المسلة:
2025-04-30@08:30:30 GMT

الاحزاب العراقية ..تاريخ بلا مستقبل

تاريخ النشر: 25th, September 2023 GMT

الاحزاب العراقية ..تاريخ بلا مستقبل

25 سبتمبر، 2023

بغداد/المسلة الحدث:

ابراهيم العبادي

تعاني احزاب عراقية من الشيخوخة ومن ضمور متزايد في دورها السياسي وتراجع قدرتها على الاحتفاظ بصورة الحزب الفاعل ذي القدرة على كسب اجيال جديدة الى صفوفه ،تكافح هذه الاحزاب للبقاء في ساحة العمل السياسي اعتمادا على ماض طويل وتاريخ من النشاط الحزبي ،وولاء افراد من جيل او اجيال سابقة ،التاريخ وحده لم يعد كافيا لتدعيم الصورة الافلة لهذه الاحزاب ،مايعني ضرورة البحث عن اسباب عميقة لازمة الاحزاب السياسية في العراق في بيئة شديدة الاضطراب والانتقال من نمط الى اخر .

،تواجه الاحزاب العراقية وتحديدا ، ،الشيوعي العراقي ،الدعوة الاسلامية ،الديمقراطي الكردستاني ،الاتحاد الوطني الكردستاني ،الحزب الاسلامي ،وهي الاحزاب ذات البنى التنظيمية السياسية والحزبية الراسخة تحدي الحفاظ على تماسكها الداخلي وجاذبيتها الشعبية بعد سلسلة من الهزات الداخلية والتراجعات والانقسامات الناتجة من تبدل اولويات العمل واخلاقياته ومتطلبات المرحلة الجديدة ،مرحلة بناء الدولة وتغير الخطاب السياسي والتعديل القسري الذي دخل على الايديولوجية الثورية وحلول اولويات وطنية جديدة ،لم تكن هذه الاحزاب مستعدة استعدادا فكريا وسياسيا وتنظيميا وجماهيريا لصدمة استلام السلطة والمشاركة فيها دفعة واحدة ،فالانتقال من المعارضة الى السلطة ،ومن اخلاقية النضال ومشاقه الى رفاه المشاركة السياسية ومكاسبها ،ومن الوحدة الحزبية والتضامن الداخلي والانضباط الحزبي الى مغريات الزعامة وتعدد الرؤى ومطامح السلطة ادخل متغيرات كبرى على سلوك هذه الاحزاب وجعلها تواجه تحديا داخليا ومنافسة خارجية ومزاحمة على مساحة القوة والنفوذ بظهور لاعبين سياسيين جدد وناشطين وحركيين وحركات جنينية اخذة في النمو داخل الاحزاب نفسها .

كان من ابرز عيوب هذه الاحزاب هو عدم قدرتها على المواكبة بسبب جمود الفكر وتصلب الرؤى وشيخوخة القيادات والفشل الذريع في اجتذاب الجيل الجديد وفهم اولوياته.

لقد اظهرت هذه الاحزاب عجزا عن تجديد خطابها والموائمة بين مبادئها وافكارها وايديولوجيتها وبين متطلبات الواقع الجديد وكان لتغلب وتصلب الجانب الايديولوجي سببا لتراجع هالة هذه الاحزاب وذهاب بريقها في مساحة عملها ،فلم يعد جيل العراق الراهن مجذوبا الى فكرة الدولة الاسلامية بسبب تراجع الفكرة والنموذج ،ولم يبق للاحزاب القومية من يدعمها في فكرة الدولة القومية او الوحدة القومية رغم ان هذه الفكرة مازالت تداعب احلام الكرد مثلا لكنها تراجعت عربيا واصبحت الدولة الوطنية القطرية وسيادتها ورفاهها ومصالحها هي الاولوية ،وبتراجع الفكر اليساري والاشتراكي عموما في جميع انحاء العالم لم يعد للتنظيمات الماركسية والشيوعية مايغري غير الرواد واتباع الحلم القديم في مواصلة المشوار ،وبتراجع الايديولوجيا واقتراب موتها ،حل بديل ايديولوجي خلاصي اخر من نوع المقاومة والمقاومة الذكية يقوم على فكرة تعبئة الشباب بسلاح الرفض وليس بسلاح البناء للدولة المأمولة ،فاجتذبت هذه الستراتيجية الحماسيين من الباحثين عن مساحة عمل سياسي في قبال احزاب تاريخية عتيدة وتعددت مشارب واسباب الانقسام بتعدد المقولات والراعي والداعم في ساحة محتدمة مخترقة تردد اصداء مشاريع الاخرين بغياب مشروع وطني متكامل.

