﴿ قُلۡ إِن كَانَ ءَابَآؤُكُمۡ وَأَبۡنَآؤُكُمۡ وَإِخۡوَٰنُكُمۡ وَأَزۡوَٰجُكُمۡ وَعَشِيرَتُكُمۡ وَأَمۡوَٰلٌ ٱقۡتَرَفۡتُمُوهَا وَتِجَٰرَةٞ تَخۡشَوۡنَ كَسَادَهَا وَمَسَٰكِنُ تَرۡضَوۡنَهَآ أَحَبَّ إِلَيۡكُم مِّنَ ٱللَّهِ وَرَسُولِهِۦ وَجِهَادٖ فِي سَبِيلِهِۦ فَتَرَبَّصُواْ حَتَّىٰ يَأۡتِيَ ٱللَّهُ بِأَمۡرِهِۦۗ وَٱللَّهُ لَا يَهۡدِي ٱلۡقَوۡمَ ٱلۡفَٰسِقِينَ ﴾

هذه الآية من سورة التوبة يقول بعض المفسربن أنها خاطبت الذين تخلفوا عن الهجرة خوفاً على أموالهم و تجارتهم و دورهم و مساكنهم ، و خوفاً من أن يقطعوا أرحامهم و يفارقوا عشائرهم .

إن المسلم الحق عندما يتعرض لإختبار الإختيار فإنه يجب عليه ألا يتردد في الإنحياز إلى دينه نابذاً كل الإنتماءات الأخرى مفارقاً حتى لوالديه و إخوانه و أسرته الصغيرة ( الزوج و الأبناء) .
إن الدين الذي دعا المسلمين في مكة أن يفارقوا من يحبون و ما يحبون و يضعونه جانباً في اللحظات الفارقة مثل الهجرة فإنه قطعاً يتطلب مواقف أقوى و أكثر حزماً عندما يتعلق الأمر بالجهاد و الدفاع عن الأوطان .

إخوتي إنكم تعلمون علم اليقين أن الحرب التي اندلعت في بلادنا منذ الخامس عشر من أبريل الماضي ليست حرب الدعم السريع الذي قوام قواته من القبائل و العشائر التي ننتمي إليها بل هي حرب وكالة صادفت هوىً و أطماعاً سلطوية عند قيادته التي اندفعت أو دُفعت إلى خوضها دون أي نظر لمآلات الأوضاع أو الآثار المترتبة عليها .

إخوتي إنكم بانحيازكم للدعم السريع تعلمون علم اليقين أنكم أنحزتم إلى القوى الحليفة له ( قحت ) و مشروعها العلماني الذي رأيتم نتائجه خلال السنوات التي أعقبت سقوط الإنقاذ و لا أحتاج أن أذكركم بتفاصيل هذا المشروع فأنتم أعلم بها من غيركم من أهلنا البسطاء الذين ينقادون وراء عواطفهم .

إخوتي و أنتم تنحازون إلى الدعم السريع و حليفته قحت تذكروا أن شعارهم الرئيسي في مظاهرات ديسمبر 2018 و ما بعدها كان هو ( أي كوز ندوسوا دوس ) ، و تذكروا أن الدعم السريع أعلن على لسان قائده و نائبه و مستشاريه و منذ بداية الحرب أنها حرب ضد ( الكيزان و الفلول ) يعني هي ليست حرب ضد دولة 56 كما يزعمون و ليست ضد الجيش بل ضدكم أنتم و ضد مشروعكم !!

إخوتي إنكم تعلمون علم اليقين أن وقوفكم مع الدعم السريع في هذه الحرب هو وقوف مع مشروع دولة الكيان الصهيوني الساعي لتفتيت بلادنا و تمزيقها و للأسف فقد زارها قائد ثاني الدعم السريع عدة مرات للتنسيق و بناء علاقات حصل بموجبها على أحدث أجهزة و أنظمة التجسس و الرصد ( و هذا ما كشفته وسائل إعلام إسرائلية و عالمية) !!

إخوتي إنكم تعلمون علم اليقين أن اصطفافكم إلى جانب الدعم السريع يعني اصطفافكم مع مشروع الدولة الخليجية التي دمرت اليمن و مزقت ليبيا و عاثت فساداً في العراق و سوريا و دعمت الإنقلاب على الدستور في تونس و قامت بتدخلات سالبة في دول القرن الأفريقي و تعمل الآن على تدمير بلادنا من خلال ما توفره من دعم بالسلاح و العتاد لقوات الدعم السريع و هو أمر لا يحتاج لإثبات فقد كشفته وسائل إعلام و تقارير غربية منشورة !!

