المسلة:
2024-07-07@07:59:50 GMT

الاحزاب العراقية ..تاريخ بلا مستقبل

تاريخ النشر: 25th, September 2023 GMT

الاحزاب العراقية ..تاريخ بلا مستقبل

25 سبتمبر، 2023

بغداد/المسلة الحدث:

ابراهيم العبادي

تعاني احزاب عراقية من الشيخوخة ومن ضمور متزايد في دورها السياسي وتراجع قدرتها على الاحتفاظ بصورة الحزب الفاعل ذي القدرة على كسب اجيال جديدة الى صفوفه ،تكافح هذه الاحزاب للبقاء في ساحة العمل السياسي اعتمادا على ماض طويل وتاريخ من النشاط الحزبي ،وولاء افراد من جيل او اجيال سابقة ،التاريخ وحده لم يعد كافيا لتدعيم الصورة الافلة لهذه الاحزاب ،مايعني ضرورة البحث عن اسباب عميقة لازمة الاحزاب السياسية في العراق في بيئة شديدة الاضطراب والانتقال من نمط الى اخر .

،تواجه الاحزاب العراقية وتحديدا ، ،الشيوعي العراقي ،الدعوة الاسلامية ،الديمقراطي الكردستاني ،الاتحاد الوطني الكردستاني ،الحزب الاسلامي ،وهي الاحزاب ذات البنى التنظيمية السياسية والحزبية الراسخة تحدي الحفاظ على تماسكها الداخلي وجاذبيتها الشعبية بعد سلسلة من الهزات الداخلية والتراجعات والانقسامات الناتجة من تبدل اولويات العمل واخلاقياته ومتطلبات المرحلة الجديدة ،مرحلة بناء الدولة وتغير الخطاب السياسي والتعديل القسري الذي دخل على الايديولوجية الثورية وحلول اولويات وطنية جديدة ،لم تكن هذه الاحزاب مستعدة استعدادا فكريا وسياسيا وتنظيميا وجماهيريا لصدمة استلام السلطة والمشاركة فيها دفعة واحدة ،فالانتقال من المعارضة الى السلطة ،ومن اخلاقية النضال ومشاقه الى رفاه المشاركة السياسية ومكاسبها ،ومن الوحدة الحزبية والتضامن الداخلي والانضباط الحزبي الى مغريات الزعامة وتعدد الرؤى ومطامح السلطة ادخل متغيرات كبرى على سلوك هذه الاحزاب وجعلها تواجه تحديا داخليا ومنافسة خارجية ومزاحمة على مساحة القوة والنفوذ بظهور لاعبين سياسيين جدد وناشطين وحركيين وحركات جنينية اخذة في النمو داخل الاحزاب نفسها .

كان من ابرز عيوب هذه الاحزاب هو عدم قدرتها على المواكبة بسبب جمود الفكر وتصلب الرؤى وشيخوخة القيادات والفشل الذريع في اجتذاب الجيل الجديد وفهم اولوياته.

لقد اظهرت هذه الاحزاب عجزا عن تجديد خطابها والموائمة بين مبادئها وافكارها وايديولوجيتها وبين متطلبات الواقع الجديد وكان لتغلب وتصلب الجانب الايديولوجي سببا لتراجع هالة هذه الاحزاب وذهاب بريقها في مساحة عملها ،فلم يعد جيل العراق الراهن مجذوبا الى فكرة الدولة الاسلامية بسبب تراجع الفكرة والنموذج ،ولم يبق للاحزاب القومية من يدعمها في فكرة الدولة القومية او الوحدة القومية رغم ان هذه الفكرة مازالت تداعب احلام الكرد مثلا لكنها تراجعت عربيا واصبحت الدولة الوطنية القطرية وسيادتها ورفاهها ومصالحها هي الاولوية ،وبتراجع الفكر اليساري والاشتراكي عموما في جميع انحاء العالم لم يعد للتنظيمات الماركسية والشيوعية مايغري غير الرواد واتباع الحلم القديم في مواصلة المشوار ،وبتراجع الايديولوجيا واقتراب موتها ،حل بديل ايديولوجي خلاصي اخر من نوع المقاومة والمقاومة الذكية يقوم على فكرة تعبئة الشباب بسلاح الرفض وليس بسلاح البناء للدولة المأمولة ،فاجتذبت هذه الستراتيجية الحماسيين من الباحثين عن مساحة عمل سياسي في قبال احزاب تاريخية عتيدة وتعددت مشارب واسباب الانقسام بتعدد المقولات والراعي والداعم في ساحة محتدمة مخترقة تردد اصداء مشاريع الاخرين بغياب مشروع وطني متكامل.

