رأي الوطن : مدينة تعزز الحركة التجارية
تاريخ النشر: 25th, September 2023 GMT
يَسير قطار التنمية العُمانيُّ بخطًى ثابتة نَحْوَ الوصول للتنويع الاقتصاديِّ المأمول، وذلك عَبْرَ ما حقَّقته سلطنة عُمان من بنية أساسيَّة كبرى قامت على تعظيم الاستفادة من الموقع الجغرافيِّ المتميِّز الذي تملكه، عَبْرَ إقامة مجموعة من المُدُن الاقتصاديَّة والحُرَّة والصِّناعيَّة، مرتبطة بشبكة طُرُق بالموانئ والمطارات التي تقع في قلْبِ حركة التجارة الإقليميَّة والعالَميَّة.
ومن هذا المنطلق، وسعيًا لتحقق تلك الأهداف، تواصل سلطنة عُمان سياستها السَّاعية إلى إقامة منظومة من المُدُن الاقتصاديَّة والصِّناعيَّة والحُرَّة، تكُونُ جاذبةً للاستثمار وقادرةً على توطين الصِّناعات المختلفة، وإقامة مشاريع تنطلق بالقِطاعات الاقتصاديَّة التي تمتلك البلاد مُقوِّماتها، لِتمزجَ بَيْنَ عبقريَّة المكان والقدرات الواعدة، فقد طرحت الهيئة العامَّة للمناطق الاقتصاديَّة الخاصَّة والمناطق الحُرَّة مناقصة للشركات العُمانيَّة والشركات السعوديَّة عَبْرَ نظام التناقص الإلكتروني (إسناد) للتنافس على تقديم الخدمات الاستشاريَّة المتعلِّقة بالتصميم والإشراف على تنفيذ مرافق البنية الأساسيَّة للمنطقة الاقتصاديَّة المتكاملة بمحافظة الظاهرة، والتي سيكُونُ لها دَوْر كبير يتكامل مع مثيلاتها المنتشرة في رُبوع البلاد، لِتحقيقِ الأهداف التنمويَّة، وستُشكِّل رافدًا اقتصاديًّا للسكَّان المحلِّيين في محافظة الظاهرة.
ولعلَّ دعوة الهيئة للشركات المتخصِّصة المحلِّيَّة للاطِّلاع على تفاصيل ومواصفات المناقصة عَبْرَ الموقع الإلكتروني للأمانة العامَّة لمجلس المناقصات، مُحدِّدةً تاريخ الثاني من أكتوبر القادم آخر موعد لشراء مستندات المناقصة والمشاركة فيها، والإعلان عن تنظيم زيارة للشركات الراغبة في المنافسة على المشروع لمعاينة موقع المنطقة، في الثالث من أكتوبر المقبل، وتحديد تاريخ السادس والعشرين من أكتوبر كموعدٍ أخير لاستلام العطاءات، يؤكِّد العزم الكبير لسرعة إنجاز هذا المشروع الواعد، الذي جاء بعد استكمال الدِّراسات التفصيليَّة والمُخطَّطات الخاصَّة بإنشاء المنطقة الاقتصاديَّة المتكاملة بمحافظة الظاهرة، والتي تتضمَّن التصميم والإشراف على مرافق البنية الأساسيَّة للمرحلة الأولى، وتشمل الطُّرق والتمديدات الكهربائيَّة وشبكة المياه والصَّرف الصحِّيَّ، وشبكات الاتِّصالات وشبكات الغاز، ومعالجة المخلَّفات الصِّناعيَّة ومرافق المنطقة الضروريَّة من المباني الإداريَّة والمباني التجاريَّة وبعض التسهيلات المصاحبة لها. إنَّ العمل على تطوير المرحلة الأولى من المُخطَّط الشامل لتطوير المنطقة الاقتصاديَّة المتكاملة بالظاهرة، يأتي في سياق ما تُمثِّله تلك المنطقة من أهمِّية كبرى يعوَّل عَلَيْها دَوْر استراتيجيٌّ في تعزيز التجارة البَيْنيَّة بَيْنَ سلطنة عُمان والمملكة العربيَّة السعوديَّة من خلال استقطاب الشركات من البلدَيْنِ لإنشاء مشروعاتها ضِمْن المنطقة وإيجاد شراكات اقتصاديَّة للوصول إلى تقليل تكلفة الإنتاج والتصدير، وتسهيل عمليَّة توفير السِّلع والمنتجات وتوفير صناعات نوعيَّة، فضلًا عن إسهام المنطقة في إيجاد فرص عمل للشَّباب العُمانيِّ في مختلف القِطاعات والمجالات تحقيقًا لأهداف رؤية «عُمان 2040»، ما يصبُّ في صالح التبادل التجاريِّ بَيْنَ البَلدَيْنِ الشَّقيقَيْنِ، ويفتح بوَّابة جديدة للمنتج العُمانيِّ.