إخوتي إنكم بموقفكم هذا تدعمون مشروعاً عابرا للدول تموله و تدعمه قوى الشر الإقليمية و الدولية و تحشد له المرتزقة من كل دول العالم خدمة لأهدافها و أجندتها بل و أنتم تعلمون أكثر بكثير مما أحصاه قلمي !!

ختاماً فقد دفعني لكتابة هذه الرسالة عتاب و لوم و شتم نقله لي بالأمس أحد الإخوة من أخ كنت أظن فيه خيراً يعيب على عدم إنحيازي لأهلي كما ذكر !!

و لهذا الأخ و غيره أقول لهم إن موقفي قد حددته الآية 24 من سورة التوبة التي أوردتها في صدر المنشور و حسمه إنتمائي لديني و فكري و حبي لوطني .
( ألا هل بلغت اللهم فاشهد )
#كتابات_حاج_ماجد_سوار
24 سبتمبر 2023

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: الدعم السریع

إقرأ أيضاً:

الأمم المتحدة: الحرب تشرد 136 ألفاً من جنوب شرق السودان

القاهرة- وكالات

ذكرت الأمم المتحدة أن أكثر من 136 ألف شخص فروا من ولاية سنار، جنوبي شرق السودان، منذ أن بدأت قوات الدعم السريع سلسلة من الهجمات على بلدات، فيما أعلن الجانبان المتقاتلان تحقيق انتصارات في مواقع مختلفة.

وينضم هؤلاء إلى نحو 10 ملايين سوداني فروا من ديارهم منذ اندلاع الحرب بين قوات الدعم السريع والجيش السوداني في 15 أبريل 2023، والتي رافقتها اتهامات بارتكاب أعمال "تطهير عرقي" وتحذيرات من مجاعة، لا سيما في المناطق التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع بأنحاء البلاد.

وبدأت قوات الدعم السريع في 24 يونيو حملة عسكرية للاستيلاء على مدينة سنار، وهي مركز تجاري، لكنها سرعان ما تحولت إلى مدينتين أصغر، هما سنجة والدندر، مما أدى إلى نزوح جماعي من المدن الثلاث، خاصة إلى ولايتي القضارف والنيل الأزرق المجاورتين.

وأظهرت صور نُشرت على وسائل التواصل الاجتماعي أشخاصاً من جميع الأعمار يخوضون عبر النيل الأزرق.

ويقول ناشطون في الولايتين إن هناك القليل من أماكن الإيواء أو المساعدات الغذائية للوافدين.

القضارف.. أمطار بدون خيام

وفي القضارف، واجه القادمون هطول أمطار غزيرة بينما تقطعت بهم السبل في السوق الرئيسية بالعاصمة من دون خيام أو أغطية، بعد أن أخلت الحكومة المدارس التي كانت مراكز إيواء للنازحين، حسب ما ذكرت إحدى لجان المقاومة المحلية السودانية.

وقالت المنظمة الدولية للهجرة التابعة للأمم المتحدة، في بيان، إنه منذ 24 يونيو، نزح ما إجماليه 136 ألفاً و130 شخصاً من سنار.

وتؤوي الولاية بالفعل أكثر من 285 ألف شخص نزحوا من الخرطوم والجزيرة، مما يعني أن كثيرين ممن غادروا في الأسبوعين الماضيين كانوا ينزحون على الأرجح للمرة الثانية أو الثالثة.

وأضافت المنظمة أيضاً أن قرى ولاية القضارف، وهي واحدة من بضعة أهداف محتملة لحملة قوات الدعم السريع، شهدت كذلك خروجاً جماعياً.

الفاشر وجبل مرة

وفي غرب البلاد، قال ناشطون محليون إن 12 شخصاً على الأقل لاقوا حتفهم بنيران مدفعية على سوق للماشية، الأربعاء، في مدينة الفاشر التي تشهد منذ شهور قتالاً بين الجانبين.

وتسبب القتال في نزوح عشرات الآلاف باتجاه الغرب إلى طويلة وجبل مرة، وهما من المناطق التي تُسيطر عليها إحدى أكبر الجماعات المتمردة في السودان بقيادة عبد الواحد النور الذي عرض، الخميس، أن تتولى قواته تأمين الفاشر إذا انسحب منها الجانبان.

وقال عبد الواحد النور، في بيان، إن الفاشر، التي ذُكرت مع مخيم زمزم المجاور لها ضمن 14 موقعاً أشار مراقبون إلى أنها تقترب من المجاعة، يمكن أن تستأنف حينها دورها كمركز لتوصيل المساعدات الإنسانية.