كشفت الحياة الحزبية العراقية عن فشل تاريخي في الاستجابة لداعي التطوير الداخلي والاستعداد للتعاقب الجيلي والانسجام مع الاولويات الجماهيرية وتنظيمها وقيادتها فيما تكرست شخصانية تاريخية ووارثة للمشاريع الفكرية او السياسية وتأصل تقديس خطير يقوم على الدوران حول محورية الفرد وكاريزماه وتوظفت الطاقات في سبيل مشروع هذا الفرد وليس مشروع الحزب العصري المواكب لمسيرة بناء دولة عصرية .

بالاجمال لم تتطور بنى الاحزاب العراقية ولم تنمو فكريا ولم يحصل تحديث في الخطاب ولم تراجع برامجها وبناها التنظيمية وظلت تدور في نطاق عقلية ماقبل الدولة الحديثة الراهنة واحلام دولة الايديولوجيا الطوباوية ،وفوق ذاك صارت الاحزاب املاكا خاصا يملكها زعماء ووارثون ويخدمها مال يجنى من اقتسام السلطة والثروة ،ثم يعاد استثماره وفق نمط تقليدي من الزبائنية القائمة على التخادم .وفيما كرست هذه الاحزاب انموذجا للانقسام السياسي والازمة المستدامة بسب تناقضات المصالح فانها استعاضت عن ذلك بالتوافق وفق اسلوب الصفقة لادارة السلطة ماجعل مفهوم الائتلافات السياسية يتراجع لصالح مفهوم الصفقة السياسية وارتهن مصير البلاد بالقدرة على انتاج صفقة سياسية تتدخل فيها قوى خارجية ويتم اخراجها بصعوبة بالغة . فكان ذلك سببا اضافيا لتراجع الثقة بالاحزاب واتساع الفجوة بين تصوراتها وبين تصورات الجمهور .

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

المصدر: المسلة

كلمات دلالية: هذه الاحزاب

إقرأ أيضاً:

الرئيس التونسي يحذِّر من محاولات ضرب استقرار البلاد

أحمد عاطف (تونس، القاهرة)

أخبار ذات صلة قرقاش: تعزيز العلاقات الخليجية الإيرانية لتحقيق ازدهار واستقرار المنطقة طحنون بن زايد يهنئ مسعود بزشكيان بفوزه بانتخابات الرئاسة الإيرانية

