في ظل 'التخلي' عن خيار صندوق النقد.. أي موارد لتعبئة ميزانية 2024؟
تاريخ النشر: 25th, September 2023 GMT
يبدو أنّ خيار صندق النقد الدولي لتمويل الميزانية، قد تمّ التخلي عنه وهو ما تؤكده التصريحات الواضحة لرئيس الجمهورية قيس سعيد الرافضة "للإملاءات الخارجية" التي لن تؤدي إلا إلى مزيد تفقير الشعب والتي بإمكانها أن تقوض السلم الأهلية، حسب قوله.
التخلي عن هذا الخيار أو عدم اللجوء إليه في هذه المرحلة يفرض البحث عن فرص تمويلية أخرى لتغطية نفقات الدولة التونسية وخلاص ديونها الخارجية.
المحلّل المالي والاقتصادي بسام النيفر توقع في تصريح لموزاييك الإثنين 24 سبتمبر 2023 التركيز على توفير أكثر ما يمكن من الموارد الذاتية ضمن إعداد ميزانية سنة 2024 وهي مداخيل جبائية بالأساس .
وأكد النيفر وجود تحسن كبير في مستوى هذه المداخيل التي غطت جزءا مهما من النفقات وهذا النسق مطلوب كذلك في سنة 2024 حتى تتمكن الدولة من مواجهة مصاريفها، حسب قوله.
وأشار إلى إمكانية اللجوء إلى السوق المالية المحلية لخلاص الديون الداخلية بالدينار التونسي مع إمكانية ارتفاع نسب الفائدة في صورة تواصل التضخم بمستواه المرتفع.
أما بالنسبة للديون الخارجية، كشف المحلل المالي والاقتصادي أن كل المؤشرات تؤكد أن الدولة التونسية ستكمل السنة برصيد أفضل من العملة الصعبة من السنة الفارطة رغم الصعوبات المرتبطة بتوفير تمويلات أجنبية .
وأكد النيفر ضرورة المحافظة على جميع الموارد التي ساعدت الدولة التونسية سنة 2023 والمتمثلة أساسا في تحويلات التونسيين بالخارج والعمل أكثر على تحسين عائدات السياحة والتحكم أكثر في عجز الميزان التجاري والعمل على تحسين صادرات الفسفاط والتقليص من فاتورة الطاقة والاهتمام أكثر بالصادرات الفلاحية خصوصا في ظل مؤشرات لموسم واعد من حيث الأسعار والصابة لزيت الزيتون والتمور.
وأوصى النيفر بضرورة العمل على توفير أكثر ما يمكن من تمويلات أجنبية لدعم الميزانية في إطار التعاون الثنائي مع الدول، خصوصا في ظل تعطل المفاوضات مع صندوق النقد الدولي والتخلي عن هذا الخيار مرحليا، وفق تقديره.
كريم وناس
المصدر: موزاييك أف.أم
إقرأ أيضاً:
باكستان تريد مساعدات صندوق النقد دون ضرائب إضافية
قال وزير المالية الباكستاني محمد أورنغزيب إن بلاده قادرة على تحصيل الإيرادات المستهدفة لهذا العام من دون تحميل دافعي الضرائب أعباء إضافية، في وقت تسعى فيه الحكومة إلى تهدئة الانتقادات التي واجهتها بسبب الإصلاحات الاقتصادية الصارمة، بما في ذلك فرض ضرائب قياسية وزيادة أسعار الطاقة.
وفي مقابلة مع بلومبيرغ على هامش مؤتمر في العلا بالسعودية، أكد أورنغزيب أن "الاتجاه الحالي يسير في المسار الصحيح"، مشيرا إلى أن أي عجز محتمل في الإيرادات سيتم تعويضه من خلال توسيع القاعدة الضريبية وتعزيز الامتثال الضريبي.
التزام باتفاق صندوق النقد دون ضرائب جديدةويُعد رفع نسبة الضرائب إلى الناتج المحلي الإجمالي من الشروط الأساسية لبرنامج القرض البالغ 7 مليارات دولار الذي حصلت عليه باكستان من صندوق النقد الدولي، والذي كان ضروريا لدعم الاقتصاد المتعثر وإدارة ديونه المتزايدة.
ولضمان الحصول على هذا القرض، قامت حكومة رئيس الوزراء شهباز شريف بزيادة الضرائب ورفع أسعار الطاقة العام الماضي، مما أثار موجة غضب شعبي واسعة.
ورغم هذه التحديات، فإن وزير المالية قال إنه واثق من تلبية متطلبات برنامج صندوق النقد الدولي، مشيرا إلى أن نسبة الضرائب إلى الناتج المحلي الإجمالي بلغت 10.8% بنهاية ديسمبر/كانون الأول، متجاوزة الهدف المحدد عند 10.6%.
إعلانكما أكد أن الحكومة لن تفرض أي إجراءات ضريبية جديدة خلال السنة المالية الحالية التي تنتهي في يونيو/حزيران المقبل. ومن المقرر إجراء أول مراجعة للبرنامج خلال هذا الربع.
وتطرق أورنغزيب أيضا إلى خطط الحكومة لفرض ضرائب جديدة على الدخل الزراعي، مشددا على أهمية هذه الخطوة في توسيع القاعدة الضريبية. ووافقت برلمانات الأقاليم الأربعة في البلاد مؤخرا على قوانين لزيادة الضرائب على الدخل الزراعي، وهو إجراء تم الاتفاق عليه مع صندوق النقد الدولي لتعزيز تحصيل الإيرادات.
وكانت باكستان قد نجت بالكاد من التخلف عن سداد ديونها عام 2023، ولا تزال الشركات تعاني بسبب ارتفاع الضرائب وتكاليف الطاقة. ومع ذلك، أشادت المديرة التنفيذية لصندوق النقد الدولي، كريستالينا جورجيفا، هذا الشهر بمحاولات باكستان لوضع نفسها على طريق نمو اقتصادي مستدام.
فرص جديدة وسط التوترات التجارية العالميةوعند سؤاله عن تأثير مقترحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب بفرض تعريفات جمركية جديدة، رأى أورنغزيب أن هذه التغييرات قد تمثل "فرصة حقيقية" لباكستان لتعزيز تجارتها الإقليمية مع دول الشرق الأوسط وآسيا الوسطى.
وبينما تواجه باكستان تحديات اقتصادية حادة، فإن الحكومة تبدو ملتزمة بمواصلة الإصلاحات الاقتصادية المطلوبة من دون اللجوء إلى فرض مزيد من الضرائب، في محاولة للحفاظ على استقرار الاقتصاد وكسب ثقة المستثمرين المحليين والدوليين.