كشفت الحياة الحزبية العراقية عن فشل تاريخي في الاستجابة لداعي التطوير الداخلي والاستعداد للتعاقب الجيلي والانسجام مع الاولويات الجماهيرية وتنظيمها وقيادتها فيما تكرست شخصانية تاريخية ووارثة للمشاريع الفكرية او السياسية وتأصل تقديس خطير يقوم على الدوران حول محورية الفرد وكاريزماه وتوظفت الطاقات في سبيل مشروع هذا الفرد وليس مشروع الحزب العصري المواكب لمسيرة بناء دولة عصرية .

بالاجمال لم تتطور بنى الاحزاب العراقية ولم تنمو فكريا ولم يحصل تحديث في الخطاب ولم تراجع برامجها وبناها التنظيمية وظلت تدور في نطاق عقلية ماقبل الدولة الحديثة الراهنة واحلام دولة الايديولوجيا الطوباوية ،وفوق ذاك صارت الاحزاب املاكا خاصا يملكها زعماء ووارثون ويخدمها مال يجنى من اقتسام السلطة والثروة ،ثم يعاد استثماره وفق نمط تقليدي من الزبائنية القائمة على التخادم .وفيما كرست هذه الاحزاب انموذجا للانقسام السياسي والازمة المستدامة بسب تناقضات المصالح فانها استعاضت عن ذلك بالتوافق وفق اسلوب الصفقة لادارة السلطة ماجعل مفهوم الائتلافات السياسية يتراجع لصالح مفهوم الصفقة السياسية وارتهن مصير البلاد بالقدرة على انتاج صفقة سياسية تتدخل فيها قوى خارجية ويتم اخراجها بصعوبة بالغة . فكان ذلك سببا اضافيا لتراجع الثقة بالاحزاب واتساع الفجوة بين تصوراتها وبين تصورات الجمهور .

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

المصدر: المسلة

كلمات دلالية: هذه الاحزاب

إقرأ أيضاً:

وزير الشئون النيابية: قانون الإجراءات الجنائية لحظة فارقة في تاريخ التشريع المصري

أكد المستشار محمود فوزي، وزير الدولة للشئون النيابية، أن موافقة مجلس النواب على قانون الإجراءات الجنائية الجديد تُعد لحظة استثنائية في تاريخ الدولة التشريعي، مشيرًا إلى أن القانون الحالي ظل ساريًا منذ عام 1950، في ظل دستور 1923.

رئيس التواب: قانون الإجراءات الجنائية صفحة مشرقة في سجل التشريع المصري

 نقلة نوعية في العدالة الجنائية
وأوضح فوزي خلال الجلسة العامة للبرلمان، أن القانون الجديد يمثل خطوة متقدمة نحو تطوير منظومة العدالة الجنائية بما يتوافق مع الدستور والاتفاقيات الدولية التي التزمت بها مصر.

 مناقشات موضوعية وروح ديمقراطية
وأشاد الوزير بالمناقشات التي جرت داخل اللجان والجلسة العامة، واصفًا إياها بالرؤية الموضوعية والمنطقية، والتي جرت في إطار ديمقراطي سليم، مؤكدًا أن التوافق كان هدفًا رئيسيًا لضمان استقرار تشريعي مستدام.

 إشادة بالقيادة البرلمانية والجهود القضائية
ووجه فوزي شكره لرئيس مجلس النواب المستشار الدكتور حنفي جبالي على قيادته الحكيمة للمناقشات، واصفًا القانون بأنه “دستور مصر الثاني”، كما ثمن الدور البارز للمستشار عدنان فنجري، وزير العدل، في تقديم رؤية دقيقة من خلال دراسته المتأنية.

 تهنئة بإنجاز تشريعي تاريخي
وهنأ فوزي أعضاء البرلمان على هذا الإنجاز التشريعي الذي يشكل إضافة نوعية للتشريعات الوطنية، ويعزز استقرار المنظومة الإجرائية بما يخدم مصالح الدولة والمواطنين.

طباعة شارك الإجراءات الجنائية المستشار محمود فوزي الإجراءات الجنائية الجديد

مقالات مشابهة

  • اللواء عبد الحميد خيرت: ما حدث في رابعة العدوية أكبر عملية إرهابية في تاريخ مصر المعاصر
  • لم يكن الصراع السياسي أبدا سلميا في السودان
  • وزير الدولة للإنتاج الحربي: دعم لامحدود من القيادة السياسية لتطوير الصناعات وتوطين التكنولوجيات الحديثة
  • وزير الشئون النيابية: قانون الإجراءات الجنائية لحظة فارقة في تاريخ التشريع المصري
  • مستقبل الحشد الشعبي: بين الدولة والولاءات الخارجية
  • قرارات لتكتل الأحزاب والمكونات السياسية في اليمن لمرحلة ما بعد اسقاط انقلاب الحوثيين واستعادة صنعاء
  • العراق بين عقلية الحكم وحكم العقل
  • بين فوضى السلاح وتيه العقل السياسي
  • عفة القائد وفساد الزبانية ..!
  • محافظات جديدة على الخارطة.. بين الحلم والمساومات السياسية