ولم يُعلق الجيش على العرض عندما طلبت منه "رويترز" التعقيب، في حين قال مصدر في قوات الدعم السريع إنها قبلتها من حيث المبدأ وتأمل أن يقبلها الجيش والقوات المتحالفة معه وأن يخرجوا من المدينة.

تحرير الدندر

على الصعيد الميداني، أعلن حاكم إقليم دارفور السوداني منّي أركي مناوي، الخميس، نجاح الجيش السوداني في تحرير مدينة الدندر بولاية سنار في شرق البلاد من قوات الدعم السريع.

وقال مناوي، عبر فيسبوك، إن الجيش حرر المدينة بالتعاون مع القوة المشتركة، وإنه بسط تأمينها على المؤسسات والمناطق السكنية، "بعد أن تعرضت للاستباحة الكاملة من مليشيات الدعم السريع وتم قتل وتشريد مواطنيها ونهب البنوك ومحاولة تدمير البنى التحتية ومعالم الحياة البرية".

وأضاف في المنشور الذي أرفقه بمقطع فيديو لقوات عسكرية: "سنؤكد للجميع استعدادنا لمقاومة مشروع تدمير استقرار المواطنين ومضاعفة معاناتهم وسنقف على كل الجبهات لأداء واجباتنا الوطنية من أجل حماية البلاد".

الجيش يدافع عن سنجة

ونقلت وكالة أنباء العالم العربي (AWP) عن متحدث باسم حكومة ولاية سنار أن قوات الجيش نجحت في التصدي لمحاولات قوات الدعم السريع للسيطرة على مدينة سنجة عاصمة الولاية، وإن أكد استيلاء الدعم السريع على نحو 30% من سنجة بينها أحياء الشمال والشرق وجزء من الحي الجنوبي.

وقال محمد البشر، في المقابلة التي جرت عبر الهاتف، إن "مجمل الأوضاع في ولاية سنار الآن بخير وتحت السيطرة، وشهدت مدينة سنجة دخول مليشيا الدعم السريع في بعض الأحياء وتصدت لها القوات المسلحة في معركة كبيرة استبسلت فيها القوات المسلحة.. ولا تزال المعارك تدور في مدينة سنجة".

وكانت قوات الدعم السريع، التي تقاتل الجيش في أنحاء متفرقة من السودان، أعلنت سيطرتها على سنجة عاصمة ولاية سنار، بما في ذلك مقر رئاسة الحكومة وقيادة الجيش بالولاية بعد أن توغلت إلى منطقة جبل موية الاستراتيجية.

وأشار البشر إلى ما وصفها بأنها "خسائر فادحة" للمدينة وأهلها جراء الاشتباكات، واتهم قوات الدعم السريع بارتكاب أعمال نهب والاستيلاء على سيارات المواطنين وممتلكاتهم والأسواق والفنادق، ودخول المستشفى الكبير في سنجة.

واتهم الدعم السريع بممارسة ما وصفه بـ"نوع من التصفية في صفوف المواطنين وقيادات الشرطة".

غرب كردفان

في المقابل، قالت قوات الدعم السريع، في بيان، إنها حققت انتصاراً جديداً، الخميس، "بتحرير اللواء 92 (الميرم) التابع للفرقة 22 مشاة بولاية غرب كردفان".

وأضافت أنها "بسطت سيطرتها الكاملة على المنطقة" وتمكنت من "تحرير المدينة الاستراتيجية (الميرم) والاستيلاء على عتاد عسكري وأسلحة متنوعة وذخائر.  

مقالات مشابهة

  • بالبرهان السودان في كف عفريت
  • مصر ومؤتمر الأزمة السودانية.. 5 تحديات ملحّة تدفع للتحرك الفوري
  • الأمم المتحدة: الحرب تشرد 136 ألفاً من جنوب شرق السودان
  • البرهان: مسلحون من تنظيم الدولة يقاتلون مع قوات الدعم السريع
  • السودان.. نزوح أكثر من 136 ألف شخص بسبب معارك سنار
  • الأمم المتحدة: 136  ألف فار سوداني من ولاية سنار بسبب الدعم السريع
  • 25 نازحا سودانيا فروا من الحرب فغرقوا في النيل الأزرق
  • السودان.. نزوح أكثر من 136 ألف شخص بسبب "معارك سنار"
  • قوى سياسية سودانية تناقش في جنيف مستقبل الإسلاميين والجيش والدعـم السريع
  • توم بيرييلو: أشعر بالقلق جراء هجمات الدعم السريع التي أدت لنزوح جماعي للمدنيين من ولاية سنار