بوابة الوفد:
2024-06-29@15:16:25 GMT

فضل زيارة مقام النبي عليه السلام وروضته الشريفة

تاريخ النشر: 25th, September 2023 GMT

قالت دار الإفتاء المصرية، إن المدينة النبوية المنورة مَهد الإسلام؛ قد شرَّفها الله تعالى وفضَّلها، وجعلها من خير بقاع الأرض، ودعا لها النبي صلى الله عليه وآله وسلم ولأهلها بالبركة، وجعلها حرمًا آمنًا؛ فعَن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زَيْدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ أنَّ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ قال: «إِنَّ إِبْرَاهِيمَ حَرَّمَ مَكَّةَ وَدَعَا لَهَا، وَحَرَّمْتُ المَدِينَةَ كَمَا حَرَّمَ إِبْرَاهِيمُ مَكَّةَ، وَدَعَوْتُ لَهَا فِي مُدِّهَا وَصَاعِهَا مِثْلَ مَا دَعَا إِبْرَاهِيمُ عَلَيْهِ السَّلَامُ لِمَكَّةَ» متفقٌ عليه.

الإفتاء توضح معنى النهي الوارد عن الجلوس على القبر ضوابط الاحتفال بالمولد النبوي.. الإفتاء توضح

أضافت الإفتاء، أنه قت شَرُفَتْ بِضَمِّ بُقعة هي أفضل بقاع الأرض على الإطلاق بإجماع العلماء، وهي البقعة التي ضمت الجسد الشريف لسيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، قال القاضي عياض في "الشفا بتعريف حقوق المصطفى": [لا خلاف أنَّ موضع قبره صلى الله عليه وآله وسلم أفضل بقاع الأرض].

وقال العلَّامة الصاوي في "حاشيته على الشرح الصغير" عن البقعة النبوية: [وأما هي: فهي أفضل من جميع بقاع الأرض والسماء حتى الكعبة والعرش والكرسي واللوح والقلم والبيت المعمور]، وقال العلَّامة محمَّد الخَضِر الشنقيطي في "كوثَر المَعَاني الدَّرَارِي": [وقد ذكر الرهونيُّ المالكيُّ في "حاشيته على الزُّرْقاني" هذا البحث، في باب "النَّذْر" مختصرًا عند قول المتن "والمدينة أفضل ثم مكة" قال: قد انعقد الإجماع على أن الروضة الشريفة أفضل بقاع الأرض والسماء، فيكون ما قاربها وجاورها أفضل من غيره، إذ بجيرانها تغلو الديار، وترخص، فتأمله بإنصاف].

 حكم زيارة مقام النبي عليه السلام وروضته الشريفة

زيارة قبر النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وروضته الشريفة، من أعظم القُرُبات وآكد المستحبات، لِمَا ورد من الأحاديث النبوية الشريفة في استحباب ذلك، وجعل هذه الزيارة موجبة لشفاعته صلى الله عليه وآله وسلم لزائريه، وقد صحَّح جميع الحفَّاظ الأحاديث الواردة في ذلك؛ فَعَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنهُمَا قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: «مَن جَاءَنِي زَائِرًا لَا تُعْمِلُهُ حَاجَةٌ إِلَّا زِيَارَتِي، كَانَ حَقًّا عَلَيَّ أَن أَكُونَ لَهُ شَفِيعًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ» أخرجه الطبراني في معجميه "الكبير" و"الأوسط".

وعنه أيضًا قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: «مَن زَارَ قَبْرِي وَجَبَتْ لَهُ شَفَاعَتِي» أخرجه الدارقطني في "السنن".

وعن ابن عمر رضي الله عنه، أن رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قال: «مَنْ حَجَّ فَزَارَ قَبْرِي بَعْدَ مَوْتِي، كَانَ كَمَنْ زَارَنِي فِي حَيَاتِي» أخرجه الإمام البيهقي في "شعب الإيمان" و"السنن الكبرى"، والإمام الطبراني في "المعجم الأوسط".

