريبا، لأن عائدات البترول لن تكفي مستقبلا من أجل سد الخصاص المهول التي تغرق فيها الجارة الشرقية على جميع المستويات و الأصعدة، بالنظر إلى ارتفاع تعداد سكانها بشكل كبير خلال العقدين الأخيرين (الفيديو):

المصدر: أخبارنا

كلمات دلالية: ولی العهد السعودی

إقرأ أيضاً:

العهد الجديد : بين السلطة و السيبة

بقلم : حمزة أعناو

لطالما شكّلت السيبة مفهوما جوهري في التاريخ السياسي للمغرب، ليس فقط كظاهرة اجتماعية وسياسية خلال فترة ما قبل الإستعمار، ولكن أيضًا كإطار لفهم العلاقة المتوترة أحيانًا بين السلطة والمجتمع.

في السياق التاريخي، كانت السيبة ترمز إلى نوع من التمرد على السلطة المركزية، حيث كانت قبائل ومناطق بأكملها ترفض الانصياع لأوامر السلطان، مما أدى إلى ازدواجية المواقف بين “بلاد المخزن” الخاضعة للدولة، و”بلاد السيبة” التي حكمتها أعرافها القبلية وتسلط فيها القياد و الباشوات و أبنائهم.

ورغم أن المغرب دخل مرحلة جديدة بعد الاستقلال، ثم مع العهد الجديد الذي دشنه الملك محمد السادس منذ اعتلائه العرش سنة 1999، إلا أن آثار مفهوم السيبة لا تزال حاضرة في أشكال مختلفة، سواء من خلال المقاربة الأمنية و التضييق الحقوقي، أو تفشي بعض مظاهر الفساد خصوصا داخل النخب السياسية، مع ضعف هيمنة الدولة، و بروز هيمنة أوليكارشية مزيفة و نخبة وصولية، تستعمل نفس أسلوب تسلط القياد و الباشوات القديم من أجل تحقيق الأرباح رغم تضارب المصالح.

العهد الجديد و المفهوم الجديد للسلطة:

مند اعتلاء محمد السادس العرش، دخل المغرب مرحلة جديدة تتسم بإعادة هيكلة السلطة، حيث تم تبني إصلاحات سياسية جوهرية عميقة تهدف إلى تقوية المؤسسات و تعزيز دولة الحق و القانون، حيث ما فتئ الملك يردد في جل خطاباته مصطلحات “المفهوم الجديد للسلطة”، “الحكامة الجيدة”، “ربط المسؤولية بالمحاسبة” و “الجهوية الموسعة”.

هذه المصطلحات تبنتها النخبة السياسية كشعار للمرحلة، بعد نجاح تجربة الإنصاف و المصالحة وشكلت بداية لوضع المواطن في صلب السياسات العمومية، خصوصا بعد إطلاق المبادرة الوطنية للتنمية البشرية.

هذا يبين أن المخزن في المغرب كان سباقا إلى التجدد، و حاول تشجيع إنخراط الطبقة السياسية في مواكبة الإصلاحات الجوهرية من خلال إرساء تعايش سياسي بين المخزن و الطبقة السياسية مبني على التنسيق المستمر بطرق متطورة من أجل نمودج أكثر استقرار داخل المناخ الإقليمي و هو ما سمي بالاستثناء المغربي.

هذا الإستثناء المغربي، اشتهر بتعايش القوى التقدمية و الأصولية داخل منظومة وحيدة بعد ما يسمى بالربيع العربي.

غير أن التحليل الملموس للواقع يبين أن التخب السياسية و الأمنية داخل هذا النسق أصبحت تتسلط من خلال محاولات التأثير المباشر و الغير المباشر على صناعة قرارات المخزن و هو ما تقاومه الملكية باستمرار، من أجل الحفاظ على توازن يضمن استمراريتها في أحسن الضروف.

السيبة في العهد الجديد : تجلياتها و أشكالها الحديثة

رغم كل الإصلاحات المذكورة، إلا أن سعي النخب السياسية و الأمنية نحو السلطة و الحكم رافقه نوع من التسلط، يتكرس في استعمال السلطة المادية و المعنوية من أجل أطماع شخصية تحت غطاء القرب من المخزن أو بالأحرى ” تمخزن النخب” التي تريد الهيمنة على القرار السياسي و الإقتصادي بدريعة القرب من الملكية. وهو ما جعل أن بعض مظاهر السيبة لازالت قائمة خصوصا في الآونة الأخيرة بصيغ حديثة:
الفساد و تضارب المصالح: استمرار بعض المسؤولين في التصرف بمنطق السيبة، حيث يتم توظيف النفوذ لتحقيق مصالح شخصية دون احترام القانون.
تحديات الأمن و الإستقرار : إن المقاربة الأمنية في مواجهة الإحتجاجات و التعبيرات المعارضة لتسلط النخب السياسية تجعل المسؤولين يتصرفون بمنطق السيبة، من خلال التضييق عن حرية التعبير من جهة، و شراء الذمم من أجل التأثير على الرأي العام و توجيه النقاش العمومي من جهة أخرى.

إذا كانت السيبة في الماضي تعني رفض سلطة المخزن لأسباب سياسية واجتماعية، فإن السيبة اليوم تأخذ أبعادًا جديدة مرتبطة بأطماع التسلط و ضعف تطبيق القانون في بعض المجالات. في العهد الجديد، نجح المغرب في بناء نموذج أكثر استقرارًا، لكن التحدي الحقيقي يكمن في تحقيق دولة القانون بكل أبعادها، بحيث تصبح السلطة خاضعة للمحاسبة، وتختفي كل أشكال السيبة الحديثة، سواء في السياسة أو الاقتصاد.

مقالات مشابهة

  • العهد الجديد : بين السلطة و السيبة
  • نقل الحرب إلى جنوب كردفان و النيل الأزرق !!
  • سفراء سعوديون يؤدون القسم أمام ولي العهد محمد بن سلمان
  • ولي العهد السعودي والرئيس الروسي يبحثان اتفاقات أوبك وأزمة أوكرانيا
  • ولي العهد السعودي يؤكد لبوتين دعمه لحل الأزمة الأوكرانية
  • ولي العهد السعودي يجري اتصالا بالرئيس الروسي
  • الكرملين: بوتين يجري اتصالًا مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان
  • لقاء الخميسي: مسلسل راجل وست ستات شقلب لي حياتي.. فيديو
  • الحرب الإثيوبية الإريترية نزاع حدودي أنهاه اتفاق في الجزائر
  • محلل سياسي: المملكة سعت منذ بداية اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية لتخفيف التوتر .. فيديو