المصدر: جريدة الوطن
كلمات دلالية: الع مانی
إقرأ أيضاً:
انتهاء الازمة الروسية الأوكرانية وتأثيرها الاقتصادي على العراق
كتب بلال الخليفة
ان الازمة الأوكرانية قد انعشت الإيرادات النفطية للدول المنتجة للنفط ومنها العراق وخصوصا ان الإيرادات النفطية تصل بحدود 90 % من اجمالي الإيرادات العامة للعراق، حيث ان الازمة رفعت أسعار النفط حتى وصل الى 120 دولار في الأسابيع الأولى من الازمة وذلك خوفا من احتمال حدوث نقص في امداد النفط.
حتى توقع بعض البنوك والمراكز البحثية ان في حالة انقطاع امداد النفط نهائيا قد يصل بسعر النفط الى 300 دولار.
ولكن بعد ذلك استقر سوق النفط بحدود 80 دولار بعد ان وجدت روسيا منافذ لبيع النفط باقل من السعر العالمي وخصوصا بيعها للصين .
ان الازمة اثرت بالاقتصادات العالمية باتجاهين، الأول ارتفاع أسعار النفط يعني زيادة الإيرادات للدول المنتجة وفي نفس الوقت ازداد العبء على الدول المستهلكة والاتجاه الثاني ان ارتفاع النفط أدى الى ارتفاع أسعار الطاقة المزودة لكل المصانع وارتفاع نقل السلع وبالتالي ان أسعار السلع والمواد ارتفعت وفي إحصائية ان الازمة أدت الى ارتفاع التضخم بحدود 8 % عالميا.
ان الرئيس ترامب وفي ايام حملته الانتخابية وعد بإنهاء الحرب بين روسيا وأوكرانيا وكذلك صرح بعد الفوز ان الحرب يجب ان تنتهي وخصوصا انه ارسل العديد من الرسائل الإيجابية لروسيا ولان أمريكا ترامب تتبع استراتيجية مختلفة تماما عن الذين سبقوه وهي استمالة روسيا اليها بدل استعدائها، وخلاصة الامر ان الحرب ستنتهي قريبا .
ونتيجة لذلك ستنخفض اكثر أسعار النفط نتيجة لزوال التوتر والخوف من النقص من امداد الطاقة .
ويوجد سبب اخر يهدد أسعار النفط بالانخفاض وهو ان الرئيس ترامب في وعودة الانتخابية وكذلك في منهاجه الحكومي تضمن العمل على خفض أسعار النفط.
والخلاصة ان النفط حتما ستنخفض أسعاره.
ان منظمة أوبك بلس عادة ما تأخذ قرارات كي تحافظ على أسعار النفط بالمستوى الملائم لها بحدود 80 دولار وبالتالي من المتوقع ان تخفض حجم التصدير كي تحافظ على أسعار النفط ولكن توجد عقبة في هذا القرار وهو وجود الرئيس ترامب الذي يهدد بتشريع قرار نوبك لمعاقبة الدول المنتجة للنفط في حال ان أسعار النفط تضر الدول المستهلكة.
خلاصة الامر ان أسعار النفط ستنخفض بحدود 60 دولار نتيجة الأمور التي تم ذكرها أعلاه.
ان العراق وكما ذكرنا ان اقتصاده ريعي معتمد كليا (90%) على الإيرادات النفطية وان الازمة كانت في مصلحته وان انتهاء الازمة ستزيد من الصعوبات الاقتصادية على العراق لان موازنة العراق مبنية على سعر برميل النفط 75 ، مع العراص رغم ذلك ان العجز في الموازنة العامة الاتحادية هو بحدود 60 تريليون دينار، وان انخفض سعر النفط دون ذلك يعني زيادة في العجز وبالتالي ان الحكومة ستتخذ عدة قرارات لتجنب عدم المقدرة بدفع الرواتب ، حيث توجد عدة احتمالات ومنها:-
1 – تخفض قيمة الدينار العراقي.
2 – الاستدانة الخارجية والداخلية عن طريق السندات
3 – تخفيض الموازنة الاستثمارية الى اقل ما يمكن.
4 – الزيادة في فرض الرسوم والضرائب والجبايات