قال الإمام المباركفوري في "مرعاة المفاتيح": [في الحديث دليل على فضيلة زيارة قبر النبي صلى الله عليه وآله وسلم، ولا خلاف فيه بل هو أمر مجمع عليه].

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: زيارة مقام النبي الإفتاء دار الافتاء المدينة النبوية مقام النبي صلى الله علیه وآله وسلم ى الله ع

إقرأ أيضاً:

فى ظلال الهجرة النبوية المشرفة

الهجرة النبوية تعد من أهم الأحداث فى تاريخ الإسلام إن لم تكن الحدث الأهم فيه، وهو ما حمل الصحابة على التأريخ بها لأمة الإسلام، فقد كانت نقطة تحول هامة فى هذا التاريخ العظيم، وبداية البناء العملى للدولة فى المدينة المنورة، ذلك البناء الذى قام على عدة أسس، من أهمها :
1- المؤاخاة وترسيخ فقه التعايش ومبدأ العيش المشترك بين البشر، ذلك المبدأ الذى اتخذ من المدينة المنورة أفضل أنموذج فى تاريخ البشرية، سواء فيما بين المسلمين، أم فيما بينهم وبين الطوائف الأخرى من سكان المدينة .
فقد رسخ الإسلام مبدأ المؤاخاة ووحدة الصف، حيث يقول الحق سبحانه وتعالى: «وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا» (آل عمران: 103)، ويقول سبحانه: «وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ» (الأنفال: 46)، ويقول نبينا (صلى الله عليه وسلم): «لا تحاسدوا، ولا تناجشوا، ولا تباغضوا، ولا تدابروا، ولا يبع بعضكم على بيع بعض، وكونوا عباد الله إخوانا، المسلم أخو المسلم، لا يظلمه ولا يخذله ولا يحقره، التقوى هاهنا - ويشير إلى صدره ثلاث مرات - بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم، كل المسلم على المسلم حرام: دمه وماله وعرضه» (رواه مسلم).
كما تعد وثيقة المدينة أعظم أنموذج لفقه العيش الإنسانى المشترك فى تاريخ البشرية، فقد أكد فيها نبينا (صلى الله عليه وسلم): أن يهود بنى عوف، ويهود بنى النجار، ويهود بنى الحارث، ويهود بنى ساعدة، ويهود بنى جشم، ويهود بنى الأوس، ويهود بنى ثعلبة، مع المؤمنين أمة، لليهود دينهم وللمسلمين دينهم، وأن بينهم النصر على من حارب أهل هذه الصحيفة، وأن بينهم النصح والنصيحة، والبر دون الإثم، وأنه لا يأثم امرؤ بحليفه، وأن النصر للمظلوم، وأن اليهود ينفقون مع المؤمنين ما داموا محاربين، وأن الجار كالنفس غير مضار ولا آثم، وأن بينهم النصر على من دهم يثرب، وأن من خرج منهم فهو آمن، ومن قعد بالمدينة فهو آمن، إلا من ظلم أو أثم، وأن الله (عز وجل) جار لمن بر واتقى، ومحمد رسول الله (صلى الله عليه وسلم).
فأى إنسانية، وأى حضارة، وأى رقي، وأى تعايش سلمى، أو تقدير لمفاهيم الإنسانية، يمكن أن يرقى إلى ما كان من تسامح رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وإنصافه، ألا ترى إلى قوله (صلى الله عليه وسلم): «لليهود دينهم» قبل أن يقول: «للمسلمين دينهم»، ليكون فى أعلى درجات الإنصاف والتسامح.
2- المسجد ورسالته، تلك الرسالة التى تقوم على أن المسجد للعبادة والذكر والتربية على مكارم الأخلاق، وكل ما يحقق مصالح الخلق، ويسهم فى عمارة الكون وتحقيق الأمن والسلم المجتمعى والإنساني.