حذّر الرئيس التونسي قيس سعيّد، أمس، من المحاولات الرامية لضرب الاستقرار داخل البلاد قبل تنظيم الانتخابات الرئاسية المقررة في أكتوبر المقبل. وقالت الرئاسة التونسية، في بيان، إن «رئيس الجمهورية قيس سعيد استعرض لدى استقباله، بقصر قرطاج، خالد النوري وزير الداخلية، وسفيان بالصادق كاتب الدولة لدى وزير الداخلية المكلف بالأمن الوطني، الوضع الأمني العام في البلاد». وأضافت أن رئيس الجمهورية دعا، خلال اللقاء، إلى «التحسّب والاستشراف لكلّ المحاولات الإجرامية بشتى أنواعها التي يُرتّب لها مَن يريد ضرب الاستقرار داخل البلاد، خاصة في أفق تنظيم الانتخابات الرئاسية». وحسب البيان، فقد شدّد سعيّد على «ضرورة مضاعفة الجهود من أجل التصدي لكل مظاهر الجريمة وتأمين التونسيين في كل مكان».
كما أكد الرئيس التونسي على «ضرورة تفكيك الشبكات الإجرامية التي تتاجر بالمخدرات، والتي هي مرتبطة بشبكات في الخارج وتسعى إلى ضرب أمن المجتمع، كما يسعى آخرون إلى ضرب أمن الدولة».
وكان الرئيس التونسي قيس سعيد، قد دعا الناخبين التونسيين، الثلاثاء الماضي، إلى انتخابات رئاسية في 6 أكتوبر المقبل. ومن المتوقع على نطاق واسع أن يخوض سعيّد الانتخابات للفوز بولاية رئاسية ثانية من 5 سنوات، بعد أن فاز في انتخابات عام 2019 الرئاسية.
 وإلى ذلك، عبّر خبراء ومحللون سياسيون في تونس عن الرفض القاطع للتدخلات الخارجية في الشؤون الداخلية للبلاد، داعين إلى احترام مؤسسات الدولة التونسية، مشيرين إلى أن الشعب بأغلبيته يتفق على ذلك.
وشدد المحلل السياسي التونسي باسل ترجمان على رفض أي تدخلات خارجية في الشؤون الداخلية التونسية، وهذا الموقف الوطني ينطلق من الحفاظ على السيادة واحترام مؤسسات الدولة، ومتناغم مع موقف الرئاسة والرئيس والشعب التونسي. ولفت ترجمان في تصريحات لـ«الاتحاد» إلى أن التعامل بين الدول يجب أن يقوم على مبدأ الاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية، وأنه ليست هناك أزمة، لكن هناك رسالة قوية لأي طرف يحاول التدخل في الشؤون الداخلية للبلاد.
 وفي السياق ذاته، أوضح الباحث السياسي التونسي نزار الجليدي أن الرئيس قيس سعيد نجح في نفض الغبار عن عشرية سوداء، بعد 25 يوليو، وقطع الطريق على ما تبقى من منظومة 14 يناير، وأن المرحلة الجديدة تتميز بتركيز الرئيس على معالجة الوضع الاقتصادي ومحاربة الفساد. وتوقع الجليدي في تصريحات لـ«الاتحاد» أن يفتح الرئيس ملفات «مهمة جداً»، مع وجود مساعٍ لـ«استرداد الدولة».
من جانبه، حذر المحلل السياسي التونسي منذر ثابت من مخاطر التدخلات الخارجية في الشأن الداخلي التونسي، مشيراً إلى أنها ظاهرة تاريخية تعود إلى عهد الاستقلال، حيث كان اللوبي المدعوم من الخارج يلعب دوراً كبيراً في المشهد السياسي، وأن هذه التدخلات اتخذت أشكالا جديدة خلال فترة «الترويكا» بعد اضطرابات «الربيع العربي»، حيث ظهرت أحزاب وشخصيات تدين بالولاء لجهات خارجية. وأضاف ثابت في تصريحات لـ«الاتحاد» أن بعض التشكيلات السياسية التي خاضت المسار الديمقراطي بعد الثورة كانت لها صلات بأجندات خارجية، في إطار استراتيجياتها للمنطقة، وأنها باتت مكشوفة في الوقت الحالي.

مقالات مشابهة

  • الرئيس التونسي يحذِّر من محاولات ضرب استقرار البلاد
  • أستاذ علوم سياسية: مؤتمر القاهرة نقطة انطلاق نحو مستقبل أفضل للسودان
  • الانتخابات الفرنسية.. مأساة فرنسا وكابوس أوروبا الموحدة
  • وزير الخارجية: مؤتمر القوى السياسية والمدنية ينعقد فى لحظة فارقة من تاريخ السودان
  • مؤتمر القوى السياسية والمدنية السودانية: لحظة فارقة في تاريخ السودان
  • أيُّ أفق للانتخابات الرئاسية التونسية في ظل التأسيس الجديد؟
  • أيُّ أفق للانتخابات الرئاسية في ظل التأسيس الجديد؟
  • ما هو المشروع السياسي لقيادة الجيش؟
  • ختام الدورة الثانية من برنامج التأهيل السياسي لكوادر حزب حماة الوطن
  • “الحويج” يشدد على عقد الصالون السياسي في مدن الجنوب الليبي