3- السوق الذى أقامه ورسخ دعائمه النبى (صلى الله عليه وسلم) ليرمز بذلك إلى أهمية الاقتصاد والعمل والإنتاج فى حياة الأفراد والأمم والشعوب، فديننا قائم على فن صناعة الحياة، وعمارة الدنيا بالدين، وليس تخريبها أو تعطيل الأخذ بأسبابها باسم الدين، ذلك أن الهجرة نفسها مبنية على أمرين متلازمين، هما: حسن التوكل على الله (عز وجل)، وحسن الأخذ بالأسباب.
كما أن بالهجرة درسًا مهمًا لا يمكن تجاهله أو تجاوزه، هو تكامل الأدوار فى رحلة الهجرة بين أبناء المجتمع جميعًا من الرجال والنساء والشباب، ففى الوقت الذى صحب فيه أبو بكر (رضى الله عنه) رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وواساه بنفسه وماله، حتى قال النبى (صلى الله عليه وسلم): «إن من أمنّ الناس عليّ فى صحبته وماله أبا بكر» (صحيح البخاري)، نام ذلك الشاب الذى نشأ فى بيت النبوة على بن أبى طالب فى مكان النبى (صلى الله عليه وسلم) فى أنموذج فريد من نماذج التضحية والفداء، كما أن النبى (صلى الله عليه وسلم) قد عهد إليه برد الأمانات التى كانت عنده (صلى الله عليه وسلم) إلى أصحابها، إلى جانب هذا وذلك كانت أسماء بنت أبى بكر المعروفة بذات النطاقين تشق طريقها إلى غار ثور بالطعام إلى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وصاحبه، وقد ضمت بيعة العقبة الثانية اثنين وسبعين رجلا شبابًا وشيوخًا وامرأتين، مما يؤكد على أن التعاون والتكامل والتنسيق وصدق النية وإخلاصها وتغليب العام على الخاص من أهم أسباب النجاح، فالعلاقة بين الرجل والمرأة، وبين الشباب والشيوخ ينبغى أن تكون علاقة تكامل وتكافل وتراحم، لا علاقة نزاع ولا شقاق، فللرجل حقوقه وعليه واجباته، وللمرأة مثل ذلك، كما أننا فى حاجة إلى خبرة الشيوخ وحماس الشباب معًا، يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم): «لَيْسَ مِنَّا مَنْ لَمْ يُوَقِّرْ كَبِيرَنَا، وَيَرْحَمْ صَغِيرَنَا، وَمَنْ لَمْ يَعْرِفْ لِعَالِمِنَا حَقَّهُ» (الترمذي).
أما المفهوم الأعظم للهجرة فهو كونها لله ورسوله، كونها هجرة من الضلال إلى الهدى، ومن الظلمات إلى النور، ومن الظلم إلى العدل، ومن الكذب إلى الصدق، ومن الخيانة إلى الأمانة، ومن خلف العهد إلى الوفاء به، ومن البطالة والكسل إلى العمل والإنتاج، يقول الحق سبحانه: «إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ» (الرعد: 11)، ويقول نبينا (صلى الله عليه وسلم): «المسلم من سلم الناس من لسانه ويده» (البخاري).

وزير الأوقاف

مقالات مشابهة

  • نساء في حديث خاص لـ (الأسرة): الولاية إكمال للدين وإتمام النعمة لأمة محمد وغلبة وفلاح للموالين
  • عيد الغدير.. استحضار للبلاغ التاريخي وترسيخ لمبدأ الولاية في الإسلام
  • بداية نزول الوحي على النبي
  • الإفتاء توضح ضوابط الهديا إعطاءً وقبولًا
  • فى ظلال الهجرة النبوية المشرفة
  • أمين الفتوى يحذر من هذا الأمر في زيارة غار حراء.. فيديو
  • حكم قول "الحمد لله حتى يبلغ الحمد منتهاه"
  • فضل الصلاة على النبي يوم الجمعة
  • فند مغالطات الولاية الحوثية.. هبرة: ما يجري صراع على السلطة ولا علاقة له بالدين
  • أمير المؤمنين ويعسوب المتقين وكره اليهود